تقرير في موضوع الديداكتيك التدخلي ضد الفشل الدراسي للباحث محمد عقار - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-01-01, 21:54

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

تقرير في موضوع الديداكتيك التدخلي ضد الفشل الدراسي للباحث محمد عقار

تقرير في موضوع الديداكتيك التدخلي ضد الفشل الدراسي للباحث محمد عقار
safitoday

بقلم الدكتور محمد لمباشري

كما هو معهود فيه دائما بادر الدكتور محمد عقار الباحث الرياضي العالمي بإلقاء محاضرة في موضوع: البحث الديداكتيكي التدخلي ضد الفشل الدراسي، و ذلك يومه الخميس 15 أكتوبر 2009 بالمركز التربوي الجهوي محمد الخامس بأسفي، كدرس افتتاحي للموسم الدراسي 2009 ـ 2010 حضرتها مجموعة من الفعاليات التربوية و التكوينية بمن فيهم السيد النائب الإقليمي و مدير المركز التربوي الجهوي محمد الخامس بأسفي. استهل سي محمد محاضرته بوقفة احتراسية و منهجية منبها السادة الحاضرين بان مقاربته لهذا الموضوع لا تكتسي صبغة نقدية ضيقة الأفق من الناحية العلمية، أو مقاربة تشريحية لمنظومة التربية و التكوين عامة ـ بالرغم من مسؤوليتها في ظاهرة الفشل الدراسي، أو للموارد البشرية العاملة بالمؤسسات المدرسية بمختلف أسلاكها،

و إنما القصد من طرح موضوع الفشل الدراسي هو محاولة التفكير في إجراءات علاجية و وقائية للحد من تفاقمه في سلوكات المتعلمين الذي ينتسبون لهذه المنظومة التربوية، و ذلك في أفق منحهم فرص التدارك و التصحيح للأخطاء المرتكبة من طرفهم أثناء مواجهة وضعيات التقويم، و محاولة منه التعرف و الكشف عن بعض الأسباب و العوامل البيداغوجية التي تساهم في تفاقم هذه الظاهرة بواقعنا المدرسي. لقد اقر الرجل في سياق مقاربته التحليلية للموضوع بان العامل البيداغوجي و الديداكتيكي له دور هو الآخر في استفحال ظاهرة الفشل الدراسي، خصوصا عندما نتمثل التعلمات المكتسبة من طرف المتعلمين كخط طولي لا يعرف منعرجات و توقفات و أزمات[ أنظر في هذا السياق كتابات هنري فالون و فيغوتسكي]، و إنما وجب التعامل مع جماعة القسم كجماعة غير متجانسة من الناحية المعرفية و المهارية و السوسيووجدانية. مع الأخذ بعين الاعتبار أثناء وضعيات التقويم حالات المتعلمين الذين يواجهون صعوبات في التفهمات لمضامين و محتويات الوحدات السؤالية المقترحة عليهم من طرف المدرسين. لأن هذا الاهتمام من شأنه أن يمنح الثقة لهؤلاء و يحفزهم بالدرجة الأولى عل بدل جهد أكثر مقارنة مع المتفوقين عوض ممارس الإقصاء اعتمادا على مبدأ الاستحقاق في بعده التراتبي و الاصطفائي.

و في هذا السياق عرض المحاضر نموذجا من تجربته التعليمية الذاتية مع طلبة الأقسام التحضيرية بفرنسا، حيث عمد على بناء ما اسماه ب

EPCC "التقويم بواسطة عقد الثقة"، و الذي حقق عبره نتائج دالة إحصائيا من حيث عدد الناجحين الذين التحقوا بالمدارس العليا؛ و هو شكل من أشكال العقد الديداكتيكي الذي نبهنا إليه "غي بروسو" كعامل من عوامل النجاح المدرسي، و تعميما للفائدة نعرض في هذا السياق ما اقترحه علينا بروسو من مقومات البيداغوجية وجب على المدرس اذها بعين الاعتبار أثناء ممارسة وظيفته البيداغوجية:
*إيقاظ الرغبة في التعلم لدى المتعلمين؛
*تنمية القدرة لديهم على التقويم الذاتي للتعلمات...
*تفعيل مجلس القسم، و دفع المتعلمين إلى التفاوض حول مختلف أنواع القواعد القانونية التي يشترطها العقد الديداكتيكي داخل مجلس القسم. و مجلس القسم بالنسبة للمتعلمين يضيف بروسو قائلا: هو فرصة من جهة لتدبير الفرق الموجود بين البرنامج التعليمي و المعنى الذي يعطيه المتعلمين لعملهـم. و من جهة ثانية تقنين القواعد التي يحتويها العقد الديداكتيكي،خصوصا القواعد عير القابلة للتقادم و الخاصة بالمتعلمين. (نعلم انه داخل كل قسم يوجد على الأقل عقد ديداكتيكي ضمني غير مصرح به ( بروسو:1996، جونيرت(1996، جوزيوا 1996)، و الذي يبين القواعد الفعلية التي يجب على الطرفين احترامها تجاه المعرفة بشكل خاص و نوعي، الأساسي في هذا العقد المطروح في مداخلة "محمد عقار" هو أن يتخلص المدرس من موضعة نفسه كحاكم اصطفائي على النتائج المستخلصة من انتاجات المتعلمين، و كمفيء لهم حسب الاستحقاق دونما مراعاة شروط و ظروف تعلماتهم, و إنما الأجدر به أن يتمثل نفسه كممــــــرر و وسيط و مساعد و معالج لتعثراتهم الدراسية بهدف الارتقاء بها إلى مستوى أحسن تحقيقا للكفايات المستهدفة في الأنشطة التعلمية، أو في الدروس المقدمة لهم من طرف المدرس.
إن اعتماد المدرس على تقويمات تعجيزية ـ يضيف "سي محمد" قائلا ـ هو شكل من أشكال الإخلال بوظيفته التربوية و التكوينية الملقاة على عاتقه، فليس عيبا أن يحصل جل المتعلمين على درجات عليا أثناء وضعيات التقويم و العكس صحيح؛ كما أن هذا الوضع من الناحية البيداغوجية لا يعتبر نشازا أو تقصيرا من قيمة المدرس أثناء ممارسة عملية القياس و التقويم، غير أن مثل هذا السلوك مع كامل الأسف ـ يشير الرجل ـ مازال غير مقبول في عقليات و تمثلات المدرسين، اعتقادا منهم أن الوحدات السؤالية كانت في المتناول أو بسيطة للغاية؛ و هذا الأمر في تصور المحاضر جدير بالبحث و التفكير، و بالتصحيح من الناحية الأخلاقية و المهنية خصوصا من طرف المكونين بمراكز التكوين .
مختتما المحاضر محاضرته بتثمينه للمقاربات البيداغوجية الجديدة التي أتى بها برنامج المخطط الاستعجالي خصوصا في ما يتعلق ببيداغوجية الإدماج التي اعتبرت في تقديراته من الاختيارات المهمة التي ستعمل على تجاوز نواقص التدريس بواسطة الأهداف و التقليص من حجم الفشل الدراسي، و مثمنا في الأخير المجهودات الكبرى التي تقوم بها المراكز التربوية الجهوية في التجديد التربوي و البيداغوجي على مستوى التكوين الأساسي و المستمر المراهن عليهما في موجات الميثاق الوطني للتربية و التكوين و في المخطط الاستعجالي للوزارة الوصية على التربية و التكوين.
safitoday

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=59533


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :