عُصابية “نوّاب الأمة” (محاولة في الفهم) - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-12-01, 00:13

رقم المشاركة : 1

express-1

بروفســــــــور

إحصائية العضو

express-1 غير متواجد حالياً

عُصابية “نوّاب الأمة” (محاولة في الفهم)

عُصابية “نوّاب الأمة” (محاولة في الفهم) – عبد الله زارو

عُصابية “نوّاب الأمة” (محاولة في الفهم) – عبد الله زارو

ذكرّتني الردود الهستيرية لثلة من البرلمانيين، أغلبية و معارضة، من اليمين أو اليسار، على توصية السيد نورالدين عيوش باعتماد الدارجة في التعليم الأساسي، بالهجوم الشرس الذي كانت النخب السياسية والثقافية، تشنه على الأمازيغية وعلى دعاة تدريسها منذ سيعينيات القرن الماضي.
فقد أشبعوهم سبّا وشتما وتخوينا وتشهيرا، و تستبقي الذاكرة من اتهامات هذه النخب لهؤلاء: الدعاة الجدد للظهير البربري، أحفاد ليوطي، الطابور الخامس، حزب فرنسا، مثيرو الفتنة، العنصريون، عملاء الصهيونية و ما إلى ذلك من تصنيفات سهلة يلجأ إليها الكسالى الذهنيون عندما يُعميهم عُصاب رفض الإختلاف وتمجيد الواحد في جميع مجالات الحياة.
وها هم اليوم يُعيدون إنتاج المشهد الهستيري نفسه ، مشهد تَحاَلفَ فيه القوموي مع الإسلاموي، و اليميني مع اليساري، في “جبهة”(سنطيحة) واحدة ضد توصية عيوش. والحق أنك إن أردتَ أن تعرف حقيقة موقف شخص أو جهة من مسألة ما، فعليك أن تركز لا على المفردات التي يستعملها ، بل على الرنّة التي تُقال بها أو تصاغ. وفي حالتنا، لن يُشكك أحد بأنها رنّة عُصابية تكشف الكثير عن حقيقة هؤلاء أكثر مما تكشف عن مواقف سياسية مفترضة و مزعومة.
فلنتابع من خلال هذه العينة من التصريحات الأقرب إلى الجذبة منها إلى الموقف السياسي أو الفكري:
- البرلماني الإسلاموي المقرئ أبوزيد خرج عن كل حدود اللياقة في مخاطبة عيوش فنعته بالتافه، وبأكثر من التافه..
- عبد الله البقالي ، محسوب على الثقافة(ياحسرة)، برلماني عن حزب الإستقلال وصف الرجل ببيدق الإستعمار الفرنكوفوني في المغرب.
- برلمانيان عن فريق التقدم الديمقراطي و الفريق الإشتراكي عبَّرا، بكل قوة، أي بكل الصراخ الهستيري الممكن، عن رفضهما وشجبهما لهذه الدعوة العيوشية، وعن عزمهما التصدي لها بكل الحزم المكن..
فعلى ماذا تدل هذه العينة من الردود الهستيرية المثيرة للشفقة؟
1) تدل في البدء على أننا أمام نخبة سياسية ميؤوس من شفاءها من داء عضال هو خليط من العنتريات والديماغوجية. فعيوش يقترح خيارا لغويا في مجال التربية والتعليم قابلا للنقاش الهاديء في كل الأحوال، والبرلمانيون بكل أطيافهم يردون عليه بلغة التخوين والتهديد والوعيد، وبالنبش في النوايا والخلفيات و التاريخ “السري” للرجل، و فكر المؤامرة اللصيق بعقلية العربان من المحيط إلى الخليج.
2)تدل في المقام الثاني على أن السياسي عندنا يتعامل مع المقترحات الفكرية بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع القضايا السياسية، طريقة تغلُب عليها المزاجية والتسرع وأسلوب الغارات الكلامية والإصطفافات البئيسة والكسلانة وراء المواقف التقليدة والمحافظة..فقد كان من المفروض، لو كانت الفرق البرلمانية تحترم ناخبيها أن تَصْدُرَ في مواقفها عن طروحات فكرية تكون نتاجا لحلقات دراسية في الموضوع، يُعهد بها إلى مثقفيها ومتخصصيها في السياسات اللغوية والشؤون الألسنية. طروحات تُدرس بروية و تُطرح بهدوء العلماء لا بصراخ الدعاة والديماغوجيين و ممتهني السياسوية.
3) الخطأ الفادح نفسه الذي وقعت فيه الأحزاب سابقا في موقفها من الأمازيغية تقع فيه ، بكل تفاصيله، في موقفها من التدريس بالعامية المغربية. يتعلق الأمر بتحامل قبلي على القائل بالفكرة، وتشكيك في مسعاه وتبخيس أيديولوجي لمقترحه وتخوين لشخصه منذ هابيل وقابيل. فلا فكرة هادئة ورصينة عن القدرة المعجمية والتداولية لهذه العامية على تلقين المعارف، ولا استشهاد بدراسات مُقارِنة بينها وبين مُنافِساتها في السوق اللغوية ورهاناتها الرمزية..لا شيء من كل هذا..بل الطريق السهل كما قلنا ، طريق السباب وسلوك الشتيمة..ولاينتبه هؤلاء أنهم حين يجترحونه، و كما قال وبحق، شوبنهاور، يَبْدُون للناظر كالمٌتعري أمام الملأ..بشع ، مقرف ومثير للشفقة.
أبوزيد لم يكتف بالسباب السهل الذي ينم عن عُصاب متأصل في سلوك قبيلته الأيديولوجية، بل أضاف إليه ماتيسر من لغة حربية معهودة في إخوانه كلهم، إذ يتوعد عيوش بأن مقترحه لن يمر أبدا ، وإن مر(لاقدّر الله )فسيكون على جتثنا…
وحتى نتأكد بأن أسطوانة الجثث هذه يُخرجها الإسلاميون ، كلما أعوزتهم الحجة العلمية الهادئة، تذكّروا معي أنهم هددوا بها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لو إعتماد الحرف اللاتيني في كتابة الأمازيغية إبّان ما عُرف ، حينها، بمعركة الحرف. فالجثث المنثورة والنزول إلى الشارع هي الفزّاعة التي يُطلقونها كلما أعوزهم حل مقنع في مجال من المجالات ، على طريقة صعاليك وفتوات الحارات.. وغفلوا أنها كانت فزاعة بلأمس،أم اليوم وبعد أن إستهاكهم الحكم فقد صارت نكتة للتندر ليس إلا!
أما وجههم الآخر وهم الإستقلاليون فقد بُرْمجوا على ردود يحكمها الميكانيزم نفسه في مثل هذه الوضعيات ، وضعيات العجز عن الحوار الهادئ . إلا أن ملاذهم يكون دائما في إشهار ورقة الغيرة على الدين الإسلامي و عربيته الفصحى اللذين يعتبرانهما كلاًّ لايتجزأ : هكذا يرى البقالي في قراءة غريبة لنوايا عيوش، شبيهة بقراءة العرّاف للكف السحرية، بأن المستهدف من خلال توصية عيوش هو الدين الإسلامي بمنعه من التدريس، لأن العامية يستحيل إعتمادها في تدريس هذا الدين ( بمعنى وراء الأكمة ما و راءها)”..ديِنٌ عهدنا في الإستقلاليين الذين يُدرِّسُون أبنائهم في مدارس البعثات الفرنسية، وكان أول مسؤول رسمي وسام مغربي إعتنق المسيحية منهم غداة الإستقلال..عهدنا فيهم أنهم جعلوا من الإسلام أصلهم التجاري الأزلي قبل البيجيدي، ومع النظام المخزني في كل مراحل استبداده ، إستبداد زكّوه دائما كحزب باسم الثوابت الوطنية و توظيفهم البراغماتي للإسلام.
أعترف شخصيا أنني لا أتوفر على موقف علمي رصين من مسألة صلاحية التدريس بالعامية من عدمها، ولكنني سأسترشد برأي المتخصصين في الموضوع كلما دُعيت لاتخاذ هكذا موقف دون مسبقات تُذكر ولا أحكام جاهزة.
لكن كل ما أتأكد منه، يوما بعد يوم ، أن مسلسل عَوْربَة الإسلام وأسلمة العروبة هو من الكوارث العظمى التي تعيق تطور هذا المجتمع في الشق التعليمي وفي غيره..ووراء هذا المسلسل متاجرون وانتفاعيون لايهمهم لا شأن العربية ولا مساقبل الإسلام. وفي المغرب يُشرف على اشتغاله في تبادل للأدوار وتناوب عليها مفضوح : نظام الحكم والإستقلاليون والبيجيدي.
أخيرا، أتوجه بسؤال بريء إلى السيد المقرئ أبو زيد الإدريسي بالنظر إلى قوة الغارة التي شنّها على الدارجة المغربية، وأتمنى أن يُجيبني بصدق : بأي لغة تمارس أشياءك الحميمية التي تُدخل الفرح الغامر إلى وجدانك،من أكل وجنس وتعبير عن المشاعر المرهفة، بالفصحى أم بدارجتك المغربية؟
وفي ضوء جوابه، لاشك أنه سيكتشف في ذاته ضِعفه الآخر، صنوه الذي يُندِّد بالأيديولوجي المفرط فيه، ومعه سيكتشف، مندهشا، الحصة الهائلة من المازوخية التي يحملها بين جنبيه، ربما دون أن يدرك ذلك.
عن أخبركم

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=697813

2013-12-09, 09:05

رقم المشاركة : 2

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

رد: عُصابية “نوّاب الأمة” (محاولة في الفهم)

كنت أتمنى لو صاحب المقال وهو يدافع عن الحوار أن يتحاور بمنطق ،ولا يكون تدخله رد فعل على فعل وتعصب على من تعصبوا لحماية اللغة العربية

ولكن الفظيع في الأمر أنه ختم موضوعه بسؤال (بريئ كما سماه ) ولكنني أجد هذه البراءة ملغومة أكثر من قنبلة عيوش

اقتباس
أخيرا، أتوجه بسؤال بريء إلى السيد المقرئ أبو زيد الإدريسي بالنظر إلى قوة الغارة التي شنّها على الدارجة المغربية، وأتمنى أن يُجيبني بصدق : بأي لغة تمارس أشياءك الحميمية التي تُدخل الفرح الغامر إلى وجدانك،من أكل وجنس وتعبير عن المشاعر المرهفة، بالفصحى أم بدارجتك المغربية؟

==========

حقيقة مهما دافعوا عن تدريج لغة المدرسة ولغة طلب العلم فلن يجدوا لأنفسهم حجة ولا دليلا ولا برهانا يقوي طرحهم.

التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :