الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > السيرة النبوية



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-04-27, 17:09 رقم المشاركة : 76
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قبسات من حياة الرسول:


فرض الزكاة
وفي السنة التاسعة للهجرة فرضت الزكاة ونزل قوله تعالي :{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }سورة التوبة ـ آية 103

وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أمراءه وعماله علي الصدقات إلي كل ما دخل فيه الإسلام من البلدان فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلي صنعاء
وبعث زياد بن لبيد إلي حضر موت
وبعث عدي بن حاتم إلي طئ وبني أسد
وبعث مالك بن نويرة علي صدقات بني حنظلة
وفرق صدقة بني سعد علي رجلين منهم الزبرقان بن بدر علي ناحية منها وقيس ابن عاصم علي ناحية
وبعث العلاء بن الحضرمي علي البحرين
وبعث علي بن أبي طالب إلي نجران





    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-27, 17:10 رقم المشاركة : 77
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قبسات من حياة الرسول:


حجة الوداع
استمرت وفود القبائل تقدم علي رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلن إسلامها وانقيادها لهذا الدين خلال السنة العاشرة للهجرة، وأمست شبه الجزيرة العربية تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وتطهر البيت الحرام من الرجس والأوثان

وهاهو موعد الحج قد اقترب وآن للرسول صلى الله عليه و سلم أن يؤدي هذه الفريضة وأن يعلم المسلمين هذا الركن وكيف يؤدون نسكه
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في أواخر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ومعه نساؤه كلهن لأداء فريضة الحج وخرج معه من المسلمين ما لا يقل عن تسعين ألفا ووافاه في الطريق خلق لا يحصي عددهم، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حج في الإسلام
وراحت القصواء التي حملت الرسول في هجرته منذ تسع سنوات تقطع الصحراء في لين ويسر حتى بلغ الحجيج "ذا الحليفة" ميقات الاحرام لأهل المدينة فنزلوا وأقاموا ليلتهم بها واغتسلوا وتطيبوا ولبسوا ملابس الإحرام وأحرموا منها وصاروا جميعاًِ ينتظمهم زي واحد ومنهم من أهل بعمرة ومنهم من قرن مع حجته عمرة واختلفت روايات الصحابة هل كان الرسول مفردا أو قارنا أو متمتعا وسار الرسول والمسلمون وهم يقولون "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"
وفي اليوم الرابع من ذي الحجة وصل الركب إلي مكة فدخلها نهاراَ ثم سار الرسول حتى دخل المسجد الحرام من باب بني شيبة فلما رأى البيت رفع يديه وقال " اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا ولم يركع عليه السلام تحية المسجد إنما بدأ بالطواف لأنه تحية البيت ثم استلم الحجر الأسود وقبله وجعل البيت علي يساره وخبب في الثلاثة أطواف من السبع فأصبح ذلك من مناسك الحج
ولما فرغ من طوافه أتى المقام فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي وصلي ركعتين) ثم خرج فسعي بين الصفا والمروة سبعاًِ فلما كان يوم الترويه الثامن من ذي الحجة وكان الخميس توجهوا إلى منى وباتوا بها وكان ليلة الجمعة
وفي التاسع منه توجهوا إلي عرفات وفيها خطب خطبته التي تعرف بخطبة الوداع قال فيها "أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا, بهذا الموقف أبداً، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت. فمن كانت عنده أمانة فليؤديها إلي من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسترضعا في بني ليث فقتله هذيل فهو أول ما بدأ به من دماء الجاهلية
أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطع فيما سوي ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه علي دينكم
أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ـ منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
أما بعد أيها الناس فإن لكم علي نسائكم حقا ولهن عليكم حقاً لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ( شديد) فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن: كلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا بعدى كتاب الله وسنتي
أيها الناس: اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟
قالوا: اللهم نعم
فقال رسول الله: اللهم اشهد

قال ابن إسحاق: كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله ـ وهو يعرفه : ربيعة بن أمية بن خلف يقول له رسول الله ـ قل يا أيها الناس إن الرسول يقول: هل تدرون أي شهر هذا؟ يقول لهم
فيقولون: الشهر الحرام
فيقول: قل لهم إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ثم ذكر حرمة البلد مكة وحرمة اليوم ( يوم عرفة )

وفي يوم عرفة وبعد انتهاء هذه الخطبة الجامعة نزل قوله تعالي : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}سورة المائدة ـ آية 3
وعندما سمعها عمر بن الخطاب بكي فقيل له ما يبكيك فقال: ليس بعد الكمال إلا النقصان، ولعله أحس بدنو أجل النبي
وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم بلالا فأذن بعد انتهاء الخطبة ثم أقام الصلاة فصلي بهم الرسول الظهر ركعتين ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضا وكان يوم الجمعة
وبعد غروب الشمس أفاض من عرفة حتى وصل إلي المزدلفة فصلي المغرب ثم صلي العشاء ركعتين وبات المزدلفة ليلة النحر
ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة وأخذ في الدعاء والتضرع والتكبير والتهليل والذكر حتى قبل طلوع الشمس
ثم سار من مزدلفة يوم النحر حتى أتى منى فرمى جمرة العقبة، وخطب الناس خطبة بليغة ثم انصرف إلي المنحر بمنى فنحر ثم حلق رأسه
ثم أفاض إلي مكة راكبا وطاف طواف الإفاضة وشرب من ماء زمزم ثم رجع إلي منى من يومه ذلك فبات بها واستمر الرسول أيام التشريق الثلاثة ثم نهض إلي مكة فطاف طواف الوداع ونادى في الناس بالرحيل فاجتمع الناس فخطبهم ثم توجه عائدا إلى المدينة






    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-27, 17:12 رقم المشاركة : 78
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قبسات من حياة الرسول:


العود الحميد
توجه الرسول صلى الله عليه و سلم عائداً إلي المدينة بعد أن أدى مناسك الحج وعلم الناس هذه الفريضة ووصاهم فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دخلها نهارا أواخر ذي الحجة مختتم السنة العاشرة من الهجرة إليها

وشاءت إرادة الله تبارك وتعالي أن يعود الرسول إلى المدينة لا ليأخذ حظاً من الراحة، ويعيش أياما من الهدوء والسكينة بعد هذا ال**** الموصول والكفاح الدامي وهو الرجل الذي بلغ الثالثة والستين من عمره بل عاد ليواصل ****ه ويتابع كفاحه ضد أعداء الإسلام والمسلمين
فقد كتب الله على المجاهدين ورسول الله صلى الله عليه و سلم هو قائدهم ورائدهم أن تكون حياتهم كلها لله ****اً وتضحية وأيامهم كلها بذلاً وعطاء في سبيل الحق والواجب وها هو الرسول يتابع ****ه ونضاله حتى النفس الأخير من حياتهرفقد وصلت الأنباء بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم أن فروة بن عمر الجذامي وكان واليا من قبل الروم على معان وما حولها من أرض الشام فاعتنق الإسلام وبعث إلى النبي يخبره بذلك، وغضب الرومان فجردوا على فروة حملة جاءت به وألقى في السجن حتى صدر الحكم بقتله فضرب عنقه علي ماء لهم يقال له:عفران بفلسطين وترك مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه
فجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً كبيراً وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين حتى يرهب الروم ويعيد الثقة والطمأنينة على قلوب العرب المقيمين هناك ، وكان هذا الجيش يضم كبار المهاجرين والأنصار من بينهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة
ولذلك تحدث بعض الناس في قيادة أسامة لهذا الجيش فقد ظهره غلاما بجانب كبار الصحابة ولما علم الرسول بذلك غضب غضباً شديداً فخرج وقد عصب رأسه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: "أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" ثم عقد الرسول اللواء لأسامة وخرج أسامة بجيشه حتى نزلوا "الجرف" من المدينة علي فرسخ لكن هذا الجيش لم يكتب له أن يتقدم لتنفيذ مهمته تلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ حال مرض النبي واشتداده دون ذلك فتوقف أسامة وجنوده بظاهر المدينة انتظاراً لما يقضي الله به






    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-27, 17:13 رقم المشاركة : 79
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قبسات من حياة الرسول:


إلى الرفيق الأعلى
شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم بوعكة المرض الذى نزل به في أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشر للهجرة أو فى أول شهر ربيع الأول وكان مبدأ ذلك أنه صلى الله عليه و سلم خرج إلي بقيع الغرقد من جوف الليل فاستغفر لهم ثم رجع إلى أهله فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك

قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وآرأساه فقال بل أنا والله يا عائشة وآرأساه ولما ثقل عليه الوجع وهو فى بيت زوجه ميمونة رضي الله عنها دعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة فأذن له فخرج من عند ميمونة بين الفضل ابن العباس ولعلي بن أبى طالب عاصبا رأسه تخط قدماه على الأرض حتى دخل بيت عائشة رضي الله عنها
واشتد المرض برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال "هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلي الناس فأعهد إليهم, قالت عائشة فأقعدناه فى مخضب (إناء يغتسل فيه) لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول : حسبكم حسبكم وعندما أحس رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الآلام قد خفت قليلاً خرج عاصباً رأسه إلى المسجد حتى جلس علي المنبر ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم ثم قال إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا يا رسول الله فتعجب الناس من بكاء أبى بكر وكلامه ولم يعرفوا مغزاه إلا بعد ذلك
ثم أثنى الرسول علي أبى بكر فقال : إنى لا أعلم أحداً كان أفضل فى الصحبة عندى يداً منه ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن صحبة وإخاء وإيمان حتى يجمع الله بيننا عنده
ثم قال عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه ويقدم لهم النصائح الغالية ويرسم لهم معالم الطريق وأسباب النجاة التي ينبغى أن يتمسكوا بها : أما بعد أيها الناس. فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه.ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني ـ ألا وإن أحبكم إلا من أخذ مني حقاً إن كان له أو أحلني منه فلقيت الله وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مراراً
ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال يا رسول الله: إن لى عندك ثلاثة دراهم
فقال : أعطه يا فضل بن العباس
ثم قال النبي: أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقل : فضوح الدنيا ألا وأن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة
فقام رجل فقال: يا رسول الله عندى ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله
قال : ولم غللتها؟
قال : كنت إليها محتاجا
قال : خذها منه يا فضل
ثم قال: أيها الناس من خشى من نفسه شيئا فليقم أدع له
فقام رجل فقال: يا رسول الله إنى لكذاب, إني لفاحش, إني لنؤوم
فقال النبي: اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم إذا أراد
ثم قال رجل فقال : والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شئ إلا قد جنيته
فقام عمر بن الخطاب فقال له فضحت نفسك أيها الرجل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة : اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير

ثم أوصى بالأنصار خيرا فقال كما ذكر عبد الله بن كعب بن مالك : "يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيراً فإن الناس يزيدون وإن الأنصار علي هيئتها لا تزيد وأنهم كانوا عيبتي (مكمن سره) التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ثم نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم من على المنبر ودخل بيت عائشة
وفي يوم من أيام مرضه أوصى المسلمين أن يجيزوا وفد أسامة بن زيد وألا يتركوا فى جزيرة العرب دينين وقال "أخرجوا منها المشركين" وزادت وطأة المرض علي رسول الله حتى لقد تأذت فاطمة ابنته من شدة ما يلقى فقالت : واكرب أبتاه
فقال : ليس علي أبيك كرب بعد اليوم

وأغمي عليه مرة فلده أهله فلما أفاق كره ذلك منهم وكان إلى جواره قدح فيه ماء يغمس فيه يده ثم يمسح وجهه بالماء ويقول:اللهم أعنى على سكرة الموت
أبو بكر يصلى بالناس
قالت عائشة : لما استuز برسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن
فقال : مروه فليصل بالناس
قالت : فعدت بمثل قولى
فقال الرسول : إنكن صواحب يوسف فمروه فليصل بالناس
قالت : فوالله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث كان فكنت احب أن يصرف ذلك عن أبى بكر
وصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة كما ذكر الوافدي ، وذكر عكرمة انه صلى بهم ثلاثة أيام وهذه الأيام التي تخلف فيها النبي عن إمامة الصلاة كانت من أشد الأيام ثقلاً عليه

اليوم الذى قبض فيه الرسول
وظل أبو بكر يصلى بالمسلمين حتى إذا كان يوم الاثنين الذى قبض الله فيه رسوله خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عاصباً رأسه وهم يصلون الصبح فلما رآه المسلمون أفسحوا له مكانا فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله ظهره وقال: صل بالناس وجلس رسول الله إلى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبى بكر فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس فكلمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول
أيها الناس ، سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وإنى والله ما تمسكون علي بشئ، إنى لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن فلما فرغ رسول الله من كلامه
قال له أبو بكر : يا نبي الله إنى أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تحب ، واليوم يوم بنت خارجة أفآتها ؟
قال : نعم
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر إلي أهله بالسخ (من ضواحى المدينة) وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله قد أفاق من وجعه

وهكذا ظل الرسول صلى الله عليه و سلم حتى اللحظة الأخيرة من حياته حريصا علي نصح أمته معلم القلب بشئونها موضحا لها طريق الاسلام ومعالمه محذرا لها من كل إنحراف أو ضلال
قالت عائشة رضى الله عنها : وعاد رسول الله من المسجد فاضطجع في حجرى ودخل علي رجل من آل أبي بكر وفى يده سواك أخضر فنظر رسول الله إليه فى يده نظرا عرفت أنه يريده..فأخذته منه فمضخته حتى لينته ثم أعطيته إياه، فاستن به كأشد ما رأيته يستن قط ثم وضعه، ووجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثقل في حجرى فذهبت أنظر إلى وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول : بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت : خيرت فاخترت والذى بعثك بالحق
وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشر للهجرة على أرجح الأقوال
وهكذا فارق الرسول العظيم دنياه ولحق بمولاه بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد فى الله حق ****ه، وخلق من الشعب العربي شعباً جديداً كان له أعظم الأثر فى تغير وجه التاريخ الإنسانى
وقد نزلت وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصحابة كالصاعقة، فأصيبوا بذهول شديد هز كيانهم وحجب عنهم إدراك هذه الحقيقة القاسية. حقيقة أن الحياة مهما طالت لابد لها من نهاية وأن العمر مهما امتد فلابد من الموت وأن بني البشر مع هذه الحقيقة سواء قال تعالى لرسوله : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}سورة الزمر - آية 30 ولنا أن نتصور مبلغ الأسى واللوعة التى شملت المسلمين في هذا اليوم الحزين حتى أنهم لا يدرون ماذا يفعلون، ومن ذلك ما صنعه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى هذا اليوم وهو المعروف بقوته وشجاعته وثباته
فقد أنكر على من قال : مات رسول الله وخرج إلى المسجد وخطب الناس وقال "إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توفى وإن رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجل الساعة حقا فقد أقبل من منزله حين بلغه الخبر حتى نزل على باب المسجد وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة وهو مسجى (مغطى ببرد) فكشف عن وجهه الكريم فقبله ثم قال : بأبى أنت وأمى أما الموته التى كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً ورد البرد علي وجهه صلى الله عليه و سلم ثم خرج وعمر ما زال يكلم الناس فقال : على رسلك يا عمر فأنصت لكن عمر ظل مهتاجا مندفعا في كلامه فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}سورة ال العمران - آية 144
يقول من شهد هذا الموقف: والله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذها الناس عن أبى بكر فإنما هى في أفواههم ويقول عمر عن نفسه حينئذ : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت (تحيرت ودهشت) حتى وقعت إلى الأرض وما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات
وهكذا عاد المسلمون إلى رشدهم وسلوا بقضاء الله الذى لا مرد له، واستطاع الرجال الكبار الذين رباهم الرسول صلى الله عليه و سلم ليتحملوا الأمانة من بعده أن يواجهوا الموقف بثبات وحكمة فبايعوا أبا بكر الصديق رضى الله عنه بالخلافة، وأقاموا بتجهيز رسول الله صلى الله عليه و سلم ودفنه واختلفوا في موضع دفنه أيدفن في مسجده ؟ أم في بيته ؟ فقال لهم أبو بكر الصديق إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض فرفع فراشه الذي قبض عليه وحفر تحته ودخل الناس أفواجا للصلاة عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان لا يؤم أحد أحداً
وبذلك بدأت حقبة جديدة في تاريخ الدولة الإسلامية هي ما نسميها بعصر "الخلفاء الراشدين" وقد استطاع هؤلاء الخلفاء الراشدون أن يحملوا الأمانة بعد نبيهم وأن يواصلوا ال**** ضد أعداء الإسلام وأن يفتحوا أرض الله الواسعة لينشروا بين جنباتها كلمة التوحيد والهداية ولسوف يبقى دين الإسلام بمشيئة الله تعالي ما بقيت السموات والأرض ولسوف تستمر تعاليم رسول الله صلى الله عليه و سلم التى قضى حياته فى سبيل نشرها و الدعوة إليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بنبينا وأن يجعله شفيعاً لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وصلى الله على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 21:02 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd