منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى منهجيات وطرائق التدريس (https://www.profvb.com/vb/f344.html)
-   -   الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم (https://www.profvb.com/vb/t126492.html)

بالتوفيق 2013-07-27 12:32

رد: الرسول المعلم
 
طريقة الإلقاء:
روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْرُدُ كسَرْدِكم هذا ولكن كان يتكلم بكلامٍ بيِّنٍ فَصْل، يحفظه من جلس إليه))
وروى فيها أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال : ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعيدُ الكلمة ثلاثاً لِتُعقَلَ عنه)).

بالتوفيق 2013-07-27 12:33

رد: الرسول المعلم
 
حَضُّه صلى الله عليه وسلم على محوِ العاميّة وتحذيرُه من الفتور في التعليم والتعلُّم

ولا غرابة أن يَتخرَّجَ على يديه صلى الله عليه وسلم هذا العددُ الجمُّ الغفيرُ من الناس ، في فترة وجيزةٍ من الزمن ، فإنه قد سَلَك بهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسلكَ التعليم الجَماعي المستَنْفَر ، ودَفَعَهُم إلى محْوِ العاميّةِ دَفْعاً ، وحَضَّهم على ذلك ونَدَبَهم إليه ، وحذَّرهم من الفُتور فيه تحذيراً شديداً .
ولذلك أقبل أولئك الناس يَتلقَّون العلم ، ويتفقَّهون في الدين ، ويُعلِّم بعضهم بعضاً ، ويتعلَّم بعضهم من بعض ، حتى أزالوا العاميّة عنهم في وقتٍ قصير عاجل .
أورد الحافظ المُنْذِري ، و الحافظ الهيثمي ، الحديث الشريف التالي : ((خَطَب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم ، فحمِدَ الله وأثنى عليه ، ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيراً ، ثم قال : ما بالُ أقوامٍ لا يُفَقَّهون جيرانَهم؟! ولا يُعلِّمونهم؟! ولا يُفَطِّنونهم؟! ولا يَأمُرونهم؟! ولا يَنْهَوْنَهم؟! . وما بال أقوام لا يتعلَّمون من جيرانِهم؟! ولا يتفقَّهون؟! ولا يتفطَّنون؟! .واللهِ ليُعلِّمَنَّ قومٌ جيرانهم ، ويُفقِّهونهم ، ويُفطِّنونهم ، ويأمُرونهم ، وينهونهم . وليتعلَّمنَّ قومٌ من جيرانهم ، ويتفقَّهون ، ويتفطَّنون ، أولأُعاجِلَنَّهم العقوبة في الدنيا .
ثم نزل فدخل بيته ، فقال قوم : من تروْنَه عنى بهؤلاء؟ قالوا : نراه عنى الأشعريّين ، هم قومٌ فقهاء ، ولهم جيرانٌ جُفاةٌ من أهلِ المياهِ والأعراب. فبلغ ذلك الأشعريين ، فاتَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، ذكرت قوماً بخير ، وذكرتنا بشر ، فما بالُنا؟
فقال : لَيُفَقِّهَنَّ قوم جيرانهم، وليُفطِّنُنَّهم ، وليَأمُرونَّهم ، ولينْهَوُنَّهم ، وليتعلَّمَنَّ قومٌ من جيرانهم ، ويتفقَّهون ، ويتفطَّنون ، أو لأُعاجِلَنَّهم العقوبة في الدنيا
فقالوا : يا رسول الله أنُفَطِّنُ غيرنا؟ فأعاد قولَه عليهم ، فأعادوا قولهم : أنُفَطِّنُ غيرنا؟ فقال ذلك أيضاً .
فقالوا : أمهِلنا سنةً ، فأمهلَهم سنة ليُفقِّهوهم ، ويُعلِّموهم ويُفطِّنوهم .
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ).
وقال العلامة مصطفى الزرقا ، تعليقاً على هذا الحديث الشريف ما يلي : ((إنّ هذا الموقف العظيم في اعتبار التقصير في التعليم والتعلُّم جريمةً اجتماعية ، يستحق مرتكبُها العقوبة الدنيوية : موقفٌ لم يَرْوِ التاريخ له مثيلاً في تقديس العلم ، قبلَ النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده .

حديث((طَلَبُ العلم فريضة على كل مسلم)) ولفظُ (المسلم) هنا : يَشمَلُ الرجلَ والمرأة ، لأن الحكمَ مَنُوط بصفةٍ مشتركةٍ هي الإسلام .
وأُضيفُ أنه لما ناط النبي صلى الله عليه وسلم فَرْضَ طلبِ العلم باتصافِ المرء بالإسلام ـ رجلاً كان أو امرأة ـ ، كان في ذلك تنبيهٌ منه صلى الله عليه وسلم على ان كل من انتَسَب إلى الإسلام لزِمَه طلبُ العلم وتحصيلُه ، إذ لا جَهْلَ في شِرْعَةِ الإسلام الذي أوَّلُ كلمةٍ من كتابه نزلت تقول : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ .

بالتوفيق 2013-07-27 12:34

رد: الرسول المعلم
 
تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالسيرة الحسنة والخلق العظيم و بالفعل و العمل
وكان من أهم وأعظم وأبرز أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم العملُ والتخلُّق بالسيرةِ الحَسَنة والخلقِ العظيم ، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أَمَر بشيء عَمِل به أولاً ثم تأسّى به الناس وعمِلوا كما رأَوْه ، وكان خلُقُه القرآن ، فكان على الخُلُق العظيم ، وجَعَله الله تعالى أسوة حسنةً لعبادِه ، فقال عَزَّ من قائل : (لقد كان لكم في رسول الله أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمن كان يَرْجو اللهَ واليومَ الآخِرَ وذكَرَ اللهَ كثيراً) فهو صلى الله عليه وسلم أسوةٌ لأمتِه في أخلاقِه وأفعالِه وأحوالِه .
ولا ريب أن التعليمَ بالفعلِ والعَمَل أقوى وأوقعُ في النفس ، وأعونُ على الفهم والحفظِ ، وأدْعى إلى الاقتداء والتأسّي ، من التعليمِ بالقولِ والبَيان ، وأن التعليمَ بالفعلِ والعَمَل هو الأسلوبُ الفطري للتعليم ، فكان ذلك أبرزَ وأعظمَ أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم.
جاء في ((الإصابة في تمييز الصحابة)) للحافظ ابن حجر في ترجمة الصحابي الجليل (الجُلَنْدى مَلِك عُمان) : أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَث إليه عَمْرو بنَ العاص يَدعوه إلى الإسلام ، فقال :لقد دَلَّني على هذا النبي الأمي : أنه لا يأمُرُ بخيرٍ إلاّ كان أولَ آخِذٍ به ، ولا يَنْهى عن شرٍّ إلاّ كان أولَ تاركٍ له ، وأنه يَغلِبُ فلا يَبْطَر ، ويُغْلَبُ فلا يُهْجِرُ ـ أي لا يقولُ القبيحَ من الكلام ـ ، وأنه يَفي بالعهد ، ويُنجِزُ الوعدَ ، وأشهَدُ أنه نبي)) . انتهى .
روى مسلم وأبو داود قال : (( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا ، وفي يده عُرْجونُ ابنِ طاب، فرأى في قِبلةِ المسجد نُخامةً، فحكَّها بالعُرْجون. ثم أقبل علينا فقال : أيكم يحب أن يُعرِضَ الله عنه؟! قال : فخَشَعْنا، ثم قال : أيُّكم يُحِبُّ أن يُعرِضَ الله عنه؟! قال : فخشعنا ، ثم قال : أيكم يحب أن يُعرض الله عنه؟ قلنا : لا أَيُّنا يا رسول الله.
قال : فإنَّ أحدكم إذا قام يصلي ، فإن الله تبارك وتعالى قِبَلَ وجهه، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وجهه ، ولا عن يمينه ، ولْيَبصُقْ عن يساره تحتَ رِجْلِه اليُسرى، فإن عَجِلَتْ به بادرة ، فلْيَقُلْ بثوبه هكذا، ثم طَوى ثوبَه بعضَه على بعض ـ وفي رواية أبي داود : ووضَعَ ثوبَه على فيه ثم دَلَكه ـ .
ثم قال : أَروني عَبيراً، فقام فتىً من الحيّ يَشتَدُّ إلى أهلِه، فجاء بخَلوقٍ في راحَتِه ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعَلَه على رأسِ العُرْجون، ثم لَطَخَ به على أَثَر النُّخامة. ))
في هذا الحديث الشريف من الأمور التعليمية :إعادةُ الكلمة ثلاثاً ، لتَبْلُغَ من نفوس المخاطبين كلَّ مبلغ .
وفيه : البيان بالفعل ، ليكون أوقع في نفس السامع ، وليكون أوضح دلالةً على ما يُرادُ تعليمُه .
وفيه : عِظَمُ تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ باشَرَ حكَّ النخامة بنفسه .

روى البخاري ومسلم: ((رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المِنبر ، فاستَقبَلَ القِبلة ، وكَبَّر ، وقامَ الناسُ خلْفَه ، فقرأ وركع ، وركعَ الناسُ خلفَه ، ثم رفَع رأسَه ، ثم رجَعَ القَهْقَرى فسجَدَ على الأرض، ثم عاد إلى المِنبر ، ثم قرأ ، ثم رَكع ، ثم رفَع رأسه ، ثم رجع القهقرى حتى سجَدَ بالأرض ، فلما فرَغَ أقبَلَ على الناس فقال : أيها الناس ، إنما صَنَعْتُ هذا لِتَأْتمّوا بي ، ولِتَعلَّموا صلاتي)).

بالتوفيق 2013-07-27 13:08

رد: الرسول المعلم
 
تعليمُه صلى الله عليه وسلم الشرائعَ بالتدريج

وكان صلى الله عليه وسلم يُراعي التدريجَ في التعليم ، فكان يقدِّمُ الأهمَّ فالأهمَّ ، ويُعلِّمُ شيئاً فشيئاً ، ليكون أقربَ تَناولاً ، وأثبتَ على الفُؤاد حفظاً وفهماً .
ـروى ابنُ ماجه: ((كُنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن فِتْيان حَزاوِرة، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلَّم القرآن ، ثم تعلَّمنا القرآن ، فازدَدْنا به إيماناً
ـوروى البخاري ومسلم: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مُعاذاً إلى اليمن ، فقال : إنك ستأتي قوماً من اهل الكتاب ، فادعُهم إلى شهادة أنْ لا إله إلاّ الله وأني رسولُ الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعْلِمْهُم أن الله افتَرَض عليهم صدقةً ، تُؤخَذ من أغنيائِهم فتُرَدُّ على فُقرائِهم ، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكَرائِمَ أموالِهم ، واتَّق دعوةَ المَظلومِ ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)).
وروى الإمام أحمد: ((حَدَّثَنا من كان يُقرِئُنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يَقْتَرئونَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم عَشْرَ آياتٍ ، فلا يأخذون في العَشْرِ الأُخرى حتى يَعلَموا ما في هذه من العلم والعمل))

بالتوفيق 2013-07-27 13:08

رد: الرسول المعلم
 
رِعايتُه صلى الله عليه وسلم في التعليم الاعتدالَ والبُعدَ عن الإملال
وكان صلى الله عليه وسلم يتعهَّد أوقاتَ أصحابه وأحوالَهم في تذكيرهم وتعليمهم ، لئلاّ يَمَلّوا ، وكان يُراعي في ذلك القَصْدَ والاعتدال .
روى البخاري ومسلم : ((كُنّا جُلوساً عند بابِ عبدِ الله ـ بن مسعودٍ ـ ننتَظِرُهُ ، فمرَّ بنا يزيدُ بنُ مُعويةَ النَّخَعي ، فقلنا : أَعْلِمْهُ بمَكانِنا، فدخَلَ عليه ، فلم يَلْبَثْ أن خَرَجَ علينا عبدُ الله ، فقال : إني أُخبَرُ بمَكانِكم فما يمنَعني أن أخرُجَ إليكم إلاّ كَراهِيةُ أن أُمِلَّكُم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَتَخَوَّلُنا بالموعِظةِ في الأيام مَخافةَ السَّآمةِ علينا)).
وروى البخاري ومسلم أيضاً ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((يَسِّروا ولا تُعسِّروا ، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا))


الساعة الآن 20:57

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd