أيّ أهداف نقيّم ؟



أيّ أهداف نقيّم ؟
للإجابة عن هذا السؤال، يجدر التعرّف إلى :
(1) مستويات الأهداف الّتي يقوم عليها الكتاب الأبيض
(2) مستوى الأهداف الّتي تمثّلها الكفايات الأساسية
(3) الخلفية المرجعيّة الّتي يقوم عليها تقويم الكفايات الأساسية

مستويات الأهداف الّتي يقوم عليها الكتاب الأبيض
القارئ في الكتاب الأبيض، يلاحظ وجود ثلاثة مستويات من الأهداف :
مستوى الأهداف التّعليمية وهي أهداف متصلة بوحدة معيّنة (كاللّغة العربية أو الرياضيات وغيرهما) ومهمّة معيّنة (استعمال المضارع المجزوم، جمع عددين صحيحين...).
تحقيق هذا النّوع من الأهداف أو تقويمه يتمّ خارج السياق وبتعبئة المكتسبات تعبئة مجزّأة عبر تمارين.
مستوى الأهداف العامة مثل كتابة نصّ دونما تحديد لجنسه (سردي أو وصفي أو حجاجي...)
مستوى ما يعرف بالكفايات العرضية وهي أهداف غير متصلة بوحدة معيّنة وبمهمّة محدّدة مثل الملاحظة أو التّحليل أو البرهنة أو التّصميم (تصميم موضوع لكتابة النّصوص مثلا)

مستوى الأهداف الّتي تمثّلها الكفايات الأساسية
هناك مستوى آخر من الأهداف، تجده في مناهج تتعدّى مضامينها المعارف والمهارات إلى دمج المعارف والمهارات والسلوك والكفايات العرضية عند التّعلّم وأثناء التّقويم. إنّها المناهج الّتي تقام على الكفاية الأساسية بوصفها ملمح تخرّج لكلّ وحدة في نهاية فترة من التّعلّم. وتعرف الكفاية، في إطار بيداغوجيا الإدماج، بكونها مجموعة مندمجة من المعارف والمهارات والسلوك والكفايات العرضية تُحْشَدُ لحلّ مشكلة ما ضمن وضعيّة مركّبة ما أو إنتاج نصّ ما ضمن وضعيّة تواصل ما.
وتتميّز الكفاية الأساسية بأنّها تستوجب : (1) مهمّة مركّبة ما (إنتاج نصّ أو حلّ مشكلة) (2) تندرج ضمن سياق ما (3) وضمن وضعيّة مركّبة ما.
ويمكن إثراء مقرّر ما بهذا المستوى من الأهداف. وهذا ما يفسّر مبادرة وزارة التّربية والتّعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، في إطار تجريب بيداغوجيا الإدماج في مرحلة أولى : (1) بصوغ الكفايات الأساسية في العربية والفرنسية والرياضيات والتفتّح (2) وبناء الوضعيات الإدماجية من أجل أن يتعلّم التّلميذ دمج مكتسباته ضمن وضعيّة مركّبة.
وبهذا يتوفّر المقرّر على مستويات من الأهداف تحقّق، في التعلّم وفي التّقويم، ثلاثة أبعاد. هيّ : (1) مدى أوسع من المضامين (كالنّصّ مثلا) (2) أكبر قدر من السياقية (الوضعيّة) (3) وأكبر قدر من التّركيبية (المهمّة)

تقويم درجة تعلّم التلميذ : تقويم الأهداف التّعليمة أم الكفايات الأساسية أم الإثنين معا.
1. تقويم مستوى الأهداف التّعليمية المحدّدة مسبقا من أجل مراجعة الموارد أو دعمها أو الإقرار بالنّجاح أو بعدمه (التقويم الإشهادي). في هذا النّوع من التّقويم، يوظّف التلّميذ معارفه ومهاراته المكتسبة بصفّة مجزّأة للإجابة عن مجموعة من تمارين الإنتاج (القصير أو الطّويل) أو تمارين الاختيار أو ملء الفراغات أو الرّبط بالأسهم...
2. وتقويم الكفايات للإقرار بدرجة تحقّق كفاية أساسية ما، للمعالجة أو الإشهاد بالنّجاح أو عدمه. وفيه يوظّف التّلميذ بطريقة مندمجة، ودونما إقصاء لأيّ نوع من الأهداف المشار إليها، وعلى وجه الخصوص، الأهداف التّعليمية والكفايات العرضية، من أجل إنتاج عمل مركّب وذلك عبر وضعيّة مركّبة.

4. الخلفية الّتي يقوم عليها تقويم الكفايات الأساسية
تقويم درجة التحكّم في كفاية أساسية ما يندرج ضمن مرجعيّة أخذ القرار وذلك بأن يقوم المقوِّم: (1) بجمع (اندماجي) جملة من المعلومات والبيانات الملائمة والموثوقة والصادقة من إنتاج المتعلّم (2) وفحص درجة توافقها مع مجموعة من المعاييير والمؤشّرات المحدّدة مسبقا أو المعدّلة في الأثناء (3) من أجل أخذ قرار (بمعالجة الأخطاء في حال التّقويم التّكويني أو اإقرار بالنّجاح أو اإخفاق في حال التّقويم الإشهادي).