2013-11-30, 11:27
|
رقم المشاركة : 34 |
إحصائية
العضو | | | رد: حملة للتبرع بالكلمة الطيبة | من بدائع التوجيهات النبوية ضرب المثل للمسلم بشجرة النخل لغرس الفضائل في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم بأسلوب مشوق مستمد من أمثلة محسوسة وواقع مألوف لديهم . ولو تأملنا هذا المثل لوجدنا أوجها كثيرة للتشبه بين النخلة والمسلم . النخلة شجرة من أجود الشجر وأعلاها مرتبة من كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام , فإنه من حين طلوعه لا يزال يؤكل أنواعا : بلحا رطبا و تمرا وغير ذلك .. وإذا يبست النخلة يتخذ منها منافع كثيرة فخشبها , وورقها وأغصانها , تستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحبالا وأواني وغير ذلك . ثم آخر شيء ينتفع به منها هو نواها فإنه يتخذ علفا للإبل . وكذلك المسلم أو المؤمن كله خير ونفع , وبركته عامة في جميع الأحوال , ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته . فهو ذو عمل صالح وقول حسن , كثير الطاعات على ألوانها ما بين صائم , ومصل , وتال للقرآن , وذاكر لله ومذكر به ومتصدق , وآمر بالمعروف وناه عن المنكر . يخالط الناس ويصبر على أذاهم , آلف مألوف ينفع ولا يضر , جميل المظهر والمخبر مكارم أخلاقه مبذولة للناس يعطي ولا يمنع , ويؤثر ولا يطمع , لا يزيد طول الأيام إلا بسوقا وارتفاعا عن الدنايا , ولا تجد فيه الشدائد والأهوال إلا رسوخا على الحق وثباتا عليه وسموا إلى الخير والنفع , وشفوفا عن السفاسف . عمله صاعد إلى ربه بالقبول والرضوان , إن جالسته نفعك , وإن شاركته نفعك , وإن صاحبته نفعك , وإن شاورته نفعك , وكل شأن من شؤونه منفعة , وما يصدر عنه من العلوم فهو قوت للأرواح والقلوب , لا يزال مستورا بدينه , لا يعرى من لباس التقوى ولا ينقطع عمله في غنى أو فقر , ولا في صحة أو مرض . بل لا ينقطع عمله حتى بعد موته , إذا نظر من حياته لآخرته , واغتنم من يومه لغده ينتفع بكل ما يصدر عنه حيا وميتا , إذ مبعث تصرفاته كلها الإيمان بالله , والنفع لعباد الله ما أعظم المؤمن ؟! | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |