منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   سير و شخصيات (https://www.profvb.com/vb/f328.html)
-   -   الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة (https://www.profvb.com/vb/t135696.html)

بالتوفيق 2014-02-06 15:37

رد: الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة
 
و أول ما يخلق فى الأدمى البهيمية فيغلب عليه الشره و الشهوة فى الصبا.... ثم يخلق فيه السبعية فيغلب عليه المعاداة و المنافسة .... ثم يخلق فيه الشيطانية فيغلب عليه المكر و الخداع وإذ تدعوه السبعية و البهيمية إلى أن يستعمل كياسته فى حيل قضاء الشهوة و تنفيذ الغضب .... ثم يظهر فيه بعد ذلك صفات الربوبية و هو الكبر و الإستيلاء و طلب العلو

ثم بعد ذلك يخلق فيه العقل الذى يظهر فيه نور الإيمان و هو حزب الله تعالى و جنود الملائكة و تلك الصفات من جنود الشيطان
و جنود العقل يكمل فى الأربعين و يبدو أصله عن البلوغ و أما سائر جنود الشيطان ... يكون قد سبق إلى القلب قبل البلوغ و استولى عليه و ألفته النفس و أسترسلت فيه الشهوات متابعة لها إلى أن يرد نور العقل فيقوم القتال و التطارد بينهما فى معركة القلب
فإن ضعف جند العقل و نور الإيمان ... لم يقو على إزعاج جنود الشيطان فتبقى جنود الشيطان مستقرة أخرا كما سبق إلى النزول أولا و قد سلم للشيطان مملكة القلب
و هذا القتل ضرورى فى فطرة الأدمى إذ لا تتسع خلقه الولد لما لا تتسع له خلقة الأب و إنما حكى لك حال أدم عليه صلوات الله عليه لتتنبه يه على أن ذلك كان مكتوبا عليه و هو مكتوب على جميع أولاده فى القضاء الأزلى الذى لايقبل التبديل فإذا لا يستغنى أحد عن التوبة

بالتوفيق 2014-02-06 15:38

رد: الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة
 
و لا مانع من التوبة إلا الإصرار و لا حامل عليه سوى الغفلة و الشهوة و ذلك مرض القلب و هو أشد من مرض البدن لثلاث أسباب

أحدها : أنه مرض لا يعرف صاحبه أنه مريض و لو أخبره أحد ربما لا يصدقه
ثانيا : ان عاقبه هذا المرض لم يشهدها الإنسان و لم يجربها فلذلك تراه يتكل على عفو الله تعالى و يجتهد فى علاج أمراض البدن غاية الإجتهاد
ثالثا : و هو الداء العضال - فقد الأطباء فإن الطبيب هو العالم العامل و قد مرض الأطباء فى هذه الأعصار مرضا عسر عليهم علاج أنفسهم لأن الداء المهلك هو حب الدنيا

و من أسباب تسويف التوبة العجز عن قمع الشهوات فى الحال - أنتبه أن الشهوات هى التى تؤدى إلى طول الأمل و نسيان الموت و الذى أدى إلى الإسترسال فى الشهوات هو البعد عن المنهج الربانى و ذلك ما ذكره الإمام الغزالى أيضا فى الرسالة الواعظية -
فإن كان ينتظر يوما يسهل فيه قمع الشهوات .... فهذا يوم لا يخلق أصلا ,, بل مثله كمثل امرئ يريد أن يقلع شجرة عجز عنها لضعفه و قوة رسوخ الشجرة فيؤخر إلى السنة المقبلة و هو يعلم أن الشجرة تزداد رسوخا و قوته تزداد كل يوم قصورا و نقصانا و ذلك غاية الجهل

بالتوفيق 2014-02-06 15:39

رد: الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة
 
فأعلم ما عليك بمثال : أن القلب كالملك و العقل كالوزير و الشهوة و الغضب هم جند المملكة
فإن شاور الملك الوزير و جعل الشهوة و الغضب تحت تصرفه فلا يفعلا شيئا إلا بأمره أستقام أمر المملكة و صح له حسن الخلق التى هى صفات الملائكة و أرتقى كلا على قدر سعيه و أهليته قال سبحانه : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى ) قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين) حتى تنال الروح سعادتها فى معرفة الله سبحانه لأنها من عالم الملكوت و سعادتها فى الحضرة الإلهية ... قال تعالى (و أن إلى ربك النتهى )

و إن غلبت الشهوة و الغضب على المملكة حتى صار الوزير تحت أمرتهما لم يعد للملك سيطرة و فسدت المملكة فكل شهوات الدنيا متعلقة بالنفس و هى تبطل بالموت فتصبح يوم القيامة فى أشهد الشقاء لدوام الغفلة فى الدنيا ( قال سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم : فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) فيكون مثلك كمثل رجل مسلم يأخذ رجالا مسلمين يحبسهم عند كافرين فكيف يكون حالك يوم القيامة إذا حبست القلب و العقل تحت يد الشهوة و الغضب !! و تذكر قوله سبحانه و تعالى : اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

بالتوفيق 2014-02-10 20:22

رد: الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة
 
فأعلم أن سعادة كل شئ و لذته تكون بمقتضى طبعه فالعين لذتها الصورة الحسنة و الأذن لذتها الصوت الحسن .... ألخ فلذة القلب - المقصود بها الروح - بمعرفة الله سبحانه و تعالى فإذا وقع فى معرفة الله سبحانه و تعالى فرح بها و لم يصبر على المشاهدة لأن لذة القلب المعرفة و كلما كانت المعرفة أكبر كانت اللذة أكبر و ليس موجود أشرف من الله تعالى لأن شرف كل موجود به و منه و كل عجائب العالم صنعته فلا معرفة أعز من معرفته و لا لذة أعظم من لذة المعرفة بالله و ليس منظر أحسن من منظر حضرته و كل شهوات الدنيا متعلقة بالنفس و هى تبطل بالموت و لذة معرفة الربوبية متعلقة بالقلب فلا تبطل بالموت لأن القلب لا يهلك بالموت بل تكون لذته أكثر و ضوؤه أكبر لأنه خرج من الظلمة إلى النور ( فتذكر قوله سبحانه : يرفع الله الدين امنو منكم والدين اوتو العلم درجات ) و الدرجات فى الأخرة مترتبة على الدرجات فى الدنيا و لكن كما قال سبحانه : انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )

( قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

( و قال سبحانه و تعالى : يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عـبادي وادخلي جنتي ) فذكر سبحانه فضل العبودية قبل فضل دخول الجنة فأفهم إن كنت ذو فهم ....

بالتوفيق 2014-02-14 05:45

رد: الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة
 
“و النفس إن لم تشتغل بشيء شغلت صاحبها


الساعة الآن 20:40

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd