الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة


منتدى المكتبة التربوية العامة خاص بتحميل وقراءة مختلف الكتب والمراجع والبحوث والدروس والمواضيع والمقالات العلمية والثقافية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-03-18, 01:55 رقم المشاركة : 1
ابو المهدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابو المهدي

 

إحصائية العضو







ابو المهدي غير متواجد حالياً


a2 تعرف على مدينة من مدن مملكتك العزيزة متجدد \ الرباط نموذجا\ ابو المهدي



مدينة الرباط، عاصمة المملكة المغربية
منظور تنمية متوازنة

الدكتور عبد الله العوينة
كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ الرباط
والدكتورة جوهرة الوزاني التهامي
المعهد الجامعي للبحث العلمي ـ الرباط

تمثل مدينة الرباط نموذجاً حياً للعواصم التي تزخر بتراث تاريخي فريد، ومشاهد طبيعية نفيسة، ونشاط اقتصادي حقيقي ومتنوع. وتحظى إلى جانب ذلك بتجهيزات حضرية متوازنة نسبياً. لذا كان من الطبيعي أن يعمل المسؤولون على تخطيط تنميتها وتحديد آفاق تطور العمران والبيئة بها، بشكل يتناسب مع وزنها السياسي ودورها الاقتصادي.
وفي هذا الاتجاه تأتي هذه المساهمة، رغبة في تقييم الوضع العمراني والبيئي للمدينة من جهة، وفي تصور منظور شامل للإعداد، يتخطى السلبيات والعوائق الحالية، ويقترح لعاصمة المملكة المغربية سبلاً تبلغ بها تنمية مستديمة ومتوازنة.
اختيارات الإعداد الحضري متعددة، الأمر الذي يتجلى في تواتر المخططات والمشاريع والاقتراحات. إلا أن تلك العمليات كثيراً ما واجهتها ضغوط ذات أصل قانوني وعقاري وعوائق سياسية واقتصادية حالت دون تحقيقها، ما دامت لم تحظ بالإدارة المعبر عنها على مستوى عال ولم تمر عبر تحكيم يسمح بالاختيار بين متناقضات عدة ومصالح مختلفة. والإرادة المعبر عنها حالياً والهادفة إلى تنمية عاصمة المملكة من أجل رفعها إلى مستوى عواصم العالم تمثل حقاً قاعدة مندمجة لانطلاق العمليات القطاعية. كما أن هذه الإرادة ستسمح بتخطي العقبات والتناقضات عبر تحكيم نزيه يتلافى التجربة المعهودة إلى الآن، ويخطط العمليات بشكل شمولي مع تهييء كل الضروريات اللازمة من أجل تحقيقها على أساس برنامج دقيق في الزمان والمكان.

1 ـ الإعداد الحضاري
هناك عدة عمليات إعداد حضرية تمت برمجتها منذ القديم، لكن لم تنفذ؛ ومن اللازم بعثها ومعالجتها بطريقة جديدة من أجل تحقيقها. من بينها مشروع ترميم المدينة العتيقة وإعداد الكرنيش الساحلي، وضفاف وادي بورقراق، وتهيئة شارع النصر وحيّ لعلو وشارع الحسن الثاني وأحياء حدائق الوداية، وتأهيل حي الأوداية ليصبح بمثابة متحف حي وإعادة هيكلة مساحة السوق المركزي (التصميم المديري للتعمير).
ومن اللازم كذلك إحياء مشاريع تجهيز عدد من المرافق الأساسية التي تشكو العاصمة من انعدامها مثل مشروع تجهيز خزانة وطنية ومعهد وطني للموسيقى والفن ومتاحف متعددة كمتحف الصناعة التقليدية والفنون الحديثة والعلوم والتكنولوجية.
وتبقى المدينة العتيقة مركز استقطاب وإشعاع، وذلك عبر تجهيزاتها الخاصة ونشاطها التجاري المتنوع ووظائفها المتعددة. إلا أنها تعيش وضع اكتظاظ سكاني وتفقير اجتماعي وتدهور للمباني على منوال ما تعرفه كثير من المدن العتيقة المغربية (بلفقيه وفضل الله، 1986). هذا الوضع المتردي يتوجب تدخلاً جريئاً من أجل تخفيف الكثافة في السكن ومن أجل إعادة تأهيل المباني في إطار تصميم هندسي يحدد المواقع التي تحتلها المسالك الرئيسة (مثل شارع السويقة والقناصل وسيدي فاتح وبوقرون) بأنها مواقع استقبال لوظائف خاصة تستدعي تجهيزات متكيفة. وتؤدي هذه المسالك إلى أبواب المدينة بعد أن تعالج بشكل متميز مع تنظيم للمرور ولمواقف السيارات. ذلك بأن المدينة العتيقة تحتوي على تراث تاريخي وهندسي من الواجب ترميمه وحمايته مع تهييء للأنشطة التي ستسمح مداخيلها باستثماره وتطويره.
أما السكن غير المنتظم (مثال دور الصفيح والأحياء الهامشية)، فهو يمثل أسبقية تتطلب معالجة سريعة من أجل حل هذه المعضلة الحضارية والاجتماعية. ذلك بأن الوضع الرديء لهذا السكن الاقتصادي يلزم بالقيام بعمليات تهدف إلى التحديد العقاري والهندسي، وهي عمليات تتمثل في تحويل السكان وإعداد الأحياء والمباني؛ الأمر الذي يتطلب توفير قاعدة عقارية غير موجودة حالياً، مما يقتضي العمل على التخفيف من المضاربات العقارية ومنع احتجاز الأراضي وخلق الظروف لتسهيل عمليات التشييد السكني. وهذا يعني كذلك تجديداً في الأنماط الهندسية وتنويع أشكالها؛ كما يتطلب العمل على تلاقي الزيادة المفرطة في كثافة السكن، وذلك بمنع الإضافات غير المبرمجة للطوابق الجديدة في المباني وتجنب التحول غير المخطَّط للمساكن الفردية "فيلات ـ أو دور أرضية" إلى مساكن جماعية من نوع العمارات.
وتتميز مدينة الرباط بنسبة نشاط مرتفعة، بالرغم من أنها تشكو من نوع من التأخير في نمو وظيفتها الاقتصادية والسياحية. فإلى جانب هاتين الوظيفتين، تلعب الصناعة التقليدية والقطاع الإداري والسياسي والدبلوماسي الدور الأساسي الذي تنبني عليه قواعد النمو الاقتصادي المستمر. ويستدعي الوصول إلى هذا الهدف ضرورة القيام بتجهيزات وإعدادات متنوعة توفر في الوقت نفسه حماية البيئة ومستوى عيش رغيد، أي الوصول إلى تنمية اجتماعية يرتفع معها الإحساس بالمسؤولية والوعي بضرورة الحفاظ على إطار بيئي متوازن.
أما تجهيزات المدينة من وسائل عصرية للنقل وتصريف صحي متكامل للسوائل والأزبال، ومن مساحات خضراء، فهي تتطلب إعادة هيكلة شمولية للرفع بها إلى مستوى عاصمة للمملكة.
ومن بين الميادين التي يجب الاهتمام بها إحياء المقترحات الشجاعة التي هيأت تصميماً مجدداً لهيكلة المركز، وذلك بتخفيف كثافة السير وخلق أزقة خاصة بالراجلين وإعادة تشكيل ملتقيات الطرق واستعمال أدوات جديدة مثل السكة الحديدية أو المترو مع إيجاد الحلول اللازمة لمواقف السيارات.
وتتطلب تنمية العاصمة تخطي الوضع الحالي والخصاصة في ميدان جمع النفايات ومعالجتها، والصرف الصحي، مما يترتب عليه تدهور مواقع متعددة على طول وادي بورقراق وعلى الخط الساحلي. هذا يقتضي إيجاد حلول هادفة تمر عبر تحقيق توصيات وبرامج المخطط المديري للتصريف ومعالجة المياه، وذلك بإقامة محطة لتنقية السوائل في موقع بعيد نسبياً عن المباني بالرغم من العوائق والصعوبات التي حالت حتى الآن دون ذلك.
كما يجب مراجعة الوضع الحالي الذي يتميز بالتجزيء المتناهي للمباني الإدارية والوحدات الجامعية، وجمع شمل هذه المؤسسات وتنظيمها ضمن أحياء مخصصة، منها الحي الإداري الموروث عن مرحلة التعمير الأوربي، وكذلك أحياء مجهزة بوسائل النقل مثل حي الرياض. أما تكاثر المصالح الإدارية في عمارات حي أكَدال وسط بنايات مخصصة للسكن، فهو يطرح مشاكل كثيرة أمام النقل، بسبب ضيق الأزقة، وعدم إعداد مواقف كافية للسيارات. وتتطلب جامعة محمد الخامس، المجزأة حالياً إلى كليات مركزية ومرافق ملحقة بها بحي السويسي، إعادة التنظيم ضمن حرم جامعي موحد، وذلك على أساس استثمارات هامة ترفع الجامعة المغربية إلى مستوى عصري يتماشى مع الاقتراحات التي قدمتها لجنة إصلاح التعلي

ويتطلب إعداد المدينة مجموعة من التدخلات تهدف إلى بعث جمالية ووظيفيَّة أحيائها المركزية من مدينة عتيقة، والمركز العصري والأحياء المجاورة مثل حي المحيط وحسان وأكَدال. ويجب أن تراعي هذه التدخلات خصوصية كل من هذه الأحياء من حيث التراث الذي تمثله، والوظيفة التي تشتهر بها، ونوعية البنايات والتجهيزات التي توجد بها. وهذا الإعداد يتضمن مجهودات خاصة لتوسيع المساحات الخضراء وتحسين جودة واجهات العمارات والمتاجر والحفاظ على المباني ذات الطابع الهندسي النفيس. وهذا يقتضي اتخاذ تدابير شجاعة من اللازم تعميم احترامها.
وتضم مدينة الرباط مشاهد ومواقع طبيعية من مستوى رفيع، من الواجب الحفاظ عليها واستثمارها. فعلى الساحل توجد الكثير من المواقع المتميزة بمناظرها الفريدة، والواجب، اعتماداً على دراسات دقيقة، العمل على استثمار بعضها، والحفاظ على بعضها الآخر في شكل رواشم لأصلها الطبيعي. وبجوار المدينة توجد غابات هامة وممتدة، منها غابة تمارة، وغابة سيدي يحيى زعير، وغابة سيدي بطاش، وغابة كريفلة. وهي تختص بالتنوع النباتي وتميز مشاهدها، وتصلح للاستجمام، وبعضها للقنص. وتمثل على كل حال متنفساً رائعاً للمدينة. والتخطيط الحضري مطالب باعتبار هذه الثروة النباتية والحفاظ عليها.
وفي هضبة الرباط، وكذا على طول وادي بورقراق، تم حفر مقالع في مواقع طبيعية نادرة، الأمر الذي تسبب في ضياع جودة تلك المواقع وترتبت عليه مظاهر تلوث عديدة. والجدير بالذكر أن بعض هذه المقالع لم يحصل على الترخيص اللازم، بعد القيام بالدراسات اللازمة لإثبات مدى الخسارات البيئية المترتبة على الاستغلال.
ولذا، فإنه صار من اللازم تعميم هذه الدراسات القبلية، السابقة لأي فتح للمحاجر، وكذا تعميم مسطرة لإعادة تهييء المواقع وقت الانتهاء من استغلالها وبعده.
ويتضح من تحليل الأوضاع البيئية للمدينة أن هناك مجالين هما الساحل ووادي بورقراق اللذان يتميزان بوضعهما الفريد: فهما يضمان مؤهلات طبيعية نفيسة. إلا أنهما يتعرضان لضغط يهدد آفاق استغلالهما، الأمر الذي صار يستدعي التعجيل بوضع قواعد دقيقة لمعالجة خاصة.

2 ـ الساحل:
يتقدم التمدين بخطى سريعة على طول الشريط الساحلي وتتسع معه الآثار السلبية الناجمة عن التلوث، من دون أن تنجح الاختبارات الأساسية لإعداد التراب من التخفيف من هذه السلبيات (بريان والعوينة، 1993).
أصلاً يمكن القول بأن الوضع غير المضياف للساحل، والراجع إلى كثرة الجروف الصخرية وعنف الأمواج، كان السبب في عدم انفتاح المدينة عليه، ما عدا عند مصب بورقراق. لذا نجد المدينة العتيقة مفصولة عن البحر بمساحة من المقابر تكسو منحدراً يطل على المحيط. وجنوب غرب المدينة القديمة، تكونت أحياء سكنية متواضعة في حي المحيط وحي العكاري ويعقوب المنصور. كما اتسعت في المجال نفسه الأراضي العسكرية. كل هذا يجعل من الصعب إعادة هيكلة المجال الساحلي من أجل إقامة أنشطة سياحية وترفيهية.
ذلك بأن إمكانات الاستثمار الساحلي في هذا المجال المكتظ تظل محدودة، بسبب التوجهات غير الموفقة للإعداد في السابق، ويظل الكثير من الأحياء يشكو من رداءة السكن به وكثافته المفرطة، الأمر الذي ينتج عنه تشوه في المنظر، إضافة إلى تراكم غير منظم للأزبال المنزلية وكسارات البناء، التي تستدعي مصاريف باهظة من أجل تهيئتها.
وتعرف البيئة الساحلية العديد من مظاهر التدهور:
 فالإلقاء المباشر لمجاري المياه المستعملة يساهم في تلويث الساحل القريب، بل كذلك سواحل جنوب العاصمة، على أثر تحرك مياه البحر تابعةً التيار الساحلي. وهكذا فإن مياه الساحل، من مصب بورقراق حتى الهرهورة، تشكو من تسممها وارتفاع نسبة تلوثها البيولوجي. وتمتد هذه الآثار جنوباً في الأوقات التي ينشط فيها التيار الساحلي، مما يهدد الشواطئ الأهلية صيفاً، مثل شاطئ تمارة والرمال الذهبية وسهب الذهب. إلا أن أخطر أوضاع التلوث تضمها الخلجان الصخرية الصغيرة لحي يعقوب المنصور، التي تمثل حقاً خطراً صحياً خطيراً، بسبب قربها من مخارج مجاري المياه، وبسبب الاستقرار النسبي للماء في حويضات صغيرة، يستعملها أطفال هذه الأحياء مسابح طبيعية.
 والسكن المكتظ وغير اللائق يساهم في تشويه مشهد العديد من المواقع الطبيعية الفريدة. ويفسر ذلك بالاختيارات العمرانية غير الموفقة التي نهجها المعمر الفرنسي، بتخليه عن الساحل واعتباره مجالاً غير مفيد للاستغلال، الأمر الذي نتج عنه تهميش يصعب الآن تداركه.
وتبذل السلطات والمجالس الحضرية مجهودات عديدة لإصلاح هذا الوضع، وذلك بسن مخطط عمراني وتصاميم تهيئة من جهة، واقتراح برنامج للصرف الصحي وتطهير السوائل من جهة أخرى. وأعدت خطة مستقبلية لتدارك الوضع العشوائي الموروث.
إلا أن بعض الاختيارات تتطلب التصحيح من أجل تفادي آثارها السلبية.
 فاختيار توسيع الطريق الساحلي مثلاً، بين حي المحيط والقبيبات ويعقوب المنصور، عمد إلى تغطية الجرف الصخري المتميز بجماليته، بسبب ما نحتت فيه آليات التعرية الكيماوية من أشكال بديعة، تحت فتاتات ترابية أصلها كسارات عمليات الحفر والبناء. وهذه الركامات، إضافة إلى قبح مظهرها، تتحول إلى سحب غبار خلال الصيف وقت هبوب الرياح، ما دامت التغطية النباتية الكافية غير مضمونة. كما أن المجال الساحلي لا يسمح بثبات سوى البروزات الصخرية الصلبة، بسبب ملوحة رذاذ البحر، وصعوبة نمو الغطاء النباتي فوق الركامات الحديثة. وأخيراً، وخلال العواصف البحرية النادرة ذات الطاقة الهائلة، تتمكن الأمواج من اجتياح هذه الركامات ونقلها إلى البحر، مما ينتج عنه خراب عمل شاق ومكلف.
 يعرف الساحل الرباطي بين المصب وشاطئ الصخيرات، خصاصةً في المساحات الرملية، وامتداداً في المجالات الصخرية. ذلك بأن شواطئ المصب وتمارة والرمال الذهبية ومخرج واد ايكم والصخيرات تمثل الشواطئ الرملية الفريدة في المنطقة. ولذا فمن الواجب الحفاظ عليها من الانجراف البحري، وذلك بتلافي كل التجهيزات التي تغير الدينامية الساحلية والتيارات البحرية، وتخلف ظروفاً جديدة تقوي حركية نقل رمال الشاطئ إلى الميدان تحت البحري. وهكذا، فإن ما نتج عن إنشاء ميناء سيدي العابد، بجوار شاطئ الرمال الذهبية، يمثل اختياراً سلبياً، لأنه ركز آثار العباب على رمال هذا الشاطئ، الأمر الذي نتج عنه انطلاق عمليات اقتلاع تلاها بروز القاعدة الصخرية في أماكن كان يسبح فيها رواد هذا الشاطئ إلى وقت قريب.
ويعرف الساحل عامة ـ وجوانب الخلجان والأخوار الساحلية المغلقة من طرف شريط صخري يقيها من انكسار الأمواج ـ حركة تشييد مبانٍ خصوصية من النوع الرفيع تتميز باتساع مساحة كل منها، الأمر الذي يعني تحولها إلى مساكن دائمة ورئيسة، وليست عبارة عن مساكن سياحية ثانوية. وينتج عن هذا ما يمكن تسميته بخوصصة الخط الساحلي إلى درجة مفرطة، بينما المنتظر أن يحظى هذا المجال باستمرارية وضعه العمومي ملكاً للجميع، لما يمثله من ثروة فريدة ونادرة، من اللازم أن يستفيد منها كل سكان المدينة، بل كذلك سكان المجالات الأ

لذا فإن التهيئة العقلانية تقتضي حلولاً سريعة ومدمجة تقوم على تحديد دقيق للمجال العمومي الذي تستحيل خوصصته، والمنافذ الطبيعية التي يجب الحفاظ عليها؛ وكذا على التدبير الجيد لشبكة التطهير السائل ومعالجة مياه المجاري قبل إلقائها في البحر. كما يتطلب إدماج العنصر الساحلي ضمن مشاريع العمران، تلافي السكن الدائم في مواقع السياحة والتشييد الثقيل والعشوائي في مجالات يجب أن تحافظ على طابعها بصفتها مواقع استجمام ورياضة لفائدة الجميع.

3 ـ مصب بورقراق
يمثل المصب مجالاً مشتركاً بين الحاضرتين المتجاورتين، الرباط وسلا. وهو مجال يتميز بغناه البيولوجي وتنوع مظاهره الطبيعية؛ كما أنه قاعدة يمكن أن ينبني عليها التطور العمراني والبيئي، ويشكل استمراراً طبيعيّاً للمدينتين، تتمركز فيه بعض الأنشطة الخاصة.
إلا أنه ما زال يشكو حالياً من الاختيارات السلبية التي نهجها المعمر منذ بداية القرن، وذلك بالسماح بامتداد أحياء هامشية على سفوح الوادي في حي اليوسفية، بينما كان من الواجب الحفاظ عليها بصفتها مواقع محمية من البناء، لما تمثله من تراث تاريخي (موقع شالة الفينيقي) وبيئي. ويستقبل الوادي حالياً العديد من أسباب التلوث، من مجار للمياه، وأزبال حضرية، وكسارات بناء أولي ترمى تلقائياً من الأحياء المجاورة. وأزبال المدينة تجمع في مقلع قديم مجهز لذلك بعالية الوادي، والكسارات تغطى بها الأراضي الرطبة السفلى، التي كانت تغمرها المياه وقت المد، وذلك رغبة في استصلاحها، مع تناسي ما تمثله هذه الأراضي الرطبة من تنوع بيولوجي.
وقد ساهم تشييد سد سيدي محمد بن عبد الله على بعد 20 كلم من الساحل في تحول جذري للمصب. ذلك بأنه حتى ذلك التاريخ ظل المصب مجالاً صحياً، تنقيه مياه النهر وقت الفيض، وكذا مياه البحر خلال أقصى مراحل المد. وظلت التركيبة الأحيائية المجهرية متنوعة. إلا أن بناء السد وتنامي المدينة غيّر هذه المعطيات، وذلك على أثر توقف ذاك التجابه الطبيعي بين مياه النهر ومياه البحر. فصار المصب ذراعاً بحرياً فقط، لا يعرف أبداً الفيض النهري إلا في حالات خاصة جداً. وارتفعت الملوحة، وتناقصت حركة المياه، الأمر الذي نتج عنه تفقير أحيائي عدداً وتنوعاً، وأصاب التلوث ما تبقى من الأحياء، خاصة بعد تشييد حي صناعي على الضفاف في اليوسفية.
وهكذا نجد المصب الذي كان قاعدة لنمو الحاضرتين، يصبح مجالاً متخلى عنه، يتم الإحساس بأن أراضيه الرطبة مجال غير صالح ويجب القضاء عليه بتغطيتها بالتربة وكسارات البناء، من أجل استغلالها. وهكذا نجد ذلك المجال الفريد يتراجع يوماً بعد يوم، دون أن تبرز اختيارات واضحة فيما يخص التجهيز والإعداد، وذلك بالرغم من أن هذا الوسط يمثل للمضاربين العقاريين والمقاولين أرضاً خصبة للربح والاستثمار.
ومشروع بورقراق الذي نسمع الحديث عنه منذ الستينيّات، لم ير الوجود حتى الآن، ما عدا بعض المشروعات التجارية. ولذا صار من اللازم تصور مشروع مندمج يبرمج لما سينجز منه على المدى القصير، لكن دون إغفال النظرة الشمولية للمشروع على المدى الطويل، مع مراعاة ضرورة إشراك الحاضرتين المتجاورتين في هذا التصور وباعتبار لزوم جعل هذا المحور قاعدة لاتحادهما وازدهارهما.

خاتمة
لا يمكن للتنمية المتوازنة لمدينة الرباط أن ترتكز فقط على المقترحات والحلول الفخمة، المقترحة من طرف الهيئات الحضرية أو الخواص، من أجل إقامة أحياء سكنية عالية الطراز لفائدة أقلية من المجتمع. هذه التنمية المتوازية لا يمكن أن تكون هادفة إلا إذا راعت عدة اعتبارات متشابكة ومتداخلة، تخص منها:
 الانطلاق من منظور شامل يدمج داخله المظهر الحضري والهندسي والبيئي والاقتصادي والاجتماعي.
أخذ الجانب المجالي المحيط بالعاصمة بعين الاعتبار، بما في ذلك المدن والأرياف القريبة، والمتفاعلة معها.
 الاعتماد على العقلنة واستمرارية الموارد المالية مفهوماً لإنشاء الثروات واستمرارها ، ضمن اقتراحات إعداد حضري من أجل حماية البيئة والحفاظ على التراث، وتكون في الوقت نفسه اقتراحات طموحة ومجددة، لكن بإمكانات معقولة.
 إشراك مختلف الفاعلين في المدينة، والتشاور معهم، والأخذ برأيهم. ويتلخص كل ذلك في مجموعة من العمليات التوافقية، ينخرط ويشارك ضمنها المجتمع بمنظور يهدف إلى إنجاح هذه العمليات واستمرارها.

يتبع مع جل مدن مملكتنا الغرة والعزيزة \ ابو المهدي







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=727470
التوقيع



صفحتي على الفايسبوك
قل لم
ن يدعي في العلم معرفة - عرفت شيئا وغابت عنك اشياء/ابو المهدي

    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-18, 02:10 رقم المشاركة : 2
ابو المهدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابو المهدي

 

إحصائية العضو







ابو المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تعرف على مدينة من مدن مملكتك العزيزة متجدد \ الرباط نموذجا\ ابو المهدي


نتمنى من الادارة المحترمة تثبيت الموضوع لاني ساعمل كل ما في وسعي لادراج جل مدن مملكتنا العزيزة \ تحياتي \ ابو المهدي






التوقيع



صفحتي على الفايسبوك
قل لم
ن يدعي في العلم معرفة - عرفت شيئا وغابت عنك اشياء/ابو المهدي

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 21:28 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd