منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - برلمانيات محجبات يدخلن قبة البرلمان التركي لأول مرة منذ 14 عاماً

برلمانيات محجبات يدخلن قبة البرلمان التركي لأول مرة منذ 14 عاماً

http://t1.hespress.com/cache/thumbna..._108065355.jpg

هسبريس - طارق بنهدا

السبت 02 نونبر 2013 - 20:00

بعد طرد النائبة مروة قاوقجي سنة 1999، من البرلمان التركي لدخولها بالحجاب وما أعقبها من إسقاط لجنسيتها التركية، دخلت أول أمس أربع برلمانيات، ينتمين لحزب العدالة والتنمية التركي، إلى مقر البرلمان مرتديات الحجاب، واضعات بذلك الحدّ لعقود من التوتر السياسي والإيديلوجي القائم في بلاد الأناضول حول حرية ارتداء الحجاب.
ورغم تعالي أصوات المعارَضة إعلاميّا، خاصة من طرف حزب الشعب الجمهوري، والمنتقِدة لإعلان سابق للنائبات الأربع حضور جلسات البرلمان بالحجاب، وجدت الخطوة ترحيبا من قبل بعض الأحزاب، التي اعتبرت أن الحجاب ليس مشكلة تركيا "التي تعترف بحرية المعتقد واللباس وحرية المرأة في قراراتها"، فيما وصفت أخرى "النجاح" الذي تحقق أمام دخول المحجبات إلى البرلمان التركي "بنجاح تركيا وليس نجاح للحزب الحاكم وحده".
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد صرح بكون النظام الداخلي للبرلمان التركي لا يحظر ارتداء الحجاب، فيما ذهب الرئيس التركي، عبد الله غل، بالقول، اتفاقا مع زميله في حزب "المصباح" التركي، بأنه لا يرى أي مانع في دخول المحجبات إلى البرلمان، مضيفا، خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الـ90 لعيد الجمهورية أول أمس، "إنه لا داعي للقلق والخوف والتوتر بشأن ارتداء الأشخاص ملابسهم حسب معتقداتهم"، وأن تركيا تمر بمرحلة هامة بشأن إنهاء جميع المشاكل التي تمر بها.
وكانت البرلمانية السابقة مروة قاوقجي، والقيادية في حزب الفضيلة الذي كان يقوده الراحل نجم الدين أربكان، أول تركية تدخل البرلمان بالحجاب عام 1999، لتدخل بذلك تاريخ الصراع السياسي القائم بتركيا بين التيار العلماني والإسلامي، حيث أعقب الخطوة احتجاجات رافضة، كان نتيجتها منع الرئيس التركي آنذاك سليمان ديمريل دخولها البرلمان لأداء اليمين، وإسقاط الجنسية التركية منها، إلى أن هاجرت نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ادريس بوانو، المختص المغربي في الشؤون التركية، بأن ما حدث بدخول 4 برلمانيات محجبات إلى المجلس الوطني التركي (البرلمان) هو تتويج لمسار من رزمة إصلاحات شاملة قام بها حزب العالة التنمية التركي منذ ولادته إلى اليوم، مشيرا إلى أن أول خطاب ألقاه رجب طيب أردوغان، وقت وصول حزبه إلى الحكم بتصويت أغلبية الشعب في تركيا عام 2002، حمل ما مضمونه: "نحن حزب نسعى إلى حل كثير من القضايا السياسية والحقوقية والاقتصادية وفق خطوات إجرائية لا تهدف لخلق توترات بل لتنمية المجتمع وتحقيق رقيه".
ويرى بوانو، في تصريح لهسبريس، بأن مدخل إصلاح مشكلة "الحجاب"، التي تمس في رأيه قطاعا واسعا من المجتمع التركي، لم يكن مرتبطا بالهوية عند حزب أردوغان، "بل قانونيا وحقوقيا صرفا"، مشيرا إلى أن هذا المسار تُوّج بدخول برلمانيات مرتديات الحجاب بشكل طبيعي إلى البرلمان.
واعتبر المتحدث ذاته أن ما جرى هو نوع من التوافق بين النخبة الإسلامية من جهة، "والتي خففت من شحنتها السلفية"، والعلمانية من جهة أخرى، "التي خففت من شحنتها الراديكالية المتطرفة"، وذلك قصد التوصل إلى نقطة وسط "تم داخلها حلّ إشكالات عدة شائكة وتعد خطّا أحمر، ومنها الحجاب"، مضيفا أنه تبين للطرفين مصلحة الحد من المشكل "حتى لا تتضرر صورة تركيا في الخارج".