منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   مناسبات و تذكيرات دينية (https://www.profvb.com/vb/f302.html)
-   -   حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية (https://www.profvb.com/vb/t131782.html)

مشتاقة للنقاب 2013-11-03 18:32

حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية


بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له .
وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران : [102]

فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

أما بعد ،
أحبتي في الله لا يجوز الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية؛ لأنّ الاحتفال بهذا اليوم فيه شُبْهةُ تقليدٍ لأفعال المشركين بالله ، وهو سُنة جاهلية كان يفعلها المجوس واليهود والنصارى.
فلا يوجد شيء اسمه الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية شرعًا ، ولم يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ رضي الله عنهم .
وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ.


ولا يجوز التهنئة بمناسبة العام الهجري الجديد بقول : كل عام وأنتم بخير، أو بالدعاء بالبركة، وكأن يرسل رسالة يدعو فيها للمرسل إليه بالخير والبركة في عامه الجديد؟

قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها، لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول وأنت كذلك ، إذا قال لك كل عام وأنت بخير أو في كل عام وأنت بخير فلا مانع أن تقول له وأنت، كذلك نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً.

وقال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله: أيها المسلمون إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلاميا هجريا ليس من السنة أن نحدث عيداً لدخوله وليس من السنة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة إنما هي أمر عادي وليس أمراً تعبديا وليست الغبطة ليست الغبطة بكثرة السنين كم من إنسان طال عمره وكثرت سنواته ولكنه لم يزدد بذلك إلا بعداً من الله إن أسوأ الناس وشر الناس من طال عمره وساء عمله ليست الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله عز وجل فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه شر لمن أمضاه في معصية الله والتمرد على طاعته إن علينا .

من خطبة بعنوان التاريخ وفضائل بعض الشهور والأيام. من موقع الشيخ
وكان عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح الفوزان أفتَى أن الاحتفال بعيد رأس السنة لا يجوز، وقال : إنّ التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة.

أما التهنئة بنهاية العام الهجري، ففيه شبهتان:

الأولى: شبهة التشبه بالنصارى في تهنئتهم برأس السنة الميلادية .
والثانية: ذريعة التوسع والمبالغة حتى تتحول التهنئة إلى الاحتفال والعيد، وقد حصل هذا في بعض المدارس وبعض البلاد الأخرى.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والحمد لله رب العالمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

كتبه العبد الفقير الراجي عفو ربه
ماجد بن خنجر البنكاني
أبو أنس العراقي

موقع صيد الفوائد

الشريف السلاوي 2013-11-03 21:51

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
بارك الله فيك و أحسن إليك

فصبر جميل 2013-11-03 22:50

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام


جازاك الله خيرا اختي

صانعة النهضة 2013-11-04 10:17

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة مشتاقة للنقاب
يقول الله سبحانع وتعالى في مطلع سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله...)
فهي دعوة من الله تعالى للمسلمين ألا يتصرفوا في أمر غريب على عاداتهم وأعرافهم حتى يعرفوا حكم الله تعالى فيه ويتأكدوا من خلوه من أية بدعة أو تشبيه بالكفار ...

هذا أمر لا شك فيه ولا ريب ، من هنا كان لزاما علينا أن نعرف موقف أهل العلم من الإحتفال بالمناسبات الدينية خصوصا منها التي لم يثبت الإحتفال بها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى اليوم.

فانطلاقا مما ورد في الموضوع الذي تقاسمته معنا أختي الكريمة ينفي علماء المسلمين اليوم كل مظاهر الإحتفالات بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة ولهم فيها اجتهادات وحجج تجعلنا بالعقل والمنطق نتفق معهم . إذن لا احتفال بهذه المناسبة وأعتقد أن المسلمين في كل أنحاء العالم لا يحتفلون ولا يخصصون لهذا اليوم أية طقوس معينة وبروتوكولات ...فلم نسمع أحدا هيأ الحلويات ولا خصص ولائم للمناسبة ولا أي شيئ...وهذا شيء نحمد الله عليه على الأقل حتى لا نزيد في تفاقم البدع والمنكرات التي اشتهرت بها أمتنا في العصر الحالي

ولكنني سأتوقف معك هنيهة أختي الغالية لأناقش موضوعا غاية في الأهمية ،إذ لا يمكننا أن نمرر هذه الأيام هكذا دون أن نترك فيها بصمة إيجابية ودون أن نستغلها لما فيه مصلحة وخير هذا الجيل والجيل القادم (الناشئة من أبنائنا) .كما هو الشأن بالنسبة للمولد النبوي الشريف.وكذلك الإسراء والمعراج.فرص مناسبتية لحسن استثمارها في تبليغ الدعوة وتوعية الناس وربطهم بتاريخ الإسلام.


فهجرة الرسول الكريم كانت هي نقطة تحول في تاريخ الإسلام ،وبالتالي حدثت أحداثا كبيرة لا بد للمسلمين أن يعرفوها ،ولابد للمسلمين اليوم أن يربطوا تلك الأحداث بواقعنا المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية...
ولا بد لناشئتنا اليوم أن يعرفوا سيرة نبيهم ،فدخول السنة الهجرية هي فرصة أن يعرفوا أحداثا جساما مرت على نبينا وكيف كان مستضعفا لكن الله أيده ونصره ...
لذلك يا أختي الكريمة أجد هذه المناسبة اليوم فرصة عظيمة لربط ناشئتنا و عموم المسلمين بدينهم وبتاريخ الإسلام...فما العيب أن نقيم أمسية في المدرسة أو جمعيات المجتمع المدني للتعريف بتاريخ الإسلام وبظروف هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ألا تجدين مثل هذه المبادرات فرصة لربط المسلمين بدينهم وتوعيتهم؟؟؟

شخصيا وبذات المناسبة أخصص بعض الأنشطة الإشعاعية في المؤسسة التي أشتغل بها وبتغطية الإحتفال بالسنة الهجرية...لأن أي نشاط إشعاعي لابد له من مناسبة (دينية أو وطنية أو دولية...)
ومن بين الأنشطة التي يمارسها نادي القرآن والسيرة النبوية (الذي أشرف على تأطيره بالمؤسسة) في هذه المناسبة:
مسابقات بين المؤسسات التعليمية في موضوع تجويد القرآن الكريم ،وفي موضوع السيرة النبوية،مسابقات أحسن إنجاز لمطويات ومواضيع حول الهجرة النبوية...مسرحيات في الموضوع،أناشيد وابتهالات في الموضوع...فليس الهدف من مثل هذه الأنشطة الإحتفال والأكل والشرب والبسط ...بل الغاية أساسا ربط المسلمين بتاريخهم وتوعيتهم ...

إذن أختي الكريمة بمثل هذه الأنشطة (التي تعتبر احتفالا بالمناسبة) هل أكون قد أثمت؟؟؟أم أكون قد دعوت الله على بينة وربطت قلوب للناشئة بنبيهم وبتاريخ إسلامهم؟؟؟

أرجو أخيتي أن تفتحي معي باب الحوار والنقاش لأننا خلال السنة الدراسية نعرف كثيرا من مثل هذه المناسبات التي لا يجوز احتفال بها ولم يسبق للصحابة الكرام أن احتفلوا بها ولم يكونوا ملزمين لتلقينها للمجتمع لأنهم عايشوها بل وساهموا فيها ...
مناسبات كالمولد النبوي، الإسراء والمعراج،والسنة الهجرية الهجرية الجديدة...

سنة هجرية مضت أليست فرصة لنعلم ناشئتنا كيف يحاسبون أنفسهم وينبهون لأخطائهم ويعيدون تجديد حياتهم؟؟؟
أليست فرصة لتوجيههم وبث ثقافة الزمن في حياتهم؟؟؟

أنتظر منك رأيا أختي الغالية وجزاك الله على التقاسم الهادف.

حامدة 2013-11-04 15:23

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
كل الحق معك اختي صانعة النهضة
والا فكيف يستمر مشعل نور الاسلام
وكيف تمر مناسبات كهذه هي جوهر حياتنا
فنسمي الاهتمام بها بدعة
نعم طريقة الاحتفال هي التي

يمكن ا ن تخرج عن المطلوب حتى تصير بدعة
وهذا ماتقصده اختنا المشتاقة للخير اتاها الله خيرا
انها مواسم يجب استغلالها لربط هذه الاجيال المستعوعلمة باصولها العريقة
وتاريخها النير

مشتاقة للنقاب 2013-11-04 23:17

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
تعليق متميز جدا اختي الفاضلة صانعة النهضة واحترمك واقدرك عليه

اعجبني كثيرا ما تقومين به من مجهودات كبيرة لتعليم ابنائنا امور دينهم وتاريخهم الاسلامي وافتخر بك على حرصك عليهم على التشبت بالاسلام والافتخار به واتمنى ان تكون جميع المدرسات والمدرسين في بلادنا مثلك يحملون هم هذا الدين وهم ابنائنا الذين اصبحوا ضائعين الا من رحم ربي

اختي الغالية طريقتك في النقاش جميلة وعندما قرات ردك قررت ان اجيبك رغم اني اجد صعوبة في الكتابة لكن كل شيء يهون في سبيل الرد عليك ايتها الفاضلة

انا عن نفسي احب مثل تلك الانشطة التي ذكرت واحب ان يشارك فيها جميع شرائح المجتمع الاسلامي اطفالا وشبابا وشيوخا لانها تقربنا الى الله تعالى وتزيدنا معرفة لديننا

اختي الفاضلة صانعة النهضة على حسب ما فهمت من اقوال بعض العلماء جزاهم الله خيرا انه لا يجوز اتخاذ اول محرم عيدا يحتفى به وتقدم التهاني فيه لانه امر غير ثابت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم و لا عن اصحابه رضي الله عنهم وهذا لا تختلفين فيه معي وانما سؤالك غاليتي عن تلك الانشطة الدينية التي تقومين بها احتفالا بالسنة الهجرية اعتقد والله تعالى اعلم ان تكون هذه الانشطة الدينية التربوية التي تدور حول الهجرة النبوية او الاسراء والمعراج او المولد النبوي على طول السنة بحيث تخصص حصة معينة في الاسبوع نعلم فيها اطفالنا و نذكرهم بتلك الاحداث المهمة جدا في تاريخنا الاسلامي وهكذا سيبقى الطفل مرتبطا طيلة السنة بتلك الاحداث و ستبقى راسخة في ذهنه اكثر
وارى والله تعالى اعلم ان هذه الطريقة لن يكون فيها خوف من الوقوع في شبهة او شك انها بدعة عكس اذا انتظرت حتى ياتي فاتح محرم او دخول سنة هجرية جديدة فاحتفل بها بتلك الانشطة الدينية التي اكيد ان فيها اجرا لكن ستجعلني اتساءل هل فعلت الصواب ام وقعت في شبهة؟

ففي الحديث -دع ما يريبك الى ما لا يريبك-
اتمنى ان اكون قد وفقت في الاجابة على تساؤلاتك و تشرفت جدا بتواجدك و نقاشك العقلاني.

تقبلي كل احترامي و تقديري

مشتاقة للنقاب 2013-11-04 23:25

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
اتمنى ان يفيدك هذا الرابط اختي الفاضلة

حكم الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية، وجميع المناسبات الدينية



http://www.binbaz.org.sa/mat/10125


المصدر -الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله تعالى

aboukhaoula 2013-11-05 07:35

رد: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
 
حكم الاحتفال برأس السنة الهجريَّة
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه
الله-




وسُئِلَ فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى-: شاع في بعض البلاد الإسلاميِّة الاحتفال بأوّل يوم من شهر محرَّم مِن كلِّ عام، باعتباره أول أيام العام الهجري، ويجعله بعضهم إجازة له عن العمل، فلا يحضر إلى عمله، كما يتبادلون فيه الهدايا المكلفة ماديًا، وإذا قيل لهم في ذلك قالوا: مسألة الإعياد -هذه- مرجعها إلى أعراف النَّاس، فلا بأس باستحداث أعياد لهم للتَّهاني وتبادل الهدايا، ولاسيِّما في الوقت الحاضر حيث انشغل النَّاس بأعمالهم وتفرقوا، فهذا من البدع الحسنة، هذا قولهم، فما رأي فضيلتكم وفقكم الله؟ نسأل الله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فأجاب فضيلته بقوله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تخصيص الأيَّام أو الشَّهور، أو السَّنوات بعيدٍ مرجعه إلى الشَّرع وليس إلى العادة؛ ولهذا لما قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا؛ فَقَالَ: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ»؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ»[1].

ولو أنَّ الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات لأحدَثَ النَّاس لكلِّ حدَثٍ عيدًا، ولم يكن للأعياد الشرعيَّة كبير فائدة.

ثمَّ إنَّه يُخشَى أنَّ هؤلاء اتخذوا رأس السَّنَةِ أو أوَّلها عيدًا متابعةً للنَّصارى ومضاهاةً لهم؛ حيث يتخذون عيدًا عند رأس السَّنة الميلاديَّة فيكون في اتخاذ شهر المحرَّم عيدًا محذور آخر.

كتبه: محمد الصالح العثيمين في 24/1/1418 هـ.

المصدر: مجموع فتاوى ورسائل العثيمين -رحمه الله- (16-126) بترقيم الشاملة.



--------------------------------
[1]رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني -رحمهما الله- في صحيح أبي داود: 1039.

أبو عبد الفتاح 2013-11-05 21:48

حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
 
التهنئة بالعام الهجري الجديد
علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
المشرف العام على مؤسَّسة الدُّرر السَّنية


الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين، أمَّا بعدُ:
فإنَّ التهنئة تكون على أحوال:
إمَّا أن تكون بما يُسَرُّ به المسلم ممَّا يطرأ عليه من الأمور المباحة بكل ما فيه تجدُّد نعمة، أو دفْع مصيبة، كالتهنئة بالنِّكاح، والتهنئة بالمولود الجديد، والتهنئة بالنجاح في عمل أو دراسة، أو ما شابه ذلك من المناسبات التي لا ارتباط لها بزمان معيَّن؛ فهذا من الأمور العادية التي لا حرج فيها، ولعلَّ صاحبها يؤجر عليها؛ لإدخاله السرور على أخيه المسلم فالمباح - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (بالنيَّة الحَسنة يكون خيرًا، وبالنية السيِّئة يكون شرًّا)، فهذا بين الإباحة والاستحباب.

وإمَّا أن تكون التهنئة في أزمان معيَّنة كالأعياد والأعوام والأشهر والأيَّام، وهذا يحتاج إلى بيان وتفصيل، وتفصيله كما يلي:
- أمَّا الأعياد - عيد الأضحى وعيد الفطر - فهذا واضح لا إشكالَ فيه، وهو ثابت عن جمْع من الصحابة.
- وأمَّا الأعوام، فكالتهنئة بالعام الهجري الجديد، أو ما يُسمَّى رأس السَّنة الهجرية.
- وأمَّا الأشهر، فكالتهنئة بشهر رمضان، وهذا له أصلٌ، والخلاف فيه مشهور.
- وأمَّا الأيَّام، فكالتهنئة بيوم ميلاد النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أو بيوم الإسراء والمعراج، وما شابه ذلك، والحُكم فيه معروف، وهو من البدع؛ لارتباطه بمناسبات دِينيَّة مُبتدَعة.

وكل هذه التهاني ما عدا الأوَّلَ منها لم يثبت فيها شيء عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا عن الصحابة الكرام، ولا عن أحدٍ من السَّلف، مع أن موجبها انعقد في زمن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم والصحابة رضي الله عنهم، ولم يوجد المانع، ومع ذلك لم يُنقل عن أحدٍ منهم أنه فعَل ذلك، بل قصَروا التهنئة على العيدين فقط.

والتهنئة بالعام الجديد لم تكن معروفة عند السلف، لكنْ لمَّا شاعت في الأزمنة المتأخرة وسُئل العلماء المعاصِرون عنها، اختلفوا على قولين:

الأول: الإباحة وأنَّها من العادات، ومن هؤلاء الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حيث قال: (أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها، ولكنها ليست مشروعةً بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنَّه يُسنُّ لكم أن يهنئ بعضكم بعضًا، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضًا إذا هنَّأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عامَ خيرٍ وبركة؛ فالإنسان يردُّ التهنئة. هذا الذي نراه في هذه المسألة، وهي من الأمور العادية، وليست من الأمور التعبديَّة) (لقاء الباب المفتوح).
وله رحمه الله كلامٌ آخَر ضبط فيه المسألة فقال في (اللقاء الشهري): (إن هنَّأكَ أحد فَرُدَّ عليه، ولا تبتدئ أحدًا بذلك، هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلًا: نهنِّئك بهذا العام الجديد، قل: هنَّأك الله بخير، وجعله عام خير و بركة. لكن لا تبتدئ الناس أنت؛ لأنَّني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنِّئون بالعام الجديد بل اعلموا أنَّ السلف لم يتخذوا المحرَّم أول العام الجديد إلَّا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه)، وقال في (الضياء اللامع) (ص702): (ليس من السُّنة أن نُحدِث عيدًا لدخول السَّنة الهجرية، أو نعتاد التهاني ببلوغه).انتهى
وقد نقل بعضُهم في إباحة هذا الفعل كلامًا غير محرَّر للقمولي والسيوطي من متأخِّري الشافعية، ولأبي الحسن المقدسي من الحنابلة، أُعرِض عن ذِكره؛ خشية الإطالة.

الثاني: القول بالمنع مطلقًا، وهو الراجح، وممَّن قال به الشيخ صالح الفوزان؛ حيث سُئل عن التهنئة بالعام الهجري الجديد، فأجاب: (لا نعرف لهذا أصلًا، والتأريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يُجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا، ويصير فيها كلام وعيد وتهانٍ، وإنما جُعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، كما فعَل عمر رضي الله عنه لمَّا توسَّعت الخلافة في عهده، صارت تأتيه كتُب غير مؤرَّخة، احتاج إلى أنه يضع تأريخًا تُعرَف به الرسائل وكتابتها، استشار الصحابة، فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأَ التأريخ الهجري، وعدَلوا عن التأريخ الميلادي، مع أنَّه كان موجودًا في وقتهم، وأخذوا الهجرة وجعلوها مبدأ تاريخ المسلمين؛ لأجل معرفة الوثائق والكتابة فقط، ليس من أجل أن تُتَّخذ مناسبة ويتكلَّم فيها، هذا يتدرَّج إلى البِدع.
سؤال: إذا قال لي شخص: كل عام وأنتم بخير؛ فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه الأيَّام؟
جواب: لا، ليست بمشروعة، ولا يجوز هذا) ا.هـ انظر: (الإجابات المهمَّة في المشاكل الملمَّة) (ص229)

والناظر إلى هذه المسألة يجد أنَّ القول بالمنع يتأيَّد بعِدَّة وجوه؛ فمن ذلك:
1- أنَّها تهنئة بيوم معيَّن في السَّنة يعود كلَّ عام، فالتهنئة به تُلحِقه بالأعياد، وقد نُهينا أن يكون لنا عيد غير الفطر والأضحى؛ فتُمنع التهنئة من هذه الجِهة.
2- ومنها: أنَّ فيها تشبُّهًا باليهود والنصارى، وقد أُمرنا بمخالفتهم؛ أمَّا اليهود فيُهنِّئ بعضهم برأس السَّنة العبرية، والتي تبدأ بشهر (تشري)، وهو أوَّل الشهور عند اليهود، ويحرُم العمل فيه كما يحرُم يوم السبت، وأمَّا النصارى فيُهنِّئ بعضهم البعض برأس السَّنة الميلادية.
3- أنَّ فيها تشبُّهًا بالمجوس ومشركي العرب؛ أمَّا المجوس فيُهنِّئ بعضهم في عيد النيروز، وهو أوَّل أيَّام السنة عندهم، ومعنى (نيروز): اليوم الجديد، وأمَّا العرب في الجاهليَّة، فقد كانوا يُهنِّئون ملوكهم في اليوم الأوَّل من محرَّم، كما ذكر ذلك القزويني في كتابه: (عجائب المخلوقات). وانظر لذلك كتاب: (الأعياد وأثرها على المسلمين) للدكتور سليمان السحيمي.
4- ومنها: أنَّ جواز التهنئة بأوَّل العام الهجري الجديد يفتح الباب على مِصراعيه للتهنئة بأوَّل العام الدراسي، وبيوم الاستقلال، وباليوم الوطني، وما شابه ذلك، ممَّا لا يقول به بعضُ مَن أجاز التهنئة بأوَّل العام، بل إنَّ جواز التهنئة بهذه أَوْلى؛ حيث لم يكن موجِبُها منعقدًا في زمن الصحابة رضي الله عنهم بخلاف رأس السَّنة.
5- ومنها: أنَّ القول بجواز التهنئة يُفضي إلى التوسُّع فيها؛ فتكثُر رسائل الجوَّال، وبطاقات المعايدة - وإن سمَّوْها بطاقات تهنئة - وعلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وربما صاحَبَ ذلك زياراتٌ للتهنئة، واحتفالات، وعُطَل رسميَّة، كما هو حاصل في بعض الدول، وليس لمن أجاز التهنئة بأوَّل العام الهجري الجديد وعدَّها من العادات حُجَّة في مَنْع هذا إذا اعتاده الناس وأصبح عندهم من العادات؛ فسَدُّ هذا الباب أَوْلى.
6- ومنها: أنَّ التهنئة بالعام الهجري الجديد لا معنى لها أصلًا؛ إذ الأصل في معنى التهنئة: تجدُّد نِعمة، أو دفْع نِقمة؛ فأيُّ نِعمة حصَلَت بانتهاء عام هجري؟! والأَوْلى هو الاعتبار بذَهاب الأعمار، ونقص الآجال.

وعليه؛ فالقول بالمنع أَوْلى وأحرى، وإنْ بدَأَك أحدٌ بالتهنئة، فالأَوْلى نُصحُه وتعليمه؛ لأنَّ ردَّ التهنئة فيه نوع إقرار له، وقياسها على التحيَّة قياس مع الفارق!


منقول للإفادة


الساعة الآن 16:47

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd