منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية (https://www.profvb.com/vb/f89.html)
-   -   السلامة الطرقية ليست وصلات إشهارية يتيمة بمناسبة 18 فبراير (https://www.profvb.com/vb/t137466.html)

محسن الاكرمين 2014-02-16 07:29

السلامة الطرقية ليست وصلات إشهارية يتيمة بمناسبة 18 فبراير
 
السلامة الطرقية ليست وصلات إشهارية يتيمة بمناسبة 18 فبراير

حملة السلامة الطرقية استهلت هذه السنة من فوق منابر المساجد عبر خطبة وطنية موحدة الغاية والهدف بالوعظ والإرشاد المعياري . أنهكنا الحديث عن السلامة الطرقية وبها نحتفل سنويا كحجة وداع عليها . ولحد الان لم نتوصل الى ادنى بصيص نور من الامل للحد من ضحاياها اليوميين ... فحتى النشرة الاخبارية في القنوات الوطنية أصبحت مطالعها مشاهد من حوادث سير تؤثث روبورتاجاتها الخارجية ... انه الامر الذي انهك القيمين عن الشأن الطرقي... ولم يفلحوا حتى الان في التقليل عددا من الحوادث ومخلفاتها البشرية والاقتصادية وامتداداتها الاجتماعية ...
بالنواجذ عض الوزير السابق للنقل على تمرير مدونة السير بالبرلمان وتحدى النقابات القطاعية وتمريغ تصلبها بحبر المدونة الملزم بعد قطعها جميع مراحل صك الموافقة التشريعية ...مدونة سير مقاربتها الاساسية عقابية (من الجانب المادي ) أو سالبة للحرية وكأن المغاربة ك " الكامون كلما تفننا في دقه زادت رائحتة زكاة... ".
أشرقت ال***** وابتهج الوزير بطلعته علينا في المربع التلفازي العمومي حاملا الينا العصا السحرية لنصوص المدونة كقاطع بين ماض شر الحوادث وحاضر بدون حوادث ... لكن عصا الساحر الصغير لم تفلح في اسعادنا بالحد من الحوادث القاتلة...
حالتنا الوطنية بالمغرب ، إننا نسبق زماننا بثلث قرن تقريبا في وضع التشريعات المماثلة للغرب ونتشدق بأننا نتوفر على ترسانة تشريعية حديثة ولها السبق العالمي "حتى على امريكا... " ، لما أنحو بتفكيري نحو التشاؤم ،الأمر بين دون الاستنجاد الى تسويغات تكبرنا في موضوعنا هذا ... لنعرج أولا على بنية الشبكة الطرقية المغربية ، إنها المفصل - " بمعنى المقطع " - الذي كان علينا معالجته بأوراش كبيرة تنشئ وتصلح وتوسع الطرق المتهالكة على صعيد الخريطة الوطنية باستحضار تام للمغرب العميق . طرق لو كلفت الوزارة نفسها بإحصاء النقط السوداء بها لوجدتها تفوق فصول مدونتها عددا. انها الطرق القاتلة ، فهي تصطاد ضحاياها يوميا خلسة وأمام أعيننا ، ولا نكلف نفسنا إلا بإخراج هاتف نقال من اخر تقليعة وتصوير الدم والضحايا وتنزيلهم في " اليوتوب " ونعلق على الامر "بأحب/J aime "، ثم نترك جمل التأبين والتأسي عبر الشاشة الوطنية تلبس الثوب الأسود ، وبعد هذا ننسى الأمر إلا من عودة اليه بمتوالية جبرية ...
فكم من نقطة سوداء قاتلة في الطرق الوطنية علمنا بها وخبرناها ، ولم تستطع وزارة التجهيز والنقل على هيكلتها وتصحيح المساربها ، رغم انها تستحوذ على ضريبة السيارات ... إنه فعل النسيان والتناسي كما سلفت بذكره الذي يمتلكنا ويرهن مستقبلنا دائما بلحظية المفاجأة القاتلة والمعيقة ...
بعد الشبكة الوطنية الطرقية المنهكة بالحفر والمنعرجات ، نقف عند أسطول العربات المتحرك على هذه الطرق، فهو كذلك يستحق تجميعه ضمن معرض المتلاشيات وتقييده ضمن كتاب " كنيس" للأرقام الفريدة والقياسية ، فالتقادم نخر البنية الهيكلية للعربات وجعلها كمدرعات حرب تجوب شوارعنا للقتل وسفك الدماء . قدم العربات سببه غلق باب التعشير ...سببه الاخر غلاء العربات الجديدة بالمقابل مع اوروبا الجارة ...سببه طبائع الشعب في الود والحنين الى ما هو قديم ....أسبابه غير محصورة ، وليكن آخرها هل يعقل أن اقتني سيارة جديدة في ظل وضعية الطرق التي تتلون بألوان حفر من حجم السدود ؟
قبل أن أخوض في العنصر البشري المستعمل لعربات التنقل الالية ،ابتسمت في قرار نفسي وكأني ألحظ نفسي متقمصا لجميع الوضعيات الطرقية ... لا أخفيكم فالوعي يغيب بالقطع عند السائقين ، فهل مرد ذلك الجهل الفطري من أمية ؟ اوهي نرجسية الذات التي وراء المقود ؟ أم أن الوضعية السلوكية نتساوى فيها بردة الفعل الضاغط على مكبس البنزين وبدون استحضار لبنود المدونة او حالة الطرق ...؟
أحكي لكم قصة أعايشها عدة مرات بالمشاهدة أو الممارسة ، تخيلوا معي كم مرة صادفتم في طريقكم شيخا مسنا او امرأة مسنة... فالأمر يختلف بين أن تكون سائقا ، وبين أن تكون من بين الراجلين .
فالأول يكثر من المنبه الصوتي حتى يعم التلوث السمعي الضاحية التي يتواجد فيها برمتها . ثم يسب ويرغد لثقل مشي المسن / المسنة على قارعة الطريق . وهذا الامر الذي ذكرته هو أضعف الإيمان ان لم يكن قد داسه ، أو بلل ثيابه ببحيرة الماء التي تسكن حفر طرقنا على العموم .
أما الثاني من حيث هو من بين الراجلين فإنه يأخذ بيده رفقا الى أن يبلغه متم مقطع الطريق ...هي المفارقة العجيبة التي تسكننا ونحن نسوق ، ففي تمثيلنا بالقول "حرب الطرقات " فإننا نصبح جنودا هدفهم الاول أداء المهمة بالتمام والكمال في الحرب الطرقية ،وتصبح العربة مدرعة للقتال الطرقي لا وسيلة مدنية للنقل ....
أما الحديث عن الراجلين فحدث ولا حرج كما " قال إمام المسجد " فالوعي التام بأن الفضاء الطرقي ما هو إلا قسمة منظمة تحترم كل المكونات بسنة القانون ، وهو صورة منظمة لأداء سلوكيات سديدة من حيث المعرفة التامة بقوانين السير وخاصة فيما يتعلق بالراجلين والمخاطر المحدقة بهم في كل حين ...
لكن حين تلتهم المقاهي الشارع وتلقي بالراجل الى حافة الطريق فإن الوضع فيه رأي من حيث الفوضى السائدة بمدننا في احتلال الملك العمومي ، والترامي عليه عنوة دون رقيب جماعي او حساب ولائي ... والملاحظة التي نستحضرها هي حالة الرصيف وإن وجد فإن الراجل يمر عبر عدة أشكال هندسية بين الأرض السوية ثم المحدبة ثم المائلة ثم غير الصالحة للمرور قطعا ، او بوجود بالوعة غير مغطاة ...أو أن صاحب الملك قام بتسييجه كتابع له رغم انه ملك جماعي ...
اجتمعت عدة إكراهات تدفع بنا الى احتلال المراتب الاولى في حوادث السير وهي المرتبة التي تضاف الى المراتب المتدنية في التعليم والاقتصاد ... لكن أفق المعالجة يتم الاستعجال به عبر انزال القوانين وفق المواصفات الدولية ،في حين لا نبحث عن المواصفات السليمة لطرقنا كبنية تحتية ،لا نراعي حاجيات المواطن من توعية وتحسيس وتعليم يحفل بالسلوكيات المدنية القويمة ، لا نعذر المواطن في جهله لقانون السير، لا نستحضر الاسطول المتحرك في شوارعنا العمومية كمراكب متقادمة قابلة للقتل في أية لحظة .
السلامة الطرقية ليست وصلات إشهارية يتيمة بمناسبة 18 فبراير كيوم وطني لها ، وإنما هي فعل اجرائي بمقاربة شمولية تجمع بين ما هو بشري ووضعية مادية للطرق وحالة العربات ... فالأولويات تصطف عفويا وسن القانون بمدونة عالمية يجب ان يتم بمعرفة فرائض الجولان السليم على الطرقات لا بالبدء بنواقضه وإنزال الكفارة الغرامية عليه ...
محسن الاكرمين/[email protected]

خادم المنتدى 2014-03-21 08:09

رد: السلامة الطرقية ليست وصلات إشهارية يتيمة بمناسبة 18 فبراير
 
******************
شكرا جزيلا لك، يارك الله فيك
تحياتي و مودتي و تقديري
***********************


الساعة الآن 13:59

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd