منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

تصور نفسك تنظر إلى جمع كبير من الناس تحت حر لم تشعر بمثله في حياتك السابقة وأنت تستمتع بظل العرش، وقد سقاك الباري تعالى وكثيرون عطشى.. تصور نفسك وقد مررت سريعا على الصراط، ووزنت أعمالك، وأعطيت كتابك، فنظرت فإذا النتيجة مبشرة، فسعدت أيما سعادة.

فكرت فيمن يشاركك فرحتك، فلم تجد سوى أهلك، فأسرعت لتبشرهم، ووجهك مهلل.. ثم تصور نفسك وقد جاءك مناد يبلغك أن لك أن تشفع في سبعين من الناس، فازددت فرحة إلى فرحتك، وكيف لا وأنت كما تحب أن تدخل الفردوس تحب أن يكون معك أحبتك: والداك وزوجتك وأبناؤك وعدد من أقاربك، وآخرون أحببتهم في دنياك، وتمنى لو يكونوا معك حتى تكتمل سعادتك؟

وتصور نفسك الآن وأنت في ظلال ونهر، جالسا على أريكة بهية، تتمنى الفاكهة فتدنو منك الأغصان، وأنت في مجمع من الناس تتحدثون عن ما سبق منكم في الحياة الدنيا، وتضحكون من ذلك كله.. إنها ذكرياتكم لم تنس.

ثم تصور نفسك وأنت تنظر الآن إلى والديك وهما في ابهى حلة وفي تمام العافية بعد أن غادرهما المرض وتعب الدنيا، فصار وجهاهما يشعان نورا.

وتصور نفسك وأنت تنظر إلى أنبياء الله ورسله، بعد أن كنت تسمع أو تقرأ عنهم: هذا نوح، وهذا إبراهيم، وذاك يونس، والآخرون صموئيل وزكرياء واليسع وموسى ويعقوب... ثم لا تمل من رؤية نبينا محمد.

بين ذلك كله، تصور نفسك وأنت راض، لاتغادر السعادة عينيك ولا البسمة شفتيك وهما ترددان دون توقف:" الحمد لله رب العالمين".

إذا كان الأمر هكذا، ألست تكون سعيدا؟

بقلم: روبن هود