سرطان الثدي اليوم ليس كما كان خطراً قبل 20 سنة ، حيث إن معدلات الشفاء منه تتزايد يوم بعد يوم . و إن الفضل في ذلك يعود إلى زيادة الوعي لدى المجتمعات بأهمية الفحص المبكر و إلى تطور الطرق العلاجية الحديثة .

في الغالب ليس هناك أية أعراض و لكن في بعض الأحيان هناك بعض العلامات التي تظهر ، و إذا وجدت يستدعي الأمر مراجعة الطبيب بشكل عاجل و هي : ظهور ورم غير مؤلم في الصدر ـ التغير في حجم أو شكل الثدي ـ ظهور تورم في منطقة الإبط ـ تغيرات في شكل الحلمة ـ إفرازات غير طبيعية من الحلمة .

كلما اكتشف سرطان الثدي بشكل مبكر كان علاجه أسهل ، إن الماموغرام ( أشعة الثدي ) يمكنها اكتشاف الأورام المبكرة قبل أن تصل إلى حجم كبير من الممكن أن يكون ملموس . الدراسات تشير إلى أنه إذا تجاوزت المرأة سن الأربعين يجب عليها أن تكشف بواسطة الماموغرام مرة كل سنة أو سنتين .

يعتبر الفحص الذاتي من الأمور المهمة التي تساعد في الكشف المبكر لسرطان الثدي ، فينصح أن كل أنثى تجاوزت سن العشرين أن تتعلم كيفية الفحص الذاتي في المنزل و تقوم به مرة كل شهر.

الماموغرام هي عبارة عن أشعة سينية تستعمل لفحص الثدي عند النساء

اللواتي لايشتكين من أي أعراض ويسمى ذلك بالفحص الشامل

وقد يستخدم الماموغرام لتشخيص الأورام أو التغيرات في الجلد المغطى للثدي

او عند وجود ألم أو إفرازات من الثدي .

لابد أن نعرف أن نتائجه ليس مائة في المائة

وقد يفشل في تشخيص 15 إلى 20% من الحالات

لذلك يجب أن يقترن ذلك بالاشعة الفوق صوتية

و فحص الثدي السريري والاشعة المغناطيسية لتفادي الأخطاء.

هناك ما يسمى الماموغرام الرقمي وهو عبارة عن ماموغرام يظهر كصورة

على الكمبيوتر بدلا من أن يعرضها على فلم .

وعند عرضها على شاشة الحاسوب نستطيع تكبيرها أو تصغيرها

أو جعلها فاتحة أوغامقة حسب الطلب

مما يسهل قرأته وقد يكون اكثر فائدة وخاصة لدى النساء الآتي تشتكين من ثدي كثيف

مثل صغار السن أو من يتعاطون الهرمون البديلة.

انه من المهم هو اجراء الماموغرام في مركز متخصص في الوقت المحدد لكل فئة عمرية.

الاستعداد لعمل الماموغرام ..

عدم استخدام مزيل العرق او الكريمات أو البودرة تحت الابط في يوم الفحص

لأنها قد تعطي اخطاء في الماموغرام إذا كان هناك ماموغرام قديم

احضره ليستفيد منه الطبيب للمقارنة وعادة ما يقوم اجراء الماموغرام اسبوع

بعد الدورة الشهرية حتى لا يكون الثدي مؤلم..

لابد من أخبار الطبيب عن إن كل هناك حمل أو ان السيدة مرضعة

أو أن كان هناك تاريخ جراحي لعملية تكبير الثدي وخاصة الصناعي.

كما يجب إخبار الطبيب عن الامور التالية وجود ورم أو افرازات او ألم أو

وجود سرطان في العائلة او تشخيص مسبقاً بسرطان الثدي او جراحة في الثدي.

المسح الشامل بواسطة الماموغرام لابد ان يبدء في سن الاربعين

الا اذا كان المرض متفشي في العائلة او وجود جينات ذات علاقة

فلا بد ان يبد الفحص في سن اصغر.

لابد من الفحص السريري الدوري بواسطة المختص ويبدأ عند سن العشرين.

لابد للفتيات من سن العشرين ان يتعلمن فحص الثدي الذاتي

و عمله شهرياً بعد الدورة الشهرية وتسجيل التغيرات

مثل افرازات الحلمة تغير الحجم او الشكل او اللاحساس او وجود الم.

اما الرنين المغنطيسي للثدي فهو لمن لديهم طفرات جينات براك

او من يكون احد افراد العائلة المقربين مثل الام الاخوات تعرضوا

للاصابة بسرطان الثدي او من تعرضوا للعلاج بالاشعة في سن مبكرة.

و نسأل الله لكم الصحة و العافية

لا تخافي ، إن 80 ٪ من الأورام التي تظهر على الثدي تعتبر حميدة حيث قد تظهر نتيجة لتغيرات في نسيج الثدي مما له علاقة بالدورة الشهرية للأنثى ، و لكن يجب أن تبلغي الطبيب فور اكتشافك للورم فإنه لو كان ورم خبيثاً فإن اكتشافه مبكراً هو الأساس في الشفاء التام.

ن الطريقة الوحيدة في أغلب الأحيان لتحديد ما إذا كان الورم حميداً أو خبيثاً هو عن طريق أخذ خزعة من الصدر و معاينتها تحت المجهر ، كما أن هذه المعاينة تفيد في تحديد نوع السرطان لإيجاد العلاج الملائم .

عندما يتم تشخيص الإصابة بسرطان الثدي فإن الخطوة التالية هي تحديد مرحلة السرطان ، يستخدم الأطباء المراحل من صفر إلى أربعة لتحديد ما إذا كان السرطان في الثدي فقط أو انتشر في الجسم . تحديد مرحلة السرطان تساعد على وضع استراتيجية مناسبة للعلاج.

نسب النجاة بعد التشخيص بسرطان الثدي تعتمد و بشكل كبير على اكتشافه مبكراً . تقول الجمعية الأمريكية للسرطان أنه لو تم اكتشاف السرطان و هو في المرحلة صفر فإن نسبة النجاة منه 100٪ بإذن الله ، أما لو تم اكتشافه في المرحلة أربعة فإن نسبة النجاة منه لا تتعدى 20 ٪.

لاشك أن الإصابة بالسرطان يعتبر حدث فاجع في حياة الشخص ، قد يسبب ذلك العزلة الإجتماعية للمصاب و الصعوبة في التعامل مع المرض . فيجب على المريض أن يتذكر أن هذا المرض ابتلاء من الله عز وجل و أنه مأجور بصبره عليه و أيضاً يجب على أهل المريض تقديم الدعم النفسي له.

مع الأسف ليس هناك حبة سحرية يمكنها أن تقي متعاطيها من السرطان ، و لكن هناك بعض الأمور التي إذا التزمت بها المرأة من الممكن أن تقلل من نسب إصابتها بسرطان الثدي و هي: المحافظة على وزن مثالي ـ التمارين الرياضية ـ تجنب حبوب منع الحمل قدر الإمكان ـ إرضاع الأطفال.

في الختام أرجو من كل شخص قرأ هذه الرسالة أن يوصلها إلى كل من حوله لنصل إلى مجتمع واعي و خالي من السرطان بإذن الله.