عهد جديد لقطاع التربية والتكوين
في خطاب اعتبره الكثيرون تاريخيا كان جلاله الملك واضحا في خطاب ثورة الملك والشعب في توجيه النقد الموضوعي لحكومة السيد بنكيران ، بعد ان لمسنا بوادر هذا النقد خلال خطاب العرش ، وهذا لعمري دليل واضح على ان الملك منح الحكومة مدة كافية لتطبيق برنامجها وتنزيل بنود الدستور بشكل تدريجي ، والأكيد ان قطاع التربية والتكوين نال نصيبا وافرا من النقد ، طبعا توجيه النقد لهذا القطاع يعني ضمنيا عدم الرضا على اداء الوزير المكلف بهذا القطاع ، السيد الوفا الذي اشتهر بقفاشاته وأسلوبه الاستفزازي لرجال التعليم وكذلك التلاميذ ، ولعل اخطر ما ارتكبه السيد الوفا هو إقصاؤه، للفاعلين التربويين من جمعيات ونقابات ، وعمله على تجريم الجميع حتى يثبت العكس ، وهذا خطأ فادح ، وقد كان جلالة الملك واضحا في تشخيصه لأخطاء السيد الوفا ، الذي اوقف البرنامج الاستعجالي بشكل انفرادي ، وطبق قرارات انفرادية ن كالتوقيت الخاص بالتعليم الابتدائي دون مرعاة خصوصية هذه الفئة ، بل اكثر من هذا اطلق لسانه للسخرية من بعض رجال التعليم كمنحه نقطة الصفر لاستاذة قال أنها ارتكبت خطا إملائيا ، وسخريته من تلميذة تدرس بالقسم السادس ، حيث قال لها : انت خاصك غير الرجل ، قرارت السيد الوفا وسلوكه ، لا يمكن أن تصدر عن رجل دولة ، والمؤسف ان السيد الوفا حظي بدعم رئيس الحكومة ونال رضاه ،

طبعا هناك العديد من رجال التعليم وكذلك بعض الاباء ممن طبلو للسيد الوفا وسايروه في تصرفاته بل ايدوه في العديد من قراراته التي كانت جائرة في الكثير من الأحيان ، فاعتبار رجال التعليم يقومون بما سماه هو تحرميات يعتبر ظلما وجورا في حق فئة من خدام الدوله الذين علينا تشجيعهم بدل تأليب الآباء عليهم ، والآن وقد أصبح من الواضح أن السيد الوفا خسر نفسه وخسر حزبه ، وضاع رصيده المادي والمعنوي ، وكان حري به أن يقدم استقالته مثل زملائه في الحزب ، أما أولئك المؤيدون للسيد الوفا الشامتون في رجال التعليم ونسائه ، فنقول لهم قد عصعص الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، فشكرا لجلالة الملك الذي وضع القطار على السكة الصحيحة ،وعاد الاعتبار لقطاع التربية والتكوين ، ومنح المجلس الاعلى للتعليم فرصة الاطلاع بدوره من جديد
,

حتى من كان يرى "للوفا" شمعة، فقد انطفأت ليلة أمس، كان خطاب جلالة الملك واضحا و موضوعيا