توطئة :
هذه المقالة
الرابعة لترسيخ أهداف الدرس الأول : أهمية الاستخارة ؛ وهو متاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140093.html#post731422
وقد يسأل سائل ويقول :
(( .كيف يمكن للاستخارة أن تعين المؤمن على الثبات واستقرار الحالة النفسية والإيمانية بمستوى عال ودائم؟ )) .
أولا : أهمية فقه تسلسل الأسباب والنتائج .
من الصعب تصور معرفة علاقة الاستخارة للإعانة على الثبات النفسي والإيماني ، دون فهم العلاقة بين الأسباب والنتائج وتسلسلها .فلكل شيء سبب ، ولكل سبب نتيجة ، وكل نتيجة هي سبب لما قبلها ، وهكذا ..
ففهمها تصاعديا : بالإمكان نطلق عليها ، ثمار ، آثار ، علامات .
وفهمها تنازليا : يوصلنا للسبب الأول ..
والذي يغفل عنه كثير من الناس ، إذا أرادوا حل مشكلة ما أو معرفة ظاهرة ما ، أو غير ذلك ؛أننا إذا عرفنا السبب الأول سهل التحليل والاستنتاج والعلاج ، والفهم الدقيق للأمور كيف نشأت وتطورت . وإذا لم يعرف السبب الأول بشكل دقيق ، وجئنا لمعالجة أمر ، فسوف نعالج الأعراض فقط . وكذلك سوف يشكل علينا فهم الأمر كما ينبغي !!! . لذا لابد من فهم هذه العلاقة أولا .
ثانيا : كثرة الاستخارة وأثرها الإيماني
إذا فهمنا تلك العلاقة التي تقدم ذكرها ،سوف يسهل فهم أن الاستخارة تجدد الإيمان ، وتجديد الإيمان يبدأ من القلب ، وفي الجسد مضغة إذا صلحت الجسد كله ، ويستحيل أن يصلح القلب صلاحا إيمانيا حقيقيا يبقى فيه الإيمان متجددا ، دون كثرة الاستخارة وإتقانها ، ويستحيل أن يكون مكثرا من الاستخارة ومتقنا لها ، ثم لا يصلح قلبه صلاحا إيمانيا حقيقيا .
وفي الحديث ((... التقوى ها هنا وأشار إلى القلبِ ...)) صححه الألباني .
ولمزيد من الفائدة عن تجديدها للإيمان ينظر الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140291.html
(( كثرة الاستخارة تجدد الإيمان )) .
ثالثا : كثرة الاستخارة وأثرها النفسي
1) يقول الدكتور عبد الهادي مصباح - أستشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمنـاعة - :
(( إن كل آيات القرآن الكريم جاءت لتجعل من القلب موضعا للحب والبغض، والتقوي والإيمان، والفهم والتعقل مثل :
قوله تعالى :
"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
ويقول تعالى :
"لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها"
كما ذكر أيضا في القرآن لفظ الفؤاد اشارة إلي القلب مثل قوله تعالى :
(( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)) ، ....
ولأن القلب من الناحية التشريحية والطبية لا يعدو كونه مجرد مضغة، وأن الفهم والادراك، والتصديق والانفعال وغيرها، إنما هي من وظائف العقل، الذي نعتقد تشريحيا أن مكانه المخ بكل ما فيه من مراكز وأسرار، فإنه من المنطقي أن يكون المخ هو المقصود بكل تلك الاشارات التي قيل إن محلها القلب، إلا أن هذا يعتبر تفكيرا قاصرا لأنه يلغي وجود شيء في غاية الأهمية بداخلنا ألا وهو النفس والروح فوجود الشيء شق. وادراكه شق آخر. )) أهـ .
http://digital.ahram.org.eg/articles...968924&eid=148 2) بما أن الاستخارة تجدد الإيمان وتصلح القلب ، فلابد لها من ثمار وهذه الثمار لها ثمار أخرى .. وهكذا ، فإذا حصل ذلك أطمئنت النفس وسكنت وثبتت ورضت بما يسر الله لها ، وصلح البال أيضا ،، وثبت معه الاستقرار النفسي . بإذن الله .
فمثلا :
التوكل :
فالتوكل هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب (1) وعلى قدر حسن الظن(2) يكون التوكل ،يقول الإمام ابن القيم "3":
(( فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن باللـه )). أهـ
والاستخارة مبنية على التوكل ، والتوكل ثمرة وعلامة على إتقان الاستخارة ، والتوكل له ثمار لا تعد ولا تحصى ،
منها : 1) أن التوكل يمنع تسلط الشيطان :
قال سبحانه :
(( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ )) . النحل .
2- التوكل وحصول الكفاية :
أ- قال تعالى : (( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه )) ( الطلاق : 3)
رابعا : شرح لتسلسل اللوازم
يلزم من عدم التوكل تسلط الشياطين . وإذا تسلطت الشياطين على البشر ، زادتهم رهقا ، ومرضا ، ووو ، إلى إن يتولونه ، فإذا تولونه ، أعرضوا عن ربهم ، والعكس صحيح ، وإذا حصل ذلك فليبشر البشر بقوله سبحانه :
(( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا )) .
وهذا الضنك الموجود اليوم في الأرض : شرقا وغربا ، وشمالا وجنوبا ، هو بسبب هذه الإعراض ، ومع ذلك يعفو سبحانه عن كثير .
قال سبحانه :
(( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) . الشورى .
(( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) . النحل .
والمعيشة الضنك من سنن المولى التي لا تتحول ولا تتبدل ، إلا بانتفاء السبب .
قال سبحانه .
(( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) . فاطر .
خامسا : علامات مهمة