الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التكوين المستمر > المنتدى العام للتكوين المستمر


المنتدى العام للتكوين المستمر فضاء عام يساعدكم على حسن الإستعداد للامتحانات المهنية كما يمدكم بمختلف مراجع التكوين المستمر ...

شجرة الشكر5الشكر
  • 3 Post By مريم الوادي
  • 2 Post By صانعة النهضة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-01-19, 22:37 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

b2 مظاهر اضطراب السلوك داخل منظومة التربية والتكوين و حالة من التدهور النفسي /التربوي العام



مظاهر اضطراب السلوك داخل منظومة التربية والتكوين
و حالة من التدهور النفسي /التربوي العام

إعداد د . محمد الدريج

لندوة الرابطة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي
المكتب المحلي لفرع تطوان


لا بد أن نعترف بأننا نعيش الآن انتشار حالة من التدهور وربما الاضطراب النفس/تربوي و الأخلاقي ، في منظومتنا التربوية وفي مجتمعنا بشكل عام ، سواء في الأسرة أو الشارع أو الإعلام وعموم مؤسسات المجتمع... وأن نعترف في نفس الآن بخطر الاستمرار في هذه الوضعية التي تعوق مشاريع الإصلاح وإصلاح التعليم على وجه الخصوص وتحول دون تطورنا ونمائنا .
أصبحنا نلاحظ انتشارا ، لمظاهر السلوك السلبي بل و للسلوك المنحرف و المرضي ، وكأمثلة على ذلك :
- كثرة الغياب في صفوف التلاميذ و المدرسين على حد سواء بسبب الملل و القلق من المستقبل، أو بسبب فقدان الثقة ، وتكاسل وتماطل في أداء الواجبات المدرسية و نوع من الهروب من المسؤولية.
- الغش في الامتحان .
- سوء العلاقات وانعدام أو اضطراب التواصل بين جميع أطراف العملية التعليمية.
- الضجر والتعب النفسي وضعف الرضى المهني لدى هيئة التدريس.
- العنف والعدوانية و التمرد على القوانين: فأصبح العنف جزء من سلوك عام داخل المؤسسة، لدى التلاميذ ولدى أوليائهم، ولدى العاملين فيها: تكسير للمقاعد والنوافذ ، اعتداء على الأطر التربوية ورشقهم بالحجارة، تلطيخ للجدران، تمرد على العمل، تمرد على الواقع ، مخالفات سلوكيةٌ وأخلاقيةٌ مختلفة، وبعض مظاهر الانحراف والإدمان....
-الفشل الدراسي وتشكل ميكانيزم الفشل ومختلف مظاهر الهدر المدرسي ... حيث تجمع جميع الدراسات على الصلة بين الفشل الدراسي والسقوط في السلوك المنحرف. وأن نسبة كبيرة تصل إلى أزيد من 88% من الراسبين ،يعبرون في العادة عن الكراهية للمدرسة وللمدرسين ، مع الرفض أو اللامبالاة لكل اقتراح يرمي إلى عودتهم إليها أو الاستمرار في التعليم. (عن عبد الله أبو أيــاد العلــوي ، ( 2009
- كما نلاحظ في المجتمع عموما ، قدرا من اللامبالاة بالآخر وبحقوقه وبثقافته وحاجاته ورفضا للحوار والاختلاف و احترامه وتقبلُه....
- اختلاط المفاهيم والمبادئ والقيم، وتضاربها لدى الأفراد ، بل داخل المؤسسة الواحدة، وبين الجماعة الواحدة... وغياب فهم موحد للحقوق والواجبات داخل فضاء المؤسسة التربوية، و تجاهل وعدم احترام للقانون الداخلي و تطاول على حقوق المؤسسة وتدخل في شؤونها الداخلية ، بشكل سلبي من طرف أولياء التلاميذ وعناصر من السلطات المحلية.. .
- ضعف في القيم الإيجابية وقيم المواطنة (العدالة و المساواة وتكافؤ الفرص ، الديمقراطية ، الإخلاص في العمل والعمل التطوعي الجماعي ...)



الأسباب



1- على المستوى الماكرو العام : نجد من بين الاسباب ، ما أفرزته الثورة التيكنولوجية والمعلوماتية من تغييرات اقتصادية واجتماعية ... وغيرها من عوامل التغيير، وما ترتب عنها من إعادة النظر في معظم تصورات الإنسان عن ذاته، وعن عالمه، الامر الذي جعل الإنسان يحيى في فضاء بدون حدود، يعمل فيه نظام العولمة على التعجيل بتنميط العالم في قالب موحد، يشمل كل ما يمس الحياة في شتى مناحيها، لا سيما منظومة القيم، حيث أصبحنا نشهد التدفقات السريعة للعادات والقيم والأفكار والمعلومات والحضارات الضاغطة والتي تسبب في عدم الاستقرار في القيم ، وعدم مقدرة عدد كبير من الأفراد والجماعات– وبخاصة الشباب- على التمييز، وبالتالي ضعف المقدرة على الانتقاء والاختيار من بين القيم المتضاربة الموجودة، والعجز عن تطبيق ما قد يؤمن به الفرد من قيم، أمام إكراهات التنمية، وضرورة الانخراط في مشروعات التطوير والتحديث وتحكم القيم النفعية ، وتراجع القيم الأخلاقية والروحية . هذا الواقع أفرز منظومة قيم جديدة تقوم على الإلزام والقهر والتعسف على الدول المغلوبة على أمرها وخاصة على المجموعات الفقيرة و المهمشة ، وإجبارها على استهلاك ما تنتجه حضارة العولمة دون تمكينها من آليات النهوض والإسهام و الإنتاج والاندماج.
2- على مستوى المجتمع ومؤسساته بما فيها منظومة التربية والتكوين :
نلاحظ عدم توفرنا على فلسفة تربوية واجتماعية واضحة التوجهات والأهداف، تمتلك تصورا واضحا للإنسان/ المواطن الذي نريد بناءه من خلال التربية والتكوين". وعدم توفرنا على إستراتيجية معقلنة ومخططة لمشروعنا التربوي.
وبالتالي فإننا في حاجة إلى تحديد الإنسان المغربي المنشود ... وفي حاجة إلى سياسة أو فلسفة وطنية جديدة، تكون لها القدرة على ضمان الانخراط الجاد لجميع المواطنين و مختلف هيئات المجتمع، في الفعل الكفيل بالنهوض بقطاع التربية والتعليم."
- وفي نفس السياق نجد من يتحدث عن ضرورة إيجاد مشروع وطني مجتمعي شامل يهم مختلف القضايا الوطنية، و تكون له القدرة على تعبئة الأفراد والجماعات للمساهمة الحقيقية في الرقي بأوضاع البلاد المختلفة، و في مقدمتها ما يخص الشأن التربوي.
-لذلك فاننا نعتقد أنه لا يمكن عزل إصلاح التعليم عن إصلاح البناء الاجتماعي المغربي بنظرة نسقية استراتيجية، ومن ذلك ضرورة الربط بشكل جدلي ديناميي وتكاملي شامل ، ما بين برامج وخطط ومشاريع التنمية والتجديد والإصلاح ، و بين أسس ومقومات ومقاصد النظام التربوي، و بلورة تصور للإنسان المغربي المنشود و الذي نطمح إلى تكوينه والذي من المفروض أن يتشخص في سمات و كفايات عقلية ومعرفية وفي مميزات وجدانية وفي قيم المواطنة (الحرية والمساواة والمشاركة والمسؤولية ...) "وليس قيم سيادة الرأسمال المحلي و العالمي والشركات متعددة الجنسيات ..."
- كما نحتاج إلى إعادة الثقة في المدرسة المغربية و تعبئة داخلية عامة والى نهج مقاربة تشاركية و تشاورية على أوسع نطاق.. وينبغي أن يقترن هذا التوجه بقيام كل طرف بمسؤوليته وأن تكون هذه المسؤولية مرتبطة بالتقويم والمحاسبة. ... وأول خطوة ينبغي تحقيقها قبل الحديث عن إصلاح التعليم ،"هي تخليق الحياة العامة لإعادة الثقة في الدولة والإدارة، والقضاء على كل مظاهر الفساد الإداري، و سرقة المال العام، وغياب المحاسبة والمراقبة، وشراء أصوات الناخبين، واعتماد المحسوبية في إسناد المناصب العليا والدنيا…"
- بناء على كل ذلك نعمل على تأسيس مشروعنا هذا، على قاعدة إعادة الثقة في أنفسنا أولا .نحن في حاجة إلى طاقة روحية (نفسية –أخلاقية ) وإلى قوة في الشخصية و الشعور بالأمن النفسي والطمأنينة وبقدر من معرفة الذات وتحصينها بالإيمان وترسيخ المبادئ الأخلاقية وقيم المواطنة ، ضد مختلف أشكال الاضطراب والانحراف والفساد، إننا في حاجة إلى "إصلاح سيكولوجي/أخلاقي"، مستندين إلى قوله تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾


3- من اسباب الاضطراب السلوكي غياب الاهتمام في المنظومة التربوية وفي المجتمع بعلم النفس وتطبيقاته

نلاحظ ومع الأسف:
- عدم حضور علم النفس وانتشاره في مجتمعنا وضعف الوعي بأهمية المقاربة السيكولوجية في مختلف مناحي الحياة وخاصة في التربية المدرسية... و تغييبا شبه كامل للعناية بموضوع الإرشاد و التحصين النفسي والتربية الوالدية.
وحتى دروس علم النفس والتي توفرها برامج مؤسسات التكوين المهني ، لا تجد تطبيقا فعليا لها في المدارس و الأقسام .
إن غياب الإيمان بالخطاب النفسي /التربوي وما يرتبط به من مؤسسات وخطط وممارسات، واقع لا مجال لنكرانه في المغرب و في بلداننا العربية بشكل عام. إن غياب هذا الإيمان ، الذي لابد منه لبناء نفسية سليمة للإنسان وما يرافقه من تراجع في أدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية ، أدى إلى خلل في التكوين العقلي و البعد النفسي الوجداني وقوة الإرادة لدى أطفالنا وشبابنا (وربما لدينا كراشدين كذلك)، مما جعلهم ينمون كبالغين مفتقدين للبعد الوجداني الفعال والضمير الحي ، اللازم لتحريك الطاقة الروحية، وبذل الجهد ، وتوفير الأداء الايجابي ، الذي يعد شرطا ضروريا لتحصينهم و إقدارهم على التصدي للتحديات التي تواجههم وتواجه المجتمع.
ذلك الغياب الذي يصفه صلاح عبد السميع عبد الرازق، " بالبناء النفسي والوجداني للطفل: البعد الغائب في مناهج التعليم بالعالم العربي "، في تقديمه لأشغال المؤتمر العلمي بعنوان ( التربية الوجدانية للطفل ) المنعقد في القاهرة من 8 إلى 9 أبريل 2006.


4- ضعف توظيف الاختيارات في مجال القيـم

يوازي غياب المقاربة السيكلوجية في منظومة التعليم ،غياب آخر ليس أقل خطورة وهو غياب العناية الجدية و الإجرائية ، بالجانب الوجداني/القيمي و الأخلاقي من شخصية التلاميذ. حقيقة إن هذا الجانب حاضر نظريا ، ضمنا أو صراحة ، في المقررات وفي الكتب المدرسية (وخاصة في مواد التربية الإسلامية والتربية الوطنية والتاريخ...)وعموما من حيث المبدأ في كلام المربين داخل المدارس وسلوكهم . لأن الجميع يؤمن بأنه لا يمكن لأية أمة أن تنشد التنمية والازدهار دون أن يكون لها نظام تربوي قوي وقادر على تخريج أفواج مؤمنة متمثلة لقيمها وأصالتها.
إن الإصلاح وما يرومه من تطوير ، لا يعتمد من حيث المبدأ ، على الكفايات والمهارات والمعارف التي يستطيع المتعلم امتلاكها فحسب، "بل أيضا على القيم التي يتمسك بها وعلى المواقف والاتجاهات التي يتخذها حيال كثير من الأمور في المجتمع، ومنها حيال العمل وطبيعته والزمن واستثماره والتعاون ومداه، فعلى مثل هذه الجوانب الوجدانية والخلقية والإرادية في الإنسان وعلى ما فيها من الإيجابيات، تعتمد التنمية الشاملة إلى حد بعيد، وأهميتها قد لا تقل عن أهمية الجوانب المعرفية فيها." (انظر على سبيل الاستئناس : خالد الصمدي، القيم الإسلامية في المناهج الدراسية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 2003).
لقد خص الميثاق الوطني للتربية والتكوين كما هو معلوم ، الجانب الوجداني (الانفعالي) بحيز هام في تحديده للأهداف التربوية ، كما خصه "الكتاب الأبيض "، بحيز كبير عنونه "بالاختيارات و التوجهات في مجال القيم" و يشمل القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في الميثاق ، و هي :
-1- قيم العقيد الإسلامية السمحاء،
-2- قيم الهوية الحضارية و مبادئها الأخلاقية و الثقافية،
-3- قيم المواطنة،
-4- قيم حقوق الإنسان و مبادئها الكونية.
و انطلاقا من هذه القيم وانسجاما معها ، "يخضع نظام التربية والتكوين للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة، وللحاجات الشخصية الدينية و الروحية للمتعلمين من جهة أخرى.ويعمل نظام التربية والتكوين بمختلف الآليات والوسائل للاستجابة للحاجات الشخصية للمتعلمين و المتمثلة فيما يلي:
- الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛
- الاستقلالية في التفكير والممارسة؛
- التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته؛
- التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛
- ممارسة المواطنة و الديمقراطية؛
- إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛
- الإنتاجية و المردودية؛
- تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة؛
- المبادرة والابتكار والإبداع؛
- التنافسية الإيجابية؛
- الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛
- احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري المغربي.
-...وغيرها. ( عن "الكتاب الأبيض"، الجزء الأول ، يونيو 2002).

كما أننا ، وقد خصصنا لموضوع القيم أطروحة لنيل الدكتوراه (1993) ، وأفردنا له فصلا كاملا في كتابنا "التدريس الهادف"(2004) ، لاحظنا أن هذه القيم لم تجد دائما طريقا لها للتحقق ، وبقي محور القيم ضعيفا في الكتب المدرسية و مغيبا في الممارسات التربوية داخل الأقسام وبصفة خاصة في أنظمة الاختبار والتقويم .
وكنا قد انتقدنا ضعف وفقر التعامل مع هذا الجانب الانفعالي ، ومن الملاحظات الأساسية التي أبديناها، عدم إقدام "الكتاب الأبيض" على إعطاء تعريف للقيم على غرار عدم تعريفه للكفايات. كما أنه لم يقدم مبررا على تقسيمه الرباعي للقيم، ولماذا هذا التجزيء الذي يفيد أن القيم الإسلامية معزولة عن القيم الأخرى كالمواطنة وحقوق الإنسان.
ولاحظنا تراجعا واضحا بخصوص الدعوة إلى الالتزام بتوظيف القيم في تحضير الدروس وبرمجة المواقف التعليمية و المجزوءات ، والذي كانت قد أوصت به اللجان من قبل ، في الوثائق التمهيدية للكتاب الأبيض. كما يلاحظ سكوته عن البيانات التي انتهت إليها اللجنة "البيسلكية" ولجنة الاختيارات والتوجهات التربوية، في عملها الجاد لتفصيل قوائم القيم وتدقيق الارتباطات العامة بين أنواع القيم و الكفايات، وكذا الارتباطات العامة بين المقاييس الاجتماعية و الكفايات. كما سكت دفتر التحملات الإطار عن كل ذلك.(محمد الدريج ،2003)
كما لاحظنا عجز أساليب التقويم والامتحان في التعامل عموما مع الجانب الانفعالي/الأخلاقي، وعدم قدرتها قياس ما يحدث في هذا الجانب الشديد التعقيد من شخصية المتعلمين أو على الأقل طرح بدائل لتجاوز صعوبة تقويم هذا الجانب .
أما على المستوى التنظيمي، فكان على "القيم"، أن تنتظر إلى حدود سنة 2006، حيث أصدرت وزارة التربية الوطنية ، المذكرة الوزارية رقم 88 بتاريخ 05/06/2006، وذلك من أجل إرساء هياكل "مرصد القيم" (مدرسة القيم) ، غير أنه على المستوى الإجرائي، لم يتم تحقيق الأهداف من كل ذلك ، في الوقت الذي تشهد فيه المنظومة التربوية وضعية من التردي الأخلاقي وحالة من التدهور في السلوك على جميع المستويات و تعاني المدرسة المغربية من أشكال العنف والانحلال... الأمر الذي " يؤكد شبه استقلال للنظام التربوي المغربي عن وظيفته الأخلاقية".(انظر حجوجي عبد الحكيم ،2011)


الحلول
وضع برامج التحصين النفسي
(بعض مكونات الإصلاح السيكولوجي/الأخلاقي)


ونعني بالتحصين النفسي ، تربية الناشئة وتكوين شخصيتهم و توجيه أفكارهم بطريقة إيجابية ليكونوا قادرين على الاندماج السليم في متطلبات الحياة و مواكبين في ذات الوقت ، لكل جديد مثمر مع الاحتفاظ بروح الأصالة والثبات على المبادئ وقيم المواطنة .
كما يراد بالتحصين من حيث برامج العمل، مجموعة الإجراءات والترتيبات التي يُعدّها المسئولون والتربويون ويوجهونها إلى الناشئة لتعزيز ثباتهم أمام التيارات والظواهر التي قد تزعزع قيمهم ومبادئهم وتفقدهم ثقتهم في أنفسهم وتجعلهم أقوياء ضد مسالك الانحراف.
وهكذا يتضمن مصطلح التحصين النفسي الإجراءات والترتيبات التي تستهدف تقوية شخصية الفرد، الذي أصبح يعيش زخما من المؤثرات السلبية، والذي بات انحرافه خطرا يهدده ويهدد المجتمع بفعل تلك المؤثرات ، وتزدادُ زاويةُ الانحراف اتِّساعًا حين تجدُ شخصية بلا حصانةٍ وفكرًا ضعيفا.

نلخص التدابير الأساسية التي نقترحها ، للتحصين النفسي في النقاط التالية :

1- تقوية الشخصية بترسيخ مفهوم موجب للذات:
- من الضروري أن يتدرب الوالدان (في إطار التربية الوالدية ) وكذلك المعلمون ، على كيفية التعامل مع سلوك الأطفال وتوجيهه الوجهة المناسبة ، بما يؤدي إلى توافقهم الشخصي والاجتماعي. وان يتدربوا على ملاحظة سلوك الطفل أثناء ممارسته للنشاط بجوانبه المختلفة من حيث نظرته لنفسه وكيف يتفاعل مع الآخرين..وقد يكون هذا النشاط داخل أسرته وفي منزله ..أو يكون في مدرسته.حيث يتمكنون من تعزيز السلوك الايجابي لدى الطفل ، سواء في الجانب ألتحصيلي او التربوي وتحفيزه ماديا ومعنويا. ..
-أن يعملوا ،على تقوية علاقات الطفل بإخوته في المنزل وبأبناء جيرانه وكذلك بزملائه في المدرسة بما يعزز روح المشاركة الايجابية لديه. وعلى تعويده على الاندماج والتفاعل مع الآخرين ومساعدته على تقبل الآخرين دون الميل إلى نقدهم أو التهكم عليهم.
- تعزيز هوية النجاح لدى الطفل، بما تتسم به من صبر وجد وبذل الجهد وهي تعد من مقومات تقدير الذات المرتفع أو الايجابي .. وتجنب هوية الفشل التي تؤدي إلى نشوء تقدير ذاتي منخفض أو سلبي يؤدي فيما بعد إلى تعثره في حياته الحالية والمستقبلية .
- إعطاء الحرية للطفل في اختيار الأنشطة التي يمارسها و‌ الحرية في إبداء رأيه في الموضوعات المتعلقة به ، والبيئة من حوله ، لممارسة جو من التشارك في اتخاذ القرار وإعطاء الفرصة للأطفال للتحدث والتعبير عن مشاعرهم وذاتهم بحرية ودون خوف في مختلف المواقف الأسرية والمدرسية وغيرها ، لتنمية قدرتهم على التعبير الحر عن رأيهم ‌و السماح للأطفال بسرد ما قاموا به من إنجاز ، وذلك في نهاية كل نشاط على أن يحتفظوا بتلك الأعمال في ملف بورتفوليو Portfolios ( المحفظة التربوية ) خاص بكل طفل ، حتى تكون أداة مساعدة في تقييم مفهوم الذات لكل طفل .مما يساهم في ‌تقوية إحساس الطفل بأهمية ما ينتجه من عمل ، سواء بمفرده أو مع الجماعة حتى يشعر بإمكاناته . (صلاح عبد السميع عبد الرازق ،2006).

- حماية الطفل من تعديات الآخرين، والوقوف بجانبه إذا تعرض لشئ من ذلك، ومن المهم أن يطلب منه التسامح في مقابلة أخطاء الآخرين، مع تذكيره بفضل العفو عن الناس، والصبر على ما يكره،. ومنحه الحب قولاً: بأن يسمع كلمات الحب منك، وفعلاً: بأن يُمازح ويُضم ويُقبل ليشعر بأنه محبوب ومقبول ومُقدر بين جماعته .
- أن تبحث عن الأمور التي تتوقع أنه يستطيع إنجازها بنجاح، فتعمل على تكليفه بها، ثم تمدحه عليها.
- أن تُسمع الزوار والأقرباء الثناء عليه بحضوره، مع الحذر من توبيخه أو لومه أمامهم.

2 - تقوية الشخصية بالتربية على القيم:

القيم هي مكونات نفسية مكتسبة لتوجيه التفكير والسلوك لدى الفرد، وهي تنبع من التجربة الاجتماعية وتتوحد بها الشخصية، وهي عنصر مشترك في تكوين البناء الاجتماعي والشخصية الفردية يعمل على توجيه رغباته واتجاهاته ، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض.
إن التربية في جوهرها عملية قيمية و إن أهم ناتج التربية هو أن تتخذ لها مجموعة من القيم البناءة الدائمة التي تخضع لها الجماعة وتنتظم حولها حياتها ، فالشخص المتعلم الذي لا توجه معارفه و قدراته نحو أهداف قيمية يتخذها لنفسه ، يصبح خطرا على نفسه وعلى المجتمع على حد سواء . ومن الملاحظ إن عملية البناء القيمي ليست مسئولية مؤسسة اجتماعية بعينها أو منهج دراسي بعينه ولكنها مسئولية كل من له علاقة بعملية التربية . (الجوير إبراهيم، 1419هـ).
إذن لا بد في إطار برنامجنا التحصيني من تقوية الشخصية وتهذيب السلوك وإعادة الاعتبار للتربية الأخلاقية وضرورة صياغة ثقافة ترتكز أولوياتها على القيم (تغيير العقليات) ، هذه التربية القيمية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الحرص على إكساب الأطفال والمراهقين سمات و عادات شخصية مرغوب فيها ، مثل : و الصدق والأمانة و التعاون و مساعدة الآخرين.
-الحرص على الارتباط بالقيم المتصلة بالمجتمع و بالوطن و تاريخه ومقدساته ، مثل الانتماء و الالتزام و العدل والمساواة و التضحية و تقدير العمل والإخلاص فيه ومعرفة الخصائص المميزة لثقافة المجتمع وتراثه .
-ترسيخ القيم الكونية ، مثل : احترام حقوق الإنسان و رفض فكرة الاحتلال وترسيخ التعاون و الحوار و التسامح والحرية و تقدير أهمية الشرعية الدولية و المبادئ و المواثيق التي صادقت عليها الأمم . ( محمد الدريج ،2004 ).

3 - ضرورة الاهتمام بالتربية الوالدية
نقصد بالتربية الوالدية مختلف البرامج التي تسعى إلى تكوين الوالدين و الأسرة على أساليب وتقنيات العناية السليمة بالأطفال وطرق تربيتهم وتحصينهم النفسي.
على أننا نلاحظ غيابا لهذا المفهوم لدينا .ثم إننا لا نعرف كثيرا ما يحدث في الأسر وليس هناك سواء على مستوى التشريع أو المعاملات أو برامج النشاط الجمعوي ...ما يمكننا من التدخل في ممارسات و أساليب الآباء و الأمهات و في التنشئة الاجتماعية للأبناء.
إذن غياب التدريب على تربية الأبناء إما في شكل تدخل منفصل أو مكون من بين برنامج شامل ومتعدد الخدمات للوقاية يستهدف الأطفال والشباب عموما و المعرض منهم للخطر على وجه الخصوص.
وبالتالي غياب برامج التدريب في إطار التربية الوالدية وغياب الزيارات المنزلية التي تستهدف إما الأسر التي لديها أطفال صغار، أو العلاج الأسرى والزوجي الذي يستهدف الأسر التي لديها أطفال في سن أكبر . (الإيسيسكو - المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ،2000 ).
وبالنسبة لبرامج الزيارات المنزلية كما هي سائدة في العديد من المجتمعات ،فهي جزء من برامج تطوير الطفولة ، حيث يذهب المرشدون (النفسيون –الاجتماعيون) والمرشدات إلى منزل الأسرة سواء العادية أو المعرضة للخطر، بهدف تدريبها وتقديم المشورة والقيام بالمتابعة. ويتمثل الهدف العام من هذه البرامج في تشجيع تطور الطفل الصحي وذلك من خلال تغيير مواقف الوالدين ومعلوماتهما و/أو سلوكهما. كما تشمل الأهداف العامة الأخرى منع الإساءة إلى الطفل وإهماله وتحسين حياة الوالدين عن طريق توفير المساعدة في مجال الحصول على وظيفة والتشجيع على استكمال الدراسة أو تأخير الحمل. وتتجه معظم البرامج نحو تمكين الوالدين بتوفير المهارات والموارد المطلوبة من أجل تربية المراهقين وفي نفس الوقت تمكين الشباب حتى يتسنى لهم التعامل والتأقلم مع مشاكل الأسرة والأقران والمدرسة والحي السكني. وينصب اهتمام هذه البرامج على تغيير الأنماط غير القادرة على التأقلم أو الفاشلة والمتعلقة بالتفاعل والتواصل داخل الأسرة بما في ذلك السلوك السلبي في تربية الأبناء والذي يعد من أهم عوامل الخطر المسببة لعنف الشباب. (شرف عبد المجيد، 1985).
ومن هنا فإن التدريب على تربية الأبناء يجعل للوالدين دوراً إيجابياً في نمو وتطور الأبناء وذلك من خلال تزويد الآباء والأمهات بالمعلومات المتعلقة بصحة الأبناء والتغذية والاحتياجات التنموية علاوة على كيفية تفسير سلوك المولود أو الطفل الصغير.( محمد حمدي الحجار، 1999).

النتائج المتوقعة من التربية الوالدية
- تحسن مهارات تربية الأطفال.
- زيادة المساواة بين الجنسين (والتشبع بمبادئ مقاربة النوع).
- ارتفاع مستوى الكفاءة الذاتية بين الوالدين.
- تحسن العلاقة التي تربط الوالدين بالطفل.
- زيادة مشاركة الوالدين في رعاية الأطفال.
- انخفاض كم الإساءة للأطفال وإهمالهم.

والله ولي التوفيق
تطوان 6 يوليوز 2013







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=710982
    رد مع اقتباس
قديم 2014-01-20, 10:50 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مظاهر اضطراب السلوك داخل منظومة التربية والتكوين و حالة من التدهور النفسي /التربوي العام


بالفعل أختي الكريمة مريم ...حضرت هذه الندوة والتي تم من خلالها استعراض مجموعة من الإضطرابات التربوية التي أساسها اضطرابات نفسية اجتماعية متعددة ...تركت خللا كبيرا على منظومة التربية والتكوين في بلدنا .

وبعد جرد العوامل والأسباب المؤثرة في انهيار المنظومة ،تم طرح البدائل والحلول التي أعتبرها جوهر التغيير ،على اعتبار أن أول شيء يهم التربية أن نحدد الهدف من التربية ونحدد الإستراتيجية التي تخدم هذا الهدف وبعدها نحدد الآليات التي ستحقق الهدف.

من هو الخريج الذي نريده من المدرسة المغربية؟

أعتقد أن هذا هو جوهر القضية التربوية التعليمية في بلدنا ،ولعل سر هذا الحضيض الذي وصلت إليه يكمن في غياب الرؤية لمفهوم التربية والعجز عن تأصيل هذا المفهوم ،وبالتالي غياب الهدف والإستراتيجية مما جعل المنظومة تفقد قيمها الروحية والوطنية فيفقدها مواطن الغد.


أختي مريم...مجهود جبار تقومين به للإرتقاء بالمنتدى ،واختيار جد موفق جعله الله في موازين حسناتك وأثابك ربي الجنة
فثابري بارك الله فيك
محبتي...









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2014-01-26, 15:16 رقم المشاركة : 3
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مظاهر اضطراب السلوك داخل منظومة التربية والتكوين و حالة من التدهور النفسي /التربوي العام





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 05:30 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd