المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hahowa
2-موضوع حول مستجدات نظام التربية و التكوين
1 -للكتاب المدرسي مكانة متميزة في مجال التعليم فهو من أهم الوسائل التعليمية بالنسبة للمعلم أو المتعلم على حد سواء , لكنه لا يعتبر الوسيلة الوحيدة التي على المدرس اللجوء إليها دون باقي المعينات لتصريف المنهاج الدراسي أي لا يجب أن يتعامل معه على أنه المنهاج نفسه بل هو مجرد أداة معينة من ضمن أدوات و طرائق متعددة تساعد كلا من المدرس و المتعلم إذا ما تبين أن مكوناته تستجيب لخصوصيات الدرس دون أن يتحول بصورة مبالغة فيها إلى إنجاز متسلسل للتمارين و الأنشطة المتضمنة في الكتاب بعيدا عن أي تصرف أو اجتهاد .
فمحتوى الكتاب المدرسي ما هو إلا تصور فرضي لوضعية يحتمل الاجتهاد و التعديل و التكييف والإثراء و الاختيار و النقد و التصحيح و الزيادة و النقصان تبعا لحاجات المتعلمين و متطلبات نموهم , فلا يكون بديلا عن وضعيات حقيقية ووسائل أكثر ملائمة و إثارة و خدمة للعملية التعليمية التعلمية.
2 -يتطلب استثمار الكتاب المدرسي و الاستعانة به في تدبير التعلمات إذا ما تبين أن المحتوى المقدم يلائم خصوصيات المتعلم و حاجاته الأساسية ..
- فلا جدوى من استثمار الكتاب المدرسي إذا كان المحتوى المعروض لا يناسب النمو المعرفي للمتعلم و لا يوافق سنه و ثقافته المحلية و الجهوية و مرجعيته الاجتماعية و الأخلاقية.
- استثمار مادة الكتاب المدرسي إذا كانت مشوقة و مثيرة و تشبع رغبة التلميذ في القراءة و حاجته في المتعة يعطي فرصة كبيرة لنجاح الدرس.
- مراعاة مدى ملاءمة الأنشطة المقترحة في الكتاب المدرسي للقيم و الأهداف السائدة و الجودة اللغوية و نوعية الصورة الموظفة و مقصديتها.
- تلاؤم الصورة و الرسوم من حيث مدلولها و أبعادها و ألوانها مع موضوع الكتاب يعطي فرصة أكبر لنجاح الدرس و إثارة و حفز المتعلم بربط الصورة و الرسم مع الكتابة, فالمتعلم في المرحلة الابتدائية تثيره الصورة أكتر من الكتابة.
3-جاءت تجربة تعدد الكتاب المدرسي كسيرورة للإصلاح التربوي و كذالك كحاجة وطنية غايتها الرفع من جودة التعليم,وفيما يلي تقويم للتجربة برصد مكامن القوة و الضعف و بعض سبل استثمار هذا النقد للارتقاء بالتحصيل الدراسي للتلاميذ:
** مكامن القوة:
. وضع حدا لتنميط العملية التعليمية التعلمية التي كانت تفرضها تجربة الكتاب الوحيد.
. تحفيز المنافسة و الابداع في انتاج الكتب المدرسية بين المؤلفين و الناشر.
. اثراء الساحة التربوية و اتاحة الاختيار للفاعلين التربويين للكتاب الذي يرونه الأنسب لحاجات المتعلمين.
. التعدد و المنافسة أدى إلى الرفع من الجودة البيداغوجية للكتب المدرسية.
. المحافظة على المناهج و البرامج موحدة على الصعيد الوطني رغم التعدد.
** مكامن النقص:
. الاختلاف في الكتب أدى إلى الاختلاف في تعريف بعض المفاهيم و المصطلحات المقدمة )مثال:حبابة/مصباح).
. التباين بين الكتب في ترتيب بعض الدروس.
. الخلط الذي يقع فيه الآباء و أولياء التلاميذ عند اقتنائهم للكتب المدرسية خصوصا بالعالم القروي حيث نسبة الأمية كبيرة,فغالبا ما يتم اقتناءها من الأسواق الشعبية القروية فيحضرون كتب مدرسية مخصصة لمناطق أخرى.
. التباين بين الكتب في مهنية التأليف المدرسي و الجودة و الكم و الكيف.
. عدم ترك الحرية الكافية للمؤسسة التعليمية أو الأستاذ لاختيار الأنسب لتلاميذه.
. عدم تصحيح بعض الأخطاء في الكتب مثلا في كتاب مرشدي في اللغة العربية,المستوى الثالث,نص:لا أضيع الماء,محتوى النص لا يلائم الصورة المرفقة له.
** سبل استثمار التعدد للارتقاء بالتحصيل الدراسي للتلاميذ:
. تكييف الكتب حسب مناطق و جهات المملكة بجعل محتوى الكتاب المدرسي المخصص لكل منطقة ملائما لخصوصياتها الثقافية لمتعلميها.
. إشراك المتدخلين الرئيسيين )خصوصا المدرسين و أولياء التلاميذ) في الفعل التربوي لتقديم الاقتراحات في انجاز الكتب.
. تخصيص نسبة مهمة من مقترحات التأليف للمتدخلين على مستوى الجهة و الإقليم فهم أدرى بحاجيات و خصوصيات متعلميها.
. مهننة تأليف الكتب المدرسية للرفع من الجودة و بالتالي يكون الكتاب المدرسي وسيلة منهجية للتحصيل الدراسي للتلاميذ.
. إمكانية استرشاد الأستاذ بجميع الكتب الدراسية المعروضة و اختيار ما يناسب مستوى وخصوصيات متعلميه .
. وضع لجنة لمتابعة الكتب المدرسية من أجل التصحيح و التعديل.
كلمة شكر تكفي