أسماك العلاج معروفة منذ عام 1900، وفي 1917 أدلى راعي تركي ساقه المجروحة إلى ماء نبع حار فتجمعت عليه الأسماك الصغيرة ووجد راحة لعملها على جرحه الذي يؤلمه، وكانت النتيجة أنه شفي تماما بعد ذلك سريعًا فيما يشبه الأعجوبة.
** وأصبحت الأسماك من نوع جارا روفا معروفة كأسماك علاجية منذ الخمسينات من القرن العشرين، ثم بدأت تنتشر وتأخذ سمعتها العلاجية في العام 1963 عندما فتحت أحواض الكانجال (وهي بلدة صغيرة في تركيا) لتستقبل جمهور المرضى من كافة الأنحاء، حتى ذاع صيتها واشتهرت بأسماك العلاج.

منذ عام 2006 وأسماك العلاج تأخذ مكانتها الطبيعية في المنتجعات الصحية التي أصبحت منتشرة في البلدان والدول الآتية: اليابان، كرواتيا، الصين، هولندا، كوريا الجنوبية، سنغافورة، ماليزيا، هاكوني (إقليم غرب اليابان)، أوماج (بإقليم استريا بكرواتيا)، وفي عام 2008 حازت أسماك العلاج على مكانة مرموقة في الولايات المتحدة، وبالتحديد في الإسكندرية وفرجينيا، وفي وقت لاحق في فيرجينيا وودبرردج وفرجينيا.. حيث افتتحت منتجعات تستقبل زوارها خصيصا لكي يسلموا أنفسهم لأسماك العلاج.

يقصد المرضى الذين يأسوا من العلاجات الطبية الحديثة منتجعات العلاج بالأسماك المنتشرة حول العالم، وإن لم يحصلوا على الشفاء التام في زيارة أو عدة زيارات فإنهم لا شك يجدوا الراحة.. ومع تعدد الزيارات حصلت نسبة كبيرة منهم على الشفاء التام من أمراضهم وبخاصة مرضى الصدفية والأكزيما.
** وأجرى مجموعة متفرقة من علماء قسم الأحياء كلية العلوم بالاشتراك مع أطباء من كلية الطب جامعة كمهوريت – سيفاس المجاورة لإقليم الكانجال دراسة على أسماك العلاج أسفرت عن النتائج الآتية:
** تعمل أسماك العلاج كما دود العلق اعتمادا على اللعاب الذي تفرزه أثناء عملية التعامل مع خلايا الجلد حيث يحتوي على نوعين من الإنزيمات التي تجدد خلايا الجلد وتنشط نموها.
** وقد شملت الدراسة تتبع أحوال أنواع من الأمراض التي شاركت في تلك الدراسة، وتبين أن استخدام الأسماك في العلاج يفيد الأنواع الآتية من المرضى والأمراض:
** مرضى الصدفية.
** مرضى الأكزيما.
** مرضى الروماتيزم.
** الاضطرابات العصبية التي تشمل: آلام الأعصاب، التهاب الأعصاب، الشلل.
** آلام العظام والعضلات الناشئة بعد التجبير نتيجة: الكسور والصدمات، التهاب الأعصاب.
** الاضطرابات النفسية والجسمية.
** الأمراض الجلدية المجهولة التي لم يفلح معها العلاج بالطب المعاصر.
تعمل الأسماك على قضم وتنظيف خلايا الجلد المريضة.. وبتجمعات كبيرة جدا على الجسم

عادة لا يتم تقديم تغذية أسماك العلاج في تلك المنتجعات، ويكون المرضى هم الطعام المفضل الذي تقبل عليه تلك الأسماك بنهم شديد كقطعان الخراف الجائعة، ويمكن حرمان تلك الأسماك من الطعام مدة تصل إلى 21 يومًا، ويؤثر الجوع ودرجة حرارة الماء على الكيميائية الحيوية الداخلية للأسماك، فتقبل على أجسام المرضى بنهم شديد تقضم الخلايا التي لانت بالمياه الدافئة وتلعق جذورها.
** ومع استمرار الجلسة التي قد تصل مدتها إلى من 30 إلى 45 دقيقة يسبب قضم الأسماء المتوالي احمرارًا للجلد أو نزف بسيط للشعيرات الدموية السطحية (سماكة البشرة لا تتجاوز 0.2 مم)، مع تعرضها لضياء الشمس ودفء المياه.. ولا يخفى ما في ذلك من تنشيط لخلايا الجلد السليمة، بالإضافة إلى أن عملية قضم خلايا الجلد المستمرة ينتج عنها تصريف التقيحات والتخلص من القشور المتقيحة، في الوقت الذي يغطي لعابها تلك المنطقة من الجلد وهو يحتوي على عدة مواد من أهمها: إنزيم جولتاثيون بروكسيديز الذي يفيد ويقوي خلايا الجلد السليمة ويحميها ضد تأثيرات الجذور الحرة.