الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى الأنشطة التربوية


منتدى الأنشطة التربوية النشاط التربوي عنصر هام من عناصر العملية التربوية، وتأتي أهميته في أنه يساعد، إلى جانب النشاط الأكاديمي، في صقل شخصية التلميذ وتفتيح مداركه وصيانة ذهنه ...


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-06-15, 10:57 رقم المشاركة : 56
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة


الحياة ‬الشخصية ‬والاجتماعية ‬للأستاذ ‬المهدي ‬المنجرة ‬تظهر ‬من ‬خلال، ‬زيارة ‬منزله.

‬فالداخل* ‬إليه* ‬سيجد* ‬*”‬صالونا* ‬بلديا ‬وآخر ‬غربيا.

‬والمنزل* ‬كله* ‬عبارة* ‬عن* ‬مكتبة،* ‬وأينما* ‬تجولت* ‬في* ‬أرجاء* ‬المنزل* ‬ستجد* ‬كتبا* ‬أو* ‬مجلات،* ‬ما* ‬يعكس* ‬تعلقه* ‬بالقراءة* ‬والكتابة*. ‬المنجرة* ‬إنسان* ‬منفتح* ‬على* ‬الحداثة،* ‬لكنه* ‬مغربي* ‬أصيل* ‬لا* ‬يتنكر* ‬لمغربيته*. ‬بل* ‬يعتز* ‬بها* ‬ولا* ‬يمكن* ‬أن* ‬يزايد* ‬عليه* ‬أحد* ‬في* ‬ذلك*. ‬رغم* ‬أن* ‬تكوينه* ‬الأكاديمي* ‬كان* ‬بإنجلترا* ‬إلا* ‬أنه* ‬يبقى* ‬المهدي* ‬المنجرة* ‬المغربي* ‬البسيط،* ‬الذي* ‬يعيش* ‬الطقوس* ‬والعادات* ‬المغربية* ‬بنوع* ‬من* ‬الاعتزاز*.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2014-06-19, 07:30 رقم المشاركة : 57
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة مشاهدة المشاركة
الحياة ‬الشخصية ‬والاجتماعية ‬للأستاذ ‬المهدي ‬المنجرة ‬تظهر ‬من ‬خلال، ‬زيارة ‬منزله.

‬فالداخل* ‬إليه* ‬سيجد* ‬*”‬صالونا* ‬بلديا ‬وآخر ‬غربيا.

‬والمنزل* ‬كله* ‬عبارة* ‬عن* ‬مكتبة،* ‬وأينما* ‬تجولت* ‬في* ‬أرجاء* ‬المنزل* ‬ستجد* ‬كتبا* ‬أو* ‬مجلات،* ‬ما* ‬يعكس* ‬تعلقه* ‬بالقراءة* ‬والكتابة*. ‬المنجرة* ‬إنسان* ‬منفتح* ‬على* ‬الحداثة،* ‬لكنه* ‬مغربي* ‬أصيل* ‬لا* ‬يتنكر* ‬لمغربيته*. ‬بل* ‬يعتز* ‬بها* ‬ولا* ‬يمكن* ‬أن* ‬يزايد* ‬عليه* ‬أحد* ‬في* ‬ذلك*. ‬رغم* ‬أن* ‬تكوينه* ‬الأكاديمي* ‬كان* ‬بإنجلترا* ‬إلا* ‬أنه* ‬يبقى* ‬المهدي* ‬المنجرة* ‬المغربي* ‬البسيط،* ‬الذي* ‬يعيش* ‬الطقوس* ‬والعادات* ‬المغربية* ‬بنوع* ‬من* ‬الاعتزاز*.


شكرا جزيلا لكم على الإضافات النوعية الهامة





    رد مع اقتباس
قديم 2014-06-19, 07:31 رقم المشاركة : 58
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة




رشيد نيني
الأربعاء 18 يونيو 2014


للعالم الراحل المهدي المنجرة رحمه الله أفكار ستبقى راسخة في الأذهان. ولذلك فمن يعتقد أن المهدي مات مساء الجمعة الماضي فهو واهم، لأن من يخلف وراءه الكتب والأفكار النيرة التي تسير على هديها الأجيال من بعده لا يموت، بل يظل ضاجا بالحياة أكثر من الأحياء أنفسهم.
كان لدي شرف لقاء الدكتور المهدي مرتين بشكل مباشر بمدريد، وكان لدي شرف لقائه بشكل غير مباشر مئات المرات، عبر حضور محاضراته والاستماع إلى مداخلاته التي كانت تسجل في أشرطة الفيديو وتوزع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات تحت المعاطف مثل المواد المهربة.
فأفكار الرجل كانت ذات وقت أشبه بأصابع الديناميت، قليل منها يكفي لتفجير الوضع الاجتماعي والسياسي الملتهب. ولذلك وجد نفسه ذات يوم مضطرا لجمع حقيبة سفره وطي حاسوبه الشخصي الذي كان يحلو له تسميته «إيطو»، والذي كان من أوائل أجهزة الحاسوب التي تم استعمالها في المغرب والعالم العربي، والهجرة نحو اليابان.
فقدر الرسل والأنبياء والعلماء أن يضربوا في الأرض وأن يهاجروا بعلمهم وأفكارهم ووحيهم عندما تصبح الحياة في بلدانهم بين الجهلاء والجبناء والطغاة من أهلهم وذويهم صعبة.
في مقهى الفندق الجميل الذي نزلت فيه بمدريد بدعوة من جمعية لطلبة مغاربة يدرسون هناك جلست أفطر بجانب الدكتور المهدي. أذكر أنه لم يأكل شيئا، بل اكتفى بفنجان كبير من القهوة السوداء، فيما عيناه المليئتان بذلك البريق الذي يتطاير من مقل النوابغ كانتا تمسحان المكان بدقة.
كنت مأخوذا بمراقبة حركاته وسكناته، ولذلك لم أتبادل معه سوى كلمات معدودة. فيما هو كان يتحدث بعصبية، أدركت في ما بعد أن تلك العصبية تلازمه دائما وأنها طريقته الخاصة في الكلام.
بعد سنوات، وبالضبط عام 2007، سأتلقى اتصالا هاتفيا منه وأنا جالس في مكتبي أكتب. تبادلنا عبارات المجاملة والمودة، ومر الدكتور المهدي مباشرة إلى صلب الموضوع. كان يسأل إن كنت أقبل بتسلم جائزة المهدي المنجرة للدفاع عن الكرامة التي يمنحها كل سنة، ودون تفكير قلت للسي المهدي إن مجرد التفكير في منحي هذه الجائزة يعتبر تشريفا كبيرا لي، وإنني أقبل ذلك بدون تردد.
فتم تنظيم حفل صغير وبسيط حضره أصدقاء مشتركون، وبعدها أصبح الدكتور المهدي يزور مقر الجريدة في كل مرة يأتي فيها إلى الدار البيضاء، إلى أن أصبح عاجزا صحيا عن مغادرة بيته، فاعتكف بعيدا عن الأضواء إلى أن مات «حرا شريفا» كما قال الصديق أحمد السنوسي.
الآن بعد رحيله سيقبل الناس على كتبه، وسيعثرون على شذرات مضيئة في هذا الليل الذي تملؤه الهوام والحشرات الباحثة عن الضوء.
سيكتشفون أن المهدي هو القائل:
«عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن !
خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات، وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.
لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس، فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء، وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم. يقول أحد المستشرقين «إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:
أولا اهدم الأسرة، ثانيا اهدم التعليم، ثالثا أسقط القدوات والمرجعيات.
ولكي تهدم الأسرة عليك بتغييب دور الأم، عليك أن تجعلها تخجل من وصفها بـ«ربة البيت».
ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم، لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء، اطعن فيهم وشكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.
فإذا اختفت الأم الواعية واختفى المعلم المخلص وسقطت القدوة والمرجعية فمن يربي النشء على القيم؟».
هذا هو السؤال الجوهري الذي يلخص كل عمل الدكتور المهدي المنجرة، إنه سؤال القيم.
أو بعبارة أخرى، سؤال المعنى.
وسط زحمة الحياة وما نعتبره تقدما، نكتشف أن أشياء كثيرة فقدت معناها. بدءا من السياسة والنضال والالتزام وانتهاء بالحب والصداقة.
عندما وقف الطاغية نيرون في شرفة قصره يتمتع برؤية روما وهي تحترق بكامل مجدها، كان يقف إلى جانبه مرافقه الفيلسوف. فسأل نيرون فيلسوفه كيف وجد منظر روما وهي تحترق، فأجابه هذا الأخير :
- «سيدي الإمبراطور، إذا أنت أحرقت روما يا فسيأتي بعدك من يعيد بناءها، ربما أحسن وأروع مما كانت عليه. لكن الذي يحز في نفسي هو أنني أعلم أنك فرضت على شعب روما تعلم شعر رديء، فقتلت فيهم المعاني، وهيهات إذا أنت قتلت المعاني في شعب أن يأتي من يعيد إليها الحياة من جديد».
هذه الحكاية التاريخية تفيد في تأمل حالنا نحن المغاربة اليوم. فما وصلنا إليه من انحطاط ثقافي وأخلاقي ليست له أسباب مادية وإنما كل أسبابه مرتبطة بالتربية، أو بسوئها على وجه الدقة. يعني أن مشكلتنا الحالية في المغرب ليست اقتصادية ولا سياسية، وإنما هي مشكلة أخلاقية تربوية بالأساس. والسبب كما قال المهدي هو تبخيس دور المربين، من الأم إلى العلم إلى العالم.
فقد تم قتل الوطنية التي هي جوهر بقاء الشعوب وتطورها، وحولوها إلى مجرد وسام تافه يعلقه بعض المخصيين وعملاء الاستعمار ولاعقي الأحذية في المناسبات الوطنية. أما المقاومون الحقيقيون الذين وهبوا أرواحهم لكي يعيش الوطن حرا فقد أطلقوا أسماء بعضهم على الأزقة، وفي الوقت نفسه فرقوا أبناءهم على الأزقة بعد أن أغلقوا في السبعينات المدرسة التي بناها محمد الخامس ليدرس بها أبناء الشهداء.
قتلت النخوة والكرامة في النفوس، وتحولنا إلى مجرد قطعان تساق نحو المراعي طيلة النهار وتعود إلى الحظيرة كل مساء. والنتيجة أنهم نجحوا في تربية أجيال من الخرفان يكفي أن تقود واحدا منها من قرنيه حتى يتبعه الآخرون مهرولين. ولا يهم إن كانوا يتجهون بأرجلهم نحو المجزرة، فالاحتجاج هو آخر ما تتعلمه الخرفان. وحتى إذا ما احتجت فغالبا ما يحدث عندما يقرب الجزار السكين من العنق، أي بعد فوات الأوان.
قتل الحب في النفوس، وتعهدنا بالرعاية حبا واحدا لا شريك له هو حب المال والسلطة والذين يدورون في فلكها. حتى أصبح بعضنا بسبب المال يبيع أعراض بناته في أسواق النخاسة العالمية.
لذلك فأزمتنا الحقيقية هي أزمة قيم قبل أن تكون أزمة اقتصاد وسياسة.
السياسة عندنا لا أخلاق لها، وأغلب السياسيين يعطون نموذجا مسطحا وانتهازيا وجد متسلط لرجل السياسة. حولوا أحزابهم إلى مقاولات وشركات غير محدودة يستثمرون فيها أسهم النضال ويتاجرون بالقتلى والشهداء والجثث ومجهولي المصير للحصول على المزيد من المساهمين بين الأحياء. يوهموننا بأنهم يصالحوننا مع الماضي، في الوقت الذي يخاصموننا بشدة مع الحاضر.
التربية والتعليم انعدمت فيهما الأخلاق وأصبحا مجالا للربح والاستثمار والمزايدات النقابية الرخيصة، وأصبح مستقبل الأجيال مجرد ورقة ضغط في يد محتالين حزبيين همهم الوحيد هو تسلق السلالم الإدارية، حتى ولو كان ذلك فوق ظهور تلاميذ أبرياء.
ولكم نحن مشغولون بالبناء والتشييد وترميم الحيطان والأسوار، وفي الوقت ذاته نحطم أهم جدار واق يضمن أمن الوطن. جدار المعاني والقيم. فالشعب لا يحيا فقط بالخبز والماء، وإنما يحيا أيضا بالمعاني.
الحيطان والأسوار والطرق إن تهدمت سيأتي من يعيد بناءها من جديد، أما المعاني إذا ماتت في نفوس المواطنين فهيهات أن يأتي من يحييها ذات يوم من جديد. وصدق «ناس الغيوان» عندما أنشدوا ذات زمن «ماهموني غير الرجال إلى ضاعو الحيوط إلى رابو كلها يبني دار».
وهو المعنى ذاته الذي رمى إليه الشاعر الرائع محمود درويش عندما أنشد:
نيرون مات ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تموت
فتملأ الوادي سنابل..
رحم الله الدكتور المهدي المنجرة، وأطال الله في عمر علمائنا المتبقين على قيد الحياة.





    رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 20:48 رقم المشاركة : 59
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة




أيوب المزيّن: المهدي المنجرة .. أصداء معلّم مستفِز

الخميس 26 يونيو 2014 - 20:40
هسبريس


مات المنجرة. هكذا كنت أقول، بعدما انقطعتُ عن الكتابة إليه، لتكريس غيابه في ذهني. لم يكن قد توفّي بعد، لكنّي توقّفت عن متابعة أخباره وإصداراته، اغتلته رمزيّا، ونكصت على عقبيّ. بقيتْ إشاعات وفاته تتردّد على الشّبكات الاجتماعية، خاصّة خلال فترة مرضه واحتجابه الأخير، ولم أكن آبه، وما عدت أسرف في الحديث عنه. يُشبه قتل المعلّم إلى حدّ ما تصفية الأب البيولوجي، عند التّحليليّين، تعجيلاً بالفقدان والضّياع، حدّ التّحطيم. لقد كان المنجرة ميّتاً بالنّسبة لي منذ سنوات، لسببين اثنين، أوّلهما افتراقي عن الالتزام الصِّرف، وثانيهما إحباط سياسيّ عنيف بعد مرحلة بحّ فيها صوت سّي المهدي، و«نحن» معه، في وجه نظامٍ ومجتمعٍ كاسدَين: "باراكا" (كفى).

مع نهاية الألفية الثّانية، بلغت فِتنتي بالتّكنولوجيا والمعرفة ذروتها. كنت أدردش وأقرصن وأقرأ وأبعث الرّسائل: أدردش على برنامج الـ"mIRK"، وأقرصن علباً بريديّةً لأشخاص مبهمين، كانوا برتغاليين على الأرجح، وأحمّل عشرات المقالات الغامضة، وأبعث الرّسائل لوجهات كثيرة ومجهولة، دون أن أرجو جواباً من أحد. كان المنجرة وقتها من رجال العلم العرب القلائل الذين يتوفّرون على موقع خاص، ويتفاعلون عبر الإيميل، ويحرصون على نقل الحوار مع اليافعين والشّباب من الفضاءات التقليدية المُسيّجة بالمنع والـ"حڭرة" إلى قلب «مجتمع المعرفة والإعلام» النّاشئ الذي استشرف هو نفسه دوره المستقبليّ في تغيير براديغمات السّلطة وروابط النّخبة بالشّارع.

كنت حينئذ تلميذاً في المدرسة الإعداديّة، أتعاون مع جريدة محليّة نصف شهريّة، وألعب الكرة يوم الأحد. راسلته وأنا أخمّن: "لعلّه شبح كما الآخرين، يسكن الأسلاك، ولا يجيب أبداً". لكنّه لم يكن كذلك، فقد رحّب بمحاورتي واستضافني بتواضع وتقدير كبيرين. –هو: "ماذا ستدرس السنة المقبلة؟" –أنا: "أعتزم الالتحاق بالأكاديمية العسكريّة في مكناس". –هو: "تنخرط في حماية ناهبي الوطن؟ لقد غادرتُ أمريكا لأنّ حكومتها كانت تريد تجنيدي في عزّ شبابي (...) الجندية سلب للحرية. تعلّم الاقتصاد في الثانوية وادرس القانون بعد ذلك...".



ومن نافذة مكتبه المطلّة على كلية الحقوق-محمّد الخامس بحيّ أكدال، كان يشير بسبّابته المرتعشة للشّارع المؤدي إلى ثانوية ديكارت، التّابعة للبعثة الفرنسية، بالرباط وهو يتمم حديثه: "ليس لأنّهم درسوا في البعثات الأجنبية، في اليوطي وديكارت، فذلك يعني أنّهم أهمّ منك، بل إنّي أراك بقليل من المثابرة مفكّراً مهمّاً". أُضرب الأصلع على رأسه يا أيوب، كان يقول، فأينما مسسته سال دمه. إنّه تعبير شكّل لي، على حداثة سنّي، صورة واضحة ومربكة عن عراء المشهد السياسي والثقافي في مغرب يحبو على بطنه. التّفكير حفظا للكرامة، هذا ما كنت تحرّضنا عليه، وماذا بعد؟

لقد تشكّل تاريخـ(نا) الوطني الحديث، شئنا أم أبينا، من مأثورات فقهاء ومؤرّخين وسياسيين وفنّانين ومفكرين وأساتذة فلسفة، ومن «آثار منسيّين» لم يردنا عنهم إلاّ الزّهيد الزّهيد، ندين لهم بالأرشيف الذي يرتق هويّاتـ(نا) في الحاضر كـ"مغاربة". وقد كان المنجرة، على مدار عقود من الزّمن، يشتغل وينتج سياسة للثقافة وخطاباً للمعرفة يفترق عن الفكر المحض ويلتقي باليومي، وبالشّعبوي أحياناً. وهي صيغة مختلفة من ابتكار سلط بديلة. المنجرة لا يُقرأ كما العروي أو الجابري مثلاً. إنّها أنماط متباعدة. والمنجرة لم يدّع يوماً أنّه أديب لنحاكمه بمعايير الأدب.

لم يكن المنجرة حاقداً على أحد، لكنّه كان مستفزّاً، وجعل من الاستفزاز تقنية قتالية، داخل بيئة علميّة واجتماعية وسياسية فاسدة. فساد في التعليم والصحة، وفي الأحزاب كما في المخزن. فساد في السّر والعلن، ومرارة تحرق. وباستعمال العامية المغربية، بأمثلتها الشّعبية اللاّذعة، تمكّن من الاقتراب من المقهورين من أجل إذكاء القلق الشّعبي ومقاومة استبداد يحارب الحياة.

إنّ أكثر شيء قد يضرّ بالأحياء اليوم، ويسيء للموتى في الآن نفسه، هو الغلوّ في «مهمّة الحداد» أو في «إيكولوجيا الذّاكرة»، أي الاسراف في النّحيب، إمّا تعظيماً للآثار أو استحضاراً لنسيان مغرض. إنّهما أمران يهدّدان المشترك، سواء تعلّق الأمر بالأفراد أو بالهويّة والتّاريخ. ومع الخلط القائم، في النقاشات العمومية، بين الحاجة وشبيهتها، يصير المنجرة أيقونة للاحتجاج الفجّ تارة أو مرمى حجر الخانعين القدامى الذين تصدّوا لحركة "باراكا" التي كان قد أسّسها سنة 2005 رغبة منه في الاحتجاج إلى جنب المستضعفين تارة أخرى. لقد تبرّأ المنجرة من الطّرفين، من المستغِلّين والمستغَلّين، لأنّ كلّ مستغَلّ جاهل يتحوّل إلى مستغِلّ بمجرّد تمكّنه من أسباب القوّة؛ ويائساً من "وْلَادْ عبد الواحدْ اللّي كلّهم واحدْ"، عزّى المنجرة الدّولة المغربية في نفسها قبل أن تعزّي، هي، أسرته في مماته.

التحقت عام 2006 بجامعة فرنسية لدراسة القانون وعلم السياسة. وبعد انتهاء أوّل محاضرة داخل الـ"aula magna"، عدت إلى غرفتي على عجل وكاتبته: "لم أتمكّن من اجتياز اختبارات ولوج المدرسة الوطنية للعلوم السياسية، لكنّي قُبلت في جامعة مونتسكيو وباشرت الدّروس". فأجابني بدعابته المألوفة: "مسرور لأنّك لم تصبح جنديّا ! بوردو مدينة جميلة وجامعتها عريقة. أتمنّى لك التّوفيق في مسارك". كان هذا آخر تبادل إلكتروني جمعنا، أحفظه في ذاكرتي، بعدما أغلقت شركة خدمات الرّسائل "caramail" علب زبنائها دون سابق إنذار. وإذا كان الموت قد خطف سّي المهدي في لحظة تنويم شعبيّة، فإنّ ذكراه لن تفنى، بفضل استقامته. الاستقامة المطبوعة بوفاء أصليّ اتّجاه ميثاق لا يبطل، بلغة ليفيناس، ميثاق احترام الغيريّة والدّفاع عن الإيتيقا بالمسؤوليّة والعدل.





    رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 20:52 رقم المشاركة : 60
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة




تعاليق الزوار عن المقال:


amar
الخميس 26 يونيو 2014 - 22:15
حتى نظراته فى صوره رحمة الله عليه بعفوه ترمز الى قلقه وبعد نظره ساهم في انقاذ اليابان من الجهل والامية ومنعوا اسهاماته لانقاذ وطنه من شر الجهل والامية وكان مصرارا ملحاحا عن اصلاح تعليمنا لانه راس كل اصلاح لكن الفاسدين المفسدين لهم مصالح في ابقاء الحال على حاله الم يقل فقيدنااسكنه الله فسيح جناته وجعله من الصدقين والشهداء الم يقل : كل ما سيس الا وفسد ما راي وزراءنا المعالي ومجلسنا للنوام ونخبنا السياسوية والثقافوية من مقولة استاذهم الصادق الوطني المخلص الذي استطاع ان يرفع علم وطنه في الخمسينات في اكبر المنابر العالمية كما استطع ان يشغل مناصب عالية علو قيمته وقيمه وا لكل يعلم رفضه لمناصب وزارية عدة ايام كان جل وزراءنا الحاليين يخافون من الشاوش امام باب الموظف البسيط وهاهم اليوم اطبقوا الصمت في حق هذا الفقيد الذي تنبا بتواطاهم مع الفساد لاجل مصالحهم جاهلين او متجاهلين ان في تواطاهم هذا اشر ويلاتهم لخاتمتهم لان الاعمال بالخواتم لاحظوا معي كيف كانت خاتمة فقيدنا مات في صمت وفي يوم الجمعة وفي شهر شعبان وهو راضي عن نفسه

2 - من ألمانيا
الجمعة 27 يونيو 2014 - 10:07
لا زلت اتذكر زيارته لنا في جامعة برلين التقنية TU-Berlin حينما كنت طالبا فيها. لقد سأله احد الطلبة بعد نهاية محاضرته القيمة. مغزى السؤال كان يقول: هل هناك أمل في أن المغرب سيتغير وسيعرف إزدهارا إجتماعيا وإقتصاديا وصحياووو... كان جواب العالم المنجرة رحمه الله سريعا وبدون تردد وهو نعم وزاد وقال لسبب بسيط جدا هو أننا في المغرب وصلنا إلى "قاع الخابية" يعني لا يوجد مستوى آخر أقل من هذا فلا يمكن أن نتوقع إلا أن يكون هناك تحسن وأمل، وسبيلنا الوحيد هو الرجوع للإسلام الحقيقي والسنة النبوية الشريفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأوصانا بالتمسك بديننا الحنيف لأنه بذلك سنكون أحسن سفراء لبلدنا ولديننا في الخارج لأن ديننا يدعو للأخلاق وحسن المعاملة وكذلك يدعو للعلم وبهذا سوف نكون مثلا يقتدى به في كل مجال. فرحم الله المهدي المنجرة وأنا سعيد جدا بأن أتيحت لي فرصة لقائه والتكلم معه وأخذ توقيع له في كتاب كان من تأليفه.






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 13:08 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd