منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   " التشرميل " السياسي والاجتماعي بالمغرب الى اين ؟ (https://www.profvb.com/vb/t140333.html)

أمان 2014-04-05 19:29

رد: " التشرميل " السياسي والاجتماعي بالمغرب الى اين ؟
 
ليكونوا شجعانا و يظهروا وجوههم !


جماعات متمردة منحرفة تحاول أن تشد انتباه الآخرين لها

لها أهداف و تنظيم يعتمد على الأساليب المتطورة لتبدو متميزة عن غيرها من الجماعات

على كل مكونات المجتمع -الأسر ا-لإعلام ـ المختصين في علم الإجتماع ...-المساهمة في كبح انتشارها و استئصال جذورها

أم الزهراء 2014-04-05 19:40

رد: " التشرميل " السياسي والاجتماعي بالمغرب الى اين ؟
 



تعيش الساحة الإعلامية والسياسية في مغرب على وقع ظاهرة جديدة طفحت إلى السطح في الأيام الأخيرة تحمل اسم " التشرمل " و تعني ظهور مجموعة من الشباب على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر مواقع الالكترونية تطلق على نفسها هذا الاسم وتمارس الإجرام المنظم في ما يمكن أن نطلق عليه حركة إجرامية وطنية ، وباختصار هي مجموعة من الشباب المغربي أغلبهم ذوي سوابق إجرامية يمارسون الإجرام وترويع المواطنين البسطاء ، ومن مظاهرها حمل السكاكين والسواطير وأخذ تسريحة للشعر مختلفة عن المعتاد إما بوضع رسومات على الرأس أو القزع أو تحليق كامل الشعر، ومهمتها تنفيذ عمليات السطو والسرقة واعتراض سبيل المارة وأخذ ممتلكاتهم وترويع المواطنين .
هذه الظاهرة أخذت حيزا مهما من الاهتمام في الأوساط الإعلامية ووصلت إلى قبة البرلمان واستنفرت الأجهزة الأمنية وحركت أطراف عديدة لتدق ناقوس الخطرا، وبدأ معها توزيع الاتهامات وتحميل المسؤولية لأطراف بعينها كعادة السياسيين المغاربة مع كل أزمة تستفحل في هذا الوطن الجريح فبدل البحث عن حلول وقطع أسباب الأزمة التي غالبا ما تكون نتيجة لسياستهم ، يستغلون الأزمة للكسب السياسي وتوجيه الضربات للخصم وحال لسانهم يقول " مصائب هذه الأمة و أزماتها فوائد لنا ".
" التشرمل " أو ظاهرة الإجرام العلني والحركي هي تمظهر من تمظهرات الأزمة الاجتماعية والأخلاقية التي استفحلت أشكالها في المغرب نتيجة لسياسة وثقافة رسمية وُضعت معالمها و أسسها في دواليب قوى التحكم السياسي والاقتصادي الداخلية والخارجية قصد التحكم واستغلال مقدرات الوطن من طرف طبقة انتهازية ترى في الوطن و أهله " موارد مادية " تحقق الرفاهية والسعادة لها عوض أن ترى في الوطن تاريخ وهوية وجامع وحاضن للماضي والحاضر والمستقبل ، لأنها ببساطة عناصر وجدت خارج مسار التاريخ والأمة فهي لقيطة الثقافة والقيم لتأدية مهمتها القذرة دون حرج أو إحساس بالذنب، لأنهم لا يتذوقون معنى الوطنية وحب الوطن.
التشرمل الإجرامي سبقه بوقت كبير التشرمل السياسي والثقافي ، وهو نفسه من حيث النتائج التي يلحقها بالمجتمع ، وعناصره تتشارك في كثير من السمات النفسية والإجرامية والأخلاقية إلا أن هناك فوارق بين هذا وذاك من حيث أسبقية الظهور ودرجة تأثير والتأثر بينهما ودرجة خطورة التشرمل السياسي والثقافي على التشرمل الإجرامي .
المجتمع الإنساني عموما والمجتمع المغربي على الخصوص تحكمه قيم التمظهرات والحكم على المظاهر وناذرا ما نلتفت للنتائج لأنه في بعض الحالات قد تكون نفس النتائج المترتبة عن أعمال ما لكن بسب تأثير المظهر نقبل بأحدها ونرفض الأخرى، لذلك لا غرابة في هبًة المجتمع والإعلام ضد ظاهرة "التشرمل الإجرامي " وسكوته وسكونه ضد ظاهرة " التشرمل السياسي والثقافي" وإن كان الأخير أكثر فتكا وضررا على المجتمع ، فنحن نقبل بسرقة صاحب "ربطة العنق " ونقبل بكذبه ولا نقبل بسرقة وكذب المجرمين الذين سرق المثقف والسياسي منهم كل أخلاقهم و أمالهم في العيش الكريم ومغرب أفضل .
المثقف والسياسي في المغرب يمارس التشرمل بأساليب أكثر ذكاءً تترك جروحا عميقة في جسد الوطن ونسيجه المجتمعي تظهر أعراضها في تخلف الوطن وتربعه على كرسي الدول الأكثر ارتشاءً و الأكثر إجراما و الأكثر ركودا وتخلفا ، كما تظهر أعراضها في جنوح عدد من الشباب لممارسة " التشرمل الصغير" على مواطنين عاديين ليس لهم من يحميهم سوى سواعد سيقانهم و أصواتهم المرتفعة علّها تدفع المجرمين منهم.
ذ:علال المديني

