2014-04-12, 05:36
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | شرح الشرط السابع لإتقان الاستخارة (صلاح البال ) | بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين . شرح الشرط السابع لإتقان الاستخارة (صلاح البال ) . توطئة :
هذه المقالة الثامنة لترسيخ ما جاء في الدرس الثاني : شروط إتقان الاستخارة ، والرابط متاح : http://www.profvb.com/vb/t141179.html أولا : ماجاء في تفسير البال
جاء في تفسير صلاح البال كلمات متشابهة ومتقاربة من حيث المعنى ، أي أصلح بالهم ، وشأنهم ، وأمرهم ، وقال العلامة السعدي في تفسيره الآية – ستأتي - (أي أصلح دينهم ودنياهم وقلوبهم وأعمالهم وأصلح ثوابهم بتنميته وتزكيته ، وأصلح جميع أحوالهم)). ثانيا : صلاح البال ليس إلا طريق واحد
صلاح البال أغلى سلعة بأزهد ثمن يمكن أن يحصل عليه الناس في الدنيا ، ولا زال الناس يكدّون للحصول عليه بكل الطرق والوسائل وبكل ما أُوتوا من قوة ليذوقوا السعادة ، وليس من سبيل إلى ذلك إلا طريق واحد .
قال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)) [محمد:2]،
وقال : (( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )) . [الرعد:28-29] ، ومن منَّ الله عليه بصلاح البالَ هانت عليه مصائب الدنيا. ثانيا :الاستخارة وصلاح البال : 1) الاستخارة سبب من أسباب حصول صلاح البال ولو في الشيء المستخار فيه ، ويدل على ذلك دعاء الاستخارة في تقدير وتيسير الخير والمباركة فيه أو في صرف الشر عنك وصرفك عنه ؛ فالإنسان بطبعه إذا أصابه الخير فرح به واطمأن قلبه وصلح باله ، فكيف إذا كان مع ذلك حصول البركة ؟ ، فمن البركة ؛ حصول صلاح البال في الشيء المستخار فيه ، وكذلك بانصراف الشر عنك فإنك حينئذٍ تزداد يقيناً وشكراً وذكراً فيطمئن قلبك فيصلح بالك ، وكيف إذا كان مع ذلك أن صرفك عن الشر؟ - إذا كانت نفسك تهواه قبل الاستخارة - ، فكم من شر مصروف عنك وما أنت بصارف نفسك عنه . 2) كلما أكثر العبد من الاستخارة ورأى ثمارها في زيادة حصول الخير أو زيادة الشر المصروف عنه، ازداد باله صلاحاً؛ حتى يصبح قلبه معلقاً بها ، فحينئذٍ فلن يقدم على شيء بإذن الله إلا بعد أن يستخير ربه .ومثل هذا الإكثار يدخل في عموم تتابع الحسنات وعلامة على حسن ضبطها وإتقانها وقبولها. قال شيخ الإسلام :
((وقد ذكر في غير موضع من القرآن ما يبين أن الحسنة الثانية قد تكون من ثواب الأولى، وكذلك السيئة الثانية قـد تكون من عقوبة الأولى .
قال تعالى : (( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ( 1) بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً)) .
وقال تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) .
وقال تعـالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ( 2) .أهـ ثالثا : أسئلة إيمانية لمكاشفة النفس
إذا كنت من الذين يستخيرون قليلاً ؛ فلماذا لم تزدك ثمارها إكثاراً منها ؟ أم أنك لم تجنِ منها ثماراً ؟ وإذا كان كذلك فكيف تفسره ؟ أتفسره بعدم القبول ؟ أم بعدم الضبط والمراقبة(3 ) للأسباب والقرائن أم بعدم الإتقان ؟ أم بعدم حسن التوكل ؟ أم بـعدم حسن الإخلاص ؟ أم تستخير للتجربـة( 4؟أم تستخير بالبركة ( 5؟ وهل بعد كل ذلك تستطيع أن تقول :
((قد استخرت الله في كذا وكذا وقد اختار لي كذا وكذا)) وتستأنس بقصة شيخ الإسلام عندما تحدى أهل الباطل في دخول النار فتعجب الأمير من ذلك ، فقال له: ((قد استخرت الله))(6) ؟ أم ستتحرج من ذلك؟ فإن حصل ذلك فاسأل نفسك لماذا تتحرج ؟ .. وهكذا إلى أن تصل للسبب الحقيقي ؛فحينئذٍ سيسهل عليك بإذن الله معالجته وتجاوزه . وينظر ماتقدم من مقالات ذات صلة وهي متاحة على الروابط :
أصول مكاشفة النفس لإتقان الاستخارة http://www.profvb.com/vb/t140325.html
كاشف نفسك !!! أستخير قليلا لأنني : http://www.profvb.com/vb/t140326.html
إذا كنت تستخير بنية التجربة - دراسة شرعية تحليلية مختصرة - http://www.profvb.com/vb/t140329.html
وفي الختام .. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . = = = الهوامش = = =
1) والآية يسبقها قولـه تعالى : (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُـواْ مِـــن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُـمْ )) .[النساء:66] أليس الاستخارة من الأشياء التي يوعظ بها وأيسر كثيراً من قتل النفس توبة أو الخروج من الديار هجرة ؟ ، بل هي نعمة مهداة من ربٍ غفور رحيم .
2) ((الحسنة والسيئة / ص 25 / فصل تتابع الحسنات)) ابن تيمية ، ((مجموع الفتاوى /14/240)).
3) المراقبة شطر الإحسان وهي أن تعلم أن الله يراك ، أي أنك تراقب الله في الأسباب والقرائن التي يوصلها إليك ويسهلها لك - قال تعالى : (( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)) [ القصص:51 ] - لتمييز الصرف من التيسير فتجعلها مؤشراً تدين الله بها إلى أن يجّلي لك الأمر وسوف يأتي الحديث عن ذلك .
4) أي ليس لجلب خيرٍ ودفع شرٍ ؛ فإن حصل ما كان يهواه قبل الاستخارة فَنعْمَّا هو وإن حصل غير ذلك فلم يخسر شيئاً ، ومثل هذا الأمر يعد من التجربة ، والتجربة فيما أمر به الشارع لا يجوز ؛ كالذي يرقي نفسه أو غيره تجربة ، بل لابد من الاعتقاد بصدق الوعد وإحياء عمل القلب لكي يبقى الإيمان متجدداً.
( 5) عادة ما يستخدم العوام هذه الكلمة ومعناها المصادفة والاتفاق ،أي إتباع دون بصيرة .والأصل أن البركة أمر مطلوب،وينبغي استخدامها في الأمور المحمودة ، واستخدمتها للتقريب حتى يعلم العامة حكمها ولوازمها.
6) (مجموع الفتاوى / 11/ 459) (العقود الدرية /1/465). (( هذا مايسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله )) ،
(( وماخاب من استخار ومَنْ هَابَ خَابَ )) . | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=733936 التوقيع | توقيع محب الاستخارة
(( اللهم هذه غاية قدرتي فأرني قدرتك واجعل أفئدة المسلمين تهوي إليها وأرني ثوابها في الدنيا والآخرة .. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين )) . يقول شيخ الإسلام
((فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ)). ((وكذا دعاء الاستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له)).
| |
| |