تأتي وترحل بعد كل لقاء
وقبل رحيلها
تتمنى دوما
تنتشي
بمحياها
وبعطرها
عند أي لقاء
&&&
تنسى كأنك في صحاري قاحله؟
وتمر عليك القطارات دوسا
تتناسى واهما أرضا وناسا
وتسألها ما لها راحله؟
&&&
تأتي وترحل الصحراء
ومن طرفها يولد الساحل
تأتي وترحل الصحراء
ليمتصه طرفها القاحل
&&&
تتخشب الأعضاء
والافكار
والإحساس
يوما بعد يوم ، بعده...
تتناسخ الأيام
هاربة صباحا ومساء
&&&
ستعود
ذا وعد تقاسمه فؤادا هائما
وتعود هي
لقصيدك اللفظ الذي
تلقيه ملتهبا
وينفذ ساهما

رائع هذا التزاوج والتناسل في الطبيعة بين اقدام ورحيل ...
النص حركي جدا باستعمال الفعل المضارع غالبا ..فضلا عن صور شعرية جميلة مزجت بين الحقيقة والوهم ..وفعل الإحلال هنا هو الذي يخلق الصورة الفنية، ليمتلئ قلبك بالغزل، وينبثق الفعل المضارع (تنسى ، تتناسى ،تأتي ، تتخشب ، تلقي ، تنفد) في فاعلية الذات التي تحيل العالم إلى طلقة في بيت النار، فاعلية من اجلك حين تسخر عناصر الوجود ليكون, تمارس أخي أبو سامي دور ساحر القبيلة في فعل المضارعة التي تحيل العالم إلى كائنات مداهنة لروحك، فأحس أنك تسخر من الطبيعة ومنها سيدة قصيدتك ..الرحيل .

شكرا لك فقد أبدعت

يسرني تعليقك جدا أخي حميد، فقد كنت دقيقا جدا في قراءتك لهذا النص ، فقد كنت قريبا جدا من عالمي وكأنك كنت إلى جانبي أثناء رسم حروف هذا النص. تسرني كثيرا رؤيتك النقدية المتميزة هذه . تحياتي