أيها الكرام .

قد يفكر بعض الأساتذة ، سواء من فئة الثانوي الإعدادي أو الثانوي التأهيلي ولوج عالم التدبير الإداري ...

وبعد الانتقاء الأولي ، و المُقابلة مع اللجنة المُختصة ، يجد السيد المدير الجديد نفسه على موعد مع مؤسسة جديدة تحترم أبسط شروط العمل : سكن إداري مستقل - بناية إدارية - ملاعب رياضية - مراحيض ...

أما في الشق الإبتدائي من العملية ، فنجد العكس بتجلياته العجيبة ، و خاصة في العالم الواسع و العريض : عالمنا القروي .

ففي هذا العالم الذي يعيش بفضاءاته مغاربة و أبناءهم ، نجد "مدارس " مفتوحة على كل شيء و أي شيء .. فليس هناك من سور يحميها ، ويحدد حرمها ! وليس هناك من سكن إداري يحفظ كرامة السيد المدير ، ولا وجود للمراحيض وإن وُجدت فبدون ماء في الغالب ! و..و..و..

وبدون حياء أو ذرة استحياء تُعلن الوزارة أن مدارسها لا تتوفر على مساكن للمديرين المقيمين !!

المناصب الشاغرة لمؤسسات التعليم الابتدائي لسنة 2014
ر

إنها قمة الإستهتار بشخصية " المدير " الذي نطالبه السهر و القيام بالتدبير التربوي للمؤسسة ، بالإضافة للتدبير المادي و المالي .. وخلق أجواء روح المواطنة و الشراكات و التعاون و..و..

طبعا ، الإقبال على هذه الأجواء هو اختيار شخصي ، ولكن هذا لا يبرر نزع الوزارة من مسؤوليتها في ضرورة توفير أجواء العمل التدريسي و التربوي ...فهي مدرسة تستوجب توفير شروط الأمان و كرامة المتعلم و المدرس و الإداري .