2014-05-18, 07:14
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | موظف يراسل عبدالإله بنكيران هل أنا مواطن ميسور؟ | سيدي* رئيس* الحكومة* المحترم في جل تصريحاتك وخاصة خرجتك التلفزيونية الأخيرة التي استعرضت فيها تبريراتك حول الزيادة في أسعار البنزين والغازوال وارتباطها بإصلاح صندوق المقاصة، انتابتني الحيرة الممزوجة بالخوف. فقد لمحت السيد رئيس الحكومة إلى تقسيم المغاربة إلى صنفين : الفقراء المحتاجين والأغنياء* الميسورين*. وأنا* إذ* أبعث* لك* هذه* الرسالة* المفتوحة* فلكي* أفهم* وضعي* : هل* أنا* مع* هذه* الفئة* أو* تلك*. فأنا* موظف* حصل* على* شهادة* في* التعليم* العالي،* خولتني* لأتدرج* في* أسلاك* الوظيفة* العمومية* حتى* صرت* منذ* سنوات* إطارا* خارج* السلم،* أي* أقصى* ما* يمكن* أن* يصله* الموظف* بعد* سنين* طويلة* من* العمل*. وبما أنك سيدي رئيس الحكومة تحب التفاصيل المملة في جميع تصريحاتك، فلتسمح لي أنا أيضا أن أبسط التكاليف والمصاريف التي أتحملها كل شهر لتقوم أنت بالحساب وتختار مع أي صنف من المغاربة ستضغني. هل إلى جانب الفقراء والمحتاجين حتى تؤكد ما قاله يوما ما مفتي مصر حين أجاز* الزكاة* في* الموظفين* أم* ستضعني* إلى* جانب* أولئك* المغاربة* الذين* يتبضعون* في* باريس* ويملكون* شققا* بإسبانيا* ويقضون* عطلهم* بالتايلاند* وجزر* هاواي؟ أولا، أنا لا أستفيد من ميزانية الدولة التي يستنزف قطاع التعليم أزيد من ربعها، لأن أبنائي الثلاثة لم يلجوا أ بدا مدرسة عمومية. وهذا ليس اختيارا أرهق به ميزانيتي شهريا بحوالي خمسة آلاف درهم (5000) أدفعها إلى المدارس الخصوصية. هذا دون احتساب تكاليف الدخول المدرسي* من* تسجيل* وتأمين* ولباس* ولوازم* مدرسية*. وأنت* السيد* بنكيران* خبير* في* مجال* التعليم* الخصوصي* وتعرف* جيدا* لماذا* يلجأ* المغاربة* إلى* هذا* النوع* من* التعليم*. ومنذ سنوات وأنا مدين للبنك الذي أقرضني من أجل بناء منزل بحي شعبي مهمش طرقه محفرة وإنارته باهتة ولا مكان فيه لفضاء أخضر. ومع ذلك فأنا مطالب بدفع مبلغ ألفين ومائتي درهم كل شهر (2200). ولا أتمنى أن تقول لي سيدي إنني أساهم في الاقتصاد الربوي لأنني كنت بين خيارين*:* إما* أن* أدوم* مكتريا* طيلة* حياتي* أو* أطلب* قرضا* من* البنك* لأمتلك* قبرا* للحياة*. وبما أنك السيد بنكيران تحب الحديث عن التضامن العائلي داخل الأسر المغربية فإنني أقول لك إن هذا التضامن يتطلب مني شهريا حوالي ألف درهم (1000) تذهب خاصة إلى الوالدة الأرملة التي تركها والدي رحمة الله عليه بدون تقاعد. لكن تقاعدها المريح يضمنه أبناؤها. وأقول لك سيدي إن لي ابنا عمره خمس سنوات ابتلاه الله بمرض مزمن يتطلب مصاريف الدواء والتحاليل وعيادة الطبيب وتصل أحيانا إلى ألف درهم. وبما أنه لا حق لي في بطاقة "راميد" فإنني أدفع كل هذه المصاريف وأنتظر تعويضات الصندوق الوطني للتعاضد التي قد تأتي أو لا تأتي. أنا فعلا أتوفر على سيارة أخبرك أنها تتحرك بالغازوال وأقول الغازوال لأن البنزين ربما أصبح مؤشرا في عهد حكومتكم على وضعية اجتماعية مريحة. سيارتي ما زالت هي الأخرى أدفع أقساطها الشهرية بمبلغ ألف ومائتي درهم (1200)، تضاف إليها مصاريف الغازوال سبعمائة درهم (700*) زد* على* كل* هذا* متطلبات* التأمين* والضريبة* والفحص* التقني* أي* حوالي* أربعة* آلاف* درهم* في* السنة* وهو* ما* يساوي* شهريا* ثلاثة* وخمسين* درهما* (350*). وصدقني* سيدي* فحتى* شراء* السيارة* لم* يكن* بالنسبة* لي* شأنا* اختياريا* لأن* تردي* خدمات* النقل* العمومي* لم* يترك* لي* أي* اختيار* حتى* لو* تطلب* الأمر* اقتراضا* انتحاريا*. سيدي أنت تعرف أكثر مني ارتباطنا كمغاربة بالعائلة والأصدقاء وهو ما ينعكس من حين لآخر على ميزانيتنا (ولادة، ووفاة، وزفاف، واستشفاء...) هذا إضافة إلى ما تتطلبه المناسبات الدينية (رمضان المبارك وما أدراك ما رمضان، وعيد الأضحى، وعيد الفطر وكساء الأطفال..). وإذا قمت سيدي الرئيس بعملية حسابية بسيطة فحتما ستجد أن كل هذه الأمور ستتطلب شهريا ما لا يقل عن خمسمائة درهم (500). ثم كم سأحسب كمصاريف عن الأكل بالنسبة لخمسة أفراد : لحم، ودجاج، وحوت "غير السردين، الشرن والكابيلا" أي ما نسميه نحن "الحوت الأسود"، خضر، وفواكه (البنان وغيره*) والحليب* (مرة* مرة*)... لنتفق* على* ألفي* درهم* (2000*). تضاف* إليها* فاتورة* الماء* والكهرباء* التي* لا* تنزل* عن* خمسمائة* درهم* في* الشهر* (500*). وأنا أتحدث إليك سيدي رئيس الحكومة أخبرك أنني لا أدخن سيجارة ولا أشرب خمرا ولا أمارس ألعاب الحظ ولا أذهب إلى المطاعم إلا إذا كنت مدعوا أو في مهمة وظيفية ولا أعرف إلا زوجتي في حاجتي. كما أقضي العطلة السنوية أنا وأبنائي إما عند العائلة أو عند الأصدقاء. والآن سيدي رئيس الحكومة وبعد أن قمت بعملية حسابية ذهنية بسيطة، لا شك أنك وقفت على ميزانيتي ولا ريب أن الأجرة قاربت أن تنتهي دون أن أصل إلى مصاريف الهاتف والحلاق و"الحمام" وشراء الملابس واحستاء القهوة رفقة الأصدقاء. فمع* من* ستضعني؟ فإذا* وضعتني* في* صفوف* المحتاجين* والفقراء* لأنني* أصرف* ما* أقتات* به* من* الميزانية* العامة* رغم* تقشفي،* فإنني* أعلن* لك* عن* تنازلي* على* الصدقة* التي* بشرت* بها* هذه* الفئة*. وإذا* اعتبرتني* إلى* جانب* الأغنياء* والأثرياء* لأنني* أملك* سيارة* مهترئة* ومنزلا* بحي* شعبي* مهمش* فأقول* لك* إنني* مستعد* لدفع* الضريبة* على* الثروة*. ختاما* سيدي* الرئيس*. أقول* لك* وأنت* أدرى* مني* في* هذا* إن* من* فضائل* الدين* الإسلامي* الوسطية* وأنا* أعتبر* نفسي* من* الطبقة* الوسطى* التي* طالما* دعا* قائد* البلاد* إلى* الاهتمام* بها* والعناية* بأوضاعها*. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=742685 |
| |