2013-07-29, 15:53
|
رقم المشاركة : 12 |
إحصائية
العضو | | | رد: الكهولة الفكرية |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق
موضوع هادف و هام ألف المفكر العبقري عباس محمود العقاد كتابا سمّاه: التفكير فريضة إسلامية و قد اخترت جملا مفيدة و مناسبة للموضوع: “ليس من روح الاسلام أن يجمد المؤمن على عادة موروثة لأنها عادة موروثة وليس من روحه أن يرفض عادة جديدة لأنها عادة جديدة” “حين يكون العمل بالعقل أمرا من أوامر الخالق يمتنع على المخلوق أن يعطل عقله مرضاة لمخلوق مثله ، أو خوفا منه ، و لو كان هذا المخلوق جمهرة من الخلق تحيط بالجماعات و تتعاقب مع الأجيال .” “والإسلام دين متناسق مستجيب للفهم والموازنة بين الأمور، فهو دين المعجزات في كل شيء، ولكنه ليس بدين المعجزة التي تفحم العقل ولا تقنعه لأنه دين العقل .. والتفكير فريضة فيه” المنطق مقيد بالعقل وليس العقل مقيدا بالمنطق” “والإسلام يضع المعجزة في موضعها من التفكير ومن الإعتقاد فهي ممكنة لا استحالة فيها على الخالق المبدع لكل شيء ولكنها لا تهدي من لم تكن له هداية من بصيرته واستقامة تفكيره..” ― “ “إن العقل الإنساني لا يصاب بآفة أضر له من الجمود على صورة واحدة يمتنع عنده كل ما عداها. فإما أن تكون الأشياء عنده كما تعودها وكرر مشاهدتها إما أن تحسب عنده في عداد المستحيلات، وأدنى من هذا العقل إلى صحة النظر عقل يتفتح لإحتمال وجود الأشياء على صور شتى لا يحصرها المحسوس والمألوف..” “شر الناس في الإسلام من يحرم على خلق الله أن يفكروا ويتدبروا بعد أن أمرهم الله بالتفكير والتدبر وأنبأهم بعاقبة الذين لا يفكرون ولا يتدبرون” “و حين يقول الإسلام للإنسان يجب عليك أن تفتح عينيك و لا تنقاد لما يوبقك مغمض العينين, فكأنه يقول له "يحق لك أن تنظر في شأنك, بل في أكبر شأن من شئون حياتك, و لا يحق لآبائك أن يجعلوك ضحية مستسلمة للجهالة التي درجوا عليها".” “لابد من حق تهون من أجله المشقة.” “العجز عن الاجتهاد والعجز عن الحياة مقترنان” “المسلمون يحتفظون بمكانهم بين أمم العالم ما احتفظوا بفريضة التفكير.” و الإسلام لا يقبل من المسلم أن يلغى عقله ليجرى على سنه آبائه و أجداده و لا يقبل منه أن يلغي عقله خنوعا لمن سخره باسم الدين فى غير ما يرضى العقل و الدين و لا يقبل منه أن يلغي عقله رهبة من بطش الأقوياء و طغيان الأشداء و لا يكلف من أمر من هذه الأمور شططا لا يقدر عليه إذ القراّن الكريم يكرر فى غير موضع أن الله لا يكلف نفسا ما لا طاقة لها به و لا يطلب من خلقه غير ما يستطيعون”
التفكير فريضة إسلامية بالتأكيد...
فعباس محمود العقاد (رائد الفكري العربي) تيقن علم اليقين أن الإسلام بعقيدته وشريعته لن يتغلغل في روح الإنسان وفكره إذا لم يتوصل إليه ويفهمه عن طريق استعمال الفكر والعقل ومعرفة المقاصد الشرعية في كل مجالاته .
وما أخطر على الإسلام من المسلمين الذين يتبعون الدين بالوراثة والإتباع والعادة. “العجز عن الاجتهاد والعجز عن الحياة مقترنان” فعباس محمود العقاد يعتبر الإجتهاد الذي هو استعمال العقل للوصول إلى نتيجة جديدة أوحكم شرعي لمسألة مستجدة فرضها الواقع .يعتبرهذا النوع من الإجتهاد هو الحياة .
فمن لا يملك القدرة على التفكير والتجديد والإجتهاد وبذل الجهد الذهني الفكري إنسان كالميت لا يفرق عنه شيء.
لكن لا بأس أن أشير هنا إلى مسألة هامة وهي قدرة الإسلام على الدعوة إلى التفكير وفي ذات الوقت دعوته إلى اتباع الشريعة واتباع ما أنزل الله تعالى واعتبار الأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم من الثوابت التي لا محيد عنها.
فهذا الخطاب الشرعي جعل كثيرا من الناس الذين لم يستوعبوا عظمة الإسلام ودقة منهجه جعل مجموعة من الناس يرفضون كل اجتهاد (سواء مع النص أو بدونه..) وفي المقابل جعل آخرين يدعون للإجتهاد حتى مع وجود النص الصريح الواضح .
من هنا كان لزاما على المسلم أن يعرف مفهوم وحدود الفكر والإجتهاد .وإلا إذا لم نلتزم بذلك ضللنا الطريق .
أخي توفيق...وأنا أقرأ ما كتبه عباس محمود العقاد ،قلت في نفسي:
ما أحوجنا للرجوع إلى مجد أمتنا ،والإستسقاء من فكر العظماء الذين أبانوا بحق عن فهمهم العميق لسنن الحياة ولمقاصد الشريعة ...
تحيتي...
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |