2013-09-07, 22:10
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | قرارات "الوفا"بين التأييد والتنديد | قرارات "الوفا" بين التأييد والتنديد *مصطفى بتي، تربوي* جاء الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ثورة الملك والشعب لهذه السنة لينضاف إلى خطاب نفس الذكرى للسنة الماضية، والذي وضع حدا للجدل الذي دار في الأوساط التربوية حول جدوى الإصلاحات التي عرفتها منظومة التربية والتكوين منذ نهاية العقد الأخير من القرن الماضي. فإذا كان خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2012 قد حسم في أمر تقويم الإصلاحات، إذ قدم تقييما قاسيا لمحاولات الإصلاح الأخيرة، وأقر بفشلها، لدرجة أن إحدى الجرائد الوطنية اعتبرت في افتتاحيتها أن "الملك ينعي المغاربة في مدرستهم العمومية" وإعلانه فشل مخططات مستشاره الراحل مزيان بلفقيه، وبعثه رسائل قوية إلى الوزيرين الوفا والداودي. فإن خطاب نفس الذكرى لسنة 2013 اعتبر انتفاضة في وجه الحكومة عموما وفي وجه الوزير المكلف بتدبير قطاع التربية والتكوين على وجه الخصوص، فيما يخص الأداء المرتبط بإصلاح التعليم. حيث أقر الملك بكون "الوضع الحالي للتعليم أصبح أكثر سوءا، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة." وبالتراجع عن مكتسبات الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي دون "إشراك أو تشاور مع الفاعلين المعنيين"، وفي ذلك، ربما إشارة إلى القرا رات التي اتخذها الوزير" الوفا" منذ تكليفه بحقيبة وزارة التربية الوطنية. "الوفا"، وبمجرد تقلده مهام وزارته، بادر لإتخاد مجموعة من القرارات التي فاجأت الجميع بما في ذلك العاملين والمهتمين بالحقل التربوي، ومن بين أهم تلك القرارت نذكر: - وقف "نزيف" البرنامج الاستعجالي ؛ - إجراء افتحاص مالي لتنفيذ مشاريع البرنامج الإستعجالي؛ - تعليق العمل ببيداغوجيا الإدماج؛ - توقيف التكوينات المستمرة؛ - إلغاء ثانويات التميز؛ - إلغاء المذكرة الوزارية 204 الخاصة بالتقويم والامتحانات؛ - إلغاء المذكرة الوزارية 122 المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي؛ - نشر لوائح المحتلين للسكنيات الإدارية والوظيفية؛ - نشر لوائح الموظفين الأشباح؛ - منع موظفي المدرسة العمومية من الاشتغال بالتعليم الخصوصي؛ - اقتطاع بالنسبة للمدرسات والمدرسين المضربين عن العمل؛ - اقتطاع للمديرات والمديرين جراء الوقفات الاحتجاجية وطنيا وجهويا؛ - المواجهة مع المفتشين وتعثر الحوار مع نقابتهم؛ - التصدي لمحاولات الغش بالباكالوريا مع نشر لوائح الأرقام الوطنية للتلاميذ والتلميذات الذين ضبطوا؛ - خرجات إعلامية وتصريحات مختلفة في مناسبات عدة (انعقاد المجالس الإدارية للأكاديميات، اللقاءات التواصلية مع هيئة التفتيش...) البعض رأى في هكذا إجراءات حوكمة لقطاع عانى منذ فجر الاستقلال من تذبذب في التدبير، ومن ارتجالية في التسيير، كما اعتبر أن قرا رات من هذا القبيل، من شأنها أن تسد الطريق أمام المفسدين، وأنها تندرج ضمن مقاربة الحكومة الحالية وشعارها القاضي بمحاربة الفساد بشتى أنواعه. وبخصوص الخرجات الإعلامية للوزير "الوفا" وتصريحاته المختلفة، هناك من يرى فيها شجاعة وجرأة وصراحة لم يسبقه إليها أحد من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التربية الوطنية. إلا أن الخطاب الملكي الأخير جاء ليقطع الشك باليقين؛ ليعتبر أن القرارات التي تم اتخاذها في عهد "الوفا" تعد تراجعا عن تراكمات اٌلإصلاحات التربوية الأخيرة، منبها إلى إقحام القطاع التربوي في الإطار السياسي المحض، وخضوع تدبيره للمزايدات و الصراعات السياسوية. مباشرة بعد الخطاب الملكي، انقلبت الآراء والارتسامات الإيجابية اتجاه قرارات" الوفا" بإزاحة مقدارها مائة وثمانون درجة (180°)، لتنهال التصريحات والمقالات المنتقدة لسياسته ولطريقة تدبيره لملف التربية والتكوين. فما كان بالأمس القريب جرأة وصراحة وحكامة جيدة، أصبح بعد خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب تسييرا "مزاجيا" للقطاع، و"القرارات الوزارية" التي اتخذت تحولت بعد الخطاب الملك إلى أخطاء كبرى للسيد الوزير، عددها أحدهم في "الأخطاء العشرة للوفا" وهي كالتالي: - الخطأ الأول: "بوشعكوكة " كناية على "كزافي روجرز" الخبير الدولي في بيداغوجيا الإدماج؛ - الخطأ الثاني: التعامل مع التعليم الخصوصي؛ - الخطأ الثالث: إلغاء ثانويات التميز؛ - الخطأ الرابع: حوار "مغشوش" مع التمثيليات النقابية؛ - الخطأ الخامس: "لا للمراسلين" وطرده للصحافيين من المجالس الجهوية وأنشطة وزارته؛ - الخطأ السادس: التشهير بالتلاميذ والتلميذات الذين ضبطوا في حالات الغش؛ - الخطأ السابع: موقفه السلبي من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين:" لاش لايقة" !؛ - الخطأ الثامن: لائحة على المقاس فيما يخص التعيينات الجديدة لمديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والنواب الإقليميين؛ - الخطأ التاسع: تأخر في الكشف عن اختلالات المخطط الاستعجالي وعرض نتائج الافتخاص؛ - الخطأ العاشر: تصريحاته غير المحسوبة في عديد من المناسبات: "خاصك راجل"، " المدير وصاحبتو"، "باباه أوباما ما عندوش هاد المدارس"... بين التأييد والتنديد لقرارات "الوفا"، تراوحت مواقف المهتمين بالحقل التربوي، إلا أن دار لقمان لازلت على حالها، فوضع التعليم بمغرب 2013 هو أسوأ حالا من الوضع الذي كان عليه قبل عقدين من الزمن، تلكم شهادة أعلى سلطة فى البلاد بمناسبة إحدى أهم الذكريات الوطنية؛ ثورة الملك والشعب، شعب نجح في طرد المستعمر الفرنسي منذ خمسينيات القرن الماضي، لكنه لم يفلح إلى اليوم في أن ينعم بتعليم يحقق آمال ناشئته، رغم إيلاء التربية والتكوين الأولوية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية. @مصطفى بتي مفتش تربوي- أزيلال | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=677985 |
| |