التسول بين الهواية والاحتراف بمدينة مكناس - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2014-01-06, 21:30

رقم المشاركة : 1

محسن الاكرمين

أستـــــاذ(ة) ذهبــــي

إحصائية العضو

محسن الاكرمين غير متواجد حالياً

التسول بين الهواية والاحتراف بمدينة مكناس

التسول بين الهواية والاحتراف بمدينة مكناس

أينما حللت بمدينة مكناس إلا وتصدم بقوة وذلك بملاحظة ظاهرة اجتماعية طاغية وهي التسول . بنيوية ظاهرة التسول أنتجت بالمدينة حرفة جديدة غير مصنفة ضمن استبيانات خبراء الاحصاء والتخطيط.
امتهان التسول بصفة دائمة/احتراف أو مؤقتة/هواية، أصبح جزء من نسيج أوسع لمهن طفيلية تجدرت بالمجتمع المكناسي كالفطر السام وأينعت وحان وقت قطافها.
أسباب ظاهرة التسول كثيرة ومتنوعة ،لكننا في اثارتها لا نبحث عن تسويغ يشرعن – بضم الحرف الاول - عملية التسول وإنما سرد الاسباب والمسببات هي دائما من دواعي البحث الاجتماعي كأولية تحيينية لإرساء البدائل .
فقضية التسول دائما ما يتم ارجاعها الى الفقر والهشاشة الاجتماعية ، وهذا الامر لا يمكن تمطيط هيكلته ليشكل شبكة مقنعة لدوافع التسول . الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها هو الكفاف المادي الذي يستوطن الساكنة المكناسية في قطبها المهمش والمقهور ، فإذا ما قمنا بافتحاص وصفي للحالة الاجتماعية المكناسية نقف على أشواك تدمي القلب والعقل من شدة هول الظاهرة واتساعها،ان الاسباب الرئيسية التي من خلالها يتم استقطاب متسولين جدد الى المهنة كثيرة وغير محصورة وتتمثل اساسا في :
§ المشاكل الاجتماعية والناتجة عن الانتقال من شكل الاسرة الابيسية الى شكل الاسرة النووية ،حيث الطلاق بلغ المستوى الاعلى ، والتفكك الاسري في تزايد بمتتالية سريعة...
§ انكماش سوق العمل وارتفاع نسبة المعطلين قصرا...
§ غياب أو وفاة الوالدين ،او الدفع بالمكفولين نحو التشرد...
§ الاعاقة /التشرد...
§ التعود على التسول وجعله مهنة ...
§ الانتماء الاسري الى عائلة تحترف التسول...
§ الربح الاسهل وبدون أي مجهود غير الاستنجاد بعواطف المحسنين ...
الاسباب كثيرة ومتعددة، لكن الحقيقة التي يجب التأكيد عليها في المجتمع المكناسي كدليل ومؤشر أحمرانداري . الوضعية الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تستبيح كرامة المواطن . اننا نقر بأن ظاهرة التسول في بعدها السوسيولوجي أضحت هيكلتها بنيوية أي بمعنى التجدر في الفئات الاجتماعية الدنيا من حيث الهشاشة والتفكك الاسري والنفعية....
ان بنيوية التسول في الحاضرة المكناسية مرجيعتها الاجتماعية قد تختلف عن معايير التسول على الصعيد الوطني ، لكن أوجه التشابه تتمثل في ألوان طيف المتسولين ، حيث نجد الاكتساح الممنهج لساحات التسول من طرف الروافد البدوية المحيطة بالمدينة والتي تشكل العش المفرخ لخريجي المتسولين المصدرين طوعا او قصرا الى مكناس بحكم سهولة التنقل والمعرفة التامة بساحات وشوارع التسول ووقت ذروته .
ألوان طيف المتسولين تختلف باختلاف منظومة حالة التسول من الاحتراف أو الهواية ، فالمحترف /المحترفة يتقمص دائما دور المعاق بالحقيقة او بالتزييف ،أو المرض المزمن ...أما عن فئاته العمرية فهي تتحدد غالبا في المسنين وخاصة النسوة.
أما التسول الهاوي فهو يجمع جميع الفئات العمرية ويتم بالتقطع الزمني أو خلال المواسم والأعياد الدينية .
المهم لكل متسول قصته لكني اثرت الكشف عن بعضها من خلال الدفع بنماذج من المتسولين الى الحديث الانطباعي /العفوي . تحكي احدى المتسولات و وجهها مألوف عند الساكنة المكناسية ، حيث تتموقع عند المقطع الطرقي أمام الثانوية التاهيلية الزيتون ،فبعد أن مددتها بورقة نقدية مغرية لها ، قمت بجرها عنوة الى الكلام المباح حول التسول ،وطرحت عليها السؤال التالي :علاش تتساع دايمن وولدك الصغير في ظهرك ؟
لأول مرة أحجمت عن الكلام لكن الورقة النقدية التي سلمتها اليها كانت عبارة عن قنطرة مرشية لكلامها المتقطع. حيث أكدت أنها متزوجة من رجل مدمن على الخمر وله ثلاث نسوة أخريات يقمن بنفس العملية أي التسول ....وهي تقوم بالتسول مكرهة من طرفه....
القصة مفبركة أوحقيقية كما روتها لي ،لكن لكل متسول تبريره حتى يعفي نفسه من النظرة الدونية...
أما متسول اخر فقد عمد الى قطع يديه ...وله اسبابه الخاصة ،لكنه اقر بانه اصبح وبهذه الحالة تحت مسؤولية الدولة كمعاق...لكن وحال الدولة لم تستطع التكفل به ،فالتسول هو المقصد الافيد له...قصص التسول كثيرة لكن نكتفي بما ذكر.
أود الاحاطة بأمر اخر وهو التربية على التسول حيث نجد فئة عمرية صغيرة أدمنت على التسول ومد اليد ،وهنا مشتل الخطر فالطفل مكانه الأصلي كرسي في المدرسة، لكن امتهان التسول كطريقة سهلة لكسب المال سوف ينتج لنا مجتمعا اتكاليا ،يفتقد الى عزة النفس والأنفة الصادقة ...
أرى أنني أكثرت من الوصف لظاهرة التسول والتأشيرعليها بجرد الأسباب ،لكن لا يمكن أن نغفل البدائل كمصفوفة توصيفية للحد من الظاهرة وتحجيم رقعتها العنكبوتية .
ان البدائل كيسها الممتلئ تسكنه المعيارية التنظيرية ،لذا لا بد من اعتبار ظاهرة التسول بمكناس كنشرة انذارية لكل المسؤولين بالمدينة عامة ، فمن السلطات المحلية ،الى المجتمع المدني ،الى دعوة صريحة نحو تفعيل نهضة تنمية مستديمة لكل القطاعات الاجتماعية والخدماتية بمدينة مكناس.
لا نتوفر على معطيات احصائية دقيقة حول جماعة المتسولين بمكناس وتوزيعهم العمري والجنسي ، وحتى مركز مديرية التخطيط بمكناس لم يشف غليلي المعرفي من حيث المعطيات البيانية والخريطة المتحركة للتسول بالمدينة ،لذا البحث في هذا الباب الاجتماعي غني ومتجدد ، وتطويره يساعد السلطات الوصية على اتخاذ التدابير العلاجية والوقائية من ظاهرة اكتساح المتسولين لمدينة مكناس.
أود الاشارة على معالجة الظاهرة باستعجالية وبالحزم التام ، من خلال تنقية المقاطع الطرفية –العلامات الضوئية لتنظيم المرور- من كل المتسولين . بسب العرقلة لسيولة الحركة في المقاطع الطرقية ،فضلا عن الصورة السلبية المسوقة عن مدينة مكناس كمركز تدريبي لخريجي محترفي التسول على الصعيد الوطني ...

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=707523

2014-06-01, 15:45

رقم المشاركة : 2

بالتوفيق

مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي

إحصائية العضو

بالتوفيق غير متواجد حالياً

رد: التسول بين الهواية والاحتراف بمدينة مكناس

تحليل بأسلوب محترف لظاهرة طاغية في جنبات معظم المدن المغربية لأسباب و دواعي متداخلة لكنها قريبة لما اشرتم إليه

إنها ظاهرة تدعو لتعميق النقاش و إدخال أبعاد أخرى كالجانب السياسي و الذي أعتبره متدخلا في الموضوع بشكل كبير

تحياتي و تقديري

2014-06-01, 19:17

رقم المشاركة : 3

a.khouya

مراقب عام

إحصائية العضو

a.khouya غير متواجد حالياً

رد: التسول بين الهواية والاحتراف بمدينة مكناس

ظاهرة التسول أصبحت تقلق -وحتى بداخل المساجد!!
إن الذين امتهنوا التسول كطريقة لكسب المال طبع الله على قلوبهم.
-الذي يحزّ في النفس هم الذين أجبروا على مدّ اليد من أطفال ونساء...هؤلاء ضيّقوا على المحتاج حقا وصدقا،فأصبحنا نضع الكل في خانة واحدة.
اللهم اصلح حال أمتنا.
شكرا لكم

تحيتي

التوقيع

يبقى الصمت أفضل
حين يغيب الرد