2013-06-16, 22:18
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | أشجار أردوغان وغابات بشار أشجار أردوغان وغابات بشار | أشجار أردوغان وغابات بشار هشام تسمارت ا أبَى عاهرُو الضمِير، إلَّا أن ينتصروا لإيديلوجياتهم، فِي أحداث تقسِيم التِي عرفتهَا مدينَة اسطنبول التركيَّة، على إثرِ همِّ قرار حكومِي بإعادة تأهيل السَّاحة، وأنشؤُوا يغدِقونَ على رئيس الوزرَاء التركِي، الذِي جعل من بلاده مفخرةً اقتصاديَّة وعلميَّة، صفات الاستبداد والعنف، وكأنهُ من فصيلَة الزعمَاء الذِين يرفعُ أزلامهُم شعارات من قبيل "الأسد أو نحرق البلد". من حيثُ المبدأ، لا غرابَة فيمَا تعرضَ لهُ حزبُ العدالَة والتنميَة، من حملَة مسعُورة، رامت النيل من عظمَة التجربَة التركيَّة، إذَا ما استحضرنَا ما لقيهُ المصباح من مضايقات، منذُ انبثاقه عن حزب الفضيلة الإسلامِي الذِي كانَ يتزعمه نجم الدين أربكان، وخروجه سالماً فِي 30 يوليُوز عامَ 2008 من دعوَى لدَى المحكمَة الدستورية كانت تتجهُ إلى حلِّه بمسوغ جر البلاد بعيداً عن المسَار العلمانِي الذِي رسمهُ مصطفَى كمال أتاتورك ابتداءً من 1925. بعض الإسلاميين أوجدُوا فِي الحملة التِي تقاد ضدَّ الرجل العظيم، أردوغان، مناسبة لرمي العلمانيَّة بالحجر، وتصويرها كمَا لو أنها ضرة الديمقراطيَّة والشرعيَّة، وهوَ ربطٌ لا يستقيم، إذَا ما علمنَا أنَّ المفكر الراحل، محمد أركون، قد أقامَ حدوداً فاصلَةً بينَ العلمانيَّة، كنظام حكمٍ يحولُ دونَ توظيف الدين لمآربَ سياسيَّة، وبينَ العلمانويَّة كنظامٍ يحيدُ عن مقاصده بالتوجه إلى التضييق على حريَّة التعبد، فِي أنساق حكمٍ أبعدُ ما تكونُ عن الديمقراطيَّة. ورغمَ نفع ثمارها، إلَّا أنَّ تجربَة أتاتورك فِي هذَا المجال تبقى شاهدة على ذلك النمط العلمانوِي، شأن تجربَة عربيَّة تداعت قبل عامين، قادهَا الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علِي. ومن المثير للشفقَة، أنَّ مؤيدِي السافل، "بشَّار الأسد"، خرجُوا على عجلٍ إلى شوارع اسطنبول لدعم مطالبِ محتجين حركهم الشجر، فيمَا يُبادُ إخوانٌ لهم بكل ربوع سوريَة لأنهم لم يقبلُوا بحكم الطَّاغيَة، بعدما انتشَى على جثث مئات الآلاف من القتلَى، وملايين الجرحَى واللاجئين، وآلاف الأسرَى المحقونين بالسيدَا، وكأنَّ كلَّ جرائم العصر التِي اقترفها الأسد بمساندة "محور الشر"، إنمَا أتى عليها ابن حيِّ قاسم بَاشَا. أمَّا في المغرب، ففضحت أزمة الأشجَار التركيَّة آخر القلاع المأدلجَة للمطرقَة والمنجل، بخروج الجمعيَّة المغربيَّة لحقوق الإنسان، ببيان تردُّ فيه على أردوغَان، وهيَ التِي لم تجسر طيلة عامين من عمر التنكيل بالشعب السورِي، أن تصوغَ بياناً محترماً يليقُ بهول الجرائم التِي تقترفُ يومياً، لأجل كرسِي الزعيم البعثِي. قد نستَاءُ من المسار الذِي آلت إليه الأمُور فِي سوريَة، وقد نرفضُ دخُولَ ****يين على الخطِّ، لأنهم يقاتلون النظام انطلاقاً من بواعث مذهبية بعيدة عن الديمقراطيَّة، وقد نشجبُ تدخل دولَ خليجيَّة تحكمها أنظمَة عشائريَّة متخلفَة، لكنَّ مَا منْ شيءٍ يسوغُ أن نفعلَ ذلكَ، دونَ الإقرار بدرجَة الوحشيَّة التِي بلغها النظام السورِي فِي القتل. لكن ماذَا عسَانَا أن نفعلَ وقد استحالت جامعاتُنا مصانعَ لتصبير معلبات إيديلوجيَّة قادرة على أن تشرعن كلِّ أشكال العنف والإرهاب، انتصاراً للإيديلوجيَا، وتقرنَ بوقاحَة بينَ أشجار اسطنبُول وغابات دمشق الداميَة | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=653965 |
| |