قراءة في المثل الشعبي " 100 و مول الفدّان " - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-11-23, 17:47

رقم المشاركة : 1

الشريف السلاوي

مدير الإشراف

إحصائية العضو

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

قراءة في المثل الشعبي " 100 و مول الفدّان "

من بين ما خلفه الفكر المغربي المبدع الخلاق في ثقافته الشعبية وأمثاله المتواترة:"100 ومول الفدان".فإن دلت هذه القولة الراسخة في التواصل ما بين أفراد وجماعات المجتمع المغربي على شيء،فإن من بين ما تدل عليه:

1)- تحث المسؤول عن أمر معين أو غيره...على المراقبة والتأطير الذي يرجع له حتما وهو يناط بمسؤولية عرفت في العرف الإجتماعي بمسؤولية الفدان سواء كان ماديا أو معنويا حقلا صرفا أو حقل من حقول الحياة الإجتماعية:الحقل التربوي،الحقل السياسي،الحقل الإجتماعي،الحقل ...

2)- ويضطلع صاحب الفدان بالتقييم والتقويم: تقييم أداء العاملين"الفعالية والإنتاج" وتقييم المنتوج "الجودة والنوعية...".

3)- يعمل على تثبيت وترسيخ علاقات محفزة ودينامية ما بينه وبين المتعاملين معه بكيفية مباشرة أو غير مباشرة(دينامية الجماعة).

وبيت القصيد في معالجتي لهذه القولة وتحليل من أبعادها جاء أساسا لربط بعض عناصر الثقافة الشعبية بعناصر الثقافة الحداثية الطاغية الآن والمتداولة بين الأطراف إقليميا وجهويا وطنيا ودوليا.

إن من ضوابط شيوع هذه الثقافة أعني ثقافة الحداثة ما يصطلح عليه عند بعضهم بالعولمة،خاصة في وقتنا الحاضر حيث ظهر الماركتينغ Marketing مظهر الموصل،ولا غرابة في هذا الباب من أنا تحدثت عن أنواع هذا الماركتينغ خاصة الماركتينغ السياسي الذي يسيطر على جل المجالات منها مجال التشويش النابع عن البغض،الحسد،الكراهية،وغيرها من الصفات الدنيئة التي جاءت لتعكر الأجواء وعزاؤنا في هذه المعاملة المشنة أن نرجع إلى قوله تعالى:

أولا: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"

ثانيا:" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".

صدق الله العظيم.

فلنرجع أيها القارئ العزيز إلى تعزيز قولتنا"100 ومول الفدان" الذي يجب أن يكون في تعامله وتواصله مع الغير:قنديلا-زنبيلا ومنديلا:

- فكونه قنديلا بمعنى أنه ينير الطريق لمرؤوسه ومساعديه والمتعاونين معه.

- وكونه زنبيلا أن يحفظ الأسرار ولا يشمت بأصحابها حتى يضمن للعمل المنوط به استمرارية جادة فعالة.

- وكونه منديلا بمعنى أن جميع الأخطاء تلحق به وتمسح به،في حين أنه لا يجد لنفسه ميزة أو اعترافا عند نجاحه في مهامه.

إذن فالمسؤول كيفما كانت مسؤوليته عليه أن يتصف بالذكاء والرزانة والحذر ونكران الذات وهدوء الطبع وتجنب كلما من شانه أن يثير حفيظة مرؤوسيه،وهذه الأوصاف هي التي تحلى بها الأجداد عند معالجتهم لأمور الناس هؤلاء الناس الذين سهروا ويسهرون على قضاء حاجات الناس،وهذا الصنف خصه الله تبارك وتعالى بالإحاطة بالعرش.فملفات الناس في هذا البلد العزيز كثيرة ومتنوعة تطلب قبل أي وقت مضى المعالجة حسب أولويات محددات ولن يتأتى هذا إلا بالعمل الذي أوصى به وعليه ملك البلاد إثر أخذ الصورة التذكارية لحكومة بنكيران في نسختها الثانية.

وختاما وليس بالختام أذكر حيث أن الذكرى تنفع المؤمنين بقوله تعالى:" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

الحاج أحمد سلوان

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=695523

التوقيع

" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "

2013-11-24, 08:37

رقم المشاركة : 2