2013-10-10, 09:54
|
رقم المشاركة : 14 |
إحصائية
العضو | | | رد: خبر عاجل باضافة يومين لعطلة عيد الاضحى | أخي الكريم محسن...يا من اشتاق منتدى الحوار والنقاش لآرائه الوازنة وأفكاره الثاقبة
حقا ألهتنا الأيام وتعاظمت علينا المسؤوليات وضغوطات الحياة حتى صرنا لا نعطي للمنتدى وقته الكافي الذي يستحقه منا...
فبتنا نعتزل العهد الجميل من الشهور الماضية حيث كان الحوار يتعمق بنا ليتعملق ويأخذ منحى الكلمة القوية والفكرة العميقة ،كنا ننبش في الأفكار والآراء نبشا جميلا يرقى بفكر رجل التعليم ...
ومهملا اختلافنا...فالإختلاف لا يفسد للود قضية بل على العكس كان هو ما يعمق النظرة للأمور ...ويدفع الإنسان لمزيد من طلب المعرفة وتتبع المستجدات وتمحيص الحقائق...
وفي ذلك كله نجني احترام الرأي والرأي الآخر...
أتمنى أخي محسن لو نعود لذلك الزمن الجميل -وإن كان قريبا منا- أن نعود لنزف أقلامنا كي ننثر الفكر والجديد في منتدى النقاش والحوار...
فقط قليل من الوقت يا أخي الكريم...أرجو ذلك
أعود بك إذن أخي محسن للموضوع...فقد سرني جدا ما قرأت من آرائك التي حاولت من خلالها تبرير استعمال مصطلح (الضربة) في حق وزارة التربية الوطنية...وإنك بحق قد عريت بعض مكامن الخلل عند الوزارة .
وإنني أثمن رأيك في الموضوع بلا أدنى خلاف معك ،فالإرتجالية في التخطيط وقبلها الإرتجالية والعبثية في الإستراتيجية هي سيدة المواقف في حكوماتنا المتتالية ،والذي يؤزم الوضع أن تجارب السابقين في الشأن تنسف تجاربهم مهما كانت (تجارب ناجحة أو فاشلة تحتاج قليلا من التصحيح والتوجيه...) تنسف للأسف ،وتأتي سياسات جديدة وقناعات أخرى قد تبدأ من الصفر وكأننا نبدأ التاريخ من بدايته...
على جميع الأصعدة أتفق معك في النقد البناء الذي شملت به جوابك وقد كان شافيا كافيا لنخرج بنقطة متفق عليها وهي عبثية التخطيط والتسيير في قطاع التعليم...كما القطاعات الأخرى (وإن كانت هذه العبثية غير جديدة عند هذه الحكومة،فلربما شربتها من كف الحكومات السابقة )
لكنني اسمح لي يا أخي محسن أن أبرر لك حواري الذي فتحته حول ملاحظتي لجنوحنا (نحن المغاربة في الآونة الأخيرة بعد زمن الربيع العربي مباشرة ) نحو التحامل والنقد الهدام...واستعمال كلمة(والو...والو)
قد كانت أفواه وأقلام المغاربة مكبلة لعقود من الزمن( بسبب سياسات القمع والترهيب ) ...وحين هبت عواصف الربيع العربي واستطاعت الأصوات أن تبعث صراخها وأن تخرج إلى الشوارع لتعبر عن مكنوناتها ...استطاعت هذه الأصوات أن تخنق زمن القمع والديكتاتورية وأن تحلم ولو بقليل من الحرية وخصوصا حرية التعبير...
وها نحن نعيش هذه اللحظات ...ولكن الملاحظ أن هذا الإنفتاح على درب الحرية والتعبير جعل الكل يتكلم ويعطي رأيه ويحلل ويعلل ويستخلص ...حتى بدأنا نفقد المصداقية في كل شيء.
نفقد المصداقية في التحليل والتعليل والإستخلاص...وبات هدف الكثير هو الكلام لمجرد الكلام،والنقد لمجرد حب النقد...والملاحظة من أجل الملاحظة والتعبير عنها حتى لو كانت في غير محلها...وكأن سنوات جفاف النقد ألهمنا حب النقد والملاحظة.
ومن المؤسف حقا أن الكل صار يحلل من وجهة نظره ويعطي رأيه حتى فيما لا شأن له به، فصارت المرأة الأمية تتدخل في مجال السياسة وتعطي رأيها وتحلل من وجهة نظرها ...وصار التلميذ يعطي وجهة نظره وكذا كل من هب ودب ...ولا أحد يعطي للمنطق حقه وللمعرفة حقها ولشروط الرأي والفكر حقها...
حتى أصبحت العبثية هي سيدة المواقف عندنا وخصوصا في كثير من المجالات الحساسة ...
وصار كل فعل له ردة فعل...
ولكن للأسف ردود فعل غير مدروسة ولا منطقية وبعيدة كل البعد عن الصواب...(على الأقل الصواب المنطقي المتعارف عليه)
شخصيا كثيرا ما أتعذب وأتألم عندما أسمع آراء مخزية وجدالات عقيمة في الشارع ترفض كل شيء وتدعو لرفض كل شيء...وكأن هذه الدعوات تخطط للعيش على المريخ وليس على الأرض.
في مدينتي ومنذ شهرين تقريبا دخلت شركة حافلات جديدة ...كمواطنة كنت أنتظر حلا ومخرجا مما كنا فيه من أزمة حقيقية في المدينة بحث كانت حركة المواصلات شبه مشلولة وتنفسنا الصعداء بدخول شركة حافلاتها جديدة ومكيفة وتحمل شروطا جد مناسبة لظروفنا وبأثمان جد مناسبة (درهمان لكل مواطن داخل المدار الحضري بدل 3دراهم سابقا عند إحدى الشركات القديمة و2،5درهم عند شركات أخرى )...
في بداية الأمر استحسن الناس مجيء الشركة الجديدة ولكننا اليوم حيثما توجهنا نسمع تذمر الناس :هاد الشركة والو...فالسو...إنها تتأخر عن الوقت وحيثما بحثنا عنها لا نجدها...
ملاحظات...وملاحظات ...وملاحظات ...لو سمعتها سيتبن لك مدى سطحية الناس في معالجة قضاياهم المصيرية...
لأن الحافلة لا توقف الناس حيثما أرادوا ...فلترحل الشركة
لأبسط خطأ يصدر من السائق أو تأخر لدقائق ...فلترحل الشركة
أينما حللت وارتحلت تسمع هذا الكلام: الشركات القديمة أفضل...
هذه القضية (المواصلات سقتها كمثال فقط)
والله يا إخوتي...نحن أعداء أنفسنا ولا ندري...
علمنا الربيع العربي أن ننتقد...ولكننا لا نعرف أصول النقد
صرنا عوض أن نستعمل النقد للبناء...نستعمله للهدم.
فكفانا تحاملا على أي جديد وعلى أي تغيير...
لنتعلم أن الكمال لا يمكن الوصول إليه فالكمال لصاحب الكمال...أما الإجتهاد فدائما يحتمل الصح ويحتمل الخطأ...وإن كان الخطأ فهو قابل للتغيير والتصويب...
هي فقط إرادة التصويب ما يجب أن نفعلها في عقولنا.
كلمة :ارحل بدأ الجميع يستعملها ولكنالأغلبية تستعمل في غير محلها.
فيا ليت نفهم معناها ...
أخي محسن والحديث يطول بنا ...لأن الخلل المنتثر في كل مكان ومجال يحاصرنا ويجعل التحديات كبيرة أمامنا...
فنحن في زمن علينا أن نكون في مستوى التحديات المطروحة أمامنا حتى نكون.
أو سنحكم على أنفسنا بالإندثار في العبثية
أخي محسن...لا أدري هل قربت لك فكرتي أم لا ...فالكلام كثير والحروف تنسل من بين أناملي لا أدري هل أوضحت لك الفكرة أم لا
وطبعا تعلمت منك أن أقول في نهاية كلامي: رأيي قابل للخطأ والصوابوأضيف وأقول: فإن كان صائبا فالحمد لله إذ وفقني...وإن كان خاطئا فصوبوني وجزاكم الله خيرا.
تحيتي...وتقديري لأخي محسن الأكرمين | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |