2014-02-13, 16:57
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: كيف نكتسب الاحترام بيننا ؟ |
وحتى نكتسب احترام الآخرين يمكن تقديم التوجيهات الآتية: - أشعر الناس بأهميتهم، وهو ما يعني أن تقنع نفسك بأن كل الناس مهمون؛ لأن أكثر الناس قدرةً على التأثير في الآخرين "هم أولئك الذين يؤمنون بأهمية هؤلاء الآخرين"، والتقدير حاجة فطرية يبحث عنها البشر، كل البشر يرغبون في أن يكونوا شيئًا مذكورًا فالإنسان بداية يبحث عن الطعام والشراب فإذا تمكن من ذلك بحث عن الأمن، فإذا تمكن من ذلك بحث عن التقدير فإذا تمكن من ذلك بحث عن الإنجاز. والناس يبحثون عمن يقدرهم في هذه الحياة وإذا وجدوه تمسكوا به وأحبوه حبًا شديدًا، وإلى جانب ذلك فإن التقدير يعطي الشخص دفعة إيجابية قوية جدًا إلى الأمام، ويبني في الشخص الثقة بالنفس والشعور بالنجاح ويثبت الإنسان في مواقف الشدائد والمحن، كما فعلت خديجة رضي الله عنها حينما رجع إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل عليه جبريل أول مرة فقال لها:
- لقد خشيت على نفسي. فقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
- ولقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في تربية أصحابه أيما استخدام، والمطالع لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها مفعمة بالتقدير المخلص،فهذا أبو بكر يسميه بالصديق، وهذا عمر يسميه بالفاروق، وهذا خالد يسميه سيف الله المسلول، وهذا حمزة يسميه أسد الله، وهذا علي بن أبي طالب، يخبر عنه أنه من الرسول صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى، وهذا عثمان بن عفان يقول عنه أنه تستحي منه الملائكة، وهذا أبو عبيدة يسميه أمين الأمة، وهذا معاذ بن جبل يسميه أعلم الأمة بالحرام والحلال.
- وإشعار الناس بأهميتهم يتطلب الاستماع إليهم، وملاحظة ما يقومون به، وإبلاغِهم بالانطباعات الإيجابية، التي كونتها عنهم ، وشتان بين من يقدّر الآخرين ويشعرهم بأهمّيتهم ولا ينتقص من أقدارهم ولا يبخسهم أشياءهم، وبين من يجعلهم موضع سخريّته وتندّره وازدرائه، ذاك يجلب الناس ويجذبهم إليه، وهذا ينفِّرهم ويبعِّدهم عنه . وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن السخرية بالآخرين في قوله : (لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْم عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِن نِسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ).
- اجعل شخصيتك جذابة، وهذا يمكن تحقيقه من خلال التحدث في الموضوعات التي تهم الآخرين، وليس فقط الموضوعات التي تهمنا نحن، إضافةً إلى الثقة بالنفس، وعدم التردد، فالناس تنجذب نحو من يعرفون طريقهم وأهدافهم، كما يتطلب الأمر مصافحة الناس بثباتٍ وحزمٍ غيرِ مُبَالغٍ فيه، والحفاظ عند التحدث على نبرةِ صوتٍ تُعبِّر عن الثقة، وصدق المشاعر، والتفاؤل، والمظهر اللائق. ولكي تكونَ شخصيتك جذابة فأنت تحتاج كذلك إلى مُتابعة الآخرين وهم يتحدثون، وعدم الانشغال عنهم بالنظر إلى الأرض، وعدم التحدث بما يكرهون، ومراعاة التخفيف عند زيارة أحد الأصدقاء أو الزملاء في منزله، والإنصات والصبر على الآراء والأفكار التي تختلف معها، وهو ما يُشعر الآخرين بالاسترخاء، فضلاً عن عدم رفع الصوت في الحديث، وعدم مقاطعة الآخرين، والبعد عن المُزاح الثقيل، والغيبة والنميمة، والبحث عن مجالات الاهتمام المشتركة .
- احرص على أن يأخذ عنك الناس انطباعاً أولياً جَيّداً، وإلا فأنت تخاطر بأن يتم تجاهلك وعدم الاهتمام بك، وبالتالي الخروج من قلوب الناس قبلَ النفاذ إليها، والتربع على عرشها،وهذا الانطباع يمكن أن يتكوّن من خلال تبادلِ التحية، وإفشاء السلام، وبشاشة الوجه، وإرسال نظراتٍ دافئة وودودة، مُشبَعة بالتقدير إلى الآخرين؛ مما يجعلك تنفذ إلى قلوبهم، لكن ذلك كله يبقى رهنًا بتقييمك لنفسك، " فإذا كنت ترى نفسك فاشلاً فهذا يعني أن الناس سيعتبرونك فاشلاً، ويتعاملون معك على هذا الأساس.
- لا تحاول الادعاء بما ليس لديك.. فقد توضع في موقف لا تحسد عليه.. ولا تخجل من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى وضع غيرك فهذا ليس عيباً.. ولكن العيب الزيف عندما ينكشف.
- احرص على انتقاء الكلمات الجيدة التي تنفذ إلى القلوب نفاذَ السهم الذي يعرف طريقه جيدًا، فيذوب القلب وصاحبه، وينصهر حبًّا بسبب كلماتٍ قليلة؛ ولذا إن لم تكن من أصحاب الكلمات المُنتقاة فعليك أن تحفظَ كلماتٍ جيدة لتستخدمَها عند الحاجة، وتُخطِّط لذلك جيدًا، خاصةً إذا كان لسانُك سريعَ الطلقات، مدفعًا رشاشًا لا يطلق إلا كلَّ سوء.
- تقبل المعارضة؛ فمن الطبيعي أن تصادفَ رأيًا مُعارضًا لك، والتغلُّب علي هذا الرأي لا يكون بالتهديد والوعيد والسخرية، وإنما يحتاج الأمر إلى "الاستماع والإصغاء الجيد لما يعرض الطرفُ الأخر من وجهة نظر، ولا تقاطعه أثناءَ عرضه، وأعد عليه بعضَ النِقاط التي قام بعرضها، وإذا انتهى اسأله إذا كان هناك ما يحب أن يضيفَه، واجعله يشعر بأنك مهتمٌ بوجهة نظره تماما".
ثم بعدَ ذلك " ادرس كل النقاط التي عرضها الآخر، وستجد بها بعضًا من النِقاط التي يمكن أن تلتقيَ فيها معه، اعترف بها وسلِّم بصحتها، وإن وجدت أن جميعَ ما يعرضه غيرُ صحيح وافقه على بعض النِقاط البسيطة، وغيِّر المهمة، وعندها سيصبح لديه ميلٌ أكثر للتسليم بوجهة نظرك. عندما تبدأ في عرض وجهة نظرك كن هادئًا، ولا تنفعل، ولا تهدد، ولا تلوِّح باستخدام القوة . إذا قمت بتغيير وجهة نظر الطرف الآخر دعه يحفظ ماء وجهه ولا تحرجه، وإلا سيُصاب بالعِناد، ولن يخرجَ عن وجهة نظره " . (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي). - امدحْ الآخرين واثنِ عليهم: المدح والثناء إذا ما كان صادقًا، فإنه "يُحدث سِحرًا في القلوب، فالجميع يستجيب له، ويسعد به، وتهيم روحه في السماء من فرط الرضا والانبساط"، وهذا يتطلب أن يكون مدحك للناس صادقًا، وأن تعبِّرَ عنه بوضوحٍ وبلا تردد، وأن تخصَّ كل فردٍ يستحق المدح بالإشادة، وأن تبحثَ لدى الآخرين عن أشياء تستحق الثناء، إن الثناء على الأعمال الصغرى يحرك في المرء الرغبة في القيام بأحسن ما يستطيع عن طيب خاطر ورضا في النفس، ومن السهل على المرء أن يذم وأن يقدح لكن القوة و الفعالية في أن يتغاضى وأن يتسامح وأن يمدح.
- الدين النصيحة فمهما تنوعت سبل الاتصال ووسائل الدعوة والتأثير.. فإن الكلمة الصادقة والنصيحة المباشرة المخلصة ستظل تحتل مكانة عالية وأساسية في عالم الدعوة، وهذه الممارسة تنبع من حبنا للآخرين واهتمامنا بهم، فإذا أنت أحببتهم يتعين عليك أن توضح لهم أخطاءهم، لا أن تفضحها للآخرين، ويتعين عليهم أن يتبادلوا معك ذلك، وإلا فإن الإيمان يصبح موضع تساؤل وفقًا للحديث: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" [البخاري]. وهذا هو نقيض الأنانية التي نجدها في المجتمعات المادية؛ لأن الناس فيها يهتمون بأنفسهم فقط، إن غايتهم هي الحرية الشخصية للتمتع بالشهوات والانقياد وراء الرغبات، وهم بذلك غير ملزمين أن يخبروا الآخرين بما لا يودون سماعه، من مكاشفة بالعيوب ومحاولة إصلاحها؛ مما يمثل صورة من صور النفاق الاجتماعية
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |