تقديم


المبجل المعطل ...... ان خير امة اخرجت للناس
قد غدت أسوأ مثال يتداول بين الناس
والمخزي المبكي ان امتي - وهي على قدر باع-غرقت في مياه بركة ضحلة عمقها دراع
......
والمريع الفضيع........ ان امتي وأدت كل من فكر واعتبر واحتضنت من قد قدر وبسر وادبر
والاعز الاذل............... انه اينما امطرت تجبى ارزاقنا بعيدا عن ارضنا مع هدر حق الله وحقنا
والشر المستطير اننا ضيعنا الاثر وفقدنا القدرة على المسير

لكم تستعصي علي مذكراتي هذه ان استرجعها
او لعلها تأبى علي نفسي ان اعيدها مرة اخرى فيعاودني الالم مرتين ويحيى جرح كاد اليوم ان يندمل
ولقد عميت علي انباء ما قبل هدا فانا لا اذكر كيف مرت الايام لاصل الى سن الخامسة حيت توفيت فاطمة في رمضان 1960 ولعلني كنت سلواها الوحيد وجلست القرفصاء امامها وقد احتوتني الكآبة والخوف حتى آخر خلية مني
ومضينا ولعل البكاء قد ازداد نياحة وحرقة فلقد يهرع الجيران عند سماع الخبر
وكنت بعد ذلك ألحظ فرط خوف الام على اولادها وحرصها الشديد على ان يبقوا تحت ناظريها

واتخيل اليوم طفلة صغيرة تحمل بين دراعي فقيه تتحرك شفتاه بقراءة القران الكريم تتبعه زمرة من الناس يمشون بصمت يودعون - الصغيرة الترى ويرجعون في صمت لتاخذهم الدنيا مرة أخرى عير حافلين بالموت وعبرته
ولم تكن فاطمة قد نبست بعد ببنت شفة الا حروفا لم يكن لها معنا الا انها لخصت عند نطقها كل ضروب الدنيا. الجميلة .................

وهنا تتوقف المذكرات وتأبى ان تسلك معي سبيلا فيه من الالم ما يعاود النزيف من جديد
ولست املك الا ان اقول لها , هئت لك وسمعا وطاعة.........
....

ولعلني يومها لم أُبد شيئا ووجدتني بعدها قد تعلمت فن الانزواء فكنت اغلب الاحيان راكنا الى نفسي
لا اسألها ولا هي تجيب
وتخرج فاطمة من دائرة اهتمام الاسرة وكان الوجوم يخيم على النقاش عند ذكر اسمها او ما يمت اليها بصلة
فللاسرة مآس كثيرة تشغل تفكيرهم وتستحود على لب حواراتهم