الأستاذ / المتعلم : أية علاقة ؟ / ورقة شكلت أرضية لنشاط صفي - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-01-06, 20:55

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

الأستاذ / المتعلم : أية علاقة ؟ / ورقة شكلت أرضية لنشاط صفي

الأستاذ / المتعلم : أية علاقة ؟ / ورقة شكلت أرضية لنشاط صفي
ورقة شكلت أرضية نقاش لنشاط صفي
المدرس و التلميذ...أية علاقة ؟

الفئة : الجذع مشترك علوم 8 تأطير : ذ الحسناوي

الورقة من إعداد : زينب اشعيبا / محسن بنسكى

مقدمة
تعتبر المؤسسة التعليمية فضاء تربويا اجتماعيا، يعنى بتربية وتعليم التلاميذ وتنشئتهم وإعدادهم للحياة. ومن المفروض أن تسود بها كل أشكال العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تطبع المجتمعات البشرية، في إطار تعامل وتفاعل وتبادل المعرفة والاحترام والخبرات والتعاون وتوطيد القيم الحميدة الضامنة لحياة أفضل.

1-طبيعة العلاقة بين المدرس و التلميذ :
إن المتتبع للعلاقات الاجتماعية داخل الفضاء التربوي، يمكن أن يقف بالملموس، وبشكل عام،على ظاهرة بارزة أضحت تغزو المؤسسات التعليمية تتمثل في عدة اختلالات على مستوى التعامل الفردي والجماعي و العلاقات بين المدرسين والتلاميذ.
فخلال هذه السنوات تعددت مظاهر العنف و الانفلات التي تجري بدور التربية و التعليم و تدهورت العلاقات بين الأساتذة و التلاميذ و تطورت إلى السب و الشتم و الضرب والاعتداء. ونضرب لذلك أمثلة حية :
1- لقي طفل مصرعه على يد مدرس ضربه في بطنه لأنه لم يقم بحل الواجب وقضى عليه
فمات التلميذ.

2- دخل الأستاذ إلى الصف فوجد طالبا يكتب على دفتره، وطلب منه حينها أن يغلق الدفتر مستخدماً ألفاظا نابية، من ثم سحب الأستاذ دفتر الطالب وضربه به على رأسه، وعندما سأله الطالب عن سبب الضرب، قام الأستاذ بخلع ساعته، وتغيير مكان خاتمه الكبير من خنصره إلى إصبعه الأوسط، وانهال عليه بالضرب على وجهه وعينه مما ألحق الضرر بشبكية عينه.

3- أحيل طالب يدرس بكلية التربية على المجلس التأديبي ،وحرم من استكمال امتحاناته بعد أن صفع وركل أستاذا جامعياً طلب منه الجلوس في مكانه بعدما انتقل للجلوس بالقرب من طالبة .
4- قصة يرويها أحد الأساتذة : دعيت لحضور حفل بسيط داخل إحدى فصول الثانية إعدادي ، فطلب التلاميذ من زميل لهم تقليد مدرسي الفصل فقام معلنًا أنه سيقلّد مدرّس اللغة الإنجليزية ،ثم خرج من الفصل إلى الممر، و أغلق الباب وراءه، وغاب برهة بالخارج ، ودخل كالعاصفة ضاربًا الباب بركلة شديدة، ناظرا إلى زملائه بامتعاض شديد وهو يقول: (good morning dogs) وقبل أن يتخلص الجميع من وجومهم و الحرج البادي على وجوههم بسبب وجود ضيف غريب أعلن التلميذ أنه سيقلد مدرس الرياضيات, فوجّه سؤالا في جدول الضرب إلى أحد زملائه، الذي تردد في الإجابة ، ثم وجّه السؤال نفسه لتلميذ آخر أجاب إجابة صحيحة ، فطلب منه أن يصفع الأول على قفاه.. ونفذ صاحب الإجابة الصحيحة الأمر بدقة، وزاد الوجوم، و قفز مدرس حاذق يدعونا إلى تناول المشروبات و الحلوى الموضوعة أمامنا وأدركت أنه يمنع بذلك كشف المزيد مما يحدث في الفصل الدراسي .

5- تعرض تلميذ للضرب على يد مدرس عقابا له على خروجه من الفصل مع أحد زملائه للسؤال عن سبب تأخر المعلم عن الحصة.و قد أشير إلى أن المعلم أمطر التلميذ وزميله بأربعة أسواط دون أن يكون هناك مبرر يستدعي كل هذا العنف إضافة إلى أنه متفوق في دراسته وبشهادة المدرسة.

6-اعتداء أستاذ على تلميذ يدرس بالإعدادية و قد أفادت المصادر و التحقيقات أن الأستاذ المعتدي كان يتعرض منذ مدة طويلة لمضايقات متتالية من طرف هذا التلميذ الذي لا يدرس عنده أصلا ، بل يدرس عنده أحد إخوة هذا التلميذ الذي عوقب من طرف هذا الأستاذ ، وهو تلميذ بمستوى السنة الثالثة بالثانوي الإعدادي، يضايق هذا الأستاذ داخل وخارج المؤسسة بكلمات بذيئة وألفاظ غير لائقة وإهانات متتالية مما جعل الأستاذ يحمل معه سلاحا أبيض للدفاع عن نفسه في حالة الاعتداء من طرف هذا التلميذ الذي يتميز ببنية جسدية ضخمة. كما أن هذا الأستاذ اشتكى مرارا لأهل الضحية للتدخل لوضع حد للتجاوزات التي تصدر من ابنهم، غير أن الضحية استمر في مضايقة الأستاذ. وفي يوم من الأيام تهجّم الضحية كالمعتاد على الأستاذ بالإهانة والسبّ مما جعل الأستاذ يخرج السلاح الأبيض لتهديد الضحية.

2-الأسباب و المعيقات :

إن تشنج العلاقة بين الأستاذ والمتعلم ناتجة أساسا عن غياب التواصل بين المتعلم والأستاذ وعدم تلبية حاجات المتعلم المعرفية والنفسية والاجتماعية حسب مرحلة نموه. و باعتبار التلميذ يعيش جوا مشحونا بالاضطرابات فهو يحتاج إلى والديه ومعلمه باعتباره المربي الثاني فهو مسؤول عنه بشكل أو بآخر في هذه المرحلة،ذلك لما للنمو الفزيولوجي والعقلي للتلميذ المراهق وما يخلفه من تأثيرات على المستوى الانفعالي والاجتماعي والعلائقي داخل أسرته ومحيطه المدرسي وبالأخص على مستوى تحصيله الدراسي .
فإذا تناولنا مسؤولية الأستاذ بخصوص هذه الظاهرة نقف على الأسباب التالية : تعامل الأستاذ مع الطفل أو المراهق كراشد ولجوؤه إلى أساليب الضرب و الشتم و السب نتيجة جهله بخصائص مستويات نمو الطفل و خصائص المراهق النفسية وحاجاته, و هؤلاء الأساتذة يفتقدون المشروع التربوي المتكامل ،لأن الأستاذ الذي لا يحمل مشروعا تربويا لا يمكنه أن يقيم علاقة تربوية مع متعلميه.بالإضافة إلى كون بعض رجال التعليم غير مكونين و لا يفقهون سوى إهانة المتعلمين، بالرغم من أن البرامج الإصلاحية صالحة لبعض ما نحتاج إليه الآن لإصلاح المنظومة التربوية.واعتماد مبدأ “الرجل المناسب في المكان المناسب” و تحفيز الأساتذة على التكوين المستمر/التكوين الذاتي.
*أما إذا أخذنا الطرف الثاني في المعادلة أي التلميذ فنجد الأسباب التالية :
مرور الطفل خلال السنوات الأولى من حياته بخبرات عدوانية بسبب ما يفرضه الوالدان عليه من قيود تكون أحياناً مصحوبة بالقسوة. هذه المشاعر التي كان الطفل يوجهها نحو الوالدين
تتحول إلى أشخاص آخرين يشغلون نفس الدور الذي يقوم به الوالدان. ولهذا يجد المعلمون أنه قد تحولت إليهم نفس المواقف التي كان الطفل يقفها حيال والديه ، فنجد التلميذ الذي يكره والده بسبب قسوته عليه ، قد يجد في المدرس متنفساً لا يستطيع أن يجده في المنزل ، فتنتقل الكراهية الناشئة من قسوة الوالد إلى المعلم بحكم مابين المعلم والوالد من أوجه الشبه في لاوعي المراهق أو الطفل . كل هذا يجعل الطفل و المراهق يفقدان الثقة في النفس وفي المجتمع وفي المدرسة وفي المدرسين ، و يتم التعامل مع الآخرين على أساس السلطة و العدوانية . كما نجد أن الجبروت والتعسف الذي يسلكه الأستاذ مع تلاميذه ، يشجع على شحن شخصية التلميذ بعوامل الكراهية ، بل وأكثر من ذلك فإن المدرس عندما يملي على الأطفال طرق السلوك ومبادئ الأخلاق وفكرة الواجب ،و يمزج هذه الأفكار في أنفسهم بصورة التعسف والقهر، تصبح هذه الأفكار والمبادئ نفسها محملة بآثار الصراع والكراهية ، فيخلق أطفالاً قد يقومون بالواجب ولكنهم لا يحبونه ،أو يخلق أشخاصاً قد يكونون طيبي الخلق ولكنهم غير سعداء بطيب خلقهم ، يعملون الواجب ويتبعون الفضيلة بنفس الروح التي تجعلنا نتجرع الدواء المر.
و بالإضافة إلى هذا ، نجد أن الإعلام قد يلعب دورا هاما في الإساءة إلى شخصية الأستاذ وتشكيل صورة خاطئة عنه في عقول الناس.و بهذا فالإعلام بشكل عام لم يقم بتعليم الناس كيفية احترام المدرس وتقديره ،إذ نجد – و خاصة في وصلات الإشهار- مشاهد السخرية وقلة الاحترام من طرف الطلبة تجاه المدرسين . و بهذا يعكس الطالب /التلميذ ما يتلقاه في الإعلام في شكل سلوكات غير سوية تلقاها بشكل سلبي في الأفلام و الوصلات الإشهارية في علاقته بالمدرسين في المدارس.

3- الحلول/ مقاربات معالجة العلاقة غير السوية بين الطرفين

إن العلاقة ما بين الأستاذ والتلميذ يجب أن تكون مبنية على التقدير والاحترام المتبادل، وأن على الأستاذ اتباع أساليب سليمة من أجل تواصل أفضل مع التلميذ،و التعامل مع الجميع بطريقة بناءة أساسها الاحترام والتقدير المتبادلين وأن يقدر مستوياتهم جميعا لفهم جميع مشاكلهم، خاصة خصائص المراهق النفسية وحاجاته، كما يجب عليه تجنب التعنيف سواء المادي أو الرمزي ، لأنه لا يسهم سوى في ترويع التلميذ والحد من قدراته على التركيز وعدم تشجيعه على المشاركة الفعالة المثمرة في القسم .
و كما أن للتلميذ حقوقا فإن عليه واجبات يجب عليه الالتزام بها ، كاحترام الأستاذ، إنجاز واجباته المنزلية، عدم التغيب عن حضور الحصص إلا بعذر مقبول... الشيء الذي قد يسهل من عمل الأستاذ و يشجعه على تقديم عطاء أفضل.كما يجب تشجيع الآباء لأبنائهم وتحفيزهم على إنجاز واجباتهم المنزلية وإقناعهم بضرورة التعلم وعدم الاستهتار بالدراسة لأي سبب كان ،لأن الآباء رقم مهم في المعادلة الدراسية للتلميذ.
أما في الحالات التي يكون فيها التلميذ مضطربا و يعاني من عقد نفسية،و التي قد تكون نتاج مشاكل أسرية، فيجب على المدرس هنا أن يغلب جانب القرب من التلميذ لكي يساعده على إعلاء نزاعه . و على الآباء أن يهيؤوا لأبنائهم الجو المناسب الذي يميلون إليه، و أن يقدموا للقلقين و المضطربين منهم حنان الأسرة الذي يفتقدونه ،و الذي يمكن أن يبحثوا عنه عبر علاقات عاطفية مع شخص ما يستطيع أن يحل محل الوالدين. والغريب أن هؤلاء التلاميذ الذين يكونون في أشد الحاجة إلى محبة المعلم وعطفه واهتمامه ، هم الذين لا يمكن احتمالهم بسبب ما يصدر عنهم من سلوك شاذ ، ذلك أنهم يتباهون بأعمال الشغب والعدوان داخل فصل الدراسة.
و في النهاية نود أن نذكر مرة أخرى بضرورة الرفض القاطع لاستعمال أساليب العنف المادي أو الرمزي، وإبدالها بفتح باب الحوار والنقاش مع التلميذ بغية الوصول إلى قلبه ومنه إلى عقله. وأن نذكر أن العلاقة الإنسانية هي" إكسير العمل الناجح " فأجمل ما فيها أن
تظل الأيدي متشابكة حتى أثناء الاختلاف في الرأي أو الخصام .

04/01/2010 – ثانوية الحسن الثاني – تنجداد

************************************************** ********
ما قبل إعداد و تقديم الورقة :
◄ تزويد العارضَين بمراجع تخص موضوع الورقة
◄نصحهم بتجنب الإطالة ، و الاستفاضة في الموضوع
◄ """" بتجنب ما أمكن " الشبكة العنكبوتية في إعداد الورقة ، و التركيز على المراجع
◄""""" بضرورة استيعاب مضامين الورقة، في أفق امتلاك القدرة على التعبير ، و تعلم أساليب الحجاج أثناء النقاش .

حيثيات مناقشة الورقة

◄تحديد مسير(ة) و مقرر(ة) بشكل ديمقراطي من طرف الفئة المستهدفة
◄تنبيه المسير(ة) و المقرر(ة) إلى توخي الحياد في التسيير و التقرير
◄تخصيص 15دقيقة لقراءة الورقة
◄""" 15 دقيقة لاستكناه مضامينها و شرحها و تفسيرها شفاهيا من طرف العارضَين

◄تنبيه الفئة المستهدفة إلى تجنب تشخيص حالات / وقائع مقرونة بأسماء (التلاميذ أو السادة الأساتذة )
◄تنبيه الفئة المستهدفة إلى عدم التركيز في مداخلاتهم على الجوانب الشكلية في الورقة، و محاولة المساهمة بإضافات تغني الموضوع (تجنب الأسئلة المباشرة)
**************************************************
◄عدد المداخلات : 30 مداخلة من أصل 40 تلميذ و تلميذة
◄المدة المخصصة للنقاش : ساعتان
**************************************************

• الكفايات المستهدفة

أن يتدرب المتعلم على النقاش و المبادرة / أن يتغلب على الخجل عبر التعلم التذاوتي / أن يبوح بمجموعة من مشاكله و يفرغ مكبوتاته بخصوص مشكل أصبح يؤِرق المنظومة التربوية / أن يتدرب على الحجاج و يوظف أساليب الإقناع شفاهيا / أن يتدرب على الإصغاء و التلخيص و التقاط الأهم / أن يمارس الفعل الديمقراطي و يتشبع بثقافة الاختلاف و احترام الرأي الآخر .

• ملاحظة : الورقة لم تنقح بالشكل الذي يحس فيه التلميذ بانتفاء مجهوده الشخصي ، إذ تم التركيز فقط على تقويم بعض الصياغات التعبيرية التي يمكن أن تؤثر على وضوح الرسالة/ الخطاب

ذ
الحسناوي ادريس
http://www.almoudaris.com/news.php?readmore=537

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=61095

آخر تعديل ابن خلدون يوم 2010-01-06 في 20:57.


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :