منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

كنا مجموعة من المعلمين في احدى المقاهي بمدينة الناظور وكان بيننا زميل مشرف على التقاعد وكان من طبعه قلة الكلام، يستمع بإمعان للآخرين لكنه لايبادر بالكلام إلا إذا سأله أحد فيكتفي بالجواب وباختصار فسماه أحد الزملاء بالبيداغوجية الصامتة.
في الليلة الماضية كانت المفاجأة، لقد كان في حالة حيوية ونشاط بدا عليه بوادر الإرتياح و السرور على عكس عادته السابقة. لقد أصبح كثير الكلام مما جعلنا نستمع إليه باهتمام بالغ وكان موضوعنا الرئيسي هو التعليم بصفة عامة والترقيات بصفة خاصة.
استرسل في الكلام قائلا: سأقول لكم نكتة.
كنا ننتظر النكتة لكن في الإخير تبين أن ما قاله حقيقة وواقع عاشه زميلنا المسكين وليس نكتة.
اليكم ما حكاه: تخرجت معلما في أوائل السبعينات وكنت سعيدا بعملي وبعد مرور 5 سنوات تزوجت وأنجبت 3 أطفال وهم الآن في وضعية جيدة، أستاذ جامعي وطبيبة ستتخرج السنة القادمة والثالث أكبرهم سنا فهو معلم مثلنا يعمل معي بنفس المدرسة. يوم ازداد كنت أنا قضيت 6سنوات أقدمية في التعليم وسهرت على تربيته وتعليمه ابتدائي، اعدادي ثانوي ثم الجامعة وحصل على الإجازة في الدراسات الفرنسية وأخيرا أصبح بدوره معام وهو الآن يدرس الفرنسية القسم الخامس و السادس وقسمه يوجد مقابلا للقسم الذي أدرس فيه التحضيري.
توقف زميلنا مبتسما بعض الوقت وتبين أن ما سيقوله هو الأهم، ولأول مرة ينطق أحد الزملاء وبفارغ الصبر يحثه على الاستمرار في سرد قصته. تحولت الإبتسامة إلى ضحك لم يستطع التحكم فيه، تركناه بعض الوقت حتى استطاع أن يتم حديثه، قال ابني مرتب في السلم 11 وأنا مازلت كما تعلمون في السلم 10. أنا سعيد لكون إبني الأكبر مرتب في السلم 11 فهو إبن صالح وأنا راض عنه كل الرضا فهو الذي يدفع كل المصاريف المنزلية وكل أسبوع يأتينا أنا وأمه بهدايا تكلفه أموالا كثيره وهو الشيئ الذي لايعجبني فيه لكنه يفعل ذلك رغما عن إرادتي.
أتعلمون الآن سر تدهور المنظومة التربوية نعم هذا هو السبب و السبب الرئيسي أضاف صاحبنا نعم هذا هو السبب وليس البيداغوجيات المعتمدة هي المشكل.