المشاركة 7: objectif تلاميـــــــــذ و لــــــــــكن..! وقف التلاميذ الداخليين في طابور قاعة الأكل لتناول وجبة العشاء . تلاميذ الطاولة رقم تسعة معروفون بقصصهم المتوالية لأساليب احتلال مجموع الأكل بطرق غريبة و رهيبة .. إنهم في سباق دائم .. من يصل أولا ..! جلسنا على الطاولة رقم اثنان كالعادة، نوزع الأواني و الأكل....رائحة الطهي تستنفر لعابنا و أهازيج الأواني التي نحن إليها كما يحن الرضيع إلى ثدي أمه....و كعادته.. يصل حميد صاحب البنية الضخمة متأخرا، يحمل معه ما لذ من الطعام الجاهز و حتى العصائر و المشروبات.. ــ يقال أن هذا من فضل أخته الموظفة المجاورة للداخلية ـــ...يجلس ، يبتدئ بالأكل العام ..بعدها يشرب المشروبات بشراهة ثم يبدأ في انتقاد أكل الداخلية بكل أوصاف القدح ..حتى أنه قال : الخنازير تفضل الموت جوعا على أن تأكل هاته القمامة .ثم يلتهم الأكل الخاص . و بعد انتهاء الآخرين . يفترس ما تبقى عليهم.... مشهد غريب لكنه حقيقة! . بعد ما خرج حميد .. بدأنا حوارا حول تصرفاته .. و اتفقنا على سيناريو لاختبار ذوقه. في اليوم التالي و بعد توزيع الأواني و الأكل . وضع كل واحد منا شيئا في وجبة حميد من أوراق الأشجار الى. ... الماء ..و في ظل تلك الطقوس ..دخل صاحبنا و نظم هجائه كالمعتاد لوجبتنا العزيزة ...ثم بدء الحوار بيننا : الأكل رائع هذا اليوم!...الله..!! ماذا حدث يا زروال و أنت عضو بلجنة المطبخ !؟..رد زروال : لقد تم تغيير طاقم الطباخين بعد إحالتهم على التقاعد. . الجميع ينوه بروعة الطبخ ..و بعد قليل صاح حميد و هو يأكل ..ألم أقل لكم أن الطبخ كان رديئا .. و الآن أراه جد شهي و لذيذ!.. إننا في فندق خمسة نجوم !.. كان الموقف صعب .. الجميع يريد أن ينفجر ضحكا ..و بعد قيام حميد للذهاب . طلب منه زروال الجلوس ليوضح له ما حدث . انفجر غضبا و سخطا فبدأ يلعن الجميع و قرر مغادرة الطاولة رقم اثنان... تحت صراخ و ضحك الجميع... و في خضم غرائب هاته الداخلية الشهيرة .. كان حمو صاحب الذاكرة العجيبة القادرة على الحفظ بشكل لا يصدق .. و فريد صاحب القدرة الخارقة على الإقناع . و ذات ليلة و أنا جالس على سريري جاءني فريد وهمس لي : أريد أن تنفد معنا حكاية مضحكة لحمو ..أجبته .. و لكن أعرف الحكاية و دوري فيها ..أولا. اتفقنا جميعا و عرف كل منا دوره. في الليلة الموالية .. حمو مستلقي على سريره. ... فريد : السلام عليكم ..كيف حالك ؟ حمو : و عليكم السلام .. الحمد لله . فريد:.. لدي كتاب الدمياطي تركه لي جدي رحمه الله... و لكن للأسف لا أستطيع الحفظ لأتمكن من استخدام الجن و بالتالي الحصول على ما أريد.. إنه إرث ثمين . حمو : كفى من الخزعبيلات! !.. الدمياطي ..الجن .. هههههه ههههههه. فريد : إذا كنت لا تصدق ، جرب و سترى ... فهاته فرصتك و أنت الشهير بالحفظ ــ يا كريدا ــ ثم قال له انتظر سأذهب و آتي بصفحة من الكنز.. الدمياطي المزعوم .. انتظر حمو على أحر من الشوق .. فجأة ظهر فريد يحمل المفتاح السحري . و بما أن حمو كان في السرير الأعلى ، جلست في السرير الأسفل و بيد قلم جاف و ورقة . قال فريد..ربما لا تستطيع حفظ الفقرة الصغير لأنها مكتوبةبشكل غير معتاد مثلا : مطقهسمؤلابي ... استطرد حمو بكل جرأة .. لن أكون ــ كريدا ــ إذا لم أحفظها . فريد: أكتب في يدك اليمنى... سأملي .. و قل بسم الله ... حمو يكتب بسرعة.. انتهت الفقرة المزعومة و هي من خيال فريد.. الذي قال أنه سيعود بعد الحفظ . و بعد ربع ساعة ، عاد : هل حفظت الدمياطي . أجابه حمو : نعم .. المسألة بسيطة للغاية .. فريد: احترس من الخطأ فالجن خطرون .. أنا خائف .. و لهذا لم أقربه .. حمو : لا تعبأ ... الآن أنا جاهز .. استطرد فريد لنجرب الآن . بعد سؤالي ..عليك قراءة الدمياطي سرا و سترى الجواب مقروءا أمام عينيك.. و قبل البدء سأكتب اسم أمي في ورقة أعطيها عبد الرحمان تحت مراقبتك و لن يكشف عنها إلا بعد جوابك. مفهوم ؟.. إذن لنبدأ : ــ هل تعرف اسم أمي ..؟ حمو يقرأ سرا الفقرة.. ثم يجيب و هو واثق من نفسه تماما : عــائشة!. في نفس الوقت يقفز فريد متاظاهر ابالفرح و كتبت بسرعة الاسم خفية و أعطيته لحمو المنبهر بالحدث . فقلنا له اقرأ الورقة فيجيب: ع..ااائشة..!!.فيصرخ ضاحكا و ترك سريره ..أخيرا! سأعرف ماذا يجول في أدهانكم . و قام بنفسه بتجريب العملية لكن مع تلاميذ كانوا عناصر من المجموعة المكونة للحكاية . لقد صدق فعلا أنه عراف محترف .. و لما حان المساء طلبت من رفاقي في الحكاية مواجهة حمو بالحقيقة و أن الأمر مجرد مسرحية هزلية.. رفضوا و قالوا علينا الاستمتاع ليوم آخر.. فقررت الذهاب و مصارحته بالحقيقة ... فاجئني قائلا : هذا حسد ... و أنا أعرف ما يجول في رأسك الآن..اتركني و شأني. أحسست بالصدمة و خطورة ذلك الفعل الذي تحول إلى كابوس...و استمر على حاله حتى خارج المؤسسة...و بقي لي إقناعه بواسطة الأوراق المكتوبة بخطي . هنالك شعر بأن التمثيلية لا تعدو إلا أن تكون حكاية تلاميذ داخليين .. المواقف المضحكة و المأسوية أحيانا .. ماهي إلا أسلوب الداخليين لتجاوز الملل ... و الصعوبات المادية كحالة عيدي الذي كان يعيش حالة انفصام فهو بالنسبة للتلاميذ الخارجين أستاذ متدرب.. و بالنسبة للداخليين بائع السجائر الموضوعة داخل ـ مليط ـ أنيقة . و حكايته طريفة بحيث يخرج قبل الوقت ببذلة و ربطة العنق بشكل راق . فيسلم على الخارجيين فيجلسون حوله و يحدثهم عن التوجيه بعد الباكلوريا ... و ذات مساء و هو في أوج أدائه لدور الأستاذ بشكل ممتاز ..حدث ما لم يكن في الحسبان . انفتحت ــ الماليط ـ !!و باحت بالسر العجيب ..فتطايرت علب السجائر و ارتفعت معها صيحات و قهقهات كل الحاضرين و انكشف المستور...و لحظات مأسوية دفعته لتخلي عن كل أدوات مسرحيته و اعتبر دوره انتهى قبل نهاية العرض.. حميد..فريد ..حمو ..عيدي ...كلنا كنا شخصيات مواقف يومية تمليها حيثيات الزمان و المكان ... أحداث و أحداث يجمعها تفاعل تلاميذ داخليين من بيئات مختلفة كانوا يدرسون بجد و لكن مشاغبون ... فعلا ..! |
رد: المشاركة 7 BITAWFI9 |
رد: المشاركة 7 حظا موفقا |
رد: المشاركة 7 واقع التلميذ الفقير الذي يسكنني جعلني اعيد القراءة ...اتمنى لكم التوفيق |
رد: المشاركة 7 تبارك الله عليك أتمنى لك حظّا سعيدا خالص تقديري |
الساعة الآن 09:02 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd