متعة اللقاء تتجدد عبر صفيح أخوي بمجلة قطبية الفنون المغربية مجلة الأدب والمبدعين التي تستضيف الشاعر المغربي الحاج حميد يعقوبي كي نبحر معه في كوامن البوح الصادق.

أستاذ حميد يعقوبي، لنا متعة القرب منك كإنسان مرحبا بكم في رحاب قطبية الفنون المغربية ..وشكرا لكم على اتاحة هذه الفرصة .هل لنا أن نتعرف كيف ولجت عالم الإبداع؟ وكيف وجدت هذا العالم ؟
ولجت عالم الإبداع منذ أن حملت القلم ..وحاولت التعبير عن عاطفتي بطريقة تقليدية ..كانت خربشات عادية .ولم أفكر يوما أن أكون شاعرا .ثم انتقلت لكتابة الكلمة البسيطة واللهجة البيضاء حتى يسهل استيعابها ثم الى كتابة تقوم على الخيال والرمزية . وجدت في الشعر ملاذا رائعا لخلق توازن نفسي لصراعات خلجاتيتة داخلية ، وقدرة على نسج بساط كلمات لاأتقنها شفويا ..رغم المعاناة النفسية حين الكتابة . هنا لابد من أن أشير الى دور الشاعرة فاطمة المنصوري على دعمها لي للخروج بأحرفي من قوقعة ذاتي الى القارئ ،
- لإرهاصات الابداع مكامن تجنح بالنفس نحو البوح ، كيف ترى هذا البوح؟ وكيف ترى ميكانيزماته؟
حين يعجز الفرد عن مواجهة مشكلاته العاطفية خصوصا أو معاناته النفسية فإن ذلك يدفعه إلى نهج أساليب للتكيف ومشكلاته ،ثم خلق توازن داخلي يخفف به حدة التوترالناتج عن تفاعل بين الأحاسيس ووسيلة التعبير وهي الحروف .فالنفس البشرية يحكمها مبدأ الحياة الوجدانية وهو البحث عن السعادة وتجنب الألم.فالأنا بداخلنا تواجه ضغوطات بعد حدث أوقراءة قصيد مثير ،ما يعني أن كل الإنفاعلات والذكريات والأفكار والمشاعر الكامنة وحتى الرغبات المكبوتة والمستحيلة تثير قلقا زائدا ، فتجبر هذا الأنا على أن تعمل بطريقة ميكانزمية لا شعورية للبحث عن مخرج لها من الذات المرهقة بغليان داخلها ..وهو البوح المسطر على بياض الورق .
- في نظرك ما هي آفاق الشعر المغربي الحديث؟ وكيف ترى هذه العاصفة الفيسبوكية في الكتابة؟
الحقيقة أني لست في موقع يسمح لي بتحديد آفاق الشعر المغربي وأنا داخل دائرة البحث عن الذات، ولكن أستطيع القول أنه يمشي بخطى ثابتة تصنع له مكانا مرموقا في الخريطة الإبداعية العربية ،لكن ظاهرة الفيسبوك ،جعلت الباب مفتوحا وبالمجان ودون رقيب لكل من هب يرصص حروفا يعتقد أنه شاعر قد وصل.. ..تدعمها اشارات (اللايك) وبعض الردود السريعة التي تشعر الناشر أن ما كتبه حقا ابداع .كنت أتمنى لو وضعوا بالفيسبوك اشارة جديدة تعني (لا يعجبني).
- هل تؤمن بتقسيم الكتابة إلى نسائية وأخرى رجالية؟ وما الفيصل في التصنيف؟ وإن لم يكن كذلك ما مبرر التوحيد ؟
في الحقيقة ومن المفروض أن لايوجد في الأدب ماهو خاص بالرجل أو بالمرأة، ولكن وبما أن هناك أدب يدافع عن قضايا متعددة ومشتركة فلا أرى ضرورة لهذا التقسيم، شخصيا عندما أقرأ منتوجا شعريا لا ألتفت إلى جنس الشاعر، امرأة أو رجل .إنما الى الكلمة ومدى تأثيرها على نفسيتي ومشاعري .لكن في مجتمعنا العربي هناك تضييق على الأقلام النسائية الجريئة ،وأيضا تحيز المجتمع الذكوري من النقاد في كثير من الأحيان الى الأقلام النسائية ما يجعل التصنيف واردا ...
- النفس البشرية تواقة للجمال ولكل جميل، كيف تتذوق النص الشعري ؟
(إن الله جميل يحب الجمال). وحب الجمال عاطفة إنسانية موجودة في النفس البشرية منذ أول الخلق .وأنا حين أٌقرأ النص الشعري تثيرني جمالية صوره التي ساهمت التركيبة اللغوية في التقاطها الحرف والكلمة ما هي الا كاميرا تصويرية يتدخل الشاعر بتقنياته وموهبته في تزيينها وتأطيرها ..بالنغم والإيقاع والإنزياح وغيرها من مقومات القصيدة الشعرية.
- هل الصورة الشعرية منبعها مجرد الخيال أم أنها مزيج بين ما هو خيالي وما حقيقي مستمد من أرض الواقع ؟
عين الشاعر هي الأولى التي تلتقط الصورة الواقعية. لكن نقلها إلى مختبر التحليل بأعماق تفاعلاته الإنسانية لاتتم بطريقة احساس الإنسان العادي .بل تمر بما اكتسبه من ترسبات وجدانية عميقة تجعله يحولها الى صورة ممزوجة بين الواقعي والمتخيل ،وقد لا تكون البثة واقعية حين تأتي على الشاعر لحظة سمو الى عالم المتخيلات فينسج من خياله صورة شعرية جميلة ..
- ديوانك المنتظر ـ ماهي التيمات التي تغلب عليه ؟
طبعا تغلب عليه الرومانسية.والمراة حاضرة بقوة بين السطور والمعاني ..لسيدة من الأثير أعتبرها مصدر إلهامي .ووحي شعري…رغم تخوفي الشديد من نجاح أول فشل هذه التجربة .هناك أسماء تدعمني من الخلف وتعطيني الثقة في قيمة ما أكتبه .
- قرأت لك نصوصا كانت المرأة الملهم ، ألا ترى في هذا ارسابات من الشعر الجاهلي القديم ؟ وهل تتناول المرأة بنفس الطريقة ؟
المرأة دوما كانت ومازالت حاضرة في الشعر منذ الجاهلية الى الآن .لكن طريقة التعامل معها اختلفت من عصر لآخر .فالمرأة في شعر المتنبي ليست هي التي في شعر نزار قباني ولا درويش ولا المعاصرين منهم .. لكل شاعر تكوينه النفسي والإجتماعي .ما يجعله يتناول المرأة في قصيده انطلاقا من تلك التكوينات ..وهي بالنسبة لي الإرهاصات الأولى لبناء معمار أشعاري .وكرجل شاعر أولا ثم سارد ثانيا أمتلك في الأنثى هويتها وأخرجها من حدود أبعادها الجنسية .مهما كان التعبير حقيقيا أو متخيلا لأنها تشغل حيزا وافرا من وجداني .أتناولها من هذا الثالوث :الأنوثة .الجسد.الهوية ..
- حميد يعقوبي كلمة تقدمها لقراء قطبية الفنون المغربية؟
على طبق مودة تمنياتي لكم بالتوفيق وشكري لما تبذلونه من جهد في سبيل مد الجسور بين الشاعر وجمهوره .

حاورتة الشاعرة فاطمة المنصوري