منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   مذهبنا المالكي (https://www.profvb.com/vb/t127739.html)

بالتوفيق 2013-08-30 08:36

رد: مذهبنا المالكي
 

أتقدم بالشكل الجزيل لكل من:
خادم المنتدى
حميد يعقوبي
الشريف السلاوي
خالد السوسي
elqorachi zouaouia
السلاوي
tanmirt
ام زين
فطيمة الزهرة
ياقوتة


أشكركم على تفاعلكم مع الموضوع تشجيعا و مساهمة

بارك الله فيكم و نفع بكم

بالتوفيق 2013-08-30 10:50

رد: مذهبنا المالكي
 

خليل بن اسحاق الجندي ومختصره الفقهي

تميّزت المدرسة المالكية عن غيرها من المدارس الفقهية بوفرة المختصرات، وخاصة في مجال الفقه الإسلامي، وهي ظاهرة جنح إليها العلماءكثيرا مطلع القرن السابع، الذي يُعد بدايةَ عصر الاستقرار الفقهي. فظهور مختصر ابن الحاجب المعروف ( بجامع الأمهات ) كان مرحلة تمهيدية لظهور نزعة اقتصادية في الكلام، والتقليل من الألفاظ، ومراعاة المصطلحات، وإذا كان البعض يعتبر هذه الظاهرة ما هي إلاّ محصلة للتردي الفكري للعقل الإسلامي، وانحباسه عن الإبداع، وميله إلى التقليد، وعدم الابتكار في جميع العلوم بما فيها الفقه الإسلامي، غير أنّ بعض المختصرات ظلت في حدّ ذاتها، تُعبر عن نوع من أنواع النبوغ العقلي الذي لا يمكن تجاهله أو الانتقاص من قيمته، وخاصّة عندما نتحدث عن كتاب له أهميته العلمية مثل (مختصر خليل الفقهي ).

التعريف بصاحب المختصر
1: اسمه ونسبه ومولده ونشأته
ترجم للشيخ خليل جمع كثير منهم: ابن فرحون في كتابه ( الديباج المذهّب في معرفة أعيان المذهب)، وبدر الدين القرافي في (توشيح الديباج وحلية الابتهاج )، والشيخ أحمد بابا التنبكتي في كتابه (نيل الابتهاج) ومختصره (كفاية المحتاج)،كما تعرّض لترجمته بعض شرّاح مختصره الفقهي،كابن مرزوق التلمساني، والشيخ ابن غازي صاحب ( إرواء الغليل)، والحطاب في كتابه ( مواهب الجليل لشرح مختصر خليل).
وأعتق كتب التراجم ـ خارج المذهب ـ التي تعرضت لنُتَف من حياة خليل ما ذكره الشيخ ابن حجر العسقلاني في كتابه ( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة )، وكلّ من خاض في سيرته من بعده فهو ناقل عنه، ولم يزد معظمهم عمّا قاله شيئا يذكر.
أولا: اسمه ونسبه:
تكاد تجمع المصادر على أنّ اسمه هو خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب، وهو المذكور في مقدمة مناسكه، وذكر ابن غازي بدل موضع موسى يعقوب، وعُرف بالجندي ويكنى بأبي المودَّة وأبي الضياء.
ثانيا: مولده ونشأته:
شحّت علينا كتب التراجم فلم تعطنا بيانا واضحا لمسار حياة الشيخ خليل، لا من حيث المولد، ولا من حيث مجريات يومياته، ما عدا ذكرهم لبعض جوانب طفولته وطلبه للعلم وأخلاقياته وتاريخ وفاته.
أمّا تحديد تاريخ مولده فلم أعثر على من أشار إليه ولم أظفر بمن صرّح به، فيبقى تحديده محلّ تكهن. ويمكن من باب التقريب أن نقول أنّه في حوالي سنة ( 700هـ) أو قبل ذلك بقليل.
والمقطوع به أنّ مولده كان بمصر باعتبار أنّ أسرته قطينة القاهرة، نشأ بها وعن شيوخها تعلّم، فقضى طفولته وشبابه وباقي أيامه بمسقط رأسه. ولا نعرف أنّه خرج من بلده سوى تنقله لآداء مناسك الحج. وقد روى البعض أنّه جاور بمكة مدّة لا يمكن تحديد أمدها، والغالب أنّها فترة قصيرة خصّها للتعبد وطلب العلم.
كما أنّنا لا نعرف شيئا عن حياة أسرته وحياته الشخصية كزواجه وأولاده ونحو ذلك، ماعدا ما ذكره عن والده عندما ترجم لشيخه المنوفي، فوصفه بأنه من أولياء الله الأخيار، وأنّه صاحب مكاشفات وأحد مريدي الشيخ محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج. ولعلّ كتابه الذي ترجم فيه لشيخه عبد الله المنوفي، لو تيسّر لأهل العلم تحقيقه ونشره سيزيل الكثير من الغموض الذي يكتنف جوانب شخصية خليل بن إسحاق الذي يُعد من أبرز علماء الفقه المالكي منتصف القرن الثامن.

يتبع

بالتوفيق 2013-08-30 10:52

رد: مذهبنا المالكي
 
2:
وظيفته ومكانته العلمية.

أولا: وظيفته:
لم يُعرف أنّ خليلا امتهن وظائف معيّنة كالقضاء أو ما شابه ذلك، ماعدا مزاولته للتدريس بالمدرسة الشيخونية بمصر بعد وفاة شيخه، وهي مدرسة مشهورة لا يُؤهّل إليها إلاّ أفذاذ العلماء الأعيان منهم، فعلَّم فيها فنونا متنوعة كالفقه والعربية وتخرّج على يديه خلق كثير.
ثانيا: سيرته ومكانته العلمية:
بدأ حياته العلمية كطالب علم، ساقه والده الحنفي المذهب إلى حلقة الشيخ عبد الله المنوفي العالم الرباني والصوفي الزاهد، ليكرع من أدبه قبل علمه، فأخذ عنه الفقه المالكي واستفاد منه كثيرا؛ لبراعة المنوفي وتفوقه في هذا المجال، وخاصّة استيعابه لجامع الأمّهات لابن الحاجب، وقد ختمه خليل عليه قراءة وفهما.
عُرف خليل بانعزاله عن النّاس وإقباله على المُدارسة وإصلاح الحال، بتجلّد وصبر وهمّة عالية تتذلل أمامها مشاقّ التعلم، فكان لا يعطي لحظّ نفسه من الوقت إلاّ القليل، فقد روى بعضهم أنّه لم ير النيل رغم مجاورته له قرابة عشرين سنة لاشتغاله بالبحث والمطالعة.
قال ابن مرزوق: (( سمعت من غير واحد أنّه من أهل الدين والصلاح، مجتهد في العلم إلى الغاية، حتى أنّه لا ينام في بعض الأوقات إلاّ زمنا يسيرا بعد طلوع الفجر للإراحة من جهد المطالعة والكتب )).
ولعلّ ما يثبت هذا التفاني في البحث والتنقيب الذي أشار إليه ابن مرزوق التلمساني ما ذكره غيره (من أنّه أقام على تأليف مختصره خمسا وعشرين سنة )، فجاء ما كتبه كالبرنامج الفقهي،(( قالوا إنّه احتوى مائة ألف مسألة منطوقاً، ومثلها مفهوماً.))، وعملٌ مثل هذا وبهذا الإتقان لا يكون إلاّ لمتجرِّد للبحث حريص على التعلم. فالمكانة العلمية لأيّ شخص إنّما يُجلّيها نتاج عمله، ومقدرة خليل بن إسحاق العلمية ظهرت في مصنفاته الثلاثة ( التوضيح والمختصر والمناسك) التي نقل منها العلماء كثيرا واعتمدوها، وخاصّة مختصره الفقهي وكتابه التوضيح. فالإلمام بفروع المذهب الكثيرة المتشعبة - مع كثرة الاصطلاحات التي يتميز بها الفقه المالكي عن غيره ـ والخروج بالمشهور من هذه التفريعات ليس بالأمر الهيّن، وما هو بالمستطاع إلاّ لخواص العلماء.
لقد أَقَرَّ جلّ العلماء له بالتفوّق وأذعن الخواص منهم لفضله، وقد يكون من المفيد أن نسوق ما ذكره مترجموه من الثناء عليه والعرفان بفضله، وما حلاّه به العلماء من أوصاف كلّها إقرار بمكانته وعلوّ كعبه عند من عاصروه أو الذين جاءوا من بعده.
قال ابن فرحون صاحب الديباج ـ وهو ممّن اجتمع به وحضر دروسه في الفقه والحديث والعربية ـ: ((كان رحمه الله صدرا في علماء القاهرة المُعزّية، مجمعا على فضله وديانته، أستاذا ممتعا من أهل التحقيق، ثاقب الذهن، أصيل البحث، مشاركا في فنون من العربية والحديث والفرائض، فاضلا في مذهب مالك صحيح النقل)).
قال بدر الدين القرافي: ((الإمام العالم العلامة، القدوة الحجة، الفهّامة، جامع أشتات الكمالات بفضائله، حامل لواء المذهب المالكي على كاهله، غرسُ الدين..)).
وقال أيضا: ((ولقد أذعن علماء المغرب لفضله وجلالته حتى أن العلامة ابن ناجي أحد جماعة ابن عرفة في شرح التهذيب في غير موضع ساق كلام الشيخ خليل على طريق الاستدلال على ما صدرت المخالفة فيه بينه وبين مشايخه )). قال أحمد التنبكتي: (( وكفى بها حجة على إمامته ))، وقال صاحب الكفاية: (( الإمام العلامة القدوة الحجة الفهّامة، حامل لواء المذهب بمصر في وقته )).
وامتدحه الشيخ ابن عاشر ـ الذي شغف بحب مصنفات خليل وخاصة كتابه التوضيح ـ فقال:
خليلي خليل قد شغفت بحسنه
وتوضيحه بزينة حاجبه
وآليت لا آلوه شرحا لغامض
من الودّ يرضاه خليل وحاجبه

يتبع

بالتوفيق 2013-08-30 10:53

رد: مذهبنا المالكي
 
3: شيوخه وتلامذته ووفاته
أولا: شيوخه:
أخذ الشيخ خليل بن إسحاق عن شيوخ مصر، والمعروف منهم عدد قليل، نذكر ما عثرنا عليه من تراجم بعضهم باختصار، منهم:
1- محمد بن عبد الرحمن بن البرهان الرشيدي (ت754هـ):
ذكر ابن حجر أنّه من شيوخ خليل، اشتهر بتفوقه في علم القراءات، وبجودة إنشاء الخطب وآدائها. نشأ بالقاهرة وبها تعلم، فحفظ الكثير من المتون، وأخذ عن جملة من الشيوخ. ذكر صاحب الدرر وصاحب الضوء اللامع بعضا منهم، وقد تخرج على يديه معظم القراء في مصر.
2- ابن عبد الهادي عبد الغني:
ذكره ابن حجر في الدرر، وكذا الحطاب في مواهب الجليل.
3- البهاء عبد الله بن خليل المكنى بأبي داود الترمذي:
نزيل الجامع الحاكمي بالقاهرة، ذو قدم راسخة في العلم. مهر في الفقه والعربية واللغة والحديث، وعُرف بالزهد والجرأة على قول الحق. أشار الحطاب في مواهبه أن خليلا قرأ عنه، كما أخذ عنه الشيخ بهرام بن عبد الله الدميري.
4 – أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المعروف بابن الحاج (ت737هـ):
فقيهٌ عارف بمذهب مالك، جامعٌ بين العلم والعمل، أخذ عن أبي إسحاق المطماطي المغربي بفاس، ثمّ نزل مصر فأخذ عن أعلامٍ من بينهم أبي محمد عبد الله بن أبي جمرة، وهو أبرز شيوخه، صاحَبه زمناً طويلا، ومن بعده انتقلت إليه المشيخة بمصر فشاع أمره وذاع صيته.
كان من زمرة تلامذته الشيخ عبد الله المنوفي، والشيخ خليل بن إسحاق، ومن أهم ما تركه كتابه ( مدخل الشرع الشريف على المذاهب الأربعة ) المعروف بين الناس بالمدخل، قال ابن حجر: ((هو كثير الفوائد كشف فيه عن معائبَ وبدعٍ يفعلها الناس ويتساهلون فيها…)).
5- عبد الله بن محمد بن سليمان المنوفي (ت749هـ):
مغربي الأصل، مصري النشأة والدار، يُعَدّ من أهل الفضل والصلاح؛ إذ اشتهر بالديانة والعبادة والزهد.
أخذ عن الشيخ سليمان التنوخي الشاذلي فانتفع به وصاحَبه كثيرا. وكان من جملة شيوخه أيضا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن القوبع، وشمس الدين التونسي، وشرف الدين الزواوي، وأبو عبد الله بن الحاج… وغيرهم.
درّس علوما كثيرة، وتفوق في الفقه، وعنه أخذ خليل. قال السخاوي: ((كان عالما عاملا، زاهدا، ورعا، منقطعا إلى الله، له كرامات..))، وذكر الشيخ خليل في الترجمة التي جمعها له، أنّه مع عظيم علمه لا يدّعي ولا يرى نفسه أهلا للإقراء، ويقول: (( إنّما أصحح على المبتدئين ))، وقال عنه أيضا: ((كان يتكلم في المعارف كلامَ مَن هو قطبُ رحاها وشمسُ ضحاها، وكان يتكلم على رسالة القشيري وتفسير الواحدي والشفا للقاضي عياض، وكان يشتغل في العربية والأصول ولكن في الفقه أكثر، وقد شهد له معاصروه بأنّه كان أحسن الناس إلقاءً للتفسير.)).
ثانيا: تلاميذه:
تصدى الشيخ خليل للتدريس بالمدرسة الشيخونية تكملة لمهمة شيخه المنوفي، فتخرّج على يديه خلقٌ كثير، لا عرف من أسماء هذا الجمع إلاّ خمسة، وهم الذين اشتهروا من تلامذته، إضافة أنّهم أوائل من تعرض لشرح مختصره الفقهي، وهم:
1- عبد الخالق بن على بن الفرات (ت794هـ):
أخذ الفقه عن الشيخ خليل وغيره، وانتسابُه إلى خليل أشهر، ذكره السخاوي في وجيز الكلام. من مؤلفاته: شرح على مختصر شيخه.
2- بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميري تاج الدين (ت805 هـ):
فقيهٌ حافظ، تولى القضاء بمصر، والتدريس بالمدرسة الشيخونية. أخذ عن مشايخ عصره، منهم خليل بن إسحاق وبه تفقه وانتفع، وأخذ عن شرف الدين الرهوني وإبراهيم اللقاني.
ترك عدّة مؤلفات: منها شرحه للمختصر، وضع عليه ثلاثة شروح: الصغير المسمّى بالدرر، والشرح الأوسط والكبير، وله كتاب في الفقه يسمى: الشامل، حاذى به مختصر شيخه، وله شرح عليه، وصنّف في المناسك مجلّدة شرحها في ثلاثة أسفار، وشرح مختصر ابن الحاجب، وشرح الإرشاد لابن عسكر، وشرح ألفية بن مالك، ونظم الدرر الثمينة في ثلاثة آلاف بيت وشرحها.
3- خلف بن أبي بكر بن أحمد النحريري (ت818 هـ):
برع في الفقه، ودرّس وأفتى، وتولّى القضاء بمصر، لازمَ المدينة المنورة معتنيا بالتدريس والإفادة والعبادة. قال السخاوي: (( بحث على الشيخ خليل بعض مختصره )).
4- جمال الدين بن عبد الله بن مقداد بن إسماعيل الأقفهسي (ت 823 هـ):
فقيهٌ تولّى القضاء بمصر، اشتهر بالعفة ودماثة الأخلاق، أخذ الفقه عن خليل وغيره. انتهت إليه رئاسة المذهب بمصر وتقدم فيه، ودارت عليه الفتوى. له: تفسيرٌ في ثلاثة مجلدات، وشرحٌ على رسالة أبي زيد القيرواني، وشرحٌ على مختصر خليل في ثلاثة أسفار.
5- يوسف بن خالد بن نعيم البساطي (ت829هـ):
أخذ عن الشيخ خليل وأخيه سليمان بن خالد، والشيخ يحي الرهوني، وابن مرزوق… وغيرهم. تولّى منصب القضاء بمصر، وكان فاضلا في عدة علوم. ترك مصنفات كثيرة منها: شرح قصيدة بانت سعاد، سمّاه: الإفصاح والإرشاد، وشرح مختصر خليل سماه: الكفء الكفيل، وشرح البردة، والقصيدة الفلكية، وألفية ابن مالك، وله محاضرة خواص البرية في الألغاز الفقهية، وإعراب من سورة الطارق إلى آخر القرآن.
ثالثا: وفاته:
اختلف أهل التراجم في تحديد تاريخ وفاة الشيخ خليل، فالذي ذهب إليه المغاربة أنّه توفى لثلاث عشر من شهر ربيع الأول من سنة (776هـ/1374م)، نقله ابن مرزوق في مختصره سماعاً من الشيخ تاج الدين الإسحاقي، وهو من أصحاب خليل ومن حفّاظ المختصر. وكذا نقله ابن غازي في ديباجة شرحه للمختصر نقلا عن ابن مرزوق. وتبعه في ذلك ناصر الدين اللقاني والتتائي وغيرهم، وهذا التاريخ أقرّه وشّهره جمع غفير من شُرّاح المختصر. وذكر الشيخ زروق تاريخا آخر لوفاته فحدده بسنة (ت769هـ)، أمّا ابن حجر العسقلاني (ت852 هـ) في كتابه ( الدرر الكامنة ) فذكر أنّه توفي سنة (767هـ)، وتبعه في ذلك المؤرخ شمس الدين السخاوي (ت902هـ) في كتابه ( وجيز الكلام ). ومال بدر الدين القرافي (ت946هـ) في كتابه ( توشح الديباج ) إلى ترجيح هذا التاريخ، حيث قال: (( لكن الحافظ ابن حجر أعلم بذلك لكونه من بلده، وله مزيد الثبت في هذا الشأن )) ، وكذا رجّح الحطاب هذا التاريخ فقال: ((والصواب ما ذكره ابن حجر والفاسي )). أمّا الشيخ أحمد بابا التنبكتي فقد رجح التاريخ الأول الذي أشرنا إليه في أُنف الكلام، حيث قال معقِّباً على كلام ابن مرزوق: (( وهذا أصّح ممّا قبله وممّا ذكره ابن حجر )).
ونقل ابن فرحون تاريخاً آخر لوفاة الشيخ خليل عندما حدده بسنة (749هـ)، قال الحطاب فيه: (( إنّما هو تاريخ وفاة الشيخ عبد الله المنوفي؛ لأنّه ذكر أنّه مات سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون، وكذالك ذكر الشيخ خليل في تاريخ وفاة شيخه في الترجمة المذكورة، وقال: في سابع رمضان، ووَهم في ذلك بعض الناس فظنّ أنّها للشيخ خليل)).

يتبع

بالتوفيق 2013-08-30 10:56

رد: مذهبنا المالكي
 
4: مؤلفاته:
اتفقت المصادر المترجمة للشيخ خليل أنّه ألّف سبعة كتب وهي:
1- التوضيح.
من أهم الشروح التي وضعت على جامع الأمهات لابن الحاجب كتاب التوضيح لخليل ابن إسحاق،(( انتقاه من شرح ابن عبد السلام، وزاد فيه عزْو الأقوال وإيضاح ما فيه من الإشكال))، ((فهو كتاب الناس شرقا وغربا، ليس من شروحه على كثرتها ما هو أنفع منه ولا أشهر)). قال أحمد التنبكتي:((أمّا توضيحه فليس من شروحه على كثرتها ما هو أنفع منه ولا أشهر، اعتمد عليه حفّاظ المذهب من أصحاب ابن عرفة وغيرهم)).
اهتم العلماء بتدريسه وشُغلوا به عن مختصر ابن عرفة وشروحه، وقد شرحه بعضهم كالشيخ شمس الدين اللقاني (ت935هـ)، وجمع بدر الدين القرافي (ت 946هـ) طُرره في مجلدين، ولأبي بكر بن إسماعيل الشنواني (1019هـ) حاشية عليه في مجلدات لم تكمل، كما شرحه محمد بن سليمان السوسي الروداني (ت1094هـ)… وغيرهم.
2- شرح التهذيب.
لم يكمله، وصل فيه إلى أواخر الزكاة، ذكر القرافي أنّه شرح قطعة من التهذيب وسماه: ( التبيين ).
3- ترجمة الشيخ عبد الله المنوفي.
ألّف الشيخ خليل كتابا تعرّض فيه لمناقب شيخه المنوفي، وكلّ من ترجم للشيخ خليل نسب إليه هذا التأليف. قال ابن حجر:((وقد جمع الشيخ خليل المالكي له ترجمة مفيدة وذكر فيها من كراماته شيئا، ومن أوصافه الجميلة وأخلاقه المرضية ما يشهد بعِظَم مقامه )). ومثله ذكر السخاوي فقال:(( أفرد تلميذه الشيخ خليل ترجمته )). وقد اقتبس ابن حجر من هذه الترجمة أثناء سرده لسيرة الشيخ المنوفي.
تناول خليل في هذا الكتاب سيرة شيخه من حيث علومه وشيوخه وأحواله، وأورد فيها شيئا من كراماته ومكاشفاته، وحلاّه بالأوصاف الجليلة الدالة على عِظَم مقامه. قال ابن حجر: ((وهي تدل على معرفته بالأصول)).
4- شرح ألفية ابن مالك.
5- كتاب الجامع.
رسالة صغيرة في الآداب والسلوك، تحدّث فيها عن العبادة والعلم وتطهير النفس، وفضائل الأخلاق ورذائلها، وما يجب من اللّباس وما يحرم منه، وأقسام السفر وآدابه، وخصال الفطرة، وحقوق المسلم على المسلم، ومعاملة من كان غالب ماله حرام… الخ.
6- مناسك خليل.
كتاب نفيس ألّفه بعد كتابه التوضيح وقبل مختصره الفقهي، بيّن فيه الأحكام المتعلقة بالحج، فغدا مرجع الفقهاء ومُعتمدهم. نقل منه أبو عبد الله محمد بن يوسف العبدري الشهير بالمواق (ت897هـ) في شرحه على المختصر المسمى: ( التاج والإكليل لمختصر خليل)، وكذا الحطاب في (مواهب الجليل)، واستدرك عليه مآخذ خصّها بتأليف خاص سمّاه: (هداية النّاسك المحتاج لبيان فعل المعتمر والحاج)، كما اعتمده أيضا الخرشي، والشيخ الدردير، أمّا الشيخ ميارة الفاسي في (كتابه الدرّ الثمين والمورد المعين) فقد جعله محلّ ناظره؛ إذ اقتبس منه كثيرا.
وقد سلك خليل فيه منهجا يتماشى مع مقصده من تأليفه، بحيث ركز على الأهم مما يحاجه الطالب المبتدئ، كما أنه لم يتوسع في التفريعات الفقهية إلا بقدر الحاجة ، ويمكن حصر أسلوبه في النقاط التالية:
- التنبيه إلى المقاصد والغايات المستودعة في أحكام الحج.
- التنبيه على السنن التي أغفلها الناس.
- التحذير من البدع والخرافات التي تلبس بها البعض ظنا منهم أنها من متطلبات المناسك.
- الاستدلال بنصوص المذهب.
- الاعتماد على الراجح من الأقوال.
- الإشارة إلى اختلاف علماء المذهب في تفسير نصوص المدونة.
- عدم الإشارة إلى الخلاف خارج المذهب إلا في مسائل محصورة.

يتبع



الساعة الآن 13:08

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd