منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى منهجيات وطرائق التدريس (https://www.profvb.com/vb/f344.html)
-   -   مقاربة الغش في مدارسنا... (https://www.profvb.com/vb/t122236.html)

بالتوفيق 2013-07-04 08:02

رد: مقاربة الغش في مدارسنا...
 
موضوع حيوي و هام
أحسنتم و أحسن الله إليكم.

ركيزتان أساسيتان لعلاج الغش في التعليم و في المجتمع

العدل
في شموليته و تفاصيله

منظومة التعلُّم
بكل مستوياته


أما القوانين الزجرية و طرق الحراسة و تقنياتها إنما هي علاجات وهمية و مسكنات لأصل الداء
و تدخل في إطار الحملات الموسمية التي اعتدناها في كثير من المجالات


بالتوفيق 2013-07-04 08:06

رد: مقاربة الغش في مدارسنا...
 
منقـــــــــــول

صناعة الغباء في نظامنا التعليمي
ــ بقلم نورالدين الطويليع


جندت وزارة التربية الوطنية كل قدراتها التربوية والإعلامية والقانونية من أجل "بكالوريا نظيفة" لا يدنسها الغش وتضع المتعلمين على المحك لبلورة قدراتهم الفكرية والمنهجية والمعرفية حتى يتأتى لهم "الفوز والتتويج" اعتمادا على مبدإ الاستحقاق والكفاءة العلمية.
الفكرة تبدو للوهلة الأولى وجيهة، باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح لتقويم الاعوجاج الخطير وعلاج الداء العضال الذي ألم بنظامنا التعليمي دون أن يبرحه في مرحلة البكالوريا، بيد أن توقيتها لم يكن مناسبا، إذ كان من المفروض أن تسبقها، وعلى مدار السنة الدراسية أنشطة وندوات وحملات إعلامية لتوعية التلميذ بعواقب الغش على المستوى التربوي بعيدا عن الزجرية والعقاب حتى يتهيأ نفسيا للواقع الجديد، وينخرط فيه بتلقائية وعفوية دون أن يبدي مقاومة ورفضا.
هذا إضافة إلى أن الإجراء سلط على المصب، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن ينطلق من المنبع، أي منذ التحاق الطفل بالمدرسة، لا أن نعمل لسنوات على تربيته على الغباء المتمثل في تبخيس التعلم لديه من خلال مقررات دراسية فارغة وعتبة نجاح لا تتوفر على غربال وتسمح بمرور من هب ودب، وتمكينه من التغيب المتواصل عن الدراسة، حتى أصبح الغياب هو القاعدة والحضور استثناء لدى كثير من متعلمينا، والسماح بالتحاقه بعد كل انقطاع بدعوى محاربة الهدر المدرسي، وتعويده على البساطة والتواضع الذهني بعيدا عن إعمال العقل وبذل الجهد الفكري في الامتحانات الإشهادية من خلال أسئلة تصل حد الابتذال والسماجة من قبيل أن يذيل نص في الامتحان الموحد الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي في مادة اللغة العربية بمصدر النص مع ذكر جنسه، ثم يطلب من المتعلم تحديد جنس النص اعتمادا على الإحالة الواردة في نهايتهَ!!!، والأمثلة على أسئلة الغباء كثيرة، وتحضر في مختلف المواد، وفق صورة تعيد إلى الأذهان ما كنا نتداوله ونحن صغار من طرائف ونكت عن الاستبلاد المسلط على الشعب الليبي من قبيل كتابة يمين/ يسار على فردتي الحذاء.
هذا دون أن نغفل الفراغ القانوني والتربوي الكبير الذي يجعل المدرس في حيص بيص كلما عن له مشكل مع تلاميذه، مثل عدم إحضارهم للمقررات الدراسية، أو تقاعسهم عن مراجعة دروسهم، أو الانصراف عن الانتباه لحصة الدرس، ليتخذ السواد الأعظم من المدرسين من مبدإ معالجة الأزمة بتركها المنهج الدائم كرد فعل على ضبابية التشريع المدرسي بهذا الصدد.
إن "الإنزال" الذي قامت به الوزارة لمحاربة الغش في امتحانات البكالوريا يشبه إلى حد كبير ترك طفل في حياة برية متوحشة بين الحيوانات بعيدا عن الجنس الآدمي، حتى إذا شب عن الطوق عاقبناه على سلوكاته بدعوى أنها حيوانية ولا تمت إلى الإنسان بصلة!!!
لقد كان حريا بالسلطات التربوية أن تحجز المتعلم عن السقوط في مستنقع الغباء منذ اليوم الأول لالتحاقه بالمدرسة، أما أن تغض الطرف وتتركه يفعل ما يمليه عليه هواه ( غش في الامتحانات الإشهادية ـ غياب متكرر ــ إهمال للدروس) حتى إذا اقترب من نقطة الوصول أمر بالانضباط حتى لا تضبطه كاميرات الرصد المثبتة هناك متلبسا، فهذا مما لا يقبله المنطق السليم والعقل الرصين، إذ لا يمكننا أن نصنع الغباء ونعلم الغباء، ثم ننزل العقوبة على من علمناه إياه، إلا إذا كنا نضع في اعتبارنا تبرئة الذمة والظهور أمام المؤسسات الدولية والعالم الخارجي بمظهر الحازم الغيور على المنظومة التربوية

صانعة النهضة 2013-07-04 10:04

رد: مقاربة الغش في مدارسنا...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق (المشاركة 658937)
موضوع حيوي و هام
أحسنتم و أحسن الله إليكم.

ركيزتان أساسيتان لعلاج الغش في التعليم و في المجتمع

العدل
في شموليته و تفاصيله

منظومة التعلُّم
بكل مستوياته


أما القوانين الزجرية و طرق الحراسة و تقنياتها إنما هي علاجات وهمية و مسكنات لأصل الداء
و تدخل في إطار الحملات الموسمية التي اعتدناها في كثير من المجالات



بالفعل أخي بالتوفيق بارك الله فيك ...
الغش ظاهرة ككل الظواهر الإجتماعية والسلوكية الأخلاقية التي يمكن القضاء عليها أو تقليصها (على الأقل) لكن الأهم في عملية الإصلاح هو الرجوع لمعرفة منبع الداء...إذ القاعدة تقول إذا عرف الداء عرف الدواء...
فلو رجعنا لمعرفة أسباب الغش كظاهرة متجدرة في بناء عقل التلميذ لوجدنا أن العاملين الذين ذكرتهما لهما أكبر الأثر في تعميق هذه الظاهرة بل تعميق ما ثقافتها لدى الناشئة...فالكل مقتنع أن من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في كرسيه
إلى غير ذلك من تعزيز ونشر ثقافة الغش وصنع مزيد من الغباء والفراغ الفكري...
أخي بالتوفيق شكرا على إضافتك التي أنارت الموضوع وزادته قيمة وأهمية
تحيتي...

صانعة النهضة 2013-07-04 10:11

رد: مقاربة الغش في مدارسنا...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق (المشاركة 658938)
منقـــــــــــول

صناعة الغباء في نظامنا التعليمي
ــ بقلم نورالدين الطويليع


جندت وزارة التربية الوطنية كل قدراتها التربوية والإعلامية والقانونية من أجل "بكالوريا نظيفة" لا يدنسها الغش وتضع المتعلمين على المحك لبلورة قدراتهم الفكرية والمنهجية والمعرفية حتى يتأتى لهم "الفوز والتتويج" اعتمادا على مبدإ الاستحقاق والكفاءة العلمية.
الفكرة تبدو للوهلة الأولى وجيهة، باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح لتقويم الاعوجاج الخطير وعلاج الداء العضال الذي ألم بنظامنا التعليمي دون أن يبرحه في مرحلة البكالوريا، بيد أن توقيتها لم يكن مناسبا، إذ كان من المفروض أن تسبقها، وعلى مدار السنة الدراسية أنشطة وندوات وحملات إعلامية لتوعية التلميذ بعواقب الغش على المستوى التربوي بعيدا عن الزجرية والعقاب حتى يتهيأ نفسيا للواقع الجديد، وينخرط فيه بتلقائية وعفوية دون أن يبدي مقاومة ورفضا.
هذا إضافة إلى أن الإجراء سلط على المصب، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن ينطلق من المنبع، أي منذ التحاق الطفل بالمدرسة، لا أن نعمل لسنوات على تربيته على الغباء المتمثل في تبخيس التعلم لديه من خلال مقررات دراسية فارغة وعتبة نجاح لا تتوفر على غربال وتسمح بمرور من هب ودب، وتمكينه من التغيب المتواصل عن الدراسة، حتى أصبح الغياب هو القاعدة والحضور استثناء لدى كثير من متعلمينا، والسماح بالتحاقه بعد كل انقطاع بدعوى محاربة الهدر المدرسي، وتعويده على البساطة والتواضع الذهني بعيدا عن إعمال العقل وبذل الجهد الفكري في الامتحانات الإشهادية من خلال أسئلة تصل حد الابتذال والسماجة من قبيل أن يذيل نص في الامتحان الموحد الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي في مادة اللغة العربية بمصدر النص مع ذكر جنسه، ثم يطلب من المتعلم تحديد جنس النص اعتمادا على الإحالة الواردة في نهايتهَ!!!، والأمثلة على أسئلة الغباء كثيرة، وتحضر في مختلف المواد، وفق صورة تعيد إلى الأذهان ما كنا نتداوله ونحن صغار من طرائف ونكت عن الاستبلاد المسلط على الشعب الليبي من قبيل كتابة يمين/ يسار على فردتي الحذاء.
هذا دون أن نغفل الفراغ القانوني والتربوي الكبير الذي يجعل المدرس في حيص بيص كلما عن له مشكل مع تلاميذه، مثل عدم إحضارهم للمقررات الدراسية، أو تقاعسهم عن مراجعة دروسهم، أو الانصراف عن الانتباه لحصة الدرس، ليتخذ السواد الأعظم من المدرسين من مبدإ معالجة الأزمة بتركها المنهج الدائم كرد فعل على ضبابية التشريع المدرسي بهذا الصدد.
إن "الإنزال" الذي قامت به الوزارة لمحاربة الغش في امتحانات البكالوريا يشبه إلى حد كبير ترك طفل في حياة برية متوحشة بين الحيوانات بعيدا عن الجنس الآدمي، حتى إذا شب عن الطوق عاقبناه على سلوكاته بدعوى أنها حيوانية ولا تمت إلى الإنسان بصلة!!!
لقد كان حريا بالسلطات التربوية أن تحجز المتعلم عن السقوط في مستنقع الغباء منذ اليوم الأول لالتحاقه بالمدرسة، أما أن تغض الطرف وتتركه يفعل ما يمليه عليه هواه ( غش في الامتحانات الإشهادية ـ غياب متكرر ــ إهمال للدروس) حتى إذا اقترب من نقطة الوصول أمر بالانضباط حتى لا تضبطه كاميرات الرصد المثبتة هناك متلبسا، فهذا مما لا يقبله المنطق السليم والعقل الرصين، إذ لا يمكننا أن نصنع الغباء ونعلم الغباء، ثم ننزل العقوبة على من علمناه إياه، إلا إذا كنا نضع في اعتبارنا تبرئة الذمة والظهور أمام المؤسسات الدولية والعالم الخارجي بمظهر الحازم الغيور على المنظومة التربوية


دائما في ممارستي للعملية التعليمية التعلمية أحس بأن مناهجنا ...وبأن طرائقنا وبيداغوجياتنا المستعملة تلعب دورا كبيرا بل وطلائعيا في صناعة الغباء.

مهما نقول أن المنظومة التعليمية اليوم تراهن على أن المتعلم هو محور العملية التعليمية...لكن على أرض الواقع:أين يتجلى ذلك؟؟
هي مقررات ومناهج محشوة بالمعلومات يطلب من المتعلم أن يحفظها ويستوعبها ليعيدها إلى الأستاذ يوم الإختبارات...فأين يتجلى تمحوره في العملية التعليمية؟؟؟

على العكس ...ما يزال المتعلم يتلقى بكل سلبية ويطلب منه استرجاع ما تلقاه...أليس هذا صناعة الغباء؟؟؟

أليس هذا إعادة صناعة العقليات السائدة؟؟؟
أخي بالتوفيق...تقبل مني رأيي المتواضع في الموضوع...هو قابل للصح وقابل للخطأ

فإن أخطأت اعذروني...بل وقوموني...جزاكم الله خيرا.

بالتوفيق 2013-07-04 21:30

رد: مقاربة الغش في مدارسنا...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة (المشاركة 658966)
دائما في ممارستي للعملية التعليمية التعلمية أحس بأن مناهجنا ...وبأن طرائقنا وبيداغوجياتنا المستعملة تلعب دورا كبيرا بل وطلائعيا في صناعة الغباء.

على العكس ...ما يزال المتعلم يتلقى بكل سلبية ويطلب منه استرجاع ما تلقاه...أليس هذا صناعة الغباء؟؟؟

أليس هذا إعادة صناعة العقليات السائدة؟؟؟
أخي بالتوفيق...تقبل مني رأيي المتواضع في الموضوع...هو قابل للصح وقابل للخطأ

فإن أخطأت اعذروني...بل وقوموني...جزاكم الله خيرا.


كلام صحيح و وضع معيش و واقع بئيس

سيدتي الفاضلة
إن تواضعكم تاج مكلل و دليل على عمق في التفكير و مقدرة و كفاءة كبيرين، وفقكم الله و زادكم عزا و تألقا و توهجا


إن كل ممارس في قطاع التدريس يدرك ذلك تماما

فالنظام التعليمي كرّس مبدأ المصلحة في الدراسة
و النقطة بالمعامل
و تتبع المادة حسب مكانتها في الامتحان
النمطية في مواضيع الامتحانات جعل التدريس يقترن بالتلقين و كرّس تبليد التلاميذ و جعلهم أدوات لإعادة ما يعطى لهم
و غيّب مبدأ الاستقراء و التحليل و الاستنباط و الاستنتاج بل غيّب مبدأ التفكير عامة
فالتلميذ الحالي على العموم ليس له علم و إنما مزود بمعلومات

المشكلة ليست في المناهج الدراسية و لا في طول المقررات و لا في المستوى الإدراكي للتلاميذ و لا حتى في طرق التدريس
(هي مشاكل موجودة و اعتاد عليها المدرسون و تكيف معها المحترفون منهم )
المشكل يتجمع و يتضخم في منظومة التقويم و الفروض المحروسة و الامتحانات الإشهادية
هذا توصيف للمشكل


لكن هناك سبب أساسي و مركزي هو انعدام الرؤية حول المراد من التعليم
ماذا نريد من تعليم التلاميذ ؟
ماذا نريد أن يعرف التلميذ ؟
من هو التلميذ النموذجي الذي نريد الوصول إليه ؟

إما أن الرؤية منعدمة
أو هي موجودة و الواقع الحالي مقصود
لا أستطيع الجزم بشيء

فتلميذنا الحالي على العموم:
تلميذ بعيد عن التكوين الهادف القائم على مبادئ العلوم و منطق الأشياء و تدرج المفاهيم و البناء السليم للمعرفة
تلميذ ليس له الشخصية القادرة المتّزنة الواثقة و إنما التّائهة الضائعة المنجرّة لكلّ الموجات التي تصادفه
تلميذ ليست القيم و المبادئ السامية هي قدوته


و لا حول و لا قوة إلا بالله


فصناعة الغباء تتم على قدم و ساق

و التلاميذ ضحايا

و المدرسون ضحايا مع جانب من المسؤولية في تجسيد الوضعية و اقتراح العلاج و مقاومة الداء جهد المستطاع

و المجتمع كذلك ضحية مع جوانب من المسؤولية في تعريف الهيئات المدنية و توعية الرأي العام و الإعلام بخطورة مآل التعليم

سيدتي الفاضلة
لقد فتحت علينا مواجع كدنا ننساها مع نهاية الموسم الدراسي
نعايشها يوميا و نعاني عواقبها يوميا و في مجمل لحظات التدريس

وفق الجميع لِحُسْن التصرف في أداء دوره التعليمي و محاولة غرس بذرات سليمة و سقيها و رعايتها و لو بشكل جزئي و متقطع و في لحظات تدريسية مناسبة تقوي المناعة ضد الغباء و منطق الغباء
و السلام
بالتوفيق


الساعة الآن 22:30

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd