منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأخبار المنوعة (https://www.profvb.com/vb/f3.html)
-   -   بانوراما الثورة المصرية : من مُبارك إلى مُرسي إلى حُكم العسكر (https://www.profvb.com/vb/t126149.html)

صانعة النهضة 2013-07-22 12:06

بانوراما الثورة المصرية : من مُبارك إلى مُرسي إلى حُكم العسكر
 
بانوراما الثورة المصرية : من مُبارك إلى مُرسي إلى حُكم العسكر

http://static.hibapress.com/upload/2172013-9e7c5.jpg

هبة بريس : الكتاني حميد .



هي مصر الثورة ، هي مصر 1952، هي مصر مبارك ، هي مصر الإخوان ، هي مصر التي يحكمها العسكر ، منذ سنة 1952 ثورة الشعب المجيدة لم تستقر مصر على حال واحدة ن وهذه شيمة مصر ، وميزة شعبها على مدار العصور، فهي مصر المضحكات ن ومصر المبكيات، ومنذ زمن بعيد كتب الحجاج بن يوسف الثقفي إلى طارق بن عمرو وصّية له إن ولاّه أمير المؤمنين أمرَ مصر قائلا : ( لو ولاّك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة ، وهادمي الأمم ،وما أتى عليهم قادر بخير إلا التقموه كما تلقم الأم رضيعها ، وما أتى على قادر بشرّ إلا أكلوه كما تأكل النار أجفّ الحطب ، وهم أهل قوة وصبر وجلدة ، ولا يغرنّك صبرهم ولا تستضعف قوّتهم ، فإنهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ، و إن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه ،فاتقي غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفأها إلا خالقهم ، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض ) هذي هي مصر تخلع مبارك وتنتخب مرسي ،وتخلعه وتنصّب العسكر.

لعبت مصر دورا استراتيجيا في المنطقة العربية، فهي العروبة في معدنها الصافي ،ومنذ الخمسينات وهي رأس على علم ، إلى أن جاء مبارك الرئيس الرابع للجمهورية أكتوبر عام 1981،ليفتح أبواب مصر للطامعين ، فازدادت البطالة وانتشرت الجريمة، فحسب التقرير الذي نشره الصحفي عيد الحليم قنديل ،أن عدد المعتقلين سياسيا وصل إلى ما يقرب 18 ألف معتقلا سياسيا ، ووصل عدد العاملين في المخابرات حوالي 1.7مليون مُخبر،مما يعني أن هناك مخبرا لكي 47 مواطنا مصريا ، ووصل عدد الفقراء 11 مليون يسكنون في مناطق عشوائية متفرقة على شاطئ النيل خصوصا ،وهكذا تضخمت الأزمات حتى انفجرت ، وفي سنة 2005 عاد مبارك لكي يفتح ثروات مصر بعد أن أنهك قواها قوتها في هزيمة حزيران 1967، وعقد اتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل عام 2005 الاتفاقية القاضية بتصدير 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي مقابل ثمن بخس ودراهم معدودات ، مما أثار ردة فعل قضائية من طرف محكمة القضاء المصرية وفي مسرحية دونكشوطية تم الطعن في الحكم وإلغائه، فيكون بذلك قد رحبّ بإسرائيل و من معها قائلا "ادخلوا مصر آمنين " ، وجوّع الشعب المصري في الآن نفسه ، إلى انفجر الشعب في 25 يناير فتمت تنحيته لتبدأ مصر في البحث عن رئيس جديد ، وبعد مخاض طويل في فترة انتقالية وصفها الإعلام العالمي بالعملية القيصرية التي ازداد على إثرها حكم الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي ، الذي لم يجد هواء يستنشقه حتى وجد نفسه تحت وصاية عسكرية قضت بالانقلاب عليه ، ومنذ فترة حكمه التي لم تتجاوز سنة والتيار العلماني يزيد من تحالفاته مع باقي تيارات النظام السابق معتبرا في هذه التحالفات معبرا ورديا يوصله للسلطة .
ـــــ التمرّد العلماني والانقلاب.
منذ انتخابات الرئاسة التي وصفت بالنزيهة،توسّع التحالف العلماني مع أنصار النظام السابق وأصبح هذا التحالف هو الذي يقود العملية الانقلابية على الديمقراطية ويحاول تغيير مسار العملية السياسية ،ويعيد مصر إلى سابق عهدها ،في كلّ خطوة من خطوات المسار الديمقراطي للعملية السياسية ، تمرّدت التحالفات العلمانية على صناديق الاقتراع ،من أجل وضع لعبة سياسية بلا قواعد تحت ذريعة أن الثورة المضادة هي أولى من نتائج الانتخابات ،وهي بذلك تحاول العودة إلى انتخابات سابقة لأوانها.
وبعد فشل العلمانيين في وقف عمل اللجنة التأسيسية الثانية ، والفشل في وقف الاستفتاء على الدستور ،استطاعت تلك القوى من خلال الذراع القضائي للنظام السابق تأجيل انتخابات مجلس النواب الجديد ، وركزت على محاولات إسقاط الرئيس ،لكنها لم تحقق شيئا منها ،عبر مخططات العنف والفوضى، وعبر دعوات لإسقاط الرئيس الشرعي وتشكيل مجلس رئاسي يحكم البلاد لفترة انتقالية ...تعتقد القوى العلمانية وأنصار النظام السابق الوصول إلى الحكم ، نظرا لما يرونه من فشل الرئيس في حل المشكلات العاجلة حسب تصورهم،حيث يراهنون على أن ضغط المشكلات الآنية يوفر لهم فرصة الفوز بمقعد الرئاسة قد لا تكون متاحة لهم عند نهاية فترة الرئيس مرسي.
ــــ الإفشال المُتعمّد
لجأت القوى العلمانية إلى إثارة حالة من التوتّر السياسي وإثارة العنف والفوضى ،وجعل الحرية مطية لإثارة التسيّب ،حتى تفشّل الرئيس وتعرقل أي تقدّم يمكن أن يتحقق،وحتى لا يحقق الرئيس والفريق الحكومي أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، وأبرز نقط الارتكاز عند القوى العلمانية هو تعميق حالة التوتر داخل البلاد ونشر الفوضى والبلطجية لكي تعرقل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتؤخر إصلاح التعليم ،وتضرب حركة السياحة كل هذا من أجل رفع سعر الدولار وهو ما يؤثر سلبا على الحالة المعنوية لعامة الشعب. وفي المقابل ركزت قوى النظام السابق على عرقلة أي محاولة لحل المشكلات العاجلة خاصة مشكلتا الوقود والكهرباء ،والترويج لها والتضخيم منها إعلاميا واستغلالها في الضغط على الرئيس وتصفية الحسابات الضيقة من أجل إسقاط الرئيس.
وبين فلول النظام السابق والقوى العلمانية ظلت المعارضة خارج السياق ، وبدأت تروّج لبرنامجها الانتخابي على حساب الحكومة المنتخبة ،لكن محاولات الإفشال المتعمد للرئيس المنتخب هي محاولات تضم انقلابا ضمنيا على الديمقراطية وانقلابا رسميا على ثورة 25 يناير ،لأن التخريب والعنف ليست ممارسة سياسية بقدر ما هي انقلاب مخطط على العملية الديمقراطية ، حتى تفشل الثورة التي حررت المجتمع وسمحت أن يكون هو صاحب السلطة ،ومن ثمة هزيمة الخيارات الشعبية .

لقد راهن كل من أنصار النظام السابق والقوى العلمانية على إثارة القلق السياسي والأمني بالعنف والفوضى لكي تعمّق من المشكلات وتحدّ من شعبية الرئيس وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين خصوصا ،وبعد ذلك إرغامه على انتخابات سابقة لأوانها ،مما يضرب عمق الدستور الذي تمت المصادقة عليه باستفتاء شعبي واسع ،والذي يقضي بإجراء انتخابات في مواعيدها الدستورية مرتبطة بنهاية الولاية الانتخابية.
ــــ هل فشل الرئيس مرسي ؟
تقرّ كلّ الديمقراطيات العالمية بأنه لا يمكن الحكم على نجاح أو فشل الرئيس قبل نهاية ولايته ،ذلك أن أي رئيس يضع خطة عمل لفترة ولايته كلها ، وليس لعام واحد فقط، هذا فضلا عن كون المشكلات المزمنة لا تُحلُّ من خلال الحلول العاجلة ،لذا فالحكم على الرئيس بالفشل في عامه الأول هو مجرد حكم مرحلي غايته الحد من شعبيته الجماهيرية ، كما ان الرئيس يواجه مشكلات مزمنة ومتراكمة منذ عقود. وحلّ تلك المشكلات في عام غير ممكن أساسا في ظل ما تعرفه الدولة من حالة فوضى حقيقة أفرزتها الثورة وتبعاتها بما في ذلك الاستقرار النسبي، وتردّي أداء الدولة ناهيك عن كون الرئيس يواجه شبكات النظام السابق أي الدولة العميقة المتشكلة عبر عقود مضت ، والتي تقاوم أي إصلاح حقيقي ، من هنا يتبن أن الضغط الزمني هو ذريعة تستغلها القوى العلمانية في الحكم على أداء الحكومة، ففي ظل الحصار الإعلامي المُتعمّد على الرئيس والحكومة أصبح من الصعب على عامة الشعب معرفة ما تم إنجازه ،فالتيار العلماني وفلول النظام السابق وما يقومون به من مخططات العرقلة والإفشال والتعتيم الإعلامي الشامل كلها علامات على أنها تدرك جيدا أن أي نجاح يحققه الرئيس مرسي سيكون ضربة تقسم ظهرهم وتكشف زيف مخططاتهم ، على غرار ما حدث في تركيا ومن جهة أخرى أن هذه القوى العلمانية تدرك أن محاولات الانقلاب على الديمقراطية لن تستمرّ طويلا وإن بقاء الرئيس إلى نهاية ولايته سيتيح له تحقيق النجاح ، وهذا رهين بتحقيق الاستقرار السياسي الذي إن تحقق سيكشف مخططات العرقلة والإفشال مما سيسحق القوى العلمانية ويلحق بها هزيمة حزيران ثانية . تلك هي حال مصر الداخل إليها مهووس بمعرفة ما يجري وسط تعتيم إعلاميّ واحتجاز الرئيس المنتخب وحملة اعتقالات لا نظير لها..والخارج منها "مصر" متأسّف على حالها.







الساعة الآن 18:42

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd