إن الإفلاس الثقافي أو المعرفي، أو ثرائه وغناه، لا علاقة له في رأيي المتواضع، بهذا الموضوع ، فأحيانا نجد أناسا أميين بمعنى الكلمة، وأكثر عطاء من دكاترة مستعلين.
إن مسألة العطاء لا تتحدد بالمستوى الثقافي الذي يتبجح به البعض، وكأنهم أوحدوا زمانهم وعصرهم، في الثقافة والمعرفة.
إنها مسألة ترتبط بطيب الأصل والمنشأ، حيث قال الشاعر قديما:
اسأل الفضل أهل الفضل قدما****ولا تسله فقيرا ربا في الفقر ثم تمولا.
إنها مسألة تنشئة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الأمر لا يتعلق بالانتهازية ، بقدرما يرتبط بسيطرة قيم النفعية والبراغماتية، وهي اتجاه فلسفي له أسسه ومقوماته الفكرية التي تجعل مصلحة المجتمع تتحقق من خلال تحقيق مصلحة كل فرد من أفراده.
زيادة على أن الفهم المادي التاريخي، لعلاقات الانتاج في المجتمع، تجعل من كل تلك المفاهيم، مفاهيم إيديولوجية تندرج في خانة الطوباوية، والمثل الأفلاطونية.و يبقى كل فعل مهما كان، رهين التساؤل عن الخلفيات والغايات والمرامي. خصوصا أن التحليل النفسي يتحدث عن ضرورة حيوية تتمثل في وجود فراغ نرجسي في كل انسان يسعى إلى ملئه، بمحاولة إثارة الإعجاب، بشكل أو بآخر. إن الانسان كما كنا نعتقده ملاكا، سيصبح مع فرويد شيطانا ليس إلا.
حين نُشكر، نقابل الشكر بنكران الذات وهذه من شيم المروءة. لكن حين نعمل ولا نلقى الشكر، فذاك جحود وعدم اهتمام. ولتلاحظوا أن تلامذتكم، حين تقومون بتشجيعهم بعبارات التشجيع( وهي ما يقوم مقام الشكر) يضاعفون مجهودهم، ويسعون في تحصيل المزيد من التشجيع، وهو ما ينعدم تماما، في حال غياب التشجيع.
تحيتي.

بالضبط سيد أحمد، مشاركتك،إثراء للموضوع، وانخراطك معنا بهذا المنتدى، إضافة نوعية، لك كل الاحترام والتقدير صديقي العزيز.
أسجل بمداد الفخر والاعتزاز هذه المداخلة القيمة.
مودتي.