2014-06-15, 16:30
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل أنت كالنخيل مرتفعا يرمى بحجر... فيرمي أطيب الثمر؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن الاكرمين
استاذتي الكريمة تحياتي...
نمتلك كلنا حق الخطأ ،ذلك المتتالية المنطقية لحقِّ الاختلاف. وهو حقٌّ واجب تفرضه ممارسةُ الحرية الفكرية التي تنطوي على إمكانات الإصابة في الاجتهاد أو دون ذلك. فإخلاص المجتهد النية الصادقة لتطويع المعرفة قد ينجح ، و قد يضل في وضع الضوابط الاولية مما يحول دون تحقيق النتائج المستهدفة ، وقد تغيب او يغيب -" بضم الياء الاولى" -معلومة لها الدور الاساسي ، فيقبل فيما هو عليه، مفترضًا أنه يرتضي السبيل الأمثل للوصول إلى كنه الحق. ولكن وجه الحقِّ لا يميط اللثام عن نفسه لطالبيه في كلِّ المرات؛ وينتهي الامر إلى ما نَصِفُه بالخطأ، الذي لا ينفي حسن المقصد والنية وجدية الغايات المرجوة .... من تم نقر ان الخطأ في السياق المعرفي عنصر تميُّز، وليس فعل ناقص، أو مسوغا يستوجب القدح والتنقيص، خصوصًا أن المعرفة نسبية وتطورها متلاحق، وأن التقدم في البحث لا يستوجب تدبير النتائج عبر الاهواء ، وانما ترك فرضيات تبني لبنات النتائج الغائبة. فالخطأ في العلوم التجريبية " الطبيعية "غير الخطأ في الاوساط الاجتماعية " العلوم الانسانية ". الأول متكرر تكرار التجارب المعملية او المخبرية التي تنطلق من فرضيات، قد تفشل أوتصح في حلٍّ لمشكلة قائمة، أو إيجاد بدائل لمعطى من المعطيات،اما الثاني وهو الاعم تداولا ففيه قول .... اما الخطا المتداول وهو الفعل المتداول في الطبقة الاجتماعية ،فحده الاول مصدر عفوي والثاني تعمدي: فالاول ينشا عن نية غير مبيتة لكنه يلحق الضرر بالآخرين بشكل مباشر او غير ذلك ،وباعتراف صاحبه – وهو المطمح الاجتماعي الذي نرتضي للمغاربة كسلوك مدني – فلا لوم عليه ولا تثريب ،ولكن الامر يستفحل فيما اذا كان له نتائج سلبية ،فاعتقد ان الامر يستحمل وجهين لا محيد عنها ،الاول وهو المرجعية الدينية فالله غفور رحيم ،والتوبة تشفع الفعل في حدوده الدنيا دون الكبائر -"والله الاعلم "- بقدرة الاله ، هنا اذا تعلق الامر بعلاقة العبد مع ربه. الثاني وهو الخطا المنعكس على الفرد " حقوق العباد " ، فثمة يبدأ البحث عن منشأ الخطأ ومدى الضرر الذي ألحقه ،ثم موقف المتضرر منه ومدى قابلته للعفو او المطالبة بالحساب الدنيوي / الاخروي ... نرجع الى الخطأ المقصود ان لم نقل عليه متعمد ، نية السوء مبيتة فيه،نتائجه تقوض اركان الاسر والمجتمع،امتداده يبقى طيفا لا نتوقع متى يزول .اذا والعملية كذلك ، وقبل البحث عن العفو او الانتقام او ترك الامور للقدر او للسلطة القضاء ، فاني ابحث اولا عن كيفية ابراء " البراءة بمفهم القانون " المستهدف من الخطأ امام المجتمع وإرجاع الحق له وانصافه بشكل عادل، هذا الطلب يتطلب اولا الشجاعة الكافية للجميع فضلا عن مكاشفة تبتغي موضوعيةُ بدون تحيُّزات للانتماء العرقي او الاعتقاد الديني او التوجه السياسي ... ومن اعتقادي فالعفو او طلب القصاص مرده للشخص الذي مسه الخطأ من حيث : &;مدى حجم اتساع وعمق الخطا، &;مدى امتداد اوجه الخطا الاخطبوطي على فئة معينة اوفئات اجتماعية اخرى ، &;مدى شساعة مساحة الخطا ، &;مدى مقدارضرره المعنوي والذاتي. فذا كان الخطأ قد مس الثوابث الدينية او الأعراف العامة أو القيم الاجتماعية ، فالخطأ هنا نقيضٌ واضح للصواب بلا برهنة ولا استدلال ولا تبريرات فالحق حق والباطل بين ولو تلون بالوان الطيف.... اما مسلك التسامح الذي يجب امتلاكه في أحوال الخطأ، هو تصحيحه بالحجة المقنعة والمعلومة الضابطة ،والعلة المنطقية والسببية المبنية على قواعد واصول الدين ، و المجادلة بالتي هي أحسن، واخيرا العفو عند المقدرة .... قد سبحت بنا أخي محسن في عوالم الخطأ وأنواعها وماهية قبولها للصفح أو لا ...
لكنني طرحت الموضوع من خلال التركيز على المعاملات بين الناس والتي في كثير من الأحيان تقوض العلاقات الإنسانية وتكسر الخيط الرقيق الذي يجمعهم.
ورود الخطأ وسوء تفاهم أمر طبيعي في الحياة الطويلة العريضة التي يعيشها الإنسان وهو ينفتح على العوالم ،فيتعارف على نماذج من الناس ويبني معهم علاقات ...تجده يحصد علاقات مهنية متنوعة،وصداقات متعددة ...
الإشكال الحقيقي الذي قد يعترض طريق هذه العلاقات حين يبدأ سوء التفاهم ،ويكون الإختلاف في وجهات نظر ،أو القناعات التي يقتنع بها الشخص وتكون ريزة شخصيته...
ويبقى السؤال الجدير بالمناقشة :
هل كلما اختلفنا صرنا أعداء ؟
كيف نتعامل لحظة الإختلاف هل نترفع كالنخيل مهما رميته بالحجر يرمي بأطيب الثمر ؟
أم يسل السيف من غمده ليسفك الروح الإنسانية التي جمعتهم؟
هل لنا القدرة على الصبر وكظم الغيظ لحظة الإختلاف ؟
أم أننا نضرب كل القيم عرض الحائط لنبرز الأنا فينا ولنحفظ للنفس الأمارة كرامتها ؟
أنتظر تفاعلكم الجميل إخوتي الكرام...
لا تحرموني آراءكم الوازنة وقد عز عليكم الكلام | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |