الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي



موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-01-02, 16:00 رقم المشاركة : 46
خالد السوسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية خالد السوسي

 

إحصائية العضو








خالد السوسي غير متواجد حالياً


وسام المنظم في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المنظم مسابقة الأستاذ الرمضانية

مسابقة كان خلقه القران1

وسام المرتبة الأولى في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الأولى في مسابقة ألغاز رمضان

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الأول في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: ذكرى المولد النبوي الشريف: اجتهادات و فتاوى أخرى





الاحتفال بالمولد: إما أن يكون عبادة وإما أن يكون عادة




والأمر الثاني باطل.... لأن المولد عند القوم تقرُّب إلى الله تعالى




ومعلوم أن القائلين بالقياس لايبيحون إثبات عبادة بالقياس


فيجعلون الاحتفال بالمولد قياسا على صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين.... لأن العبادة توقيف من الشرع.... وليست اختراعا من البشر.. فإن شذ من يجيز القياس في العبادات فلا تُسعفه أصول القوم..... لأن التعليل غير قاصر على المولد..كما أن الاثنين لن يصادف يوم المولد من كل عام.




فمن أين جاؤوا بهذا الاختراع المسمى المولد ؟





التوقيع


جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد
فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟
و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟
و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟
أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم :
بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
من كان مستنا فليستن بمن سبق...
اللهم أمتنا على السنة..


   
قديم 2017-01-02, 16:01 رقم المشاركة : 47
خالد السوسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية خالد السوسي

 

إحصائية العضو








خالد السوسي غير متواجد حالياً


وسام المنظم في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المنظم مسابقة الأستاذ الرمضانية

مسابقة كان خلقه القران1

وسام المرتبة الأولى في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الأولى في مسابقة ألغاز رمضان

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الأول في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: ذكرى المولد النبوي الشريف: اجتهادات و فتاوى أخرى




من المفاسد الواضحة للمولد والتي نراها كل عام و نسمع عنها :


اشتمال بعض هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور التي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويستلذُّون، ويجدون فيها بغيتهم، ويحققون مرادهم


مثل: الطرب والغناء والرقص، واختلاط الرجال بالنساء كما يحدث في بلدنا المغرب


كمثال واحد عند ضريح الهادي بن عيسى / الشيخ الكامل نواحي مكناس والتي يحج إليها الآلاف لممارسة الشركيات والرقص والغناء وأكل لحوم الميتة وغيرها من الممارسات التي تشمئز منها الأنفس وتتقزز منها



وقد يصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل إلى تناول الخمور والمسكرات، وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحر
ومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم، مأزور غير مأجور....



فكيف إذا انضم إلى فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عز وجل؟!












التوقيع


جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد
فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟
و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟
و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟
أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم :
بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
من كان مستنا فليستن بمن سبق...
اللهم أمتنا على السنة..


   
قديم 2017-01-02, 18:23 رقم المشاركة : 48
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ذكرى المولد النبوي الشريف: اجتهادات و فتاوى أخرى


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد السوسي مشاهدة المشاركة
أخي الطيب بالتوفيق
لم أكن لأقع في عرض أي أحد من المسلمين كائنا من كان ولو كان انسانا بسيطا فكيف بمن هم أرفع و أعظم شأنا و قدرا...حاشا لله ان أحط من قدر مسلم او اقدح فيه


ما وددت ان اشير إليه اننا في شرعنا لا نتبع فلانا وفلانا و لو كان من أكبر علماء زمانه بل نتبع ما قام عليه الدليل


و المولد النبوي لا دليل عليه ولاحجة ولابيان

ولم يحتفل نبينا صلى الله عليه وسلم به ولا احتفل من جاء بعده من الخلفاء الراشدين المهديين و لا من الائمة المشهورين ومن بينهم إمامنا مالك رحمه الله


ولو كان خيرا لاحتفلوا به ولأرشدونا إليه


بارك الله فيكم اخي الطيب بالتوفيق ووفقكم لكل خير و أحسن إليكم

************

أخي الطيب روبن هود المولد يعتبره من يحتفلون به زيادة في الخير و الطاعة و الأجر

و إن كان كذلك فلابد ان يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم و ان يبلغه لنا فما ترك عليه الصلاة والسلام خيرا إلا دلنا عليه و إرشدنا إليه

زداكم الله حرصا وعلما وفقها اخي الطيب روبن هود وبارك الرحمن فيكم

*****************


قال العلامة محمد بن علي الشوكاني وهو من كبار أهل العلم المتأخرين المشهود لهم بالصلاح والفقه و العلم الواسع (ت: 1250هـ):


"لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا استدلال؛ بل أجمع المسلمون أنَّه لم يوجد في عصر خير القرون، ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم"





(رسالة في حكم المولد، ضمن مجموع "الفتح الرباني": 2 / 1087).





الشيخ بن بيّه
هو الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، مواليد سنة 1935م في تمبدغةفي موريتانيا، أحد أكبر العلماء السنة المعاصرين ونائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين تم اختياره من قبل جامعة جورج تاون كواحد من أكثر 50 شخصية إسلامية تأثيرا لعام 2009م [1]، وقد فاز بلقب "أستاذ الجيل" في جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي في دورتها السابعة في البحرين


السؤال
ما حُكمُ الاحتِفالِ بِعِيدِ المَولِدِ النَّبَوِيِّ وما يَتَرَتَّبُ عَليهِ مِن أَعمالٍ كَعُمرَةِ المَولِدِ النَّبَويِّ وزِيادَةِ الطاعَاتِ فِيهِ؟
وإذا كانَ ذَلِكَ بِدعَةً فَما قَولُنا فِي كَلامِ ابنِ حَجَر رَحِمَهُ اللهُ فِي إقرارِهِ لِتِلكَ الاحتِفالاتِ؟


الجواب
هذه المَسألةُ ـ عِيدُ المَولِدِ النَّبَوِيِّ ـ مَسأَلَةٌ اختَلَفَ العُلَماءُ فِيها. فَمِن قائلٍ بأَنَّها بِدعَةٌ مَكرُوهَةٌ حَتَّى وصل البَعضُ إلى التَّحرِيمِ.ومِن قائلٍ إنَّها بِدعَةٌ مُستَحسَنَةٌ.
والخِلافُ يِرجِعُ فِي الأَصلِ إلى تَقسِيمِ البِدعَةِ فَهُناكَ مَن قالَ بِالبِدعَة المُستَحسَنَةِ وهُم الشّافِعِيَّةُ وعَلى رَأسِهِم العِزُّ بنُ عَبدِ السَّلامِ والقَرافِيُّ ـ وهوَ مالِكِيٌّ ـ لَكِنَّه قالَ بِهَذِهِ المَسأَلَةِ وفَصَّلَها تَفصِيلاً طَويلاً. جَعَلَ ما يَشمَلُهُ دَلِيلُ النَّدبِ ودَلِيلُ الاستِحبابِِ مُستَحَبّاً وما يَشمَلُهُ دَليلُ الوجُوبِ يَكُونُ واجِباً فِي البِدعَةِ وما يَشمَلهُ دَلِيلُ الكَراهَةِ يَكُونُ مَكرُوهاً، إلى آخِرِهِ.
فَجَعَلَ البِدعَةَ تَنقَسِمُ إلى خَمسَةِ أَقسامٍ. هَذا التَقسِيمُ أَيضاً لَم يَقبَلهُ بعضُ العُلَماءِ. فقالُوا: إنَّ البِدعَةَ إذا أطلقت فهِيَ بِدعَةٌ مُستَقبَحَةٌ وجَعَلوا قَولَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نِعمَتِ البَدعَةُ هَذِه فِي صَلاةِ التَّراويحِ بِدعَةً لَفظِيَّةً.
وهَذا ما يَقُولُه تَقِيُّ الدِينِ بنُ تَيمِيَّةَ والشّاطِبِيُّ فِي كِتابِهِ ( الاعتِصامِ ).وكَثِيرٌ مِن العُلَماء مَن المالِكِيَّةِ والحنابِلَةِ يَتَّجِهُونَ هَذا الاتِجاهَ.
وقَضِيَّةُ المَولِدِ أَلَّفَ فِيها بَعضُ العُلَماءِ كَالسِيوطِيُّ تَأييداً وأَلَّفَ فِيها بَعضُ العُلَماءِ تَفنِيداً، فَلا أَرى أَن نُطِيلَ فِيها القَولَ وأن نُكثِرَ فِيها الجدل.
فَحاصِلُ الأَمرِ؛ أَنَّ مَن احتفل به فسرد سيرته صلى الله عليه وسلم والتذكير بمناقبه العِطرة احتفالاً غير مُلتَبِس بِأَيِّ فِعلٍ مَكرُوهٍ مِن النّاحِيَةِ الشَرعِيَّةِ ولَيسَ مُلتَبِسَاً بِنِيَّةِ السُنَّةِ ولا بِنِيَّةِ الوجُوبِ فإذا فَعَله بِهَذِهِ الشُّروطِ التي ذَكَرتُ؛ ولَم يُلبِسه بِشَيءٍ مُنافٍ للشَّرعِ، حباً للنبي صلى الله عليه وسلم فَفِعلُهُ لا بَأسَ بِهِ ـ إن شاءَ اللهُ ـ وهو مُأجَورُ فقد ذَكَرَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَةَ، قالَ: إنَّهُ مَأجُورٌ على نيته؛ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي ( اقتَضاءِ الصِّراطِ المُستَقِيمِ ) أَمّا مَن تَركَ ذَلِكَ أيضاً يُرِيدُ بِذَلِكَ مُوافَقَةَ السُنَّةَ وخَوفاً مِن البِدعَةِ فَهَذا أَيضاً يُؤجَرُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ فَالأَمرُ لَيسَ كَبِيراً ولَيسَ مُهَوِّلاً ولا يَنبَغِي أَن نَزِيدَ فِيهِ عَلى ما يَقتَضِيهِ الحالُ.
فَهُناكَ بَعضُ الأَقطارِ الإسلامِيَّةِ التي تَحَتَفِلُ بِالمولد وتَقُومُ بِبَعضِ الطّاعاتِ فِي الأَيّامِ المُفَضَّلَةِ واختَلَفَ العُلَماءُ فيها بَينَ مَن كَرِهَها وبَينَ مَن أَجازَها كَما ذَكَرَ كُلَّ ذَلِكَ الزَّقّاقُ فِي مَنهَجِهِ وغيره مِن كُتُبِ المالِكِيَّةِ الذِينَ أَفاضوا فِي هَذهِ المَسأَلةِ وفِي تَفصِيلِ البِدعَةِ وهَل المُحدَثاتُ بِدعَةٌ مكروهة أو أنها تنقسم إلى أقسام كما ذهب إليه القرافي، فَالمَسأَلَةُ فِيها خِلافٌ. وَنَظرَتُنا للمُصالَحَةِ بَينَ المُسلِمِينَ بِمُحاوَلَةِ تَحجِيمِ هَذهِ الخِلافاتِ هِيَ دائماً نَظرَةٌ مُيَسِّرَةٌ.
وهَذا التَّيسِيرُ لَيسَ مُنطَلِقاً مِن فَراغٍ فَهوَ تَيسِيرٌ يَرجِعُ للكِتابِ والسُنَّةِ وما أَمَرَ به النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مِن إصلاحِ ذاتِ البَينِ. فَانطِلاقاً مِن المَقاصِدِ الأَصلِيَّةِ للشَرعِ؛ فإذا وجِدَ خِلافٌ مُعتَبَرٌ فِي مَسأَلَةٍ راعَينا ذَلِكَ الخِلافَ ولَيسَ ذَلِكَ تَمييعاً كَما يَزعُمُ البَعضُ ولَيسَ انحِلالاً.
بَل هوَ مُراعاةٌ لِخِلافٍ مُنضَبِطٍ بأَدِلَّةُ شَرعِية غير واضِحَةً فِي جانِبٍ ولَيسَت مُفَنِّدَةً للجانِبِ الآخَرِ تَفنيداً كافِياً. فَهيَ عِبارَةٌ عَن ظَواهِرَ؛ عِبارَةٌ عَن أَمرٍ لَم يَكُن مَعمُولاً بِهِ حَدَثَ عَمَلٌ بِهِ، البَعضُ أَقامَ الدَلِيلَ عَلى هَذا العَمَلِ والبَعضُ الآخَرَ نَفى هَذا العَمَلَ. فَنَقُولُ: كُلٌ ـ إن شاءَ اللهُ ـ عَلى خَيرٍ إذا لَم يَلبِس عَمَلَهُ بِظُلمٍ ويَلبِس عَمَلَهُ بِنِيَّةٍ غَيرِ صَحِيحَةٍ واللهُ سُبحانَهُ وتَعالى أَعلَمُ.





التوقيع

   
قديم 2017-01-02, 18:25 رقم المشاركة : 49
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ذكرى المولد النبوي الشريف: اجتهادات و فتاوى أخرى


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد السوسي مشاهدة المشاركة


قال الشيخ الفقيه تاج الدين عمر بن علي اللخمي، المشهور بالفاكهاني المالكي (ت: 731 هـ):

"لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين
بل هو بِدعة أحدثها البطَّالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكَّالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجبًا، أو مندوبًا، أو مباحًا، أو مكروهًا، أو محرمًا، وهو ليس بواجب إجماعًا، ولا مندوبًا؛ لأنَّ حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتديِّنون - فيما علمت - وهذا جوابي عنه بين يدي الله - إن عنه سئلت -ولا جائز أن يكون مباحًا؛ لأنَّ الابتداع في الدين ليس مباحًا بإجماع المسلمين؛ فلم يبق إلا أن يكون مكروهًا أو حرامًا".



كتاب: "المورد في عمل المولد" ضمن مجموع: "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي



العلامة يوسف القرضاوي
تساءل فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي عن بدعية وضلالة الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنها فرصة للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم، وبشخصيته وبرسالته العامة وقال في فتوى أصدرها بهذا الشأن إن ذكر النعمة مطلوب، نتذكر نعم الله، ونذكر المسلمين بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس.. وكان نص السؤال:
ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجري وذكرى الإسراء والمعراج؟ وقد اجاب فضيلته قائلا:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ...
هناك من المسلمين من يعتبرون أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين، ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة ؟!
إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكر الناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًا، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا)، يذكر بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب حينما غزت قريش وغطفان وأحابيشهما النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين في عقر دارهم، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، وأرادوا إبادة خضراء المسلمين واستئصال شأفتهم، وأنقذهم الله من هذه الورطة، وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها الناس من الملائكة ، يذكرهم الله بهذا، اذكروا لا تنسوا هذه الأشياء، معناها أنه يجب علينا أن نذكر هذه النعم ولا ننساها، وفي آية أخرى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيدهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) يذكرهم بما كان يهود بني قينقاع قد عزموا عليه أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم وكان مكر الله أقوى منهم وأسرع، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
ذكر النعمة مطلوب إذن، نتذكر نعم الله في هذا، ونذكر المسلمين بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس، أيعاب هذا ؟! أيكون هذا بدعة وضلالة؟
أفتى العلامة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بجواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي من أجل التذكير بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبشخصية النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين. ونفى أن يكون الاحتفال بتلك الصورة بدعة في الدين.
واستند في فتواه إلى أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم تذكير للناس بـ"نعمة عظيمة"، مؤكدا أن "التذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا به في القرآن الكريم".
وأبدى الشيخ القرضاوي في الوقت نفسه استنكاره للاحتفالات التي "تخالطها منكرات ومخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان".
وجاءت فتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ردا على سؤال تلقاه من عدد من محبيه واطلعت عليه "إسلام أون لاين.نت" مفاده: "ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجري وذكرى الإسراء والمعراج؟".


تذكير بنعمة عظيمة
وبين القرضاوي في فتواه، التي حصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منها، أن "ذكر النعمة مشروع ومحمود ومطلوب، وتذكير المسلمين بالأحداث الهامة في تاريخهم وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس مشروع ولا عيب فيه ولا يصح وصفه بأنه بدعة أو ضلالة".
وتابع قائلا: "من حقنا أن نتذكر سيرة النبي الكريم كلما جاءت مناسبة من المناسبات، وليس هذا من الاحتفال المبتدع، لأننا نذكر الناس بالسيرة النبوية ونربطهم بالرسالة المحمدية، وهي نعمة عظيمة، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حين".
وأشار إلى قول الصحابي سعد بن أبي وقاص: "كنا نروج لأبنائنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظهم السورة من القرآن"، مبينا أن الصحابة كانوا يروون لأبنائهم ما حدث في بدر وما حدث في أحد وما حدث في الخندق وفي بيعة الرضوان.
ودعا إلى أن "نهتدي بالصحابة وننتهز الفرص بعد الفرص لنذكر الناس بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم".
وعاب الشيخ القرضاوي على المسلمين الذين يعتبرون "أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
وقال: "هذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين".
واستطرد قائلا: "ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة؟!"
واستطرد قائلا: "عندما نحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام فنحن لا نحتفل بمولد شخص إنما نحتفل بمولد رسالة ظهرت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره شخصا أعدته العناية الإلهية ليحمل الرسالة الخاتمة للبشرية ويحمل الرسالة العالمية التي امتدت طولا حتى شملت أبعاد الزمن، وامتدت عرضا حتى انتظمت آفاق الأمم وامتدت عمقا حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة".

قدوة للجميع

وأشار القرضاوي إلى أن حياة محمد صلى الله عليه وسلم رحبة فسيحة فيها مجال لكل من يريد أن يقتدي به، سواء كانوا من الشباب أو الآباء أو الأزواج أو من الحكام أو المحكومين أو من الفقراء أو الأغنياء.

وبين قائلا: "يستطيع الشاب أن يجد في حياته أسوة عندما كان شابا يأكل بكد يمينه وعرق جبينه لا يتكل على نسبه ولا حسبه، ويستطيع العزب أن يجد في حياته أسوة لأنه ما تزوج إلا في الخامسة والعشرين من عمره، فهو عاش عزبا مدة من حياته يستطيع أن يجد فيها أسوة".

"ويستطيع الزوج ذو الزوجة الواحدة أن يجد في حياته أسوة عندما كان زوجا لخديجة عاش معها معظم حياته إلى الخمسين من عمره 25 سنة، كما يستطيع من يتزوج أكثر من واحدة أن يجد في حياة الرسول أسوة لأنه صلى الله عليه وسلم تزوج في العشر سنوات الأخيرة من عمره عدة زوجات، وكان منهن البكر ومعظمهن ثيبات ومنهن الصغيرة ومنهن الكبيرة ".

وكذلك يبين الشيخ القرضاوي "يجد الأب في حياته أسوة في النبي حينما يُرزق الأولاد وحينما يُبتلى بوفاة الأولاد، ويجد الجد أسوة في حياة النبي في كيفية معاملة الأحفاد كما كان يعامل الحسن والحسين وغيرهما".

ويجد المقاتل أيضا في حياته صلى الله عليه وسلم "أسوة في كيف يكون القتال وكيف تكون آداب القتال، وعندما ينتصر كيف يقابل النصر وكيف يقابل الهزيمة كما في غزوة أحد"، ويجد كذلك "رئيس الدولة سواء كان أميرا أو ملكا أو رئيسا للجمهورية في حياة الرسول أسوة لأنه حكم فعدل وأقام الموازين القسط بين الناس وترك لنا تراثا هائلا في حسن القيادة".

وأكد أن "كل إنسان يجد في حياته صلى الله عليه وسلم أسوة، الحاكم والمحكوم لأنه عاش محكوما في مكة وعاش حاكما في المدينة".

ولم يتوقف الدكتور القرضاوي عند هذا الحد بل أردف قائلا: "الفقير والغني يجدان فيه أسوة لأنه عاش فقيرا في فترة من الفترات حتى كان يشد الحجر والحجرين على بطنه من الجوع، وأتته الدنيا حينما فتح الله عليه الفتوح وهيأ له الغنائم ودان له العرب وجزيرة العرب فجرَّب هذا وجرب ذاك".

وختم بالتأكيد على أن "السيرة النبوية العظيمة تحتاج منا أن ندرسها ونقرأ فيها ونطَّلع على مصادرها الموثقة حتى نعرف رسولنا صلى الله عليه وسلم، فإذا عرفناه ازداد إيماننا به وحبنا له وأدى ذلك إلى أن نتبعه فنحسن اتباعه كما قال الله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران : 31]".





التوقيع

   
قديم 2017-01-02, 18:28 رقم المشاركة : 50
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ذكرى المولد النبوي الشريف: اجتهادات و فتاوى أخرى


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد السوسي مشاهدة المشاركة



الاحتفال بالمولد: إما أن يكون عبادة وإما أن يكون عادة




والأمر الثاني باطل.... لأن المولد عند القوم تقرُّب إلى الله تعالى




ومعلوم أن القائلين بالقياس لايبيحون إثبات عبادة بالقياس


فيجعلون الاحتفال بالمولد قياسا على صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين.... لأن العبادة توقيف من الشرع.... وليست اختراعا من البشر.. فإن شذ من يجيز القياس في العبادات فلا تُسعفه أصول القوم..... لأن التعليل غير قاصر على المولد..كما أن الاثنين لن يصادف يوم المولد من كل عام.




فمن أين جاؤوا بهذا الاختراع المسمى المولد ؟


الاحتفال بالمولد النبوي

بقلم الدكتور المرحوم محمد سعيد رمضان البوطي

ليس كل جديد بدعه

البدعة، بمعناها الاصطلاحي الشرعي، ضلالة يجب الابتعاد عنها، وينبغي التحذير من الوقوع فيها. ما في ذلك ريب ولا خلاف. وأصل ذلك قول رسول الله صلى الله علية وسلم فيما اتفق علية الشيخان (من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد) وقوله فيما رواه مسلم : (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).
ولكن ما هو المعنى المراد من كلمة (بدعة) هذه ؟
هل المراد بها معناها اللغوي الذي تعارف علية الناس فيكون المقصود بها إذن، كل جديد طارئ على حياة المسلم، مما لم يفعله رسول الله صلى الله علية وسلم ولا أحد من أصحابه، ولم يكن معروفا لديهم ؟..
إن الحياة ما تزال تتحول بأصحابها من حال ألي حال، وتنقلهم من طور إلى آخر.. ولا مطمع في إمكان التغلب على قانونها هذا، وربطه بمسمار من الثبات والجمود على حالة واحدة، على مر الأزمنة والعصور. وحتى الفترة القصيرة التي عاشها النبي صلى الله علية وسلم مع أصحابه، لم تجمد الحياة خلالها على نسق مطرد ثابت، بل استقبل النبي واصحابه منها اطوارا اثر اطوارا .. ولكن (لحسن حظ ذلك الرعيل الأول) كان المصطفى صلى الله علية وسلم بين ظهر انيهم، فكان يرحب بسنة الحياة هذه، دون أي مقاومة لها أو ثورة عليها. فكم من عرف جديد أيده،وكم من كشف طارئ على حياة الصحابة والعرب رحب به ودعا إليه، بعد إن تأمل فرآه لا يخالف من أصول الدين واحكامه شيئا. بل ربما يسر سبيل أحيائه والأخذ به على خير وجه. حتى استظهر علماء الشريعة الإسلامية من ذلك، القاعدة القائلة : الأصل في الأشياء الإباحة، واستنبط من ذلك علماء الحنفية وآخرون.. إن العرف _ بقيود معينة _ مصدر لا يستهان به من مصادر الشريعة واحكامها.

لا يعقل _ إذن _ أن يكون المقصود بالدعة هذا المعنى اللغوي العام. بل ما رأينا واحدا من علماء المسلمين وفقهائهم ذهب في تفسير البدعة وتعريفها هذا المذهب العجيب. وانما تنطوي الكلمة على معنى اصطلاحي خاص، فما هو ؟

البدعة والدين

أمامي تعريفات كثيرة للبدعة، كلها يدور في فلك معنى اصطلاحي واحد، وإن تخالفت من حيث الصياغة والأسلوب. ولكني اختار منها تعريفين عرفها بهما الأمام الشاطبي في كتابة الاعتصام وذلك لسببين : أحدهما إن الشاطبي يعد في مقدمة من خدم هذا البحث وتناوله بالشرح والتحليل من جوانبه.
ثانيهما إنه يعد من اكثر العلماء المتقدمين محاربة للبدعة وتشددا في الابتعاد عنها.

التعريف الأول: أنها (طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله عز وجل.

والتعريف الثاني: إنها طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشريعة).

وانما رددها الشاطبي رحمه الله بين هذين التعريفين، نظرا لرأي من حصر البدعة في العبادات، ولرأي من عممها في سائر أنواع السلوك والتصرفات.
على إنه مال فيما بعد إلى إن البدعة إنما تختص بالعبادات سواء منها القلبية وهي العقائد أو السلوكية وهي سائر أنواع العبادات الأخرى. ولا يعنينا الآن أن نقف عند هذا الترديد باي نظر أو تمحيص. إنما الذي يعنينا أن نلاحظ قولهم في التعريف : (طريقة في الدين مخترعة) أذن، فلكي يأخذ السلوك معنى البدعة وحكمها، يجب أن يمارسه صاحبه على أنه داخل في بنية الدين وأنه جزء لا يتجزأ منه، مع أنه في واقع الأمر على خلاف ذلك ، وتلك هي روح البدعة وسر تحذير الشارع منها، وذلك هو الملاحظ في تسميتها : (بدعة). والمستند الذي يشكل الدليل القطعي على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ..) إذ المقصود بـ (أمرنا هذا) الديـن، كما واضح، وقوله عليه الصلاة والسلام فيما اخرجه الطحاوي : (ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد في دين الله والمكذب بقدر الله، والمسلط بالجبروت يذل من أعز الله ويعز به من أذل الله، والتارك لسنتي، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله) ويتضح من ذلك أن مناط إنكار البدعة وردها على صاحبها، أن المبتدع يقحم في بنية الدين وجوهره ما ليس منه. ولما كان المشرع هو الله عز وجل، لم يبق مجال لأي تزيد أو تغيير على شرعه. أما سائر الأفعال والتصرفات الأخرى، التي قد تصدر من الإنسان، دون أن يتصور أنها جزء من جوهر الدين أو مصلحة له، دينية كانت أو دنيوية : فهي أبعد ما تكون عن احتمال تسميتها بدعة، وان كانت مستحدثة في حياة المسلمين غير معروفة لهم من قبل، بل مالها أن تصنف إما تحت ما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : سنة حسنة، أو تحت ما سماه : سنة سيئة. وأنت تعلم أنه صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم وغيره (من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها واجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء).

ما هو المعيار

ويحتاج بيان هذا الأمر إلى تفصيل طويل ولكننا نقتصر منه على الموجز التالي :
أولاً : أن كانت الأفعال والتصرفات التي تصدر من الإنسان (مما لا يدخل في معنى البدعة التي تم بيانها) تتعارض مع أوامر أو نواه ثابتة في الشرع، لا فرق بين أن تكون هذه المخالفات مستحدثة أو تكون قديمة معروفة كالمباذل الأخلاقية والأندية التي فيها المنكرات. وأمرها واضح لا يحتاج إلى بحث.

ثانياً : وان كانت مرسلة، أي غير معارضة ولا موافقة لشيء من احكام الشرع وادابه التفصيلية. فهي تصبغ، من حيث احكامها، بلون الآثار والنتائج التي تحققها. أي فما كان منها مؤديا الى تحقيق واحدة من سلم المصالح الخمسة التي جاء الدين لرعايتها (الدين والحياة والعقل والنسل والمال) فهو من قبيل السنة الحسنة، ثم أنه يتفاوت ما بين الندب والوجوب، حسب شدة الحاجة اليه لتحقيق تلك المصلحة، اذ قد يكون من ضرورياتها الذاتية وقد يكون من حاجياتهم الاساسية، وقد يكون من تحسيناتها المفيدة ، وما كان منها متسببا إلى هدم واحدة من تلك المصالح أو الأضرار بها، فهو من نوع السنة السيئة، ثم إن درجة سوئه تتفاوت حسب مدى الضرر الذي قد يلحقه بتلك المصلحة، فقد يكون مكروها وقد يصبح محرما. إما ما كان منه بعيدا عن أي تأثير ضار أو من قبيل العفو، كما يعبر بعضهم. وإذا استوعبنا هذه الحقيقة أدركنا أنه ليس ثمة ما يسمى بالبدعة الحسنة، كما توهم ذلك بعض الباحثين. بل البدعة لا تكون ألا ضلالة قبيحة، وذلك لضرورة أنها تعني التزيد على الدين والإضافة اليه. وهو لا يمكن أن يكون حسنا بحال من الأحوال. وانما يدخل هذا الذي توهموه (بدعة حسنة) فيما سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة الحسنة، وهو ما اصطلح الأصوليون على تسميته فيما بعد بالمصالح المرسلة.

ومن أمثلة هذه السنة الحسنة تلك الاحتفالات التي يقوم بها المسلمون عند مناسبات معينة،كبدء العام الهجري، ومولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعند ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى فتح مكة وغزوة بدر، ونحوها، مما يتوخى من تحقيق خير يعود إلى مصلحة الدين، سواء على مستوى الضرورات أو الحاجيات أو التحسينات.
ومن المفزوع منه أن ذلك كله مشروط بالا تستتبع هذه الأعمال آثارا ضارة تودي بجدوى ما حققته من المصالح أو تلحق الضرر بمصلحة مقدمة عليها.
المولد ليس بدعة
هـذا ما نعتقـد أنه المنهج العلمي الذي لا بديـل عنه ؛ عند الخوض في ذكر البدع ومحاربتها وجذب الناس عنها. ولا ريب أن أتباع المنهج العلمي يوصلنا إلى هذا القرار:
إن احتفالات المسلمين بذكرى مولده عليه الصلاة والسلام والمناسبات المشابهة،لا تسمي بدعة قبل كل شيء. لأن أحدا من القائمين على أمرها لا يعتقد أنها جزء من جوهر لدين وأنها داخلة في قوامة وصلبه،بحيث إذا أهملت أرتكب المهملون على ذلك وزرا. وإنما هي نشاطات اجتماعية يتوخي منها تحقيق خير ديني.
ثم أنها لا تدخل تحت ما يسمى بالسنة السيئة أيضاً، أن روعي في أقامتها أن تخلو من الموبقات وأن تهذب عن كل ما قد يعود على الخير المرجو منها بالنقض أو الإفساد.
وإذا رأينا من يخلطها بما يسيء إلى نتائجها، فأن التنبيه يجب أن يتجه إلى هذا الخلط، لا إلى جوهر العمل بحد ذاته وإلا فكم من عبادة صحيحه مشروعة يؤديها أناس على غير وجهها فتؤدي إلى نقيض الثمرة المرجوه منها أفيكون ذلك مبررا للتحذير من أدائها والقيام بها ؟
نعم أن اجتماع الناس على سماع قصة المولد النبوي الشريف، أمر استحدث بعد عصره النبوه بل ما ظهر إلا في الأوائل القرن السادس الهجري ولكن أفيكون ذلك وحده كافيا لتسميته بدعة والحاقه بما قال عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام : كل من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ؟ أذن فليجردوا حياتهم من كل ما استحداث بعد عهده عليه الصلاة والسلام – أن كانوا يستطيعون – فأن كل ذلك من البدع !.
أقول بعد هذا كله : فلنفرض أننا مخطئون في فهم (البدعة) على هذا النحو وأن الصواب ما يقوله الآخرون من أن كل ما استحداثه الناس حتى مما لا يدخلونه في جوهر الدين وأحكامه، بدعة محرمه، فان المسألة تغدو عندئذ من المسائل المختلف المتخلف في شأنها والخاضعة للاجتهاد.

ومما هو معروف في آداب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن القائم بهذا الشأن ينبغي (كلما وقف في موقف عام) أن ينهي عن المنكرات المجمع على أنها كذلك، ولا ينصرف عنها إلى النهي عما اختلف فيه المسلمون من المسائل الاجتهادية التي لا يكلف المجتهدون فيها بأكثر من الوقوف عندما قضت به اجتهاداتهم وفهومهم إذ الإمعان في النهي عن هذه المسائل لا يمكن أن ينتهي إلا إلى أثره أسباب الشقاق وتصديع وحده المسلمين وبث عوامل البغضاء فيما بينهم.

وإن في حياتنا ومن حولنا من المنكرات الشنيعة والمفاسد الخطيرة التي لا خلاف في مدى جسامتها وسوء آثارها ما يكفي الصف للقضاء عليها فلماذا نتشاغل عن هذا الذي اجمعت الأمة على أنه من المنكر الذي لا عذر في السكوت ثم نشتغل بالانتصار لاجتـهاداتنا الشخصية ومحــاربة ما يقابلها ويكافئـها من الاجتهادات الأخرى ؟





التوقيع

   
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:20 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd