2013-06-11, 00:00
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | مصداقية البكالوريا : الرهان الأكبر... ولكن... | مصداقية البكالوريا : الرهان الأكبر... ولكن... يظل قطاع التعليم ببلادنا بمثابة ذلك الجرح الغائر الذي يستعصي أن يندمل - على الأقل في وقتنا الراهن – فها هي الوزارة الوصية على القطاع تتحفنا من جديد في هذه الأيام التي يقبل فيها أزيد من 480000 متعلم ومتعلمة من أبناءنا على استحقاقات البكالوريا، بجملة من القرارات والتدابير التي تستهدف صيانة وضمان مصداقية شهادة البكالوريا. من باب الموضوعية كذلك لا من باب التزكية والمجاملة الاعتراف بأهمية القرارات المتخذة من قبل الوزارة الوصية بشأن هذه الاستحقاقات . لكن إلى أي حد تبقى هذه الإجراءات كافية وقادرة على تحقيق الأهداف المرسومة على المدى المتوسط والبعيد ؟ في البداية كان لابد للإجراءات المتخذة أن تتم في إطار شمولي آخذة عين الاعتبار ظروف وآليات اجتياز الامتحانات من السلك الابتدائي حتى الثانوي . لا أقصد هنا غياب الإجراءات التنظيمية والتقنية، بل المراد هو ضرورة عمل الوزارة في اتجاه تصحيح بعض الإختلالات التي تعتري منظومتنا التربوية ، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : مشكل عتبة النجاح ، إعادة النظر في طريق تدبير البنية والخريطة المدرسية . دون أن ننسى معطى آخر نتحمل فيه نحن بعض الأساتذة مسؤولية كبيرة أما ضمائرنا أولا ثم أمام الله وأمام التاريخ ثانيا. معطى بالغ الأهمية و في غاية الخطورة وهي تساهل بعض الأساتذة في "الحراسة" تحت تأثير الخوف والتهديدات التي تلاحقهم خصوصا مع غياب الحماية القانونية الفعلية في غالب الأحيان، تورط البعض منهم تحت تأثيرات ذوي النفوذ كما حدث في مجموعة من الحالات في السنوات المنصرمة . بالإضافة إلى ذلك نجد بعض الأساتذة عديمي الضمير في السلك الابتدائي - دون تبرئة البعض الآخر في السلكين الإعدادي و الثانوي- يبتون سموم في نفسية الناشئة البريئة ، فيغرسون "قيم " الغش والمحاباة في نفسية الصغار بدعوى "مساعدتهم" على النجاح . هنا يطرح التساؤل : أليس من الممكن أن يصير الغش حق مكتسب بالنسبة لهؤلاء التلاميذ في المراحل الدراسية اللاحقة ؟ والى أي حد سيولد ذلك لدى المتعلمين ، بل لدى أسرهم ، نوع من العداء والحقد إزاء كل مدرس يقوم بواجبه في حراسة الامتحانات ؟ وهذا فيه انزلاق خطير للمجتمع وتحديدا عند الناشئة حيث تصير المفاهيم مقلوبة ، حينذاك نقع في أزمة قيم . تجد المتعلم يؤثث الصفحة الأولى من الدفتر بعبارات من قبيل " وقل ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري ..." أو " وقل ربي زدني علما ..." أو غيرها ، لكنه أثناء المراقبة المستمرة تكتشف أن صدره شرح لمختلف أساليب المكر والغش وبأحدث التقنيات أحيانا ... أليس في ذلك زعزعة لمنظومة القيم ؟ في إطار الحديث دائما عن الاختلالات ،لا يجب أن لا ننسى معضلة أخرى تنخر جسد المنظومة والمتمثلة في الساعات الإضافية. بكل تجرد وحياد ، فأنا ضد هذه الساعات الإضافية ومعها في آن واحد . ضدها عندما تكون وسيلة لابتزاز التلاميذ وأسرهم ، وحينما يكد ويجول الأستاذ ليلا ونهارا فيعود للقسم منهمكا فيقضي بما تبقى لديه من طاقة . لكن في المقابل لا سبيل للاعتراض عندما تكون غايتها المثلى دعم قدرات التلاميذ وتصحيح هفواتهم ، وعندما يكون المجهود المبذول خلالها متساويا لمثيله المبذول داخل القسم ؛ بل يصير الأمر إلزاميا أحيانا أخرى عندما يجد الأستاذ نفسه في بوثقة تضيق به سنة بعد أخرى، فيجد نفسه غير قادر على توفير سكن يحفظ له كرامته بأجرة محدودة وتحفيزات غائبة . عند هذا الحد تبدأ مسؤولية الوزارة والحكومة بوجه عام . فهل ما يقع فيه رجال ونساء التعليم من انزلا قات يتم بمحض إرادتهم ؟ أم أنه مكره أخوك لا بطل ؟ الجواب : الله والحكومة اعلم . أما بالنسبة لآفة الغش ، فمن المفروض أن تفكر الوزارة مليا في خطة و استراتيجية شاملة وبعيدة المدى لاستئصال الظاهرة من جذورها ، عبر تأسيس أندية بالمؤسسة لنفس الغرض ، مراجعة منظومة القيم في المناهج ، الاشتغال على تجارب نموذجية في بعض المؤسسات ، تسخير الإعلام وبشكل دوري لا موسمي ... إلخ. بدل الانكباب على الحلول الترقيعية التي تزيد الوضع التعليمي ببلادنا أكثر تأزما . ختاما، إذا كان المغرب- كما يردد دائما آل السياسة ببلادنا - يعيش مرحلة انتقال ديموقراطي ،فمن الممكن أن نؤسس لبداية انتقال حقيقي في السياسة التعليمة التي سئمت من كثرة الإصلاحات ، ونبدأ هذا الانتقال في مجال التربية والتعليم لان الرهان الحقيقي لكل إصلاح يرتبط بتغيير العقليات ، ولا يمكن لهذه الأخيرة أن تتبدل بدون نظام تربوي تطبعه الهشاشة .فأملنا كل الأمل أن تشرع الوزارة الوصية ومعها الحكومة في مرحلة جديدة تؤسس لنظام تعليمي قادر على رفع كل التحديات المطروحة ، بعيدا عن كل المزايدات ولغة الاطمئنان السياسي لأن طموحات أبناء هذا الوطن ، لاسيما أطافه الهامشية، تكبر موسما تلوى الآخر وجيلا بعد جيل. فقد لا نشكل الاستثناء دائما كما يتردد دائما على لسان أهل السياسة لأن الإكراهات و التحديات متعددة والإصلاحات تضل محدودة بقلم الاستاذ حسن حافظي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=652332 |
| |