أم الزهراء 2014-04-05 19:48

رد: " التشرميل " السياسي والاجتماعي بالمغرب الى اين ؟
 
[انه مغرب التشرميل والصعاليك ، والذنب يركبنا جميعا في اخفاقنا التام في انتاج اطر علمية ... بل انتاجنا خليطا من " التشرميل " الخارج عن القانون الاجتماعي والتشريعي]

أرى أن هذه الظاهرة هي تحد سافر للأمن والمواطن خاصة وللدولة عامة ، لابد من تكاثف الجهود لأجل التصدي لها واستئصالها قبل استفحالها .
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه

صانعة النهضة 2014-04-06 14:27

رد: " التشرميل " السياسي والاجتماعي بالمغرب الى اين ؟
 
الأبحاث حول "المشرملين" تكشف حقائق مثيرة. عدد الموقوفين يقفز إلى 30 بالبيضاء واثنين من الذين نشروا صورهم يقبعون في السجن وهذه قصة الحقيبة المليئة بالنقود (رواية الأمن معززة بصور)

http://4-ps.googleusercontent.com/x/...irS9rYc2x6.jpg

أنس العمري نشر في كود يوم 06 - 04 - 2014


أكدت ولاية أمن الداار البيضاء أن عدد الموقوفين، على خلفية الأبحاث المنجزة حول ظاهرة "التشرميل"، بلغ، إلى حدود أمس السبت (5 أبريل2014)، 30 مشتبها به.

وذكرت الولاية، في بلاغ لها، أن مصالح ولاية أمن الدار البيضاء عبأت كل مكوناتها للوقوف على حقيقة انتشار مجموعة من الصور بالمواقع الإجتماعية ك "فيسبوك"، خصوصا تلك التي يظهر من خلالها بعض دعاة هذه الظاهرة وهم يحملون أسلحة بيضاء ومبالغ مالية وممنوعات، يمكنها أن تزرع حالة من الرعب في نفوس المواطنين وأن تعطي صورة مخالفة لما هو عليه واقع الحال الأمني بهذه الولاية، على حد تعبيرها.

وأوضحت أن فرق مصالح الشرطة بمختلف المناطق الأمنية بولاية أمن هذه المدينة باشرت، طيلة الأسبوع الجاري بالإستعانة بالمصالح التقنية المركزية، أبحاثا لكشف هوية أولئك الأشخاص الذين يلقبون أنفسهم ب "المشرملين"، كما أنها قد أنجزت تحريات مفصلة حول تحركات من يظهرون في تلك الصفحات بشكل غايته دفع المواطنين إلى الإحساس بآنعدام الأمن.

وأبرزت أن الحملة أسفرت عن إيقاف 26 شخصا تحت إشراف النيابة العامة وشخص آخر تبين أنه يتواجد بالسجن منذ أواخر سنة 2013، كما أن الشخص السابع والعشرون المتواجد بالسجن، والذي يظهر بدوره للبحث داخل أسوار السجن بتعليمات من النيابة العامة، حول صوره الموجودة بالفيسبوك، وقد أنجز له ملف متابعة إضافي بهذا الخصوص، كما جرى إيقاف آخر على مستوى منطقة أمن البرنوصي وآخر على مستوى أمن أنفا، علما أنه سيتم إحالة الموقوفين على السيد الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف.


إلا أنه ونظرا لذلك الكم الهائل من الصور التي جرى تداولها بمجموعة من الصفحات الفيسبوكية، فقد تطلب ذلك من المصالح الأمنية العمل على تجميع المعطيات وتحليلها بطريقة علمية غايتها استجلاء حقيقة تلك الصور والهدف من وراء نشرها.

فأسفر ذلك، يوضح بلاغ الولاية، عن حقائق من بينها أن بعضا من هاته الصور تعود لأشخاص أولا لا علاقة لهم بهذه الظاهرة، وثانيا ما يظهر بها من ممنوعات وأسلحة بيضاء ومبالغ مالية هي فقط موضوع إضافات عن طريق برامج تعديل الصور أو ما يصطلح عليه "الفوطوشوب"، إلى جانب صور أخرى أصلية قام أصحابها بإنجازها وهم يحملون فعلا أسلحة بيضاء وساعات وأحذية رياضية وضعوها بصفحات الفيسبوك، كما أن صورا أخرى وأثناء البحث تبين على أنها مستخرجة من تسجيلات فيديو قديمة تعود إلى أشخاص لا ينحدرون من مدينة الدار البيضاء وإنما من إحدى مدن جنوب المغرب، كما أن ظهورهم حاملين لأسلحة بيضاء بهذه الصور أو هذه التسجيلات كان بمناسبة
عيد الأضحى.



محسن الاكرمين 2014-04-06 20:03

رد: " التشرميل " السياسي والاجتماعي بالمغرب الى اين ؟
 
تحياتي ...
اضع بين ايدكم مقالة منشورة في مجموعة من المواقع التي اتعامل معها... املي ان تنال اعجابكم بالنقد والتوجيه

تحياتي اليكم جميعا


من الصعلكة الجاهلية والعباسية ، إلى " التشرميل " المغربي .


هل يمكن أن نعتبر " التشرميل " ظاهرة ، بمفهوم السوسيولوجية (الاجتماعية ) ؟ أم أن الامر لا يعدو أن يكون نوعا من نزق - " موضة " - الشباب المعاصر ؟ وهل مصطلح " التشرميل " محدث أم أن له جذور ثابتة في السلوك الاجتماعي المغربي " ؟ وهل " التشرميل " له تسميات اخرى شبيهة ب " السيبة" المغربية ؟ . هي أسئلة كثيرة تفرض نفسها بتجلي الحضور أمامنا ، بموقع الانتكاسات الاجتماعية التي تلبس شبابنا بالتكرار القهري ... لكن الأمر الأولي الذي نستوثق منه قولنا بالجزم التام أن " التشرميل " هو نوع من الإنفلات الأمني بمفهوم " السيبة " عبر جماعات عدتها الاساسية الحرابة والنهب ، وتهديد استقرار الدولة . هو الإنفلات السلوكي غير السوي عن أعراف المجتمع التوافقية بسلميتها . هو نوع من الإنفلات التربوي للأسر المغربية ، والمدرسة الوطنية ، والبنية الاجتماعية بشموليتها.
ناقوس خطر دق دون توقف، معلنا أن المجتمع بدأ يجنح الى رقعة ملوثة ب " التشرميل " إنهم شبابنا ، صعاليك اليوم ، و" سيبة " العصر الحديث ... شباب يعيش الإنسلاب الفكري للآخر المتحدي بالنمذجة الحياتية المثالية الزائفة . إنه الإنسياق التام نحو الإنبهارالحسي بالسلوكات الطفيلية للبورجوازية المسوق ضمن الفكرالجاهز المستورد ، والنخبوي بتجلياته الشكلية . وبمحصلة التغيرات الإجتماعية الداخلية المتلاحقة والمندمجة ضمن أوسع حقل للمعرفة الكونية الجارفة للقيم الدينية والوطنية السليمة ... إنها نكتة من نكت العصر، بورجوازية اللباس و" الحطة " الكاملة ... في حين ان فئة الشباب / الشابات " المشرملين " يعيشون عالة على أسرهم ومحيطهم الاجتماعي . انهم كراسي إعاقة المجتمع ، متحركة بالعقل المغيب . رزقهم اليومي كمدخول من النهب والسلب و التخويف ، ثم التباهي بالغنائم في المواقع الاجتماعية . فعملية اظهار " الغنائم " ما هو إلا إنكار لقانون الدولة وتحد قوي لأمنها الداخلي وسلطتها " المخزنية " .انه السطو المعلن عليه في المواقع الاجتماعية علانية مع سبق الإصرار و الترصد.

وعندما عمدت إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراء موضة " التشرميل " أيقنت أن الوضع يجب أن يسائل الجميع عن أسباب ظاهرة شبابية " التشرميل " هل انتقلنا من أخلاق العناية الحصينة ، الى أخلاق الأنساق الرمزية للإنسان ؟ هل أخفقنا جميعا " أسرة / مدرسة / مؤسسات اجتماعية / مجتمع مدني / دولة / فقهاء دين " في التربية وتنميط السلوكيات المدنية بمصداقية الاخلاق ؟ هل ظاهرة " التشرميل " هي نزق شباب سيخبو طيفها لاحقا ؟ أم ان عوارضها الخارجية ممتدة وتحتاج الى وقفة إصلاحية جرأتها بمتم اعادة الهيكلة الاخلاقية بمعايير القيم الكونية ؟ متم القول في هذه الزوبعة الفكرية ، إنه يمكن اعتبار هذه أسئلة أولية بعمومياتها ، ولكم الحق في توليد أسئلة أخرى ومعالجتها بصواب الحال .
الأسباب كثيرة ومتعددة لتحريرعفريت " التشرميل " من فانوسه النحاسي . فمن الأسباب الداخلية انسداد الافق الاجتماعي/ الاقتصادي ، ثم الاخفاق التام للتربية الاسرية والمدرسية بمتوالية الاصلاح الذي هو في حاجة دائمة للإنعاش الإستعجالي ، إنه الفساد الذي استوطننا جميعا وضرب بنسجه العنكبوتي كل مناحي الحياة الوطنية . إن عملية الإصلاح الحقيقي المؤجلة منذ الإستقلال ، هي التي أنبتت لنا فئة اجتماعية من " الشماكرية " على هوامش الحياة و تقتات من القمامة ، وأخرى " مشرملة " رصيدها المعرفي يحمل في حده الادنى الحقد الاجتماعي والانتقام ، أما الرصيد المهاري فهو في استعمال "السيوف" و" السكاكين " ومؤشرات منتوجها السفك الدموي ، والتخويف العلني ، فيما تتحدد قدراتها الادماجية في السطو والسرقة والإفصاح علانية عن الغنائم الثمينة في " اليوتوب" .
وحري بنا في هذا التفكيك المنهجي أن نربط ظاهرة " التشرميل " بالأسباب الخارجية غير المباشرة. إنها الدينامو المحرك لموضة " التشرميل " فمن خلال عودة المهاجرين المغاربة إلى أرض الوطن في العطل ، تظهر عليهم نعمة الغرب المادية من " الحطة الانيقة " اللباس : الرفيع والمتناسق وذو الماركات العالمية ،ومكملات " الحطة " من ساعات عالمية الجودة ، وآخر صيحات الهواتف المحمولة ، والسيارة والمال الوفير ... في حين يعاني مغاربة الداخل الغبن والقهر والتهميش العلائقي ( ذكر/ انثى ) ... مما خلق مساحة فجوتها عميقة بين نفس الجيل ومن نفس الحي ، والمدينة، والوطن . و دفع بشباب الداخل إلى إعلان عملية العصيان المدني بخلق اتحاد شباب " التشرميل " والغاية منه الرقي بالوضعية المظهرية الخارجية : للمشرملين " إلى نفس مستوى الفئات الإجتماعية الميسورة من مهاجري الخارج ، و البورجوازية الداخلية .
إنها الصعلكة " الجاهلية / العباسية " القادمة الينا من الزمان الماضي لتبسط سلطتها على احياء مدننا ، فرغم الفارق الزمني ، فسياق ظاهرة "الصعلكة " بروزها بقوة كردة فعل لبعض العادات والممارسات الاجتماعية . واصل الصعاليك من الفئات الاجتماعية الفقيرة " المتنورة بالشعر " وشقوا عصا الطاعة على أعراف القبيلة ، وكانوا يغيرون على البدو والحضر، ويقطعون الطريق على القوافل. اما شعرهم فنبرته الثورة على القهر الاجتماعي ...ومن بين الأثر المنقول عنهم عطفهم على الفقراء والمساكين ... ومن أهم رواد الصعاليك "عروة بن الورد" حيث كان صعلوكاً شريفاً وشجاعاً ومقداماً ،وجعل من " الصعلكة " ما رفعها إلى سلم التكافل الاجتماعي كهدف لتعميم الخير للجميع وخاصة الفقراء من القوم ...
انهم صعاليك الأمس و " تشرميل " اليوم ، فالخيط الرفيع الذي يوطد العلاقة هو السرقة والنهب ، ثم يفترقون في " الحطة " ويلتقون في تمجيد افعالهم من خلال الشعر قديما و"اليوتوب " حاليا . فحين متابعتي لما ورد من اثر في " التشرميل " ، وقفت على نماذج من التوليدات اللغوية و الايحاءات لفعل " التشرميل " وتوابعه اللفظية من حطة الى غير ذلك . بحيث تم تطوير اللغة التواصلية " للمشرملين " كلغة مشفرة بينهم ، وهذا الوضع يمثل الانغلاق السلوكي " للمشرملين " وإخفاقهم التام في الاندماج الاجتماعي .
ولكن هل يمكن ان نمدد مصطلح " التشرميل " الى وضعيات اخرى ، تعيش فعلا ظاهرة " التشرميل " غير المعلن عليه ؟ ففي المجال السياسي : هل يحق لنا القول ان ظاهرة " التشرميل " منبت أصلها السياسية ، ومن هذا المشتل ، انتقلت الى الحقول الموالية (الاجتماعية / الاقتصادية ) كوباء ؟ الصراعات الحزبية الداخلية ، أيحق لنا بتسميتها " بالتشرميل الحزبي " تحت يافطة الديمقراطية ؟ هل الفاعل السياسي منزه عن ظاهرة "التشرميل " ؟ هل المعارضة الحكومة الحالية ترتكز على ظاهرة "التشرميل " السياسي لإسقاط الخصم ؟ ...مجموعة من الاسئلة لا أمتلك إجابة قطعية عنها ، وإنما طرحها مستفز لخلخلة بنية التفكير لدينا ، وإخضاعها لعملية تشريح " جنائي " لوضعيتها وفق المقاربة النسقية لظاهرة " التشرميل " بشموليته . أكرر مرة ثانية أن كل الأسئلة المطروحة ما هي إلا استفهامات أولية ، ولكم الحق في انتاج أسئلة رديفة ، ومعالجتها بالإجابة ، وتنزيل البدائل .
إن فعل "الحراك " السياسي المغربي / النقابي/ الشعبي العفوي ... ، انتقلنا به من معادلة النضال الشريف / الديمقراطي الى مهراز " التشرميل" السياسي ، فكل رموز أحزابنا تشم منها رائحة " التشرميل بمتم التوابل المطبخ المغربي " بحيث أصبح الكتاب العامون، يعتلون منصة الامانة الحزبية بفعل عملية " التشرميل " التي تمارسها فصائلها الموالية ضد كل معارض من نفس الحزب . فبالأحرى وبكثرته ما يمارس من " تشرميل " ضد الاحزاب المنافسة في الاستحقاقات الوطنية فحدث به ولا حرج .

أحزاب " التشرميل " باتت تتحين الفرصة للإطاحة بالخصم السياسي علانية ،.والاستيلاء على كرسي السلطة التنفيذية عنوة ، بالزبانية الشداد الغلاظ من إنس " المشرملين " . معارضة تقطف الرؤوس الصديقة التي حان قطافها بمنهجية " التشرميل " بالعزل ، وإقرار القول أن أرض الله أوسع رحابة ، فلا تنازعني في موضعي ومكانتي الاعتبارية . انها الديمقراطية المغربية " المشرملة ".
إنه مغرب " التشرميل " و" الصعاليك " و " السيبة " ، والذنب يركبنا جميعا في إخفاقنا التام عن إنتاج مواطن يقدس التوابث الوطنية ، ويقدر ذاته و الآخر , مواطن يقر بالقيم الوطنية ، وسلوكه تصريف لمصفوفتها الاخلاقية . مواطن ينهل من الفكر الكوني ما يعضد به رقيه الحضاري ، ويعترف بالاختلاف كوضعية / اشكالية اجتماعية . بل كانت الازاحة المكانية والزمانية المفلسة، في أننا أنتجنا خليطا من " التشرميل " الخارج عن القانون الاجتماعي والتشريعي ، وليس له أية مبادئ أخلاقية ، ولا رصيد معرفي غني بالسلوكيات المدنية ، ولا وازع ديني يحصنه كليا من التشيع بمفهوم " التشرميل " .

لا أبحث عن " التشرميل " الحياتي فنحن نعايشه ونغض الطرف عنه فرادى و جماعات كل من موقعه . ولكني أدفع الى فهم الظاهرة من جانبها الاجتماعي / السياسي / الديني / والأمني . ادفع الى تأطير انعكاسات السلبية على الاخلاق والسلم الوطنيين . لا أريد تسويغ فعل " التشرميل " ومد أصابع الإتهام الى الاخر ولو بموضع الغائب . لا ابتغي من أمري هذا جعل الدولة هي المسجب لنشأة فعل " التشرميل " ... ولكن أبتغي غاية أكثر من هذا ، وهي اعتبار ظاهرة "التشرميل " انفلات أمني ، وتصنيفه ضمن قانون الارهاب ،لا مناص منه في المستقبل القادم .


ذ:محسن الاكرمين :[email protected]


الساعة الآن 12:18

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd