منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قصص وروايات (https://www.profvb.com/vb/f218.html)
-   -   الإنسان المغربي بعيون أوريد (https://www.profvb.com/vb/t138463.html)

express-1 2014-03-07 00:34

الإنسان المغربي بعيون أوريد
 
http://www.alyaoum24.com/timthumb.ph...PG&w=590&h=415
alyoum24حسن اوريد

«سيرة حمار» عنوان مثير لآخر الأعمال الأدبية التي أنتجها الكاتب حسن أوريد. باختصار شديد، إنه عمل يستحق القراءة والنقد معا.

فهو يقدم رؤية أخرى إلى الإنسان المغربي، من خلال العودة إلى أصوله التاريخية، التي شكلت هويته الراهنة. إنه عمل مفتوح على كل القراءات، بما في ذلك تلك التي قد تُدخل حسن أوريد في عاصفة أخرى من ردود الأفعال.
يعود الروائي والباحث حسن أوريد، الذي أثار جدالا كبيرا منذ بداية الربيع المغربي إلى اليوم، بعمل أدبي، اختار له عنوانا مثيرا هو: «سيرة حمار». وهذا العمل عبارة عن سيرة فكرية في قالب سردي، يقدم الكاتب من خلالها عصارة نظرته إلى الإنسان المغربي، إلى رصيده الإنساني دون أن يغفل عن نزوته الحيوانية، وإلى وجوده وكينونته دون أن يمسك عن الخوض في أبعادها التاريخية والكونية، التي شكلت هويته وذاته الراهنة.
لابد من الاعتراف أن كتاب «سيرة حمار»، الذي صدر ضمن منشورات دار الأمان، يختلف عن الأعمال الأدبية التي أصدرها أوريد من قبل مثل: «الموريسكي»، «صبوة في خريف العمر»، أو «الحديث والشجن». ففي هذا العمل، يدشن أوريد انتقالا إلى زاوية أدبية أخرى تمتح، في الحقيقة، من الواقع الراهن، لكنها تجعل من الماضي السحيق، حيث تذهب أبعد من زمن الموريسكيين، لتغوص في زمن تشكل المغرب. إنه زمن المغرب الروماني.
تروي «سيرة حمار» قصة أذربال، ابن بوكود يوليوس، الذي تربى في أحضان مدينته أليلي عاصمة موريتانيا الطنجية. وتعلم الفلسفة اليونانية، واطلع على المعارف الإغريقية، وحذق الألسنة الأمازيغية واللاتينية والإغريقية. لكنه ما اشتد عوده واكتملت معارفه، حتى مسخ حمارا بسبب صبوة في حضن ثيوزيس، زوجة أوكتافيو حاكم المدينة. لكن ستتناسل مع هذا المسخ جملة الأسئلة الوجودية الحارقة، التي تربك القارئ، وهو يحاول أن يرسم صورة شمولية عن هذا العمل. وهي تتمحور في مجملها عن السلوك الحيواني في الإنسان.
تفيد القراءة الأولية لهذا القصة أن حسن أوريد يتوخى من هذه القصة أمرين اثنين: الإجابة عن جملة من الأسئلة التي تلاحقه منذ مدة غير يسيرة، من قبيل: من أنت؟ وما موقفك من مسألة السلطة؟ وكيف تنظر إلى الهوية الأمازيغية؟ ولم غيرت موقفك من الإسلاميين؟ إلى غير ذلك من الأسئلة، التي أجاب أوريد عن الكثير منها في ندوات عدة. أما الأمر الثاني، فيكمن، كما توحي بذلك القراءة الأولية دائما، في توجيه مجموعة من الرسائل السياسية إلى من يهمهم الأمر، مثلما سيتبدى من المقتطفات التالية: «داعبني في فترة شعور الانغمار في السياسة، وقصارى أمري لو فعلت أن أظفر بلقب يفرض علي الخطاب الذي ينبغي أن أتلوه فلا أخرج عنه، وهل يستطيع الساسة أن يخرجوا من خطاب مرسوم سلفا؟ هل يستطيعون أن يروا أبعد مما تتيحه مصالحهم، أو ما تفرضه تحالفاتهم من أجل منصب، أو عهدة أو لقب؟ لذلك صدفت عن كل ذلك كله لأقول لكم الحقيقة، وقد تكون مرة، وهي أن أذكركم بما أنتم» (ص. 38)، «ألا ما أظلم الإنسان وما أعماه عن الحق، فهو لا يحكم إلا بالهوى»، (ص. 63)، «السبع لا يستطيع أن يكون سبعا من دون قرد» (ص. 94)، «مأساتي هي قدرتي على التفكير» (ص. 95)، «سفري بداخل نفسي هو الذي فتح عيني على الحياة وغناها» (ص. 120)، وغير ذلك من المقتطفات، التي يمكن الاستعانة بها هنا من أجل تغذية هذه القراءة.
لكن تجاوز هذه القراءة السطحية للعمل سيساعد على تشكيل رؤية نقدية أكثر كثافة مما تكشفه سيرة أوريد نفسه في مغالبته السلطة، التي كان طرفا فيها. إذ العمل مفتوح على أكثر من قراءة، أو لنقل على تعددية مداخل القراءة، حيث لن يساعد الاكتفاء بواحد منها في كشف الرموز، وفك الألغاز، التي يغتني بها هذا العمل: رموز الأسماء الأمازيغية والأمكنة الجغرافية والتاريخية، وألغاز التداخل بين الأبعاد الأمازيغية والفرعونية والرومانية/ اللاتينية والأفريقية والفنيقية في تشكل الذات. إذ نقرأ في الصفحة 37: «لقد طوفت أرجاء عدة لأقول لكم إخوتي إنا تأثرنا بحضارات عدة مثلما أثرنا فيها، وأن لا خطر يتهدد شخصيتنا العميقة من هذا التفاعل. إن الخطر كل الخطر، أن نختزل تلك الشخصية في جانب ونصدف عن التجربة الإنسانية التي أتيحت لنا من الحضارة الفرعونية فالإغريقية والرومانية وقبلها الفنيقية. إخوتي إننا لسنا طارئين على هذا الرصيد الإنساني، لسنا متسولين، هو جزء منا ونحن جزء منه.»
ولعل عدم تجنيسه ضمن جنس أدبي معين يعزز هذا الطرح. ذلك أن الكاتب إنما أراد لعمله أن يكون مفتوحا على كل القراءات والتأويلات. ومن هنا، فلا ينبغي أن يحصر السيرة/ الرواية الفكرية في جانب إيديولوجي وسياسي ضيق، بل يجب أن يقرأ قراءة أدبية نقدية تروم الوقوف عن خصائصها الفنية والجمالية وبنائها الأسلوبي ومسحتها الخيالية ولغتها الشفافة الأنيقة. كما لا ينبغي أن تنتزع من سياقها الأدبي أو من زمنها التخييلي، لتوظف في إسقاطات رخيصة وتافهة. بهذا الاختيار، يمكن لهذا العمل الأدبي أن يمتع القارئ في قراءته.



الشريف السلاوي 2014-03-07 08:15

رد: الإنسان المغربي بعيون أوريد
 
شكرا جزيلا على التقاسم

express-1 2014-03-30 02:18

رد: الإنسان المغربي بعيون أوريد
 
أوريد يَكتب عن الكائن الذي يمتلك جسم حمار وعقل إنسان

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._980153853.jpg
هسبريس - إسماعيل عزام
الأحد 30 مارس 2014 - 00:00
يعود بنا الباحث والروائي، حسن أوريد، في رواية موسومة بعنوان "سيرة حمار" صدرت حديثاً عن دار الأمان، إلى مرحلة قديمة للغاية من تاريخ المغرب، وبالضبط إلى التفاعل الذي وقع بين موريتانيا الطنجية، كجزء من المغرب الأقصى، والإمبراطورية الرومانية التي بقيت في شمال إفريقيا لثمانية قرون، لينسج أحداثاً خيالية عن إنسان تحوّل إلى حمار، واضطر إلى قطع رحلة مُتعِبة لهدف العودة إلى آدميته.
يرجع "أذربال" إلى بلدته أليلي بموريتانيا الطنجية بعد سنوات من الدراسة في قرطاج وروما وتين جيس، ليبدأ علاقة غرامية مع إحدى سيدات المدينة، انتهت بتجرعه لشراب ظن أنه سيحوّله إلى طائر يهرب رفقة حبيبته، فحوّله إلى حمار بِيع إلى رجل جشع يحمل عليه الأثقال، ليهرب الحمار "أذربال" إلى الغابة حيث ستتخذه قبيلة معبودها الوحيد، وبعد ذلك يسقط في أيدي قبيلة أخرى تكره الحمير، ليكون موعده مرة أخرى مع الهرب.
التقى الحمار بعد ذلك بشيخ أكرمه وأعطاه صورة إيجابية عن تعامل البشر مع الحيوان، إلا أن الأيام الجميلة انتهت بسرعة بعدما سُجن الشيخ ظناً من السلطة أنه يسرق الحمير، فيعود "أذربال" إلى مالكه الجشع الذي باعه إلى صاحب سيرك، هذا الأخير سيجبر الحمار على خوض معركة مصيرية مع سَبُع من أجل كسب النقود، ليختار الحمار بعد ذلك الهروب مرة أخرى من أجل البحث عن طريقة ما تعيد إليه آدميته.
نقرأ في إحدى صفحات الرواية:" نظرتُ في مرآة، فإذا أنا حمار كامل الأوصاف، لا أختلف عن الحمير إلا في شيء أضحى مصدر معاناتي هو قدرتي على التفكير، إذ كان الأمر سيهون لو حُرمت التفكير وعشت حياة الحمير لا أختلف عليها في شيء".
ونقرأ كذلك:"هل هان بي الأمر لأعشق أتاناً؟ هل طلّقت وضعي الإنساني السابق لأصبح حيوانا كامل الحيوانية؟ هل هو الإعلان عن الإفلاس والانغمار كلية في سلك الحيوانية أنا الذي قدرت يوماً أن أنعتق من جلد الحمار ومهاوي الحيوانية؟ ليتني لم أنهق".
كما نقرأ أيضا:" وقد تبيّنت أن كثيراً من بني الإنسان أنفسهم لا يختلفون عن هذا الحمار الذي حاججني، وأنهم يقيسون الحياة فيما يملكون، ويجعلون غايتهم النيل من متعها والظفر بمتاعها".
وفي تصريح لهسبريس، قال حسن أوريد إن السياق التاريخي كان مؤثراً في هذه الرواية، وإنها أتت في أعقاب الانتكاسة التي شهدها الربيع العربي خاصة مع ما يقع في مصر، مؤكداً أنه استوحى الكثير من وقائعها من رواية "الحمار الذهبي" للكاتب الأمازيغي "أفولاي"، وهي الرواية التي تُعتبر أول عمل روائي في تاريخ الأدب، وأوحت لكتاب آخرين بالسير على المنوال نفسه، أي تخيل أحداث كائن بشري يتحول إلى حشرة كما في رواية "المسخ" لكافكا، أو لحمارٍ كما فعل توفيق الحكيم في عمله "حمار الحكيم".
وأضاف أوريد أن الجانب التاريخي حاضر في "سيرة حمار"، كما هو موجود في "المورسكي" إحدى أشهر أعماله الروائية، إلا أن الاختلاف يكمن في طبيعة العلاقة بين الضفة الجنوبية ونظيرتها الشمالية، فإن كانت علاقة التباس وتناحر في "المورسكي"، فهي علاقة تمازج وقبول في "سيرة حمار" وإن كانت هذه الرواية لا تخلو من إشارات رفض الساكنة المحلية لأي غطرسة عسكرية قادمة من بلاد الرومان.
جدير بالذكر أن حسن أوريد الذي سبق أن شغل عددا من المناصب المهمة كمؤرخ المملكة المغربية، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ووالي جهة مكناس-تافيلات، أصدر عددا من الأعمال الروائية، منها "الحديث والشجن"، و"صبوة في خريف العمر"، وكذا دراسات نقدية منها "مرآة الغرب المنكسرة" و"تلك الأحداث".


express-1 2014-04-09 00:35

رد: الإنسان المغربي بعيون أوريد
 

http://3-ps.googleusercontent.com/x/...tIbrzamTLg.jpgأعلنت إدارة مؤسسة متحف النخيل للفن المعاصر بمراكش، عن عزمها استضافة الأستاذ الروائي والباحث حسن أوريد ، يوم الخميس المقبل 10 ابريل على الساعة السابعة مساء ، بمناسبة إصدار مؤلفه: "سيرة حمار" الذي صدرضمن منشورات دار الأمان،
وذلك في إطارمجالس النخيل التي ينظمها متحف النخيل للفن المعاصر بمراكش، ويهدف من خلالها إلى خلق تواصل ثقافي ومصالحة الجمهور مع مختلف الأشكال التعبيرية.
يقول الكاتب في صدر الصفحة الرابعة من "سيرة حمار" : "نظرت في المرآة ، فإذا أنا حمار كامل الأوصاف لا اختلف عن الحمير إلا في شيء أضحى مصدر معاناتي هو قدرتي على التفكير، إذ كان الامر سيهون لو حرمت التفكير وعشت حياة الحمير لا اختلف عنها في شيء، والحال أني سوف أعيش وسط الحمير حمارا يأتي ما تأتي ويحمل من الأثقال ما تحمل، ويختلف عنها في شيء، قدرته على التفكير، ويؤلمه ألا يحسن التعبير عما يجيش به صدره من أحاسيس ويمتلئ به من رؤى. وهاهنا تبدأ مغامراتي التي أريد أن أبثك إياها أيها القارئ فلا تنأ عني" .
إنه آخر الأعمال الأدبية التي أنتجها الكاتب حسن أوريد، عمل يستحق القراءة والنقد معا، وهو بعنوانه المثير:"سيرة حمار" سوف يثير بلا شك زوبعة من ردود الأفعال.


الساعة الآن 18:02

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd