منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   وشم في الذاكرة:جدتي وطقم أسنانها (https://www.profvb.com/vb/t12589.html)

مريم الوادي 2009-12-15 18:41

وشم في الذاكرة:جدتي وطقم أسنانها
 

جدتي وطقم أسنانها وشم في الذاكرة
http://esyria.sy/sites/images/hama/p..._55.image2.jpg
الإهداء:
إلى التي تشرق صورتها في قلبي كما الشمس
إليك يا جدتي ..
************
كنا خمسة أطفال أبناء عمومة،تتراوح أعمارنا بين الثامنة والعاشرة ، نلتقي خلال العطلة ، في بيت جدي بالبادية الممتدة بين سهول تادلة، على ضفاف أجمل باحة من باحات ذكرياتي..
كنا صغارا، نعدو فلا نكل ،ونلهو فلا نمل ،نتسلق الشجيرات،ونغمس أقدامنا في وحل أمنا الأرض،كأننا نأخذ كفايتنا من الحب، ونطفئ ظمأ الشوق إليها، نتيه بين مزارع الفول، والسمسم ،والقطن ،والشمندر..نلتهم مايصلح منها للالتهام كالجراد، وندفن النفايات تحت التربة كي لا يكتشفها عمي مصطفى، خلال جولته التفقدية في المساء..
كان الفضاء لا يتسع إلا لصرخاتنا وهي تعانق شدو الطيور،كنا نحلق بأجنحتنا بعيدا فنعانق السحاب، نعانق الشمس، ثم نسقط على العشب الوثير، نقهقه كما العنادل..صور عزيزة تمر أمامي بكل تفاصيلها كما الشريط..
وكانت جدتي" زهرة" زهرة في بستان طفولتنا ، وعلامة مميزة في مسار ذكرياتنا، تخرج رقعتها الصوفية وسبحتها ،وتجلس تحت الزيتونة، زيتونتها، والويل لمن سولت له نفسه التبول تحتها، او مجرد اللهو بقربها ،كانت زيتونة موقرة وقار وجهها الحبيب..
كنا نرتع نرتع وحين نتعب، نتحلق من حولها لأخذ استراحة قصيرة، فتملي علينا أفكارا وخططا للعب ،وتارة أخرى تحكي ألوانا من طفولتها، فتتنهد تنهيدة عميقة:إيه لولا العجز لكنت ركضت بينكم، وسبقت أسرعكم. ولكنت اختبأت بين الحشائش، ولم يجد لي أثرا ذكيكم..لكن سرعان ما نتفرق من حولها ،منطلقين إلى عالم أرحب من عالمها..
وكان لجدتي طقم أسنان، وكان هذا الأخير علامة أخرى من علامات طفولتنا ،وشامة من شامات ذكرياتنا..
كان الطقم يضيع منها، فتسخرنا للبحث عنه ،وتخصص للذي يجده بيضة .
نتسابق في رحلة البحث عن طقم جدتي، نركض في كل الأرجاء التي قد تكون مرت منها- وهي تدب كالسلحفاة-
فنسمعها تقول:واهيا ،لا تركضوا بقوة ،قد يتكسر الطقم تحت أقدامكم .
نتلطف قليلا ، ونصير نمشي على رؤوس أصابعنا ،خوفا على الطقم النفيس من التكسر..
وبينما نحن مشغولون بالبحث، نسمع صوت خالد وهو يصيح:جدة جدة هاهو لقيتو ورا الدار
نعود أدراجنا مهزومين ،وقد ضاعت البيضة منا.
نولي وجوهنا ناحية زيتونة الجدة ، فنراها وقد استلقت على جنبها ،وغطت في نوم عميق ،وخالد يمد لها الطقم ويزحزحها من كتفها: جدة جدة فيقي هاهو لقيتو..
عبثا حاولنا إيقاظها ،بقيت وخالد بجانبها، بينما ركض الآخرون نحو الدار لنقل خبر نومها.
ظلت جدتي وشما في الذاكرة ،وظل طقمها المخبأ تحت السرير ،في صندوقة والدي، وشما آخرا يؤكد لي خبر موتها.
الحرية
ديسمبر2009
محبتي

أم علاء وعمر 2009-12-15 23:04

رد: وشم في الذاكرة:جدتي وطقم أسنانها
 
رحم الله جدتك غاليتي
و أسكنها فسيح جناته

بوركت و بورك حكيك المتواصل
وفقك الله

لطيفة المزاج 2009-12-15 23:12

رد: وشم في الذاكرة:جدتي وطقم أسنانها
 
السلام عليكم
اسعدني المرور بصفحتك الذهبية
حروفك رسمت حولي اروع النسمات
و احلى الشعارات
لتترجم ما بداخلي
من شوق و حنين
و اروع الميول ما بين الضلوع
من الاشواق
فوق جسر التعابير
لتسافر مشاعري الدافئة
للمة الاحبة
لجدتي الغالية
لتلك الجبال الشامخة
كلماتك تملا الدجى بالنور
تعود بي الى ضفائر الطفولة و مشاعر البراءة
كانها حملت اشواقي
كالطير المهاجر
حروفك تاهت فيها محبتي
و همت بين الحنين و الشوق
فدمعة العين محبة


مريم الوادي 2009-12-16 10:34

رد: وشم في الذاكرة:جدتي وطقم أسنانها
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علاء وعمر (المشاركة 53631)
رحم الله جدتك غاليتي

و أسكنها فسيح جناته

بوركت و بورك حكيك المتواصل
وفقك الله

بارك الله فيك أيتها المحبوبة الغالية
مودتي شكرا لأنك تتصفحين دروب الحرية رغم الجفاء
محبتي

مريم الوادي 2009-12-16 10:36

رد: وشم في الذاكرة:جدتي وطقم أسنانها
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صعبة المزاج (المشاركة 53632)
السلام عليكم

اسعدني المرور بصفحتك الذهبية
حروفك رسمت حولي اروع النسمات
و احلى الشعارات
لتترجم ما بداخلي
من شوق و حنين
و اروع الميول ما بين الضلوع
من الاشواق
فوق جسر التعابير
لتسافر مشاعري الدافئة
للمة الاحبة
لجدتي الغالية
لتلك الجبال الشامخة
كلماتك تملا الدجى بالنور
تعود بي الى ضفائر الطفولة و مشاعر البراءة
كانها حملت اشواقي
كالطير المهاجر
حروفك تاهت فيها محبتي
و همت بين الحنين و الشوق
فدمعة العين محبة

جميل ان يعبرك الآخر نحو نفسه
جميل أن يقابسك ويلامس إحساسك
محبتي لأنك كما الدمعة دافئة التفاعل وحميمة الردود
محبتي


الساعة الآن 00:52

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd