منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قسم خاص بالدروس و العقيدة و الفقه (https://www.profvb.com/vb/f250.html)
-   -   العلاقة بين العبادة الشعائرية و العبادة التعاملية (https://www.profvb.com/vb/t126922.html)

أم سهام 2013-08-03 16:13

العلاقة بين العبادة الشعائرية و العبادة التعاملية
 
أحاديث رمضان 1419 - حديث + موضوع علمي - الدرس ( 12 - 27 ) : العلاقة بين العبادة الشعائرية والعبادة التعاملية.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1998-12-31
http://www.nabulsi.com/blue/ar/images/art/line.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة المؤمنون:
لازلنا أيها الأخوة في صحيح البخاري، عن أنس رضي الله عنه:

(( عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ قَالَ أَبو عَبْد اللَّهِ يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ ))
[ أحمد ]
أعمال يعملها الناس بعد النبي عليه الصلاة والسلام هي في عرف أصحاب رسول الله من المهلكات، مشكلة المسلمين اليوم هي قضيتين قضية العبادات التعاملية والعبادات الشعائرية، فعند المسلمين الذي أدى العبادات الشعائرية هو مسلم وانتهى كل شيء، الإسلام كله خمس بنود صلى وصام وحج وزكى وانتهى كل شيء، مع أن الإسلام كرقم أطرحه قابل للزيادة قد يكون مائة ألف بند، منهج كامل في كسب المال في إنفاق المال، في السفر، في الإقامة، في الأفراح، في الأتراح، في الزواج، في العمل، في التجارة، إذاً كل نشاط من نشاطات الإنسان فيه مئات الأحاديث والتوجيهات فصار الإسلام منهج كامل، فأنت حينما تختصر الإسلام إلى خمس عبادات شعائرية وتهمل العبادة التعاملية ألغيت جوهر الإسلام، ألغيت هذه المنظومة من القيم لذلك المسلمون يعدون ألف ومائتين مليون ليست كلمتهم هي العليا وليس أمرهم بيدهم ولم يستخلفوا، ولم يمكنوا، ولم يطمئنوا.
الشيء الثاني هذه العبادات التعاملية فيه كبائر وصغائر، الكبائر القتل الزنا السرقة إلى آخره الفرار من الزحف، ويوجد صغائر، المشكلة الثانية أن المسلمين حينما لم يعبئوا بالصغائر هذه الصغائر اجتمعت فأهلكتهم، الإنسان إذا قال أنا لا أزني ولا أسرق ولا أقتل، هذه الحالات في المجتمع الإسلامي نادرة جداً القتل والزنا والسرقة شيء نادر جداً الأكثرية هم تاركون للكبائر، أما الصغائر هي محور هذا الدرس، هذه الصغائر إذا اجتمعت على الرجل تهلكه لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
الإنسان يغلط وكل بني آدم خطاء حتى أكون واقعي، لكن المؤمن لا يصر على صغيرة يتوب منها من فوره، العلماء قالوا: الأنبياء معصومون والأولياء محفوظون، ما معنى محفوظون ؟ أي لا تضرهم معصية بمعنى أنهم سريعوا التوبة، سريعوا التراجع، سريعوا الاستغفار، إذاً أول نقطة يجب أن نفهم أن الإسلام ليس عبادات شعائرية الإسلام منهج كامل ولا تستطيع أن تقطف ثماره إلا أن تأخذ به من كل أطرافه.
ضربت مثل في بعض البلاد أن إنسان يشتري رفراف سيارة هذه ليست سيارة، أضاف دولاب ما صاروا سيارة اشترى مقعد السيارة التي تمشي يجب أن تكون كاملة من محرك إلى وقود، إلى مكبح إلى أدوات تشغيل، إلى بطارية، إلى هيكل، إلى فرش، يوجد أربعين خمسين شرط حتى هذه المركبة تسير، أما تكتفي بعجلة، بمقعد هذه ليست سيارة، فالدين منهج كامل إذا أخذت شيء منه يوجد شيء سهل أعجبك أخذته، يوجد شيء صعب تركته هذا ليس ديناً، هذه قضية انتقاء وأخطر شيء في الدين الانتقاء، أن تنتقي من الدين ما يعجبك، الدين لا يؤتي ثماره إلا إذا طبقته كله منهج كامل، إذا طبقته كله في كسب المال وفي إنفاق المال، في تربية الأولاد في البيت، في الاستمتاع في وقت الفراغ كيف تستمتع به، يوجد ملهيات تبعدك عن الله عز وجل، العبرة أن لا نظن أن الدين شعائر، الدين تعاملات سوف نسمي عبادة تعاملية وعبادة شعائرية، الدين مجموع هاتين العبادتين التعاملية والشعائرية، الآن التعاملية يوجد كبائر ويوجد صغائر الدين منهج كامل لن تقطف ثماره إلا إذا تركت الكبائر والصغائر معاً معنى هذا أن الإنسان قد يخطأ لكن لا يصر على خطأ هنا، كل بني خطاء وخير الخطاءين التوابون، أما أن يصر على معصية يقيم عليها وهو يعلم أنها معصية عندئذٍ تصبح هذه المعصية حجاباً بينه وبين الله وإن كانت حجاباً أصبح في ظلام، في عمى، قال تعالى:

﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)﴾
[ سورة الحج ]
(( إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ))
فتساهل المسلمين في الصغائر هو الذي حجبهم عن الله عز وجل، الشيطان كما قلت في دروس سابقة له أساليب، والشيطان كما يقول العلماء ذكي جداً، يبدأ مع المؤمن بالكفر، فإن وجد عقيدته كتينة دخل عليه من باب الشرك، فإن وجد توحيده قوياً، دخل عليه من الابتداع يعني هذا الشيء لا يناسب العصر قطع اليد، لا يناسب العصر هكذا هذه المعجزة غير مقبولة عقلاً نغفلها، المبتدع هو الذي يغير في عقيدة المسلمين أو في عباداتهم، هذه الصلوات غير معقولة، هذه الأذكار غير معقولة فكل شيء يعدل في العقيدة والعبادة ابتداع والمبتدع لا توبة له لأن العاصي له توبة يعلم أنه يعصي أما المبتدع يتوهم أنه على حق لذلك لا يتوب فإذا رأى تمسكه بالسنة قوياً دخل عليه من باب الكبائر فإن رآه على علم بالموبقات دخل عليه من باب الصغائر، فإن رآه ورعاً دخل عليه من باب المبيحات، فإن رآه يقظاً بقي له سهم أخير دخل عليه من باب التحريش بين المؤمنين هذه مداخل الشيطان على الإنسان كفر، شرك، ابتداع، كبائر، صغائر، مباحات، تحريش بين المؤمنين ويوجد بعض الأحاديث:
" إن الشيطان قد يأس أن يعبد في أرضكم وفي رواية في جزيرتكم ولكن رضي في التحريش بين المؤمنين وفي رواية أخرى مما تحقرون من أعمالكم "


(( عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ )) [ الترمزي ـ أحمد ]
يعني أكثر بلاد المسلمين يوجد اختلاط والمصافحة وإطلاق البصر شيء عادي، وسهرات مختلطة، ونساء متفلتات، وضع طبيعي جداً البنت غير محجبة والزوجة غير محجبة والسهرة عائلية، يوم في فندق ويوم في مطعم، والحمد لله محافظين، ما هذه محافظين ؟ أسرة محافظة لا يوجد عندها شيء حرام فقط محافظة، ما هذه المحافظة، لما المسلمون تركوا المنهج القويم وقعوا في الحجاب.
أيها الأخوة الكرام: مقياسك اتصالك بالله إن وجدت هذه الجلسة جاء بعدها حجاب، وكلما كان الإنسان عنده حساسية بالغة، مرة قال لي أخ في موازين دقيقة يغني يوجد موازين دقيقة جداً لو وزنت في الميزان ورقة ثم كتبت عليها كلمة محمد تستطيع أن تزن حبر الذي كتب فيه محمد، لهذه الدرجة، ويوجد موازين لوزن الشاحنات الضخمة، أق حساسية مائتان كيلو، مائتان كيلو العقرب لا يتغير لأنها تزين عشرين طن، كل إنسان يوجد عنده ميزان كلما إيمانك قوي يصبح ميزانك حساس، أيام كلمة تحجبك عن الله عز وجل، قالت له قصيرة، قال: يا عائشة لقد قلت كلمةً لو وزنت بمياه البحر لأفسدته، كلمة قصيرة فما قولك فيما فوق القصيرة، سهرات بأكملها كلها غيبة، جلسات كلها مزاح منحرف، مزح مخجل ووضع طبيعي جداً أن نقوم ونصلي العشاء بعد هذه السهرة، ماذا فعلنا ؟ الحمد لله سررنا، عندما لا يكون ضبط للسان لا يوجد ضبط للجوارح، لا يوجد ضبط للعلاقات، لا يوجد ضبط باللقاءات طبعاً أنا لا أزني، أنا لا أسرق، ما هذا الكلام هذا الكلام ليس لك، هذا الشيء لعوام الناس أنت من رواد المساجد طلاب العلم، أنت ممن يبتغي الجنة، ممن يبحث عن قربه من الله عز وجل، طلبك محدود، إذا أنت طالب دكتوراه قلت أنا أعرف أكتب الطفل في الصف الخامس يعرف يكتب، أنت طالب رضاء الله، طالب الجنة، إذاً يجب أن نفرق تفرقةً دقيقةً جداً بين العبادة التعاملية والعبادة الشعائرية، وكلمة أدق لا تصح العبادة الشعائرية إلا إذا صحت العبادة التعاملية، طالبني بالدليل:


(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))
[ البخاري ـ الترمزي ـ ابن ماجة ]
إذا لا يوجد استقامة الصوم ليس له قيمة، قال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)﴾
[ سورة العنكبوت ]
يجب أن تنهاك الصلاة عن الفحشاء والمنكر وإلا لم تحقق المراد منها من حج بمال حرام وقال لبيك اللهم لبيك ناداه منادي في السماء أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك، أنفاق المال قال تعالى:

﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾
[ سورة التوبة ]
تكلمت عن الزكاة، والحج، والصيام والصلاة، فالعبادات الشعائرية لا تقبل ولا يعبأ بها، وليس لها وزن عند اله إلا بالعبادة التعاملية، ومرة ثانية والثالثة سأل النبي الكريم:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ قَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
[ مسلم ـ الترمزي ]
هل هناك أوضح من هذا الحديث أتى بصلاة وصيام وزكاة.
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالأثْوَارِ مِنَ الأقِطِ وَلا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ))
[ أحمد ]
هذا النموذج المشوه يأكل مال حرام ويكذب ويقيم دعوى كيدية ويصلي أول صف، هذه المشكلة الكبيرة، ما الذي صرف الناس عن الدين ؟ هذه النماذج، ما الذي جعل الناس يبتعدون عن الدين ؟ أن إنسان له مظهر ديني ولا يوجد صدق، وفاء، مصلحته إلهه أين ما كانت مصلحته تراه يأخذ موقف، ضحى بموقفه، ضحى بدينه من أجل الدرهم والدينار، حدثني شخص قال لي: رجل من رواد المساجد ساكن في بيت يساوي سبعة ملايين خلصه بسمع مائة ألف صاحبته امرأة في تركيا تعيش، استطاع أن يلعب عليها ويوهمها، هل من المعقول أن تأخذ بيت بسبع ملايين تأخذه بسبع مائة ألف، ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام، القضية قضية منهج كامل يا أخوان، حتى لا نعتب على الله يا رب هل معقول أن كل هؤلاء المسلمين ليس لهم قيمة عندك ؟ أعدائهم متحكمين بهم يعذبونهم، هؤلاء ليسوا مسلمين، حتى لا نعتب على الله عز وجل، حتى لا يختل توازننا ونقول أين الله، دائماً الكافر قوي، تخطيطه هو الصحيح الإنسان لا يعتب على الله عز وجل أنظر ماذا تفعل، أنظر إلى علاقات الناس أربعة آلاف دعوى كيدية في القصر العدلي بين الأب وابنه، بين الأخ وأخته، خلافات، يعني إذا الأخوات وكلوا أخوهم أخذ المال كله وله جامع يحضر به دروس، كيف أخذت المال كله، أيام يأتيني هواتف متوفي والدنا من خمسة وعشرين سنة وإلى الآن أخونا ما وزع التركة، لماذا لا توزعها ؟ هم يستحيون منه وهو مقيم على كل أملاك والده وله دروس علم يحضرها هذه هي المشكلة، والكثرة ليس لهم قيمة أبداً، قال تعالى:

﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)﴾
[ سورة الكهف ]
ينك بالدرهم والدينار، قال له: أتعرفه، قال: نعم، قال: هل حاككته بالدرهم والدينار، قال: لا، قال: هل جاورته، قال: لا، قال: هل سافرت معه، قال: لا، قال: أنت لا تعرفه.
الإنسان يعرف بورعه بالدرهم والدينار يعرف بأدبه، يعرف بأخلاقه الآن الصلاة تاج تصبح، والصيام تاج، والحج تاج يتوج به استقامته أما عبادات شعائرية من دون تعاملية ليس لها قيمة، الآن بالتعاملية ترك الكبائر لوحدها ليس لها قيمة، يعني ممكن مسبح مختلط تعمل فيه مولد مع هذه الفوضى، جاء الناس خطبوا وأثنوا عليه أيضاً ودخله من مسبح مختلط، تسبح المرأة شبه عارية مع الرجال هذه مهنته، هل هذا معقول؟ هذا وضع المسلمين، حتى لا تعتبوا على الله، صار في لقاء بين مفتي بوسني والهرسك لقاء إذاعي فقال مفتي البوسني: أخوانا في المشرق لا يعتب على الله من أجلنا نحن ليسوا مسلمين نأكل الخنزير ونشرب الخمر ونأكل الربا، الآن أصبحنا مسلمون بعد هذه المحنة فالإنسان لا يقول أين الله، الله موجود، والله مع الحق ومع المؤمن دائماً ينصره على قدر ما كان أعداءه أقوياء ينصره.
سمعت قصة من أخ أتمنى أن تكون دقيقة جداً، غواصة ذهبت إلى الباكستان إسرائيلية لماذا ذهبت إلى هناك ؟ لأنه يوجد مفاعل نووي في الباكستان تعطلت تعطل كامل كل شيء فيه تعطل دون سبب وخرجوا منها وأتلفوا فيها كل شيء، إذا الله تدخل يلغي كل تقدم تكنولوجي ولكن على ما يتدخل، أو على ما نستحق أن يتدخل من أجلنا، عندما تكون معه يلغي لك كل التطور، يلغيه نهائياً، الأمل كبير للنصر ولكن يجب أن نكون صادقين معه، يجب أن نخلص، أنظر إلى هذا الحديث

((إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ ))
فكل واحد يا أيها الأخوان الكرام، ونحن في رمضان يراجع حساباته ويدقق في دخله، في أنفاقه، يدقق في علاقاته، في بيته، في زوجته في بناته، إذا كان كلما طبق المنهج أكثر قريب من اله أكثر، إذا اصطلح مع الله يشعر بالسكينة، شعر أن الله يحبه، شعر أن الله معه ينصره، الدين فيه ثمار يانعة، يوجد في الدين ثمار لا يعلمها إلا الله ولكن كلها معطلة هذه الثمار بقي منها كما أن رجلاً اشترى سيارة ولكن لم تسير، غسلها ونظفها لم تقدم له شيء ولكن عبء عليه، وأما إذا سارت يقطف ثمارها يتعلق بها جداً، وإذا لم تسير يمل منها يهملها، فإذا الدين لم يعطيك ثمار يانعة معنى هذا أنه يوجد مشكلة كبيرة جداً إذا لم يعطيك ثمار تمل منه، ليس لك نفس أن تحضر درس، إنسان شقي رغم معلوماته الدينية شقي ولكن عندما يطبق يصبح سعيد.
نحن الآن مشكلتنا كلمتين الدين عبادة شعائرية وتعاملية معاً، بل إن العبادة الشعائرية صلاة، صوم، حج، زكاة لا تصح إن لم تصح العبادة التعاملية، الآن أخذنا التعاملية يوجد صغائر ويوجد كبائر، الكبائر مفروغ منها، الصغائر هذه الموبقات، هذه محقرات الذنوب ماذا فعلنا ؟ ارتكبت غيبة ونميمة، وصافحت، وملئت عينك من امرأة لا تحل لك وتقول ماذا عملنا ؟ تجد أشخاص عاديين يسهرون ويمتعون أعينهم ويقولون أم فلان كانت معنا جالسة، كيف جلست مع أم فلان ؟ هذه زوجة صديقك، ويقول صار تجلي، إذا في معصية لا يوجد تجلي بالعكس الشيطان متجلي، أيها الأخوة حتى نكسب وقتنا ونصل إلى هدفنا ونشعر بقيمة الدين ونقطف ثماره ونزداد تعلق به والله ينصرنا، قال تعالى:

﴿ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾
[ سورة الروم ]
النصر مفرح جداً، والهزائم مؤلمة جداً، قال تعالى:

﴿ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3)﴾
[ سورة الفتح ]
من دون شروط نصر عزيز، ولو نصر فردي إذا أنت اصطلحت مع الله لك معاملة خاصة تشعر أنك قبضت ثمن تدينك.
والحمد لله رب العالمين


الساعة الآن 11:28

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd