"سينوهيدرو" .. ديكتاتور صيني يحتقر عُمّال مغاربة ويهين كرامتهم - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-08-15, 13:47

رقم المشاركة : 1

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

"سينوهيدرو" .. ديكتاتور صيني يحتقر عُمّال مغاربة ويهين كرامتهم

عماد استيتو من أم عزة

الخميس 15 غشت 2013 - 09:00

تحتقر العمال المغاربة وتهين كرامتهم على أرض وطنهم، في هذا التحقيق "هسبريس" تنقل شهادات صادمة لعمال شركة "سينوهيدرو " المكلفة ببناء الطريق السيار المداري بين الرباط وسلا، عن معاناتهم مع تسلط المسؤولين الصينيين وجبروتهم الذي حولهم إلى مساجين تمتص دماؤهم دون أن تتحرك دولتهم، حكايات قاسية تتراوح بين الضرب والرفس والصفع والسب والشتم والعبودية.
بدت القصة وهي تروى للوهلة الأولى أشبه بأسطورة غابرة من زمن آخر، سيكون صعبا أن تصدق ما يحكى لك من حكايات تجتمع فيها كل مرادفات "الإهانة" للبشر، من سرد إلى آخر ستتكرر النبرة والعبارات ذاتها تقريبا، كلمات حزينة ومستغربة في الوقت نفسه لهذا الحال المفزع والمهول، القصص التي سنسردها قصص واقعية، وليست أحداثا متخيلة من فيلم مرشح لنيل جوائز عالمية، وأي تشابه بينها وبين سيناريوهات أفلام معينة هو محض صدفة، هذه القصص تحدث فعلا على هذه البقعة من الأرض، في المغرب وليس في دولة أخرى، وللتذكير فقط فهذه القصص التي نحكيها على لسان أصحابها ليست محاولة لإثبات وجهة نظر تنال من عرق بشري أو صك اتهام عنصري لشعب ما، وإنما هي فقط رصد لحالات إنسانية مزرية تكرس زمن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان بغض النظر عن العرق واللغة وأي اعتبارات أخرى، أو عندما تتعفن الإنسانية لتفرز مشاهد مؤلمة من العذاب والاحتقار وكل الكلمات التي لا يسعها قاموس الكراهية.
تقول القصة التالي: يحكى أن الشركة الوطنية للطرق السيارة فوتت قبل حوالي ثلاث سنوات، وبالضبط في يناير من سنة 2010 صفقة بناء الطريق السيار المداري بمدينة الرباط إلى شركة صينية تحمل اسم "سينو هيدرو"، منذ ذلك اليوم الذي وضعت فيه مسؤولية تشييد هذا المشروع في عهدة الصينيين، ابتدأ جحيم من نوع خاص بالنسبة للعمال المشتغلين في هذا الورش، الذي بلغت تكلفته الإجمالية 2,8 مليار درهم، وحظي بتدشين سيادي أشرف عليه الملك سنة 2011. وضعت الشركة الصينية نظام تشغيل ديكتاتوري ومتوحش حول حال العمال المشتغلين في مختلف الأوراش المتعلقة بهذه الأشغال إلى ما يشبه المحتجزين أو المختطفين في سجن عسكري صيني يعيد الأذهان إلى أيام الحرب الباردة، في هذه "الثكنة" كما أطلق عليها عامل سابق، يمكنك أن تواجه كل أشكال العنف من طرف مديريك المباشرين في العمل الصينيي الجنسية طبعا: السب والشتم والرفس والركل، ولتكتمل مقادير هذا الوضع الشاذ المتكرر على مرأى من عيون السلطة، فإن الظروف التي يزاول فيها العمال المغاربة عملهم تفتقد إلى أدنى شروط السلامة والأمان، وللتوضيح أكثر، فإننا نتحدث عن شركة أجنبية حصلت على تفويض من مؤسسة رسمية تابعة للدولة المغربية تنتهك حقوق مواطنين مغاربة، وتعاملهم معاملة بشعة ولا إنسانية، هكذا بدا المشهد عبثيا، عصيا على الهضم إلى أبعد الحدود.
ديكتاتورية صينية
صباح يوم الاثنين 25 فبراير الماضي، كان كريم بوكنيش 41 سنة، أحد عمال الشركة، يستعد لبدء يوم عمل جديد في "أم عزة " التي التحق بها قبل يومين فقط، قادما من نقطة عمل أخرى مع الشركة الصينية ذاتها التي يشتغل بها منذ حوالي ثمانية أشهر، سيفاجأ كريم بعد أن حملته شاحنات نقل العمال المهترئة إلى مكان عمله بمسؤولين صينيين في الشركة يقومون بتوجيه إنذار إليه بسبب التأخر، بدا الأمر بالنسبة له غير مفهوم، لذلك تمسك برفض توقيع الإنذار رغم إصرار المسؤولين الصينيين وصراخهم وتهديداتهم، بعدها سيحضر مسؤول صيني آخر وسيستعمل لغة أكثر قسوة من مواطنه، لإجبار كريم على التوقيع على أوراق كتبت باللغة الصينية، رفض كريم مجددا الانصياع للأوامر، وطلب من المسؤول الصيني الابتعاد عنه لأنه ليس مديره المباشر، في هذه اللحظة ستثور ثائرة المسؤول الصيني وسيستخدم مهاراته في فنون الحرب، وسيوجه ركلة قوية إلى بطن كريم بوكنيش انتقاما منه على عناده، سينقل على إثرها العامل المغربي البسيط إلى المستشفى الذي سيثبت عجزا طبيا لكريم لمدة عشرين يوما، حكاية كريم ليست سوى غيضا من فيض من حكايات انتهاك كرامة العمال المغاربة من طرف الشركة المشغلة الصينية الجنسية.
بدا كريم حين التقيناه شاحب الوجه، حزين المقلتين، مازال متأثرا من شدة الصدمة وهو يمسك بين الفينة والأخرى مكان الألم في الجانب الأيسر لبطنه، تنهد قليلا قبل الحديث لـ"هسبريس":" أنا أشعر بـ"الحكرة" في بلدي، إنهم يحتقروننا ويعاملوننا معاملة سيئة للغاية لا يمكن أن يقبلها آدمي، آخرها ما حدث لي قبل أسابيع حين تم الاعتداء علي بطريقة تفتقد للإنسانية من طرف أحد الصينيين..لقد وجه إلي ضربة في مكان خطير، إنها ضربة تقصد الإيذاء، لأن اختيار مكان الضرب لم يكن اعتباطيا أو بريئا أبدا، يمكنهم أن يقتلوك لو تطلب الأمر، فلن يشكل ذلك بالنسبة إليهم أي مشكل على الإطلاق".
رنت جملة الرجل المتحدر من إقليم صفرو في أذني كثيرا، ربما يكون في كلامه شيء من المبالغة قلت، وقبل أن أطرح سؤالا آخر استرسل في الكلام:" أعرف أنه سيكون من الصعب عليك التصديق، لأنه مهما حكينا فلن ننجح في وصف ما نعيشه من معاناة ومهانة وتسلط من طرف الشركة الصينية، إنهم يحاولون استعبادنا ويريدون منا تنفيذ كل أوامرهم، لا يمكن أن نقبل أن يحصل هذا في بلدنا، الكرامة لا تباع ولا تشترى، لذلك رفضت التنازل عن الشكاية التي تقدمت بها إلى الدرك الملكي ضد من اعتدى علي..لا يعاملوننا باحترام فضلا عن كوننا نشتغل في ظروف لا إنسانية، إنهم يستخدمون أساليب استعمارية "، ما حدث لكريم بوكنيش لم يكن الواقعة الأولى من هذا النوع، التي يتعرض فيها عمال الشركة الصينية لممارسات مشينة، فقد سبق للمسؤول الصيني نفسه الذي يعرفه العمال باسم "كاو" أن اعتدى على عامل آخر بالطريقة نفسها قبل حوالي عشرة أشهر، فلهذا الشخص أسلوب خاص في التعامل مع العمال الذين لا يبدون تجاوبا مع انفعالاته "السلطوية"، فهذا الرجل الذي يستهدف دائما من يبدون ممانعة في التوقيع على الإنذارات التي يتوصلون بها، إبراهيم الهيشمي العامل السابق في الشركة كما حكى لنا كان أحد ضحايا نزواته المرضية ذات يوم من شهر ماي من السنة الماضية، بعد أن رفض هو الآخر التوقيع على إنذار غامض لم يوضح الأسباب بشكل واضح، "تغيبت لمدة يومين عن العمل خلال تلك الفترة التي كنت أعمل فيها في الشركة بسبب مرض أحد أفراد العائلة، لم آخذ إذنا للتغيب..
بعد عودتي تم توجيه إنذار إلي باللغة الصينية، فرفضت أن أمضي عليه لأنني لا أفهم اللغة الصينية، بعدها أتوني بإنذار بالفرنسية والصينية لا يتضمن أسباب توجيه هذا الإنذار، ويحمل عوض ذلك كل الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حصول عامل على إنذار، فرفضت مرة أخرى التوقيع عليه وطلبت من المسؤول الصيني أن يقدم لي السبب الحقيقي حتى أوقع، هددني بفصلي عن العمل فلم أتراجع، فوجه إلي ركلة عنيفة إلى ظهري أسفرت عن عجز لواحد وعشرين يوما "، يحكي إبراهيم الذي كان يشتغل سائقا في الشركة ما ذاقه من ويلات ومعاناة وتنكيل به، بعد هذه الحادثة مباشرة قرر إبراهيم الهيشمي التوقف عن العمل مع الشركة الصينية للتخلص من كل هذا الكم الهائل من القهر.
إذلال ومهانة
قبل شهرين، كان العامل الشامل رشيد بوعزيز22 سنة، قد أنهى دوامه الصباحي في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، وبينما كان يتأهب للتفرغ لتناول وجبة غذائه، كان الصيني المشرف عليه يطلب منه الاستمرار في العمل لوقت إضافي يتجاوز التوقيت القانوني، لم يذعن العامل الشاب لرغبة المسؤول الصيني وقال له "لن أتجاوز الوقت المحدد سأطبق القانون .."، لم يستحمل المسؤول الصيني رفض العامل المغربي فعالجه بصفعة على وجهه، يصف بوعزيز لـ"هسبريس" ظروف العمل بـ"اللاإنسانية " و "الوحشية" ويتابع بلهجة مستنكرة : " لم يكن ممكنا أن أقبل بأن يفرض علي القيام بعمل إضافي في الوقت المخصص لتناول وجبة غدائي، قبل ذلك بيوم واحد تعرضت للشيء نفسه، كنت سأتوقف عن العمل في الرابعة والنصف، إلا أنه أجبرني على البقاء إلى الساعة الخامسة، فتأخرت عن الشاحنة التي تنقل العمال إلى الحي العمالي الذي نسكن فيه، واضطررت إلى أن أقطع مسافة كيلومتر ونصف على قدمي، إنهم يعتدون حتى على أبسط حقوقنا ولا يعيرون أي اهتمام للإنسان، يصرخون في وجوهنا، يشتموننا بكلمات نابية، يضربوننا ..إنه استعباد ".
لا يقبل الصينيون أي رأي معارض، ولا يسمحون بحرية العمل النقابي في شركتهم، مصطفى سعيد العامل بالشركة ونائب الكاتب العام لنقابة عمال الشركة عانى كثيرا من بطش مسؤولي الشركة بسبب نشاطه النقابي، آخر فصول هذه المعاناة كانت طرده من العمل في الشركة قبل أسابيع فقط، يتذكر مصطفى كيف أصدر المسؤول الصيني قرار الطرد بشكل شفهي دون أن يقدم أي تبريرات لسبب هذا الطرد، "يوم الاثنين الذي تعرض فيه كريم بوكنيش للضرب كنت أشتغل بجوار المقر المركزي للشركة في أم عزة، ولما علمت بالخبر دخلت عند المسؤول عن الموارد البشرية بالشركة وطالبته بأن يعجلوا ببعث سيارة الإسعاف، لكنهم رفضوا وأخبروني بكل سهولة أنني مطرود لأنني أتيت من أجل المطالبة بإحضار سيارة الإسعاف، طلب مني المسؤول الصيني نزع واقي الرأس فرفضت الانسحاب من العمل إلى حين تقديم قرار رسمي، فبدأ باستفزازي وإهانتي بكلمات نابية بالصينية من قبيل "مالاكابشي" التي تعني ابن عاهرة ..لكنني تمالكت أعصابي"، أمام تمسك شركة "سينو هيدرو' بطرد مصطفى سعيد لم يكن أمام هذا الأخير سوى اللجوء إلى مفتش الشغل، هناك بدأت معاناة من نوع آخر وكأن ما ذاقه مصطفى داخل الشركة لم يكن كافيا.
"رفض مفتش الشغل السماح لي باصطحاب ممثل نقابي، وبرر ذلك بوجود تعليمات رغم أن القانون واضح ويسمح بذلك، وهو ما أكده لي مندوب التشغيل " يستمر مصطفى سعيد في الشرح، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعاقب فيها سعيد على نشاطه النقابي، فقد سبق لإدارة الشركة الحكم عليه بالأشغال الشاقة وتم عزله عن بقية العمال، إذ أجبر على الاشتغال والحفر بمفرده بواسطة آلة غريبة الشكل من صنع الصينيين لا تساعد على الحفر وتعرض مستعملها للخطر، استمر مصطفى سعيد منذ ذلك اليوم وإلى حين طرده معاقبا بهذا الشكل اللاإنساني الفظيع، ويكمل مصطفى الذي يظهر وعيا كبيرا " إنهم يعاملوننا كسجناء، وكأننا متواجدون في سجن عسكري، لذلك يعتمدون هذا الأسلوب في التعامل، إنهم يريدون نقل نظامهم الخاص في العمل إلى بلدنا وتطبيقه علينا، ولا يمكننا أن نسمح بذلك..ما يزعجنا هو أن الدولة المغربية لا تحمينا بشكل مطلق، لأن ذلك يحدث أمام أعينها ولا تحرك ساكنا، نحن لا نكره الصينيين لكننا نكره الدوس على كرامة المواطن المغربي وخرق القانون المغربي". حولت الشركة الصينية مقر الشركة المركزي في أم عزة إلى ما يشبه دولة داخل الدولة، وضربت حصارا خانقا عليها بحيث يصعب عليك الولوج إليها، لذلك اكتفينا بإلقاء نظرة من بعيد ونحن نعاين شاحنات مهترئة قادمة من بلاد الصين ومن دون لوحات ترقيم تنقل العمال إلى مقر عملهم في الصباح الباكر، إلى جانب مستلزمات البناء من حديد وفولاذ وغيرها، هكذا يحشر العمال المغاربة الذين كانوا يعتقدون أنهم يساهمون في تشييد مشروع وطني يعود بالنفع على بلدهم.
موتى الإهمال...
كما عاينت "هسبريس " ذلك، فإن الشركة الصينية لا توفر شروط الأمان والسلامة لعمالها، ما أدى إلى وفاة عاملين في حوادث شغل مميتة قبل مدة ليست بالبعيدة، ففي فبراير من السنة المنصرمة فقد مسير النكادي حياته بعد أن سقط من علو شاهق، حينما كان يشتغل على بناء قنطرة على واد يكم بسبب انعدام ظروف الوقاية والحماية، عبد الرحيم الهندوف النقابي في الاتحاد المغربي للشغل(التوجه الديمقراطي)، والذي يتابع ملف عمال الشركة منذ مدة مازال مستغربا كيف أن المحكمة لم تتخذ أي إجراء، رغم أن مفتشي الشغل أكدوا أن سبب الوفاة هو انعدام شروط السلامة.
الموت أيضا هو ما دفعه بوشعيب بنسلام ثمنا للاشتغال مع شركة صينية لا تعير الروح البشرية أي اهتمام، شقيقه حسن يحمل المسؤولية كاملة إلى الشركة الصينية التي كانت تشغل أخاه، لأنها لم تهتم بصحة العمال أبدا، ويضيف حسن " كان أخي عاملا بسيطا في الشركة، كان يشتغل في البناء وتحديدا في النقطة الكيلومترية السابعة والعشرين حينما سقط على متلاشيات من الحديد، فسببت له هذه السقطة ضررا في الكبد، وظل مريضا لمدة 11 شهرا قبل أن يفارق الحياة في يونيو من السنة الماضية، الشركة حاولت أن تنكر أن سبب الوفاة هو حادثة الشغل التي تعرض لها.
لكن التقرير الطبي واضح، الشركة الصينية مسؤولة عن وفاة أخي وهذا ثابت"، للهندوف قناعة خاصة أن الدولة المغربية ارتكبت خطأ فادحا بتفويت الصفقة للشركة الصينية " الشركة تنقض دائما اتفاقاتها مع العمال لأنها تمقت العمل النقابي، تتعهد وتخلف بتعهداتها في توفير ظروف عمل مناسبة للعمال، لقد بدأوا فقط قبل أسابيع في توزيع أخذية خاصة بالعمل، واستفاد العمال من بذلة واحدة فقط طيلة ثلاث سنوات، وبشهادة العمال فإن الشركة الصينية تغش في العمل ولا تحترم دفاتر تحملاتها، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها إذا ما كانت النتائج سيئة"، لكريم بوكنيش شهادة على حالات التحايل التي تقوم بها الشركة الصينية على المراقبين حينما يحضرون لمعاينة سير العمل " يتظاهرون بأنهم يعملون وفق القانون والمعايير المتفق عليها بشكل يضمن سلامة العمال، لكن بمجرد أن يغادر المراقبون يعودون إلى ما كانوا عليه، بل ويطلبون من العمال أحيانا إزالة "الشبكة" التي تستعمل لحماية العمال من خطر السقوط، وإذا رفضنا الامتثال لهم سيتم تهديدنا وسنقمع ونطرد ونوقف عن العمل، اللهم إن هذا منكر، اللهم إن هذا منكر..إنهم يعاملوننا كحيوانات "، يستنتج النقابي عبد الرحيم الهندوف من هذا كله أن السلطة تقف في صف الشركة " السلطة تغض الطرف، ودعني أقول إن بعض رجالها يستفيدون بشكل أو بآخر من الشركة الصينية، لا أفهم كيف تمول الدولة المغربية من يحترف إهانة المغاربة؟ ".بقي هذا السؤال معلقا إلى حين، على هذه الأرض أصوات مقهورة تجتر الإهانة على يد أجنبي، هكذا أردنا فقط أن ننقل الحكاية وأن نسأل لماذا توجد هذه الشركة فوق القانون، وتستغل عرق وكدح العمال المغاربة بهذه الطريقة.
حي عمالي كريه
المكان: الحي العمالي لأم عزة الذي خصصته الشركة للعمال المغاربة، المنظر كريه والروائح العطنة تفوح من المكان، هنا يقضي العمال وقتهم ويبيتون لياليهم بعد العمل في الشركة الصينية، يقطنون في براريك من القصدير لا تحميهم لا من البرد ولا من الشمس، مصطفى سعيد يقول لـ"هسبريس" متحدثا عن هذا الوضع المزري " البراريك التي تمتد على حوالي 10 أمتار مربعة تقطر ماء ولا يمكننا أن نظل فيها، أضف على ذلك أن كل براكة يقطن فيها 4 إلى خمسة أشخاص وعليهم أن يناموا ويطبخوا فيها، كما أن الإنارة في الحي مقطوعة، هناك تمييز بين العمال المغاربة والصينيين، فهم يأكلون في مطعم خاص وتقدم لهم جميع الوجبات"، المراحيض أشبه بسجن لا باب لها، والاستفادة من الحمام ليست ممكنة دائمة، الهندوف مصدوم مما رأى " ما رأيتموه ورأيته لا يمكن أن يقبله عقل إنسان، وضع المراحيض سيء للغاية وطريقة تصميمها لا إنسانية، أما الحمامات فحدث ولا حرج لا أبواب تفصل بينها ويتعمدون في كثير من الأحيان قطع المياه عنها "، يكمل الهندوف.
انتشار عالمي
لشركة "سينو هيدرو" الصينية التي تأسست سنة 1950 ويوجد مقرها في بكين انتشار عالمي، بحيث أصبحت وجها من وجوه الاكتساح الصيني للعالم باشتغالها على مشاريع في حوالي 55 بلدا حول العالم، وكان آخرها نيجيريا وجورجيا وقطر التي أمضت معها عقدا لإنشاء مشروع سدرة فيلاج السكني بقيمة تعادل 130 مليون دولار تقريبا، وسبق للشركة أن اتهمت في ماليزيا باستعمال مفرط للمياه ونوع من الإسمنت في تشييد أكبر سد في البلاد بشكل يجعله غير آمن، لكن الشركة الصينية نفت هذه التقارير، وبحسب ما يوضحه الموقع الرسمي للشركة فإنها ساهمت في بناء عدد من الطرق السيارة بالبلدان الإفريقية كإثيوبيا وأنغولا والموزمبيق ومدغشقر وتنزانيا.

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=672815

التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :