منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المواضيع التربوية (https://www.profvb.com/vb/f300.html)
-   -   الغش في الامتحان …أو… بضاعتنا ردت إلينا (https://www.profvb.com/vb/t121808.html)

abo fatima 2013-06-09 09:36

الغش في الامتحان …أو… بضاعتنا ردت إلينا
 
الغش في الامتحان …أو… بضاعتنا ردت إلينا

” إن الفشل الكبير في التربية اليوم يرجع إلى إهمال مبدأ أساسي هام أن المدرسة ما هي إلا مجتمع صغير…..” الفيلسوف الأمريكي جون دوي
مع حلول موعد الإمتحانات الاشهادية وفي مقدمتها البكالوريا ، تسيطر أجواء قلق وتوتر على التلاميذ وعلى وذويهم على حد سواء ، نظرا لما يفتحه الحصول على شهادة الباكالوريا من آفاق مستقبيلة للتلاميذ ومن خلالهم لأسرهم ، ومع قدوم هذا الإستحقاق التربوي إذا صح التعبير يبدأ الحديث عن غول اسمه:” الغش ” اجبر الحكومة على الاجتماع ليلة الإمتحانات لإصدار قانون زجري،….

وطلع علينا السيد وزير التربية الوطنية بطلعته البهية ولهجته المراكشية في نشرة مسائية مفصلة للقناة الأولى ليتلو على مسامع الممتحنين والمتواطئين معهم ما ينتظرهم إذ هم ضبطوا بالجرم المشهود .وهذا – في اعتقادي – اعتراف ضمني قاطع على استفحال هذا الغول / الظاهرة كما تدل إجراءات آخر ساعة التي لجأت إليها الحكومة على أنها فضلت سلك سبيل العلاج على حساب الوقاية ،في الوقت لذي كان عليها أن تنظر في أسبابه لدرء مخاطره وتجنب مضاره .
لا يختلف اثنان ان الغش اصبح آفة من آفات المجتمع المغربي ، ولا يختلفان اثنان كذلك أنه يجب أن نعلم أبناءنا الاعتماد على أنفسهم وأن الامتحانات يجب أن تمر في أجواء تتسم بالمساواة وتكافؤ الفرص . نطلب من ابنائنا التلاميذ الإعتماد على أنفسهم خلال يوم أو بضع يوم من الإمتحان في حين أنهم عاش سنوات في المقعد الدراسي وهم يعيش التفرقة ويعيشون على مدار اليوم و الساعة التمييز في أقبح تجلياته ، فأمامه تعطى النقط لمن يدفع أكثر و على مرآى ومسمع منهم ومن أهاليهم يتردد رهط من الأساتذة من كل صنف ولون على بيوت زملائهم من ابناء الجيران لاعداده الإعداد الجيد ليوم الإمتحان .
كان على الحكومة الموقرة أن تصدر قانونا صارما يجرم الساعات الخصوصية وينزل أقسى العقوبات بمقترفيها ، كان على الحكومة أن تتأكد من ان التلاميذ قد تلقوا مناهجهم الدراسية كاملة غير منقوصة بسبب عدم توفر أساتذة مواد معينة أو بسبب هدم اكتمال بناء مؤسسة او… او…، كان على وزير التعليم –بمناسبة مروره الكريم في التلفزيون – أن يقارن بين ما يتلقاه تلاميذ التعليم الخصوصي وأقرانهم في التعليم العمومي وأن يعرج على ظروف اشتغال بعض الأساتذة في البوادي وفي بعض هوامش المدن .
سينجح الناجحون /المعروفون و بميزات جيدة جدا وبمعدلات عالية تقترب احيانا من الكمال ، بمفضل ما توفر لهم من إمكانيات ، وسيلتحقون بالمدارس والمعاهد العليا التي تنتظرهم داخل وخارج الوطن بل ان مناصبهم شغلهم مضمونة وفي انتظاهم ، وسيحصل كذلك بعض العباقرة من ابناء الفقراء على شهاداتهم بميزات مماثلة وهم قلة ، وستحصل الإغلبية من الممتحنين على شهادة الباكالوريا بميزة مقبول ، مقبولون ضمن حجافل المطرودين مقبولون للانضمام الى صفوف المفصولين ، هذا هو الواقع الذي ما يجب أن تناقشه الحكومة التي جاءت لتحارب الفساد -وتبحث له عن حلول .
الغش يا سيدي الوزير يبتديء قبل قاعة الامتحان ، والملتجؤون الى الغش يعتتبرون الامتحان مناسبتهم الوحيدة للانتقام لأنفسهم مما لحق بهم طيلة حياتهم الدراسية لماذا لا يلجؤون الى الغش وهم ضحاياه بامتياز ، لماذا لا يغشون ؟ والأستاذ يتصرف في استحقاقات التلاميذ كما يشاء ؟ لماذا لا وزبناء الساعات الخصوصية يطلعون على الفروض ويتدربون عليها خارج قاعا ت الدرس ويحصدون اعلى النقط والرتب ؟ وعندما يرفعون عقيرتهم بالاحتجاج يقف الكل ضدهم باعتبارهم مشاغبين ومحرضين وتجب معاقبتهم بل و يتم تنقيلهم إن لم يكن طردهم نهائيا ليكونوا عبرة لكل من سولت له نفسه ان يثور ضد الظلم ؟
لماذا لا يلجأ التلاميذ ألى الغش ؟ والحياة اليومية أمامهم غش في غش ، غش في الإنتخابات ، غش في الوظائف , غش في أثمنة السلع . غش في جودة المواد ؟ أليست المدرسة، ، بتنوع وظائفها حلقة الوصل النموذجية،بين الفرد والمجتمع ، وهل يمكن عزل هذا الكائن / التلميذ عن وسطه وبيئته، ألا تتأثر المدرسة تؤثر ؟ ، ألا تعتبر المدرسة آلية أساسية لترسيخ ثقافة وقيم المجتمع ؟ ألا تمثل المدرسة نموذج مصغرا للحياة الاجتماعية ؟
نطلب من التلميذ أن يكون ديمقراطيا وهو يعيش ببيع الأصوات بالمزاد العلني ، نطلب منه ان يكون صادقا وهو يصبح ويمسي على الحقائق مزيفة تستعرض أمامه يوميا فى الإعلام وكأنها حقيقة ساطعة . مظاهر الغش بكل مظاهره ثابت ومستقر ومستشري من قديم الزمن فى كل مؤسساتنا وفى كل عملياتنا اليومية التى نجريها : الانتخابية والتعليمية والزراعية والاقتصادية والصحية والدينية والعدلية..و .و..و هلم جرا ، الغش ليس سلعا استوردناها بل اننا ننتجها ونتفنن فيها ونطورها ، وما غش التلاميذ أثناء الامتحانات الا بضاعتنا وقد رُدت إلينا، هى إنتاجنا و إنتاج مدارسنا وبيوتنا وشوارعنا، وهو المنتج الوحيد الذى نكتفي منه ذاتيا ونصدر منه الفائض بامتياز.
هل يعلم السيد الوزير أن التنشئة الاجتماعية هي العملية التي تقوم بها المدرسة لإدماج الطفل في الإطار الثقافي للمجتمع عن طريقة توريثه أساليب التفكير و المعتقدات و العادات والتقاليد السائدة في المجتمع و ما يرتبط بها من أنماط سلوكية حتى تصير من مكونات شخصيته . اليس الغش نمطا سلوكيا سائدا ومستشريا صار من مكونات شخصية تلاميذتنا ، هل يمكن أن نتجاهل ان من أهم العوامل المدرسية التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل شخصية المربي مدرسا كان ام إدارايا او لي أمر فهم مصدر السلطة التي يجب طاعتها والمثل الأعلى الذي يتمثل به التلميذ وهم القدوة التي يقتدي بهم التلاميذ فهل كل المربين مسلحون بالمعرفة والفضائل الأخلاقية والاجتماعية. و لان التلاميذ مفطورون على حب التقليد فإن تأثيرهم تأثير كبير في بناء شخصية التلميذ اجتماعياً ونفسياً .
إن محاربة السلوكات السلبية وعلى رأسها الغش لا تتم فقط بالوعظ والإرشاد والوعد و الوعيد والتهديد باوخم العواقب بل ان المطلوب من كل من يعمل في المجال التربوي أن يكون قدوة في تصرفاته وتعاملاته اليومية مع التلاميذ . و يجب ان يأخذ تغيير السلوكات القبيحة ومحاربة الظواهر السلبية وفي مقدمتها الغش الأولوية القصوى في حياة جميع المسؤولين على التنشئة الاحتماعية سواء أساتذة أو اداريين او آباء أو حتى مواطنين غيورين على هذا الوطن, و أول ما يجب تغييره هو تغيير القدوات و النماذج التي يختارها أبناؤنا لأن لها التأثير الكبير في سلوكهم.

ذ.مولاي نصر الله البوعيشي

abo fatima 2013-06-09 13:12

الغش بين الواقع والمدرسة، من الأصل؟
 
الغش بين الواقع والمدرسة، من الأصل؟



تتعبأ حاليا، مختلف أجهزة التربية الوطنية، لامتحانات البكالوريا.لكن،أغلبنا،يدرك بأن هذه البكالوريا ،لم تعد لها من قيمة تذكر،علميا وتربويا و اجتماعيا.التقدير،ليس جزافيا،لكنه الواقع الفعلي،من يشي حقا بهذا المآل.
إبان زمن مضى،كان تلميذ البكالوريا،يتماهى كيانيا ووجدانيا،مع شتى ينابيع وأصول الثقافة البشرية،ويخوض يوميا في المربكات المعقدة لأعتى نصوص أفلاطون ونيتشه وماركس وسارتر وفوكو، إلخ،كما لو يستأنس بطوبوغرافية مدينته.آنيا،التلميذ نفسه، قدلايميز بين الحداثة تلفظا والحدث (نعم الحدث) كتابة،ويناقش الثاني باعتبارها الأولى.و إن عرف أينشتاين، سيختزله كسلا في يهوديته،ويفتي بعدم جواز قراءته.أما،السينما والمسرح والموسيقى والسوسيولوجيا والإبستيمولوجيا والأنتروبولوجيا، إلخ،فهي بالنسبة اليه،قارات سديمية لاعلاقة لها بالكرة الأرضية.
فقط،المسعى الوحيد الذي يصبو إليه بكل جوارحه،تلك الخربشة الرياضية المسماة عددا أو معدلا عاما،بحيث لاينبغي أن يقل في أسوأ الأحوال عن ستة عشر،وحبذا لو لامس سقف العشرين أو تجاوزه بالكثير.لذلك،اختزلت كل المنظومة العلمية والتربوية والإيتيقية،وانتهت إلى رقم تافه،بحيث إذا استطردنا في تعقب المتواليات،فالترقيم، يضمر اعترافا سهلا،أو بالأحرى تشيِؤا مرقما،وبشكل أسرع،ارتقاء مجتمعيا بغير مجهود،لكن بوجاهة أكثر من عادية.

بدورهم،القائمون على الأمور،لايهمهم من حكاية البكالوريا وماجاورها،غير تلك السيولة الكمية المتدفقة،والبيانات المنتفخة،التي تسوق إلى العالم الخارجي،صورة شعب قارئ بنهم،ونجاح المناهج المتبعة.لكن،بأية طريقة؟وكيف؟ ولماذ؟فتلك حدود ثورة ثقافية،تقتضي تغيرات مجتمعية وسياسية هيكلية،تعيد مساءلة علاقة المدرسة بالمجتمع؟
حينما،تساجل المقبل على امتحانات البكالوريا،بهكذا صراحة،يقطب حاجبيه ويقلص عضلات وجهه،مبديا امتعاضه الشديد من النبرة العجائبية،لأن الحقيقة الوحيدة التي يستسيغها ويتمرآها،هي بالطبع إقرار رسمي بشهادة كارطونية،ثم انتهى الأمر.أما،النجاح العلمي،وتشبع شخصيته بالمرجعيات الكونية،فهي أمور موكولة ربما إلى علماء اللغة السنسكريتية.
الجواب الجاهز لديه،كي يبرر تقاعسه وتماطله عن التثقيف الذاتي، وبالتالي الارتقاء بمستواه الأكاديمي،يكمن في عدم اكتراثه بتاتا بهذا المنحى،مادام يريد فقط اجتياز عتبة الاختبار،عبر البساط السحري،الذي تنسجه تقنية الغش أو \”رجولة\” الغش كما يردد،ضدا على الاجتهاد، الذي هو تطلع للضعفاء.لذا،فإرادة الغش،بمثابة إرادة للقوة،تمنحه حقا،بهذا الطريق الوحيد الأوحد،حتى لو كان فاقدا للشرعية.

يبرر،صاحبنا اختياره كما يلي :بما أن سكان هذا البلد، تحولوا إلى تهذيب معالم الغش رويدا رويدا،ولاأحد يؤدي دوره كما يلزم من الصدق والتفاني والوضوح،فصارت الكفاءة والتنافسية مجرد حكايات تليدة يرددها عجائز في حضرة أطفال بلهاء،إلخ، إلخ. إذن،لماذا يتحتم عليه هو المسكين؟أن يكد ويتعب،ويقدم نموذجا نقيا وسط هذه المساحات الهائلة من الرداءة واللامبالاة.
شعور،يتعاظم ويشتد عوده،لدى أبناء المناطق النائية،حيث التهميش والنسيان وقساوة الأوضاع،بكل ماتنطوي عليه الكلمات من دلالات.عدم استفادتهم،من الناتج القومي،وبقائهم ضمن ممكنات جغرافية السفاناla savane المقفرة،ونتيجة انعدام كلي لبنيات سوسيو-ثقافية،وفضاءات شبابية تهيئ لهم ألفة حيال عوالم الفكر.سياقات الفقر والحرمان والتجهيل،دفعتهم إلى الإجماع، على أن الغش حلال سماويا وأرضيا،لا لبس فيه،يستعيدون به حقا مهضوما وضائعا.
تحاول،التظاهر بمجاراة منطقهم السوفسطائي،الذي يعيدنا بكيفية غير مباشرة، إلى دوامة الأسبق أنطولوجيا :الدجاجة أم البيضة؟ومن تمة سؤال،أيهما يصنع أولا،الآخر :الفرد أم الواقع؟.توضح،لهم بأن الظفر بشهادة،مطلوب ومرغوب مطلقا شرعا وتشريعا،لكن الأهم تزكيتها وشرعنتها والتصديق عليها،ليس بخاتم وزاري،لكن الأسمى ذلك الرصيد المعرفي الذي ينبثق من جوفه مواطنا إشكاليا،قادرا على مجابهة مختلف التحديات السريعة التي يكشف عنها العالم المعاصر.وفي مستوى أعمق،عودة المدرسة إلى باطن المشروع المجتمعي.لكنهم،سرعان مايبترون وجهة نظرك،في منتصف الطريق،مساجلين بمستوى الخطاب الذي ينتجه أهل الحل والعقد.فكيف بهذا المسؤول أوذاك؟وماهي المرجعية العلمية،التي اهتدت بالمغرب إلى هكذا نخبة؟ثم،ماهو المعيار الحاسم قياسا لأوضاعنا :الجدارة العقلية حقا؟أم الطبقية والحزبية والوصولية والانتهازية والزئبقية والحربائية والانتخابوية والسياسوية؟أخيرا،مادرجة حضور المعرفي،في التداول المجتمعي؟
لقد، انتقل الغش من حالة معزولة جدا،تجلب لصاحبها مختلف أنواع الاحتقار والاشمئزاز والنفور،كي يغدو شعارات، بل، فلسفات مبررة ومتكاملة،تسوغ حاضر ومستقبل جيل، يؤمن أشد الإيمان بأن واقعنا كما يشتغل قد قضى على روح الجد والجدية والتعلم والابتكار والمبادرة.

مما لاشك فيه،أن هذا النقاش يطرح في أبعاده العامة،ماهية المدرسة المغربية،ونوعية القيم التي تتوخى تكريسها؟بمعنى،لماذا نريد الذهاب إلى المدرسة؟وماذا تشكله،فصول وحجرات الدراسة في مخيال الناشئة؟.فكلنا يعلم،بأن المدرسة،كما ارتقت لدى الأمم المتقدمة،استطاعت بفضل منظومة القيم( المواطنة، الوطنية،المثابرة،الانفتاح،الواجب،الحق،التسامح،الاع تزاز بالذات والانتماء،الاختلاف…) ،التي توحد حولها المجموعة،أن تصير في نهاية المطاف القيمة المثلى،الناسجة للحمة بناء،قد ينهار قاطبة، إذا تعثر تبلور اليسير من مكوناتها.
سعيد بوخليط





خادم المنتدى 2014-08-22 12:26

-***********************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك...
-************************-


الساعة الآن 03:28

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd