منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى علوم التربية وعلم النفس التربوي (https://www.profvb.com/vb/f208.html)
-   -   أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط (https://www.profvb.com/vb/t134954.html)

صانعة النهضة 2013-12-26 09:45

أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط
 

أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط

http://www.annabaa.org/nbanews/2013/07/Images/266.jpg



الإنسان كائن ذو قدرات وإمكانيات عديدة، منها الذهنية وأيضاً العضلية..
وبما أنه دائم البحث عن الأفضل والأسرع والأكثر، فهو يسخّر هذه القدرات والامكانيات لتحقيق مراده، وفي هذا المسير تعترضه عقبات وشدائد يسعى لاجتيازها.
وهذا الاندفاع المشحون بالغرور والاعتداد بالنفس، هو الذي يجعله يتجاهل الخطأ، سواءً كانت بحق نفسه، أو الآخرين. مثال ذلك القائد العسكري في ساحة المواجهة، فان ثقته المفرطة بنفسه و شعوره أنه المنتصر لا محالة، لن يترك له المجال لرؤية الجرحى والقتلى في صفوفه بسبب أوامر خاطئة أصدرها، أو ملاحظة المخاطر التي يزجّ فيها قواته. هكذا قائد وإنسان، يطلق عليه على الأغلب "المغامر الفاشل".



هذه الحقيقة يشير اليها القرآن الكريم في عبارة بليغة ورائعة في الآية الكريمة (206) من (سورة البقرة): "واذا قيل له اتق الله اخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد". فاذا راجعنا النصوص الدينية بشكل عام، نجد الحرص الشديد على تجنب الخطأ والزلل في الحياة، وإن حصل ارتكاب الخطأ – أي خطأ كان- بالامكان معالجته والتحوّل الى الطريق الصحيح. وهذا يؤكد حقيقة أخرى، أن "الانسان خطّاء"، وليس من معصوم في الحياة، سوى الامام الثاني عشر عجل الله فرجه، الحاضر بيننا، وإلا فان ارتكاب الخطأ او الانحراف والزلل من شيم الانسان، مهما كان وبلغ. لذا فان الحديث عن مسألة الخطأ في حياة الانسان، ليس في موضوعه ومنشأه ودوافعه، إنما في الطريقة الفضلى للتصحيح والإصلاح، بدل الإصرار والاستنكاف والعناد.


والخطأ؛ نراه في درجات ومستويات، كما نراه في مجالات عديدة في حياة الانسان، فهنالك الاخطاء البسيطة، ولنسمّها الهفوات التي قد تصدر بحق أفراد العائلة أو الجار، أو الصديق في محيط العمل وهكذا.. وهذا ما يمكن تلافيه والتغاضي عنه بفضل خصال التسامح والعفو وسعة الصدر وغيرها من الفضائل. كما يمكن ان تكون هنالك أخطاء بسيطة في محيط أوسع يعني بجماعة واسعة من المجتمع والأمة، كأن يكون المخطئ وزيراً او محافظاً او رئيساً للدولة او نائب في البرلمان، فهو ايضاً معرضاً كأي انسان آخر للخطأ والسقطات هنا وهناك.. فلا يجب ان تكون المحاسبة على الصغيرة والكبيرة، وإلا لما ترشح انسان لمنصب حكومي او تصدّى لمسؤولية ادارة البلاد.


لكن عندما ترتفع درجة الخطأ وتكون ذات تأثيرات وانعكاسات على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والامني والسياسي، بل الحياة بشكل عام، هنا يتحول الخطأ الى لغم خطير لا يجوز التهاون بأمره وإهماله. وهذا ما نراه في الحكومات والانظمة السياسية في بلادنا، فالاخطاء بالجملة، في مجالات الخدمات والصناعة والزراعة والأمن والسياسة الخارجية وغيرها من مرافق الدولة. وبما ان السياسي قد حصل على منصبه بشقّ الأنفس، وهو يحمل كماً هائلاً من الطموحات والمصالح الشخصية والفئوية، لن يكون عليه سهلاً التراجع عن قرار اتخذه او عمل قام به، لأنه قام بالأول بعمل خطأ أولد خطأ آخر.. فهو رهن ثقة الناس وتأييدهم له وثقتهم به، بشخصيته الظاهرية، وما يمتلك من لباقة اللسان وقوة الشخصية، يضاف اليها شيئاً من الاختصاصات الاكاديمية، كأن يحمل اسم "دكتور" أو "استاذ"، وفي العراق، بدأت تقليعة جديدة في الظهور حول شخصنة المسؤول الحكومي، بإطلاق تسمية "الحجي" على المسؤول المتنفذ، فيما اذا اراد المراجع أن يضمن القدر الأكبر من فرص تمشية المعاملة وقضاء الحاجة. فاذا اراد – والحال هكذا- ان يعلن للناس ولمؤيديه أنه أخطأ في توزيع الامتيازات او أخطأ في قرار إحالة عدد من الكفوئين الى التقاعد، او منع الكفوئين من تسنّم مسؤوليات كبيرة – مثلاً- فان تلك الصورة ستفقد الهالة التي وضعها هو حولها، وستكون معرضة للاهتزاز دائماً ، ولن يجد اتباعه فيه ذلك الشخص القوي المعتد بنفسه. وربما يشعر أنه اصبح ضعيفاً امامهم، والنتيجة تكون خسارته سياسياً ومعنوياً وربما حتى مادياً ايضاً.


هذا الشعور بحد ذاته، سيكون وبالاً على صاحبه، حتى ولو بعد حين، فالبعض ممن يتسنّمون مناصب في الدولة، ويرتكبون الاخطاء والسقطات، يعتبرون انهم يقومون بعمل عظيم، متشبثين بمفردات من قبيل "التحديات" و "المؤامرات" وغيرها مما لا تصمد ابداً في الوقت الحاضر امام الحقائق، حيث الامكانيات المتوفرة وفرص النجاح والتطور المهدورة، بل يحاول البعض عدّ اصراره على الخطأ، بأنه نوع من تحدي الضغوط، وأنه يعمل الصواب، وما فيه "مصلحة الوطن والمواطن"..! بينما أثبتت التجارب أن الاعتراف بالخطأ في عالم السياسة اليوم، هو قارب النجاة من الازمة للمسؤول وللبلد في وقت واحد، وهو السبيل ايضاً لخلق فرص نجاح اخرى، لأن الانسان بذلك قد اكتشف مواطن الخلل والخطأ، فيتجاوزها بسهولة. والى هذه الحقيقة يشير الكاتب الامريكي "ديل كارنيغي" في كتابه "دع القلق وابدأ الحياة"، بأن "أي شخص يمكنه الدفاع عن اخطائه، ولكن مما يضيف لقيمة الشخص ويعطيه شعوراً بالنبل والبهجة أن يعترف بأخطائه".


لنلاحظ الدول التي يرتكب فيها المسؤولون الأخطاء والسقطات، كيف أنهم يعترفون بأخطائهم على مسمع ومرأى من شعوبهم، وعلى وسائل الاعلام، ليس هذا وحسب، وإنما يدفعون ضريبة خطأهم بالاستقالة من منصبهم، على أن الخطأ الذي يرتكبه مسؤول كبير في الدولة، لن يحتمله المنصب الذي يتسنّمه، حتى وإن كان الخطأ "كذبة" أطلقها، وهي في بلداننا ربما أسهل من شرب الماء وتنفّس الهواء..! فما بالنا بالأخطاء الفادحة مثل التورط في عمليات فساد اداري أو اتخاذ قرارات خطيرة ذات تأثيرات سلبية على المجتمع والدولة، مثل إعلان الحرب أو التصرف بالأموال العامة لشؤون خاصة وغيرها، ولذا نلاحظ التماسك والديمومة والاستقرار في الأنظمة السياسية في هذه الدول، ولا فرق في أن تكون هذه الدول في الغرب، او في الشرق، فالعبرة بالنتائج، ولكم الخبر الذي انتشر مؤخراً عن حكم الاعدام بحق مسؤول صيني ارتكب جريمة فساد اداري..! أما الدول التي تستهل الخطأ وحتى الجريمة التي ترتكب ضد الناس، فانها امام حالتين لا ثالث لهما: إما السقوط والخزي لذلك المسؤول المفسد والمخطئ، وإما السقوط والانهيار لنظام الحكم الذي يحتضن ويحمي هكذا مسؤول. و"التجارب خير برهان".



منقول للفائدة



صانعة النهضة 2014-01-02 15:06

رد: أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط
 

أساليب نبوية لمعالجة الأخطاء



هذا مختصر لبعض القواعد والأساليب النبوية في معالجة الأخطاء ، وتعود أهمية الموضوع إلى التسليم بأننا لا نسلم من هذه الأخطاء .. فكلٌ معرّض للخطأ ..

ولكن .. يختلف الناس في معاملة هذه الأخطاء .. وكيفية التعامل مع المخطئ ..
أتمنى أن يكون الموضوع يسد الخلل الذي نعانيه في التعامل مع الأخطاء ..

علماً أن هذا تلخيصٌ لكتاب ( الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس ) لمحمد المنجّد .. وإنما كان هذا التلخيص ليكون سهل الاستذكار ومراجعة القواعد .. مع التنبيه أن الغالب أن لكل فقرة دليل أو مثال لها أو توضيح للمؤلف .. لكن لم أذكرها خشية الإطالة ويمكن الرجوع للأصل .. أو الاستفسار عنها لمن لم يجد الأصل لكي نقوم بتوضيحها قدر المستطاع .... فإلى التلخيص ..

تنبيهات وفروقات ينبغي مراعاتها عند معالجة الأخطاء .. وذلك قبل الشروع في معالجة الخطأ :

1. الإخلاص : بحيث يكون لا يكون القصد التشفي والانتقام ولا السعي لنيل استحسان المخلوقين ؛ بكل يكون القصد وجه الله تعالى .
2. الخطأ من طبيعة البشر : فلا نفترض المثالية في الناس ثم نحاسبهم بناء عليها ... بل يعاملوا معاملة واقعية صادرة عن معرفة بطيعة النفس البشرية ..
3. أن تكون التخطئة مبنية على دليل شرعي مقترن بالبينة .. وليست صادرة عن جهل أو أمر مزاجي .
4. كلما كان الخطأ أعظم كان الاعتناء بتصحيحه أشد :
5. اعتبار موقع الشخص الذي يقم بتصحيح الخطأ : فبعض الناس يتقبل منهم مالا يتقبل من غيرهم .. كالأب مع ابنه ..
6. التفريق بين المخطئ الجاهل والمخطئ عن علم :فالجاهل يحتاج إلى تعليم .. وصاحب الشبهة يحتاج إلى بيان ، والغافل يحتاج إلى تذكير ، والمصر يحتاج إلى وعظ وهكذا .. من الأمثلة : قصة معاوية بن الحكم عندما عطس في المسجد .. وقصة الأعرابي الذي بال في المسجد ..
7. التفريق بين الخطأ الناتج عن اجتهاد صاحبه وبين الخطأ العمد والغفلة والتقصير : ويجب أن يكون الاجتهاد الذي يعذر به صاحبه اجتهاداً سائغاً من شخص مؤهل بخلاف من يفتي بغير علم أو لا يراعي الأحوال .. مثل : قصة صاحب الشجّة في الحج عندما اغتسل فمات ..
8. إرادة المخطئ للخير لا تمنع من تصحيح خطأه وتنبيهه عليه : .. كقصة ابن مسعود من الذين جلسوا في المسجد يذكرون الله بعد الحصى فأنكر عليهم هذا ..
9. العدل وعدم المحاباة في التنبيه على الأخطاء : كقصة أسامة في شفاعته في رفع الحد عن المرأة ..
10. الحذر من إصلاح خطأ يؤدي إلى خطأ أكبر : وهذه من قواعد الشرع .. كسكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ...والنهي عن سب آلة المشركين ..
11. إدراك الطبيعة التي نشأ عنها الخطأ : هناك بعض الأخطاء لا يمكن إزالتها بالكلية لأمر يتعلق بأصل الخلقة .. ولكن يمكن التقليل منها لأن التقويم النهائي يؤدي إلى كارثة كما هو الشأن في المرأة ..
12. التفريق بين الخطأ في حق الشرع والخطأ في حق الشخص : فإذا كان الدين أغلى عندنا من ذواتنا وجب علينا أن ننتصر له ونحامي عنه ونغضب له أكثر من غضبنا لأنفسنا وننتصر لها ..والعكس بالعكس..
13. التفريق بين الخطأ الكبير والخطأ الصغير وقد فرّقت الشريعة بين الكبائر والصغائر .
14. التفريق بين المخطئ صاحب السوابق في عمل الخير والماضي الحسن الذي يتلاشى خطؤه أو يكاد في بحر حسناته ؛ وبين العاصي المسرف على نفسه :
15. التفريق بين من وقع منه الخطأ مراراً وبين من وقع فيه لأول مرّة .
16. التفريق بين من يتوالى منه حدوث الخطأ وبين من يقع فيه على فترات متباعدة .
17. التفريق بين المجاهر بالخطأ والمستتر به .
18. مراعاة من دينه رقيق ويحتاج إلى تأليف قلب قلا يغلظ عليه..
19. اعتبار حال المخطئ من جهة المكانة السلطان .. وهذه لا تتعارض مع العدل المشار إليه آنفاً ..
20. الإنكار على المخطئ الصغير بما يتناسب مع سنه : كقصة الحسن مع تمرة الصدقة ..
21. الحذر من الإنكار على النساء الأجنبيات
22. وعدم الإشغال بتصحيح آثار الخطأ وترك معالجة أصل الخطأ وسببه
23. عدم تضخيم الخطأ والمبالغة في تصويره
24. ترك التكلف و الاعتساف في إثبات الخطأ وتجنب الإصرار على انتزاع الاعتراف من المخطئ بخطئه
25. إعطاء الوقت الكافي لتصحيح الخطأ خصوصاً لمن درج عليه واعتاده زماناً طويلاً من عمره هذا مع المتابعة والاستمرار في التنبيه والتصحيح ...
26. تجنب إشعار المخطئ بأنه خصم ومراعاة أن كسب الأشخاص أهم من كسب المواقف .

هذه أحبتي .. مقدّمة تضعها بين عينيك قبل أن تشرع في تصحيح أو معالجة الخطأ .. أمّا الأساليب النبوية فهي الآتية الآن ..
1. المسارعة إلى تصحيح الخطأ وعدم إهماله .
2. معالجة الخطأ ببيان الحكم : كقصة جرهد : فإن الفخذ عورة
3. رد المخطئين إلى الشرع وتذكيرهم بالمبدأ الذي خالفوه : كالحادثة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار بدعوى الجاهلية .. فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنها دعوى الجاهلية ..
4. تصحيح التصور الذي حصل الخطأ نتيجة لاختلاله :كالثلاثة الذين عزموا ألاّ يأكلوا اللحم ولا يتزوجوا النساء ولا يناموا الليل ...
5. معالجة الخطأ بالموعظة وتكرار الموعظة : والتذكير بقدرة الله وفيها قصّة ..
6. إظهار الرحمة بالمخطئ : كالمظاهر الذي وقع على زوجته .
7. عدم التسرع في التخطئة : وفيها قصة .
8. الهدوء في التعامل مع المخطئ .. قصة الأعرابي في المسجد .
9. بيان خطورة الخطأ .
10 . بيان مضرة الخطأ .
11. تعليم المخطئ عملياً .
12. تقديم البديل الصحيح .
13. الإرشاد إلى ما يمنع وقوع الخطأ ...
14. عدم مواجهة بعض المخطئين بالخطأ والاكتفاء بالبيان العام ..
15. إثارة العامة على المخطئ : وهذا من باب التنظير .. ويكون في أحوال معينة وينبغي أن يوزن وزناً دقيقاً حتى لا تكون له مضاعفات سلبية .. وفيها قصة نبوية صحيحة .
16. تجنب إعانة الشيطان على المخطئ .
17. طلب الكف عن الفعل الخاطئ .
18. إرشاد المخطئ إلى تصحيح خطئه .
19. إنكار موضع الخطأ وقبول الباقي .
20. إعادة الحق إلى صاحبه وحفظ مكانة المخطئ .
21. توجيه الكلام إلى طرفي النزاع في الخطأ المشترك .
22. مطالبة المخطئ التحلل ممن أخطأ عليه .
23. تذكير المخطئ بفضل من أخطأ عليه ليندم ويعتذر .. كما حدث بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
24. التدخل لتسكين الثائرة ونزع فتيل الفتنة بين المخطئين .
25. إظهار الغضب من الخطأ .
26. التولي عن المخطئ وترك جداله لعله يرجع إلى الصواب .
27. عتاب المخطئ .
28 . لوم المخطئ وذلك في الخطأ الواضح .
29. هجر المخطئ .. وذلك فيمن ينتفع بالهجر وليس لكل أحد .. وفيه قصة .
30. الإعراض عن المخطئ .
31. الدعاء على المخطئ المعاند .. كقصة الآكل بشماله .. ويلاحظ في القصة أن الدعاء عليه لم يكن بما يعين عليه الشيطان ، ولكن كان بما يشبه التعزير .
32. الإعراض عن بعض الخطأ اكتفاء بما جرت الإشارة إليه من تكرماً مع المخطئ ... آية التحريم (3) ..
33. إعانة المسلم على تصحيح خطأه .
34. ملاقاة المخطئ ومجالسته لأجل مناقشته .
35. مصارحة المخطئ بحاله وخطئه .
36. إقناع المخطئ .
37 . إفهام المخطئ بأن عذره الزائف غير مقبول .. وفيه قصة .
38. مراعاة ما هو مركوز في الطبيعة والجبلة البشرية ....

صانعة النهضة 2014-01-02 15:10

رد: أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط
 

أول خطأ نرتكبه في التعامل مع الأخطاء:

إهمال علاج الخطأ أصلاً، والتهرب من التصحيح.وهو أسلوب قد يسلكه المرء مع نفسه، فيمارس حيلاً لا شعورية، يتهرب فيها من المسئولية، ويتهرب فيها من تحميل النفس الخطأ، ويرفض أن يواجه بخطئه، ويرفض أن يقال له: أخطأت، فهو يرفض النقد جملة وتفصيلاً، تصريحاً وتلميحاً إشارة أو عبارة، وأحياناً أيضاً نرفض الخطأ في مناهجنا التربوية. إننا لا بد أن نقع في الخطأ في ذوات أنفسنا أو في أعمالنا، في مؤسساتنا التربوية، أو على مستوى مجتمعاتنا ككل، أياً كانت أعمالنا وجهودنا لا بد أن نقع في الخطأ فيها، وحينئذٍ لا بد من المصارحة والوضوح والاعتراف بالخطأ، ورفض الحديث عن الأخطاء إنما هو استسلام للخطأ وإصرار عليه.

إنه لا يليق بالمرء أن يرفض المصارحة مع نفسه ومناقشة أخطائه، وأن يتهم النقد الموجه له من الآخرين، وكذلك لا يسوغ لنا داخل مؤسساتنا التربوية أن نرفض المراجعة. إن من حقنا، بل من واجبنا أن نتحدث عن الأخطاء التي يقع فيها الأب تجاه تربيته لأبنائه حديثاً واضحاً صريحاً، ومن حقنا أن نتحدث عن الأخطاء التي تقع فيها الأمة في تربيتها لأبنائها وبناتها حديثاً صريحاً واضحاً.

إن من حقنا بل من واجبنا أن نطلب المراجع لمناهجنا التربوية، سواءً كانت في المؤسسة التعليمية أم التربوية، ومن حق أي ناقد مخلص أن يطالب بالتصحيح، وأن يبدي وجهة نظره في مناهج التربية وبرامجها داخل مؤسسات التربية الرسمية أو غيرها.

ومن حقنا داخل قطاع الصحوة أيضاً أن نرفع أصواتنا، وأن نطالب بإعادة النظر والتصفية ومراجعة البرامج التربوية تارة بعد أخرى، والتهرب من النقد والمراجعة واتهام من ينتقد إنما يعني الإصرار على الخطأ، واعتقاد العصمة للنفس، فلا بد أن نتربى وأن نربي غيرنا على أن تكون لغة النقد البناء لغة سائدة بين الجميع، وعلى أن يكون الحديث عن الأخطاء حديثاً لا تقف دونه الحواجز ولا العوائق، ما دام ذلك داخلاً في إطار النصيحة.

ام ادريس 2014-01-02 15:16

رد: أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط
 
كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون

صانعة النهضة 2014-01-04 10:28

رد: أهمية معالجة الخطأ لتحاشي السقوط
 

قال تعالى: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾

الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين الكريمتين، يُقسم بأمرين عظيمين:

الأول: القسم بيوم القيامة، ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾، و ﴿لا﴾ ليست نافية للقسم، وإنما مؤكدة له. ومعروف للجميع عظمة وأهمية يوم القيامة، إنه اليوم الذي يُحشر فيه الناس ويُحاسبون، ويتقرر مصيرهم الأبدي.

الثاني: القسم بالنفس اللوامة، ﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾، واقتران الأمرين في القسم يُشعر بأنهما على درجةٍ متقاربة من العظمة والمكانة.

ما هي النفس اللوامة؟


اللوامة: من اللوم، واللوم معاتبة الإنسان نفسه، ومراجعته لها، لكي يُحاسبها على الخطأ. وعندما تكون هذه الحالة دائمة عند الإنسان، يُطلق على نفسه: النفس اللوامة.

الله سبحانه وتعالى جعل في نفس الإنسان هذه الخاصية، تماماً كوجود المناعة في جسم الإنسان ضد الأمراض، وإذا اخترق نظام المناعة لدى الإنسان فإن حياته تكون معرّضة لجميع الأخطار، وهذا ما يُعبر عنه الآن بالمرض الخطير (الإيدز).

فالنفس اللوامة نظام مناعة روحي عند الإنسان، في مقابل جراثيم الذنوب والأخطاء، فمن طبيعة الإنسان أنه إذا أخطأ تحرّك ضميره وأشعره بالخطأ، وفي لحظات التأمل يُحاسب الإنسان نفسه على أخطائه. ولكن إذا فُقدت هذه الحالة، بسبب تراكم الذنوب والأخطاء، عندها لا يعود الخطأ باعثاً للمحاسبة والمراجعة.

فيخرج الإنسان من دائرة (النفس اللوامة) ويبقى منحصراً في دائرة (النفس الأمارة)، ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾، ويكون الإنسان حينها في منطقة الخطر والهلاك، إلا أن يُنقذه الله تعالى، ﴿إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي﴾.



الساعة الآن 06:52

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd