منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأخبار المنوعة (https://www.profvb.com/vb/f3.html)
-   -   بنخلدون: "انقلاب" مصر اغتال الربيع العربي وفضح النخب الحداثيين (https://www.profvb.com/vb/t125076.html)

صانعة النهضة 2013-07-16 12:30

بنخلدون: "انقلاب" مصر اغتال الربيع العربي وفضح النخب الحداثيين
 
بنخلدون: "انقلاب" مصر اغتال الربيع العربي وفضح النخب الحداثيين

http://t1.hespress.com/cache/thumbna..._851939345.jpg
هسبريس من الرباط
الاثنين 15 يوليوز 2013 - 20:50


وصف رضى بنخلدون، القيادي في حزب العدالة والتنمية، حدث عزل الرئيس المصري محمد مرسي من طرف الجيش، بأنه "ليس فقط اغتيالا لتجربة الانتقال الديمقراطي، بل اغتيالا لحلم آفاق الربيع العربي"، مبرزا بأن ما جرى "يرتبط بصراع استراتيجي في المنطقة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى".
وأكد بنخلدون، في مقال خص به هسبريس، بأن الانقلاب العسكري بمصر كان مؤشرا على فشل النخب التي لم تكن في مستوى المرحلة الراهنة، باعتبار دورها في تحصين الثورات من الانحراف، حيث لا يمكن تفسير "ابتهاج" بعض النخب الحداثية للانقلاب العسكري بمصر، إلا بعمى الإيديولوجيا.
وفيما يلي نص مقال بنخلدون كما توصلت به هسبريس:
***********
فشل النخبة... ونخبة الفشل
المتأمل في الأحداث التي تعيشها مصر هذه الأيام يخرج باستنتاجات وتساؤلات عديدة يمكن اختزالها في بعض العناوين، من قبيل: ما هو الدور الخفي الذي تلعبه القوى الكبرى والإقليمية سواء في تحريك أو تحريف الربيع العربي؟ ما هو سر هذا العداء الكبير لدولة الإمارات أساسا ثم العربية السعودية اتجاه جماعة الإخوان مسلمين؟ ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية بالضبط عدا أمن "إسرائيل"، وما هي رؤيتها الإستراتيجية سواء بالنسبة للنخب العلمانية العربية أو بالنسبة للحركات الإسلامية؟ ما هو الدور الذي تلعبه دولة قطر، وهل من تفسير لسياساتها المتناقضة؟...
أسئلة كثيرة يمكن طرحها، ولكن السؤال الذي بات يفرض نفسه اليوم بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب بمصر هو حول النخبة العربية، وما هو دورها في تحصين الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه مجموعة من الدول العربية، و هل توجد نخبة "رسالية" لا تتأثر بالتفاصيل و التجاذبات السياسية وتحافظ على الاتجاه الصحيح للبوصلة الديمقراطية سواء صعد إلى الحكم، الإسلاميون أو العلمانيون أو اليساريون أو الليبراليون، أو تحالفوا أو اختلفوا فيما بينهم؟
في حديث جمعني مع مجموعة من الأصدقاء الديمقراطيين بالمغرب، الذين يمثلون نموذجا للنخبة المغربية المثقفة، تجاذبنا أطراف الحديث حول ما وقع بمصر، حيث فوجئت بنبرة جديدة في خطابهم. لقد عهدت هؤلاء، رغم اختلافاتنا الإيديولوجية، عهدتهم متشبثين بالمبادئ الديمقراطية، كما أن سنين من الحوار القومي الإسلامي والتدافع الفكري بين الإسلاميين واليساريين والليبراليين وغيرهم، جعلت الجميع يقتنع بأن الدفاع عن الديمقراطية و الاحتكام إلى صناديق الاقتراع و احترام حقوق الإنسان، كلها عناوين جيدة لتمنيع الذات العربية من أي انزلاق نحو الشمولية و الدكتاتورية و الإقصاء الذي عانى منه المناضلون الشرفاء كل من موقعة و في سياقات مختلفة. لم يكن يتصور أحد من هؤلاء، أن الدفاع عن الانقلابات العسكرية ممكن، أو أن تبرير اعتقال رئيس منتخب بشكل ديمقراطي جائز، و أن التماهي مع فلول الأنظمة التي أبادها الربيع العربي وارد. ما الذي حدث؟
يقول هؤلاء إن الرئيس مرسي يجني ما حصد، فجميع القوى الوطنية و الديمقراطية دعمته ليفوز على أحمد شفيق، ولكنه استأثر بالسلطة منذ إصداره للإعلان الدستوري و عدم إشراكه هذه القوى الوطنية في تدبير هذه المرحلة الدقيقة التي تمر منها مصر، وصياغة دستور يستجيب لرغبات الجماعات الإسلامية دون غيرها، وتعيين مقربين منه ومن جماعته في مناصب المسؤولية، وعدم قبوله للحلول التي كانت مقترحة لحل الأزمة ، إلى غير ذلك....

بغض النظر عن صحة هذه التهم، و هي بالتأكيد ليست ضرورة بالشكل الذي تطرحه المعارضة، فإننا نقول: و هل الجواب على الأزمة هو الانقلاب العسكري، وإذا كان الانقلاب ضروريا فهل كان ضروريا اعتقال الرئيس و 300 عضو من جماعة الإخوان وإغلاق قنوات فضائية وقمع للحريات، وإذا كان ذلك ضروريا فهل يمكن أن نقبل استعمال الجيش للذخيرة الحية ليقوم بمجزرة لمتظاهرين سلميين...و هم يصلون؟
إننا نعتقد أن الموضوع أكبر بكثير من بعض "الدفوعات الشكلية" التي تتقدم بها المعارضة، فمجريات الأحداث تؤكد أن الموضوع يتعلق باغتيال تجربة الانتقال الديمقراطي، بل اغتيال حلم آفاق الربيع العربي، والموضوع يرتبط بصراع استراتيجي في المنطقة بين السعودية و الإمارات من جهة و قطر من جهة أخرى، ويعلم الجميع أن "إسرائيل" تنظر بعين الريبة لصعود الإسلاميين للسلطة في دول الربيع العربي وهي غير مرتاحة لوضع تعتبره تهديدا لأمنها القومي، وقد فطن الإسلاميون و القوميون لهذا المعطى الاستراتيجي ولذلك كثفوا التنسيق بينهم، و تركوا الخلافات وراءهم، وبرزت أسماء يرجع لها الفضل في نجاح الحوار القومي الإسلامي، من قبيل منير شفيق و معن بشور وعبد العزيز السيد رحمه الله ومحمد يتيم وخالد السفياني وعبد الصمد بلكبير، وحمدين صباحي ومنصف المرزوقي وراشد الغنوشي ومصطفى الرميد وأسامة حمدان وفهمي هويدي وغيرهم.
إنني لا أرى تفسيرا ل"ابتهاح" بعض النخب الحداثية للانقلاب العسكري بمصر، إلا أن الايدولوجيا أعمت الأبصار، وتمت التضحية بالمبادئ على حساب الشوفينية الضيقة، وكأن لسان حالهم يقول: إذا كانت نتيجة التدخل العسكري هي إزاحة مرسي وجماعة الإخوان مسلمين، فلا بأس من ذلك، ولتبرير ذلك فهم يتحدثون مرة عن أخطاء مرسي، ومرة عن "الجماهير" التي نزلت للتحرير، و يغمضون العين عن جماهير رابعة العدوية، أو نهضة مصر، أو غيرها من الساحات حيث الحشود المليونية المؤيدة لمرسي.
إن نقطة قوة الربيع العربي هي نقطة ضعفه في آن واحد. نقطة القوة هي أن الربيع العربي لم يكن وراءه زعيم و لا حزب و لا جماعة، وبالتالي فإن الشباب التواق إلى التغيير أخذ زمام المبادرة بيده، و تجاوز الحسابات السياسية التي تأخذها عادة الأحزاب السياسية بعين الاعتبار، ولكنها نقطة ضعف كذلك لأن إمكانية "توجيه" الفورة الشبابية نحو هذا الاتجاه أو ذاك، تبقى قائمة، و قد يؤدي هذا "التوجيه" إلى إفراغ الثورات العربية من مضمونها، و أعتقد أن هذا بالضبط ما وقع بمصر، حيث أريد ل30 يونيو أن تنسخ 25 يناير.
يجب الاعتراف بأن الذين خططوا لهذه 'الردة" الديمقراطية قد نجحوا على عدة مستويات. لقد نجحوا في إخراج "شعب ضد شعب"، و نجحوا في *** إعلامي متواصل ومحترف استطاع أن يصور جماعة "الإخوان المسلمين" أنها أصل الشرور حتى كدنا نتعاطف مع مبارك و بنعلي، بل كدنا ننسى "إسرائيل"، أليس عدونا هو جماعة الإخوان؟ كما نجحوا في تصوير الانقلاب العسكري بأنه استجابة لطلب شعبي ليس إلا، و لكن أخطر ما نجحوا فيه هو "إقناع" جزء من النخبة بحتمية الانقلاب... ولكنها نجاحات إلى حين.
إن دور النخب في تحصين الثورات من الانحراف أمر في غاية من الأهمية، إلا أن ردود أفعال مجموعة من النخب حول أحداث مصر تظهر أنها لم تكن في مستوى المرحلة، بل نقول ببساطة إنها... فشلت، والتاريخ يسجل.



الساعة الآن 06:49

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